ولا تقولوا ثلاثة !

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

ولا تقولوا ثلاثة !

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: ولا تقولوا ثلاثة !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي ولا تقولوا ثلاثة !

    ولا تقولوا ثلاثة


    Do Not Say Trinity



    مقدمة

    الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مسبب الأسباب , ويا مفتح الأبواب , ويا دليل الحائرين , توكلت عليك يا رب العالمين , وأفوض أمري إلى الله, إن الله بصير بالعباد .

    أما بعد ,,
    فإن الله قضى بحكمته البالغة , أن يكون هو وحده جل وعلا المستحق للعبادة , فلا إله بحق موجود مستحق للعبادة إلا هو , وجعل شهادة التوحيد له بوابة الجنان , وجعل شهادة الشرك به بوابة النيران , ولما كانت شهادة التوحيد للكبير المتعال محك الإيمان وصدق الإعتقاد , لبس الشيطان على كثير من البشر أمر التوحيد لإبعادهم عن الصراط المستقيم , فظهر الشرك في الإعتقادات والنيات حتى وصل الأمر إلى أن أصبح الشرك يلقب بالتوحيد , ولا حول ولا قوة إلا بالله !
    لكن حجة الله قائمة على نفوس خلقه , بعد أن أرسل رسله بالهدى ودين الحق , وأنزل معهم الفرقان مبينًا للناس سبيل الشرك وسبيل توحيد الرحمن , فمن أنكر رسالاته , وجحد توحيده فهو متبع لهواه , فالشيطان قد أغواه !

    قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171.
    وهكذا كان النداء العالمي من قبل المولى جل وعلا للنصارى ومن على شاكلتهم مثالاً واضحًا على حجة الله القائمة على خلقه , فالنصارى ضلوا ضلالاً لم يبلغه أحد في وصفهم لذات الله تبارك وتعالى , فقسموه وثلثوه وفق أهوائهم - تعالى الله - !
    وجعلوا له أندادًا وأربابًا من دونه جل وعلا , وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا , لكنهم نسوا حظًا مما ذكروا به على لسان المسيح عليه السلام الذي نادى بالتوحيد وإفراد العبودية والربوبية لله وحده , فزعموا وزعمهم باطل أن الله ثلاثة , آب وإبن وحمامة !

    وفي هذه الرسالة التي سميتها " ولا تقولوا ثلاثة " نستعرض هذه العقيدة المسماة "التثليث" ونبين مدى تضاربها مع النقل والعقل والتاريخ على الترتيب .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي

    في بيان موقف الإسلام من عقيدة التثليث


    قال الله تعالى : {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً}النساء171 .

    قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى : ( ولا تقولوا إن الله سبحانه واحد بالجواهر ثلاثة بالأقانيم. واعلم أن مذهب النصارى مجهول جدًا ، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتًا موصوفة بصفات ثلاثة ، إلا أنهم وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات ، بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم ... وإلا لما جوزوا عليها أن تحل في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى ، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة قائمة بأنفسها ، وذلك محض الكفر ، فلهذا المعنى قال تعالى {ولا تقولوا ثلاثة انتهوا} .... وبالجملة فلا نرى مذهبًا في الدنيا أشد ركاكة وبعدًا عن العقل من مذهب النصارى ) ( التفسير الكبير 11 / 46 ) .

    وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره للآية : ( والنصارى مع فِرقهم مجمعون على التثليث ويقولون: إن الله جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم فيجعلون كل أُقنُوم إلهاً ويعنون بالأقانيم الوجود والحياة والعلم, وربما يعبّرون عن الأقانيم بالأب والإبن ورُوح القُدُس فيعنون بالأب الوجود, وبالروح الحياة , وبالإبن المسيح, في كلام لهم فيه تخبط بيانه في أصول الدين ) .

    وقال شيخ ابن تيمية رحمه الله : ( فقد نهى النصارى عن الغلو في دينهم , وأن يقولوا على الله غير الحق .... وأمرهم أن يؤمنوا بالله ورسله . فبين أنه رسوله ( أي المسيح عليه السلام ) , ونهاهم أن يقولوا ثلاثة , وقال : انتهوا خيرًا لكم إنما الله إله واحد ) ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 2 / 251 ) .

    وقال تعالى : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73 .

    قال القرطبي رحمه الله : (وذلك أنهم يقولون : إن الإبن إله والأب إله وروح القدس إله ) .

    إن الإسلام الحنيف قد بَيـِّنَ حقيقة التوحيد ومنافاة عقيدة التثليث للتوحيد , فالقول بالتثليث هو محض الكفر والشرك بالله , فهو ذريعة عظيمة لعبادة من سوى الله تبارك وتعالى , كعبادة النصارى للمسيح وللروح القدس بحجة أنهم أجزاء الله – تعالى الله في علاه - .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وقولهم - أي النصارى - : فالإله واحد , خالق واحد , رب واحد , هو حق في نفسه , لكن قد نقضوه بقولهم في عقيدة إيمانهم : " نؤمن برب واحد , يسوع المسيح ابن الله الوحيد , إله حق من إله حق , من جوهر أبيه , مساو الأب في الجوهر " . فأثبتوا هنا إلهين , ثم أثبتوا روح القدس إلهًا ثالثًا , وقالوا إنه مسجود له , فصاروا يثبتون ثلاثة آلهة , ويقولون : إنما نثبت إلهًا واحدًا , وهو تناقض ظاهر , وجمع بين النقيضين : بين الإثبات والنفي .
    ولهذا قال طائفة من العقلاء : إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى , وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا , بل تكلموا بجهل , وجمعوا كلامهم بين النقيضين , ولهذا قال بعضهم : لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولاً . وقال آخر : لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم لقال الرجل قولاً , وامرأته قولاً أخر , وابنه قولاً ثالثًا ) ( الجواب الصحيح 2 / 27 ) .


    يتبع .......
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    102
    آخر نشاط
    18-11-2006
    على الساعة
    09:56 PM

    افتراضي

    اقتباس
    ولهذا قال طائفة من العقلاء : إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى , وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا , بل تكلموا بجهل , وجمعوا كلامهم بين النقيضين , ولهذا قال بعضهم : لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولاً . وقال آخر : لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم لقال الرجل قولاً , وامرأته قولاً أخر , وابنه قولاً ثالثًا ) ( الجواب الصحيح 2 / 27 ) .



    باااااااااااااااارك الله فيك .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إسلامي الى يوم الدين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي

    التثليث والإيمان بثلاثة أقانيم


    يقول العُـنصري / عزت أندرواس في موسوعته " موسوعة تاريخ أقباط مصر " على شبكة المعلومات الدولية موضحًا قانون الإيمان عندهم : ( دستور الإيمان الذى يؤمن به المسيحيين في العالم كله وأقرته المجامع المسكونية لكنائس العالم النيقاوي القسطنطيني والأفسسي :
    الإيمان : بالحقيقة أؤمـن .
    الإله الآب : بإله واحـد,الإله الآب , ضابط الكـلّ.
    الخـلق : خـالق السماء والأرض , ما يُرى وما لا يُرى .
    يسوع المسيح : وبرب واحد يسوع المسيح, ابن الله الوحيد, المولود من الآب قـبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق , مولود غـير مخلوق, واحـد مع الآب في الجوهـر, الذي به كان كل شيء , الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء .
    التجسد : وتجسّد من الروح القـدس ومن مريم العـذراء, وتأنّس .
    الفـداء : وصُلِب عـنّا عـلى عهد بيلاطس البنطي , وتألّم , وقُـبر , وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب , وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب .
    الدينونة : وأيضًا يأتى في مجده ليدين الأحياء والأموات , الذى ليس لملكه إنقضاء .
    الروح القدس : نعم أؤمن بالروح القدس, الرب المحيى, المنبثق من الآب قبل كل الدهور.
    الثالوث القدوس : نسجد له ونمجده مع الآب والإبن, الناطق في الأنبياء .
    الكنيسة : وبكنيسة واحدة , مقدسة , جامعة , رسولية .
    المعمودية : وأعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا .
    القيامة : وأنتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي .
    هـذا هو الدستور ( القانون ) للإيمان وُضع عـلى مراحـل حسب ظهـور الهرطقات في الأزمنة القديمة واضطـرار الكنيسة للدفاع عـن إيمانها فإجتمع رأيهم على إصدار هذا القانون بحيث يعتبر من لا يؤمن به لا يعتبر مسيحياً ...وقـد سُمّى بالنيقاوي القسطنطيني لأن قسمـًا منه وُضع في المجمـع المسكوني الأول الذي انعـقد عام 325 م في نيقـية, ثم أُكمـل الجزء الأخير منه في المجمـع المسكوني الثاني الذي انعقد عام 381م في القسطنطينية ) .

    وجاء في كتاب " خلاصة تاريخ المسيحية في مصر " : ( كنيستنا المستقيمة الرأي التي تسلمت إيمانها من كيرلس وديسقوروس , ومعنا الكنائس الحبشية , والأرمنية والسريانية الأرثوذكسية , تعتقد أن الله ذات واحدة مثلثة الأقانيم , أقنوم الآب , وأقنوم الإبن , وأقنوم الروح القدس , وأن الأقنوم الثاني إي أقنوم الإبن تجسد من الروح القدس , ومن مريم العذراء , مصيرًا هذا الجسد معه واحدًا وحدة ذاتية جوهرية منزهة عن الإختلاط والإمتزاج والإستحالة بريئة من الإنفصال وبهذا الإتحاد صار الإبن المتجسد طبيعة واحدة من طبيعتين , ومشيئة واحدة ) ( الصلب والثليث في ميزان الإسلام ص 10 ) .

    ويقول مقدس النصارى " أثناسيوس الرسولي " والملقب بحامي الإيمان في قانونه الأثناسي الشهير : ( إن للآب أقنومًا متميزاً والإبن أقنومًا متميزا ً، والروح القدس أقنوما متميزا كذلك. ولكن الآب والإبن والروح القدس لاهوت واحد ، ومجد متساوي ، وجلال أبدي ، الآب غير محدود والإبن غير محدود ، والروح القدس غير محدود ، لكن ليسوا ثلاث آلهة غير محدودين ) .

    ويقول الأسقف / ألكسندر ميل ينت في كتابه " مباديء الإيمان الأرثوذكسي " ص 3 : (نحن نؤمن بأن الله واحد في جوهره وهو ثالوث في وحدانية ( الحقيقة أن الله ثالوث هو الآب والإبن والروح القدس ) الآب والإبن والروح القدس هو ثالوث واحد في الجوهر غير منقسم ولا منفصل. الآب لم يولد ولم ينبثق عن أحد , الإبن خالد وُلِدَ من الآب , والروح القدس خالد ومنبثق عن الآب.
    نؤمن بأن كل أشخاص الثالوث القدوس متساوون في الكمال والقوة والعظمة. ونحن نؤمن بأن الآب إله تام والإبن إله تام والروح القدس إله تام ولذلك في الصلوات, نعظم وبتوافق الآب والإبن والروح القدس كإله واحد ) .

    ويقول نخبة من خدام الإنجيل في مقدمة كتابهم " ما معنى المسيح ابن الله ؟ " ص 6: ( ولا تناقض بين الوحدانية وبين ما يسمى في المسيحية بالأقانيم , لأن الله واحد في جوهره وجامع في أقانيمه , وتعلن المسيحية أن عدد الأقانيم ثلاثة : الآب والإبن والروح القدس (متَّى 28 : 19) لا ثلاثة آلهة بل إله واحد , جوهر واحد , لاهوت واحد . ثلاثة أقانيم متحدون بغير امتزاج ومتميزون بغير انفصال كل أقنوم أزلي , أبدي , غير محدود , لا يتحيز بمكان أو زمان ,كلي العلم , كلي القدرة , كلي السلطان , لأن الأقانيم ذات واحدة ) .

    وتعتقد الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بأن للأقنوم الثاني طبيعتين ومشيئتين مخالفة بذلك الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية والحبشية والسريانية , من هذا ترى أن الكنائس كلها تعتقد التثليث , وهذا موضع اتفاق , ولكن موضع الخلاف بينهما هو العنصر الإلهي في المسيح ( زعمًا ) , أهو للجسد الذي تكون من روح القدس ومن مريم العذراء الذي باختلاطه بالعنصر الإلهي صار طبيعة واحدة (من طبيعتين) ومشيئة واحدة , أم أن الأقنوم الثاني له طبيعتان ومشيئتان ؟!
    لذلك لما رأى البروتستانت أن بيان علاقة الإتحاد لا يخلو من الفساد البـيِّن تركوا آراء الأسلاف وعجزوا أنفسهم واختاروا السكون عن بيانها وعن بيان العلاقة بين الأقانيم الثلاثة .

    وسوف نبحث هذه العلاقة عند مناقشتنا أدلة النصارى العقلية على التثليث .


    يتبع .....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي

    أدلة النصارى النقلية على عقيدة التثليث


    من الطبيعي والمتوقع ونحن نتحدث عن أهم عقائد النصرانية ، أي التثليث أن نجد ما يؤصله في عشرات النصوص الواضحة والواردة على لسان الأنبياء ثم المسيح ثم تلاميذه من بعده بأعلى مراتب التواتر والصحة .لكن عند التصفح الدقيق لما بين دفتي الكتاب المقدس فإنا لا نجد الدليل الصريح الذي نبحث عنه ، لا في العهد القديم ، ولا في العهد الجديد .


    1- النصوص التوراتية وعقيدة التثليث

    تعلق النصارى ببعض النصوص التوراتية وزعموا أنها إشارات إلى التثليث , منها استخدام بعض النصوص صيغة الجمع العبري (ألوهيم) عند الحديث عن الله كما في مقدمة سفر التكوين : " في البدء خلق الله السماء والأرض" (التكوين1/1)، وفي النص العبري"ألوهيم" أي: (الآلهة) , ومثله في استخدام ما يدل على الجمع في أفعال منسوبة لله كقول التوراة أن الله قال: "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" (التكوين11/7).

    ومن الإشارات التوراتية أيضاً لتثليث الأقانيم قول الملائكة : " قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود" (إشعيا6/3)، فقد كرر ذكر كلمة قدوس ثلاث مرات، ومثله قالت الحيوانات التي رآها يوحنا في رؤياه: " قدوس، قدوس، قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء" (الرؤيا 4/8) .

    وبداية يعترف النصارى بأن ليس في هذه النصوص ما نستطيع أن نعتبره دليلاً صريحاً على التثليث الذي تنقضه النصوص التوحيدية الصريحة في العهد القديم والتي سيأتي بيانها ، كما لم يفهم سائر قراء العهد القديم شيئاً عن تلك التي يعتبرها النصارى إشارات على التثليث. ويعترف بذلك القس بوطر في رسالته الصغيرة " الأصول والفروع " ، فيقول : ( بعدما خلق الله العالم ، وتوج خليقته بالإنسان لبث حيناً من الدهر لا يعلن له سوى ما يختص بالوحدانية كما تبين ذلك من التوراة على أنه لا يزال المدقق يرى بين سطورها إشارات وراء الوحدانية ، لأنك إذ قرأت فيها بإمعان تجد هذه العبارات "كلمة الله" أو "حكمة الله" أو "روح الله" ولم يعلم من نزلت إليهم التوراة ما تكنه هذه الكلمات من المعاني , لأنه لم يكن قد أتى الوقت المعين الذي قصد الله فيه إيضاحه على وحه الكمال والتفصيل, ومع ذلك فمن يقرأ التوراة في ضوء الإنجيل يقف على المراد ، إذ يجدها تشير إلى أقانيم اللاهوت " .

    وهنا يتساءل المرء لم ألغز الله تثليث أقانيمه عن موسى وبني إسرائيل ؟ ، ولم كان سببًا لضلالهم بما أوحاه لهم من نصوص موحدة تنفي عقيدة التثليث ؟ ، وهل سيغفر لهم ولغيرهم أنهم لم يهتدوا إلى حقيقة المراد من هذه الألغاز؟!

    لقد نظر المحققون فيما أسمته النصارى إشارات التوراة ، فوجدوا من النصارى لها تمحلاً لا تقبله الأذواق السليمة ، ولا ترتضيه دلالات الكلام وتناسق السياق.إن غاية ما يمكن أن تدل عليه هذه النصوص تعدد الآلهة ، من غير تحديد لها بالتثليث أو التربيع أو غيره.والجمع الوارد في مثل قوله: (ألوهيم، هلم ننزل ونبلبل) هو جمع تعظيم لا يفيد الكثرة ، وقد اعتادت الأمم التعبير عن عظمائها باستخدام جمع التعظيم ، فيقول الواحد: نحن، ورأينا، وأمرنا، ومقصده نفسه، ولا يقهم منه مستمع أنه يتحدث عن ذاته وأقانيمه الأخرى.

    واستخدام صيغة الجمع للتعظيم لا العدد معروف حتى في الكتاب المقدس ، وله صور منها قصة المرأة التي رأت روح صموئيل بعد وفاته ، فعبرت عنه باستخدام صيغة الجمع ، تقول التوراة: " فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم..فقالت المرأة لشاول: رأيت آلهة يصعدون من الأرض ، فقال لها: ما هي صورته؟ فقالت: رجل شيخ صاعد ، وهو مغطي بجبّة. فعلم شاول أنه صموئيل" (صموئيل (1) 28/12-14) ، فقد كانت تتحدث عن صموئيل ، لقد رأته على هيئة رجل شيخ، وتستخدم مع ذلك صيغة الجمع (آلهة)، فالجمع لا يفيد العدد بالضرورة.

    وعندما عبد بنو إسرائيل العجل ، وهو واحد سمته التوراة آلهة مستخدمة صيغة الجمع في ثلاثة مواضع ، تقول: " فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل، وصنعه عجلاً مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر....صنعوا لهم عجلاً مسبوكاً، وسجدوا له، وذبحوا له، وقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (الخروج 32/4-8)، ويمضي السفر ليؤكد أصالة استعمال الجمع الذي يراد منه الواحد، فيقول: "رجع موسى إلى الرب، وقال: آه قد أخطأ هذا الشعب خطية عظيمة وصنعوا لأنفسهم آلهة من ذهب" (الخروج 32/31).ومثله تجد هذا الاستخدام عند المسلمين كما في قول الله عز وجل : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9، فالمقصود هو الله الواحد العظيم.

    هذا وقد كان لي حديثًا مع نصراني عن التثليث في وجود بعض ممن يجيدون اللغة العبرية, فزعم وزعمه باطل أن التثليث له أصل في العهد القديم , فقال لي : ( في البدء خلق الله السموات والارض ( تكوين 1 : 1) , وتأتي كلمة ( الله ) في اللغة العبرية ( إلوهيم ) ومعناها ( آلهة ) بصيغة الجمع وتسبقها ( خلق ) بصيغة المفرد ؟! مع العلم ان اللغة العبرية ( مثلها مثل كل اللغات السامية القديمة ) ليس فيها الجمع للتفخيم ؟!
    فقلت له : ويستمر التدليس ! , وحتى لا نلقي بعضنا البعض بالحجارة , فنحن نتحدث عن لغة , أليس كذلك ؟ , لغة تحكمها تراكيب ومصادر ومعاجم وقواميس , ولا دخل للهوى أو للإدعاءات فيها , لذا أنا أناشد وأطلب من كل من له علم باللغة العبرية أن يؤيد الأستاذ فيما قاله إذا كان صحيحًا , وبالفعل عجز الحاضرون عن الرد والتأييد , ثم قلت له : في مناظرة العلامة ديدات مع قسيسكم أنيس شورش والتي كانت بعنوان ( هل المسيح هو الله ؟ ) قال شورش نفس ما ادعايته أنت , فقام العلامة ديدات بإفحامه واعطائه من الحجج ما جعل القس أنيس يصمت عن دعواه إلى نهاية المناظرة , ولم يجرؤ حتى أن يدافع عن موقفه , وبَـيَّنَ ديدات- رحمه الله – أن جمع التعظيم موجود في العبرية كما في العربية , ولم يستطع أحد أن يفتح فمه بكلمة تنقض دعوى ديدات !

    وأما التكرار ثلاث مرات في قول الملائكة أو حيوانات رؤيا يوحنا وأمثال ذلك " قدوس , قدوس , قدوس " ، فلا يصلح في الدلالة في شيء . فلو اطرد الإستدلال على هذه الكيفية فلسوف نرى تربيعاً وتخميساً وغير ذلك من التعداد للآلهة ، فلئن وردت كلمة "قدوس" مثلثة مرتين في الكتاب المقدس ، فإنها وردت مفردة نحو أربعين مرة ، وإنما يراد من التكرار التأكيد كما في نصوص إنجيلية وتوراتية كثيرة ، منها قول اليهود: " فصرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه" (لوقا 23/21)، ونحوه في سؤال المسيح لبطرس ، فقد كرره ثلاث مرات : " فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ قال له: نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك... قال له أيضاً ثانية: يا سمعان بن يونا أتحبني؟... قال له ثالثة: يا سمعان بن يونا أتحبني؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة : أتحبني" (يوحنا21/15-17).

    يتبع .......
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي


    2- النصوص الإنجيلية وعقيدة التثليث

    ويرى النصارى أن ثمة أدلة على التثليث في أسفار العهد الجديد أصرح وأوضح من تلك التي وردت في التوراة منها أنه : " لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً: هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به" (متَّى 3/16-17).فقد جمع النص الآب والإبن الحبيب والروح النازل مثل الحمامة . ومثله يقول بولس: "بنعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين" (كورنثوس (2)13/14).

    لكن المتأمل في نص متَّى يضرب من العجب كفًا بكف لأنه يرى ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء والأعمال فكيف بعد ذلك يقال عنها بأنها وحدة واحدة؟! , فليس في الكتاب المقدس سوى نصين فقط ذُكر فيهما عناصر التثليث الثلاث جنباً إلى جنب ، وهما نص الشهود الثلاثة في رسالة يوحنا الأولى وخاتمة إنجيل متَّى .


    * نقد الإستدلال بنص الشهود الثلاثة على التثليث

    وهو أول النصين وأصرحهما ، وهو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى في قول يوحنا: " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم الواحد" (يوحنا(1) 5/7).

    وعلماء النصرانية قد اعترفوا أن هذا النص محرف ودخيل على الكتاب المقدس ولم يعرفه المسيحيون الأوائل كنص أو كعقيدة ولذلك أزالوه من جميع الترجمات والنسخ الحديثة بشتى اللغات ، فكما وضعوه بأيديهم أزالوه أيضًا بأيديهم !

    يقول المعلقون على النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس الصادرة عن دار المشرق ص 764 في مقدمتهم للرسالة الأولى ليوحنا ما نصه :
    " ولكن هناك فقرة كانت في الماضي موضوع مناظرة مشهورة . ومن الأكيد أنها غيرمثبتة. إنها جملة معترضة وردت في 5 : 6-8 ، وهي التي بين قوسين في هذه الجملة (الذين يشهدون هم ثلاثه في السماء وهم الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون هم ثلاثة في الأرض الروح والماء والدم ، وهؤلاء الئلاثة هم متفقون ) . لم يرد هذا النص في المخطوطات في ما قبل القرن الخامس عشر ، ولا في الترجمات القديمة ، ولا في أحسن أصول الترجمة اللاتينية ، والراجح أنه ليس سوى تعليق كُتب في الهامش ثم أُقحم في النص في أثناء تناقله في الغرب " .

    ويقول القس /جون ستون صاحب " التفسير الحديث للكتاب المقدس " ما نصه :

    " هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقًا إو إضافة بريق ولمعان ويشبهها في ذلك عبارة في الأرض في العدد الثامن ويدعو "بلمر" هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة في عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد في أي مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت في مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمي إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها ايرازمس في الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد . ولا شك أن كاتب تأثر بالشهادة المثلثة التي في العدد الثامن وفكر في الثالوث لذلك اقترح شهادة مثلثة في السماء أيضًا والواقع أن تحشيته ليست موفقة , فالإنجيل لا يعلم أن الآب والإبن والروح القدس يشهدون جميعًا للإبن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للإبن عن طريق الروح القدس ".( التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 141 ) .

    لقد أُزيل هذا النص من الترجمات العربية الحديثة مثل الترجمة اليسوعية الكاثوليكية والترجمة العربية المشتركة , أما في الترجمة التفسيرية الحديثة للكتاب المقدس والمعروفة باسم " كتاب الحياة " فتارة يقوم علماء المقدس بحذف النص محل البحث نهائيًا وتارة يقومون بوضعه بين قوسين , ومعروف عند علماء نقد النصوص الكتابية أن النص الموضوع بين الأقواس ليس له وجود في أقدم المخطوطات إنما هو حاشية تفسيرية أضافها الناسخ بيده للمتن !

    أما الترجمة العربية لنسخة الملك جيمس التي تُعرف بإسم " الفانديك " والتي تعد أشهر ترجمة عربية وأكثرها تداولاً فلا يزال النص فيها !


    * نقد الإستدلال بخاتمة إنجيل متَّى على التثليث

    وأما النص الثاني فهو ما جاء في خاتمة إنجيل متَّى من أن المسيح قبيل صعوده إلى السماء "كلمهم قائلاً: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين" (متَّى 28/ 18-20).

    وأول نقد يتوجه لهذه الفقرة أنها رغم أهميتها لم ترد في الأناجيل الثلاثة الأخرى التي اتفقت على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش. فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر التثليث فلم يذكره سوى كاتب إنجيل متَّى .

    هذه الفقرة دخيلة ومحرفة إذ يقول علماء الكتاب المقدس : ( وقيل إن هذه الكلمات لم تكن أساسًا جزء من النص الأصلى لإنجيل متَّى لأن يوسيبيوس اعتاد في كتاباته أن يقتبس متَّى 28 : 19 في صيغتها المختصرة : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى " ) ( التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 462 ) .

    وجاء في دائرة المعارف البريطانية (1929 , الطبعة الرابعة عشر جـ13, صفحة 23 ) : (وهذا واضح ومسلم لدى الناقدين العادلين الأحرار أن سند كلمة أو جملة " تعميد التثليث " لم يصل إلى اليسوع ) .

    إن الفقرة محل البحث حتى وإن ثبت صحتها ليس بها أدنى فكرة عن التثليث , فعقيدة التثليث كما بيِّنا تشير إلى أن الآب إله والإبن إله والروح القدس إله وأنهم ليسوا ثلاثة إلهه بل إله واحد , فهم أقانيم ذاتية متميزة غير منفصلة لذات إلهية واحدة على حد زعم النصارى , فأين نجد هذه العقيدة على لسان المسيح عليه السلام في الأناجيل أو في النص محل البحث ؟!

    إن الفقرة محل البحث ليست إلا مباركة جاء مثلها في رسالة بولس إلى تيموثاوس: "أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين…" (تيموثاوس(1) 5/21) فإن أحداً لم يفهم من النص ألوهية الملائكة أو أنهم الأقنوم الثالث ، وما يقال في نص بولس يقال في نص إنجيل متَّى !

    فإنه ليس في الفقرة ما يسلم بأنها حديث عن ثالوث أقدس اجتمع في ذات واحدة ، بل هي صريحة في أن كل واحد من هذه الثلاثة هو غير الآخر تماماً لأن العطف يقتضي المغايرة ، والمعنى الصحيح : "اذهبوا وتلمذوا وعمدوا باسم الله ورسوله عيسى والوحي المنزل عليه بتعاليم الله عز وجل" , هذا هو معنى الفقرة الذي لا غضاضة فيه ولا ينكر معناه إلا مماحك , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( بل ظاهر هذا الكلام أن يعمدوهم باسم الآب الذي يريدون به الرب , والإبن الذي يريدون به في لغتهم المربي , وهو هنا المسيح , وهو الروح القدس الذي أيد الله به المسيح من الملك والوحي وغير ذلك, وبهذا فسر هذا الكلام من فسره من أكابر علمائهم ) ( الجواب الصحيح 2/110).

    وهذا الأسلوب في التعبير معهود في اللغات والكتب وقد جاء في القرآن الكريم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136. وغير ذلك من الآيات القرآنية.

    فأين الإدعاء أن الثلاثة واحد , أو أن الثلاثة يمثلون أقانيم متوحدة في الجوهر أو أن الثلاثة يمثلون تركيب الإله ؟! , لقد عاش المسيح عليه الصلاة والسلام يكرز ويبشر لدعوة التوحيد طيلة عمره لذا تجدها واضحة جليه فيما تبقى من تعاليمه الصحيحة بالأناجيل , ولو كان التثليث دعوته , لرأينا ذلك التعليم مبينًا بأقصى درجات الوضوح والشفافية , ولكننا لم نره ولن نره , إذ كيف يبشر المسيح بعقيدة وهو لا يعلم عنها شيئًا , بل أقرت هذه العقيدة المجامع الكنسية بعد رفعه عليه السلام بمئات السنـين ؟!

    يقول القمص المطموس / زكريا بطرس في كتابه " الله واحد في ثالوث " في ص 8 : (قال السيد المسيح لتلاميذه : " اذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب والإبن والروح القدس " . فالواحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم ولم يقل بأسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء ) .

    وقد رد على هذا المطموس أحد أساتذتنا فقال: ( القمص ومن ينخدع بكلامه يريد أن يقول أن ورود كلمة اسم بصيغة المفرد يثبت وحدانية الثالوث , ونبحث في الكتاب المقدس نجد أن كلام القمص لا يصمد أمام هذه النصوص من كتابه المقدس :

    النص الأول التكوين 48 : 66 : ( وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ ) . لاحظ هنا أن ( إسم ) مفرد منسوبة إلى أخوين هل معنى ذلك أن هناك وحدة بين هذين الأخوين ؟!

    النص الثاني التثنية 7 : 24 : (24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ ) .لم يقل النص ( اسمائهم ) بل قال ( اسمهم ) بالمفرد هل معنى ذلك أن هؤلاء الملوك واحد ؟

    النص الثالث التثنية 9 : 14 : ( 14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ ) . الحديث عن شعب كامل ولكن النص يذكر اسمهم بالمفرد وليس اسمائهم هل معنى هذا أن الشعب واحد ؟!

    النص الرابع يشوع 23 : 7 : (7حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا) , هنا الكارثة الكبرى آلهة كثيرة يعبدها كفار يذكر النص اسمهم بضيغة المفرد , فلو طبقنا قاعدة القمص فهذا النص دليل على وحدانية هذه الآلهة !


    يتبع .....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي

    يتبع .......
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيده ; 17-10-2006 الساعة 04:59 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيراً اخي في الله "أبو عبيده"
    هل جهل القرآن فكرة التثليث للآلوهية ؟
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=585
    .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي

    الأدلة النقلية على عقيدة التوحيد


    1- النصوص الموحدة في العهد القديم

    تتلألأ دعوة التوحيد في العهد القديم ، وتنطق بها النبوات ، وتكثر حولها وصاياهم لأنها دعوتهم الحقيقة ، وتتسابق النصوص وهي تؤكد أصالة هذا المعتقد ، منها :

    - ما جاء في سفر التثنية من وصايا موسى التي كتبها الله لموسى على لوحي الحجر، وأر بين إسرائيل بحفظها، وجاء المسيح بعده فأكد عليها : "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك، ولتكن هذا الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك، وقُصّها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يديك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (التثنية 6/4-9).

    - " أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (التثنية 5/6).

    - ومنها وصية الله لموسى وبني إسرائيل: " أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك إلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة ما ، مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض" (الخروج 20/2-4).

    - وجاء في مزامير داود: " كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب ويمجدون اسمك، لأنك عظيم أنت، وصانع العجائب. أنت الله وحدك" (مزمور 86/9-10) هو وحده الله، وليس يشاركه في اسمه أو ألوهيته أحد، بما في ذلك المسيح عليه السلام.

    - وجاء في إشعيا: " يقول الرب:…قبلي لم يصور إله، وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص، أنا أخبرت وخلصت و…" (إشعيا 43/10-12).

    - و"أيها الرب إلهنا خلصنا من يده، فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب وحدك" (إشعيا 37/20).

    - "أنا الرب صانع كل شيء، ناشر السماوات وحدي باسط الأرض، من معي؟!" (إشعيا 44/ 24)، فأين هذا ممن جعل الواحد ثلاثة ، وأوكل الخلق إلى غيره؟!

    - "أنا الرب وليس آخر، لا إله سواي" (إشعيا 45/5).

    - وجاء في نبوة إشعيا : " يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيري.
    ومن مثلي ينادي، فليخبر به ويعرضه لي.. هل يوجد إله غيري، ولا صخرة لا أعلم به" (إشعيا 44/6-9).

    - ومثله كثير في أسفار العهد القديم (انظر ملاخي 2/10، ملوك(1)8/27، …).


    2- النصوص الموحدة في العهد الجديد

    بعيدًا عن تلك الفكرة المفترضة عن ذات الله , أعطانا المسيح ما له وما عليه , ففي إنجيل مرقس لما سأله واحد من الكتبة قائلاً ( أية وصية هى أعظم الكل ؟ ) فأجاب مصرحًا بما يؤمن به وبما بعث به وله عليه الصلاة والسلام قائلاً : ( إن أول الوصايا هى اسمع يا اسرائيل : الرب إلهنا اله واحد . وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هى الوصية الأولى ) مر 12 : 28 - 34 .

    إن الداعي إلى دعوة أو إلى عقيدة ما سرعان ما يحمى صدره متلفظًا بها كلما أُتيحت له الفرصة للبوح بها ,فلماذا لم يدعو المسيح عليه الصلاة و السلام الناس إلى ذلك التثليث إذا كان قد جاء من أجله ؟ , أربع أناجيل ولا يوجد فيها تعليم واحد مع شرحه لعقيدة نسبت إليه عليه الصلاة والسلام , بل نسب هو إليها لأنه ضلع فيها !

    وكذا جاءت أسفار العهد الجديد تؤكد تفرد الخالق بالألوهية والربوبية وتذكر ذلك على لسان المسيح وحواريه.

    - يقول المسيح: " ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد، الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح". (متَّى 22/9-10).

    - ومن ذلك أيضاً ما جاء في إنجيل متَّى: " وإذا واحد تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (متَّى 19/17).

    - وكذا قول المسيح : " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 17/2-3) ، فليس من إله على الحقيقة إلا هو تعالى، سبحانه.

    - ولما جرب الشيطان يسوع وقال له: " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متَّى 4/10، ومثله في لوقا 4/8).

    - وقال المسيح لليهود : " أنتم تعملون أعمال أبيكم.فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله. فقال لهم يسوع: لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني ، لأني خرجت من قبل الله وأتيت ، لأني لم آت من نفسي، بل ذاك أرسلني" (يوحنا 8/41-42).

    - وقد شهد الجميع أنه بشر نبي من عند الله : " أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه" (لوقا 7/13).
    وأيضًا : " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم" (يوحنا 6/14) , وأيضًا : " ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة : من هذا , فقالت الجموع : هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل "( متَّى 21 : 10-11 ) .

    - وساوى المسيح بينه وبين الناس لكيلا يتقولوا عليه الباطل , فيقولون أنه إله أو ابن إله : "إني ذاهب إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنا 20/17).وبَـيَّنَ مكانته الحقيقة في العديد من المناسبات : " انه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مُرسله " ( يوحنا 14 : 16 ) , وقال : " الله لم يره أحد قط " ( يوحنا 1 : 18 ) .وقال أيضًا :" أبي أعظم مني " ( يوحنا 14 : 28 ) . إذًا فهو ليس مساو لله في الجوهر ولا هو إله حق من إله حق .

    لقد بـَيَّنَ المسيح أن الله ذات , وأن المسيح ذات أخرى , فهما اثنان وليسا واحدًا , ومحال أن يكون الإثنان واحدًا . فلقد قال للفريسيين : ( في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق : أنا هو الشاهد لنفسي . ويشهد لي الآب الذي أرسلني )( يو 8 : 17 -18) , إن هذا القول واضح تمامًا لدرجة أنه لم يعد يقبل أي تعليق !

    كذلك بَـيَّنَ المسيح أن لله مشيئة , وللمسيح مشيئة أخرى , وهو ككل عبيد الله الصالحين يجاهد دائمًا لتتطابق مشيئته مع مشيئة الله . وتلك مرتبة الرضا الكامل بقضاء الله والتي لا ينالها إلا العباد المخلصون , فحين أحس بالخطر يتهدده : ( كان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن , وقال : أيها أبا الآب , كل شيء مستطاع لك , فأجز عني هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت ) ( مرقس 14 : 35 – 36 ) .

    فكيف يدعي النصارى أنه والله واحد , وهو الذي فرق ( أي المسيح عليه السلام ) في كل أقواله وأفعاله بين نفسه وبين الله ؟! بل كان يصلي لله خاشعًا له , ويتوجه إليه بالدعاء عند الحاجة , فهل كان يصلي لنفسه ويتحدث مع نفسه وحاشاه عليه السلام أن يكون مجنونًا ؟! : ( في تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي , وقضى الليل كله في الصلاة لله) ( لوقا 6 : 12 ) .


    يتبع .........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي

    أدلة النصارى العقلية على التثليث


    يستدل النصارى على عقيدة الثليث عقليًا بعدة أدلة عجيبة وغريبة , نستعرضها من خلال أقوال علمائهم وباحثيهم :

    يقول القمص المطموس / زكريا بطرس في كتابه " الله واحد في ثالوث " ص 3 :
    ( إن عقيدة الثالوث لا تعنى مطلقاً أننا نؤمن بوجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض، ولكن مفهوم هذه العقيدة هو أن الله الواحد: موجود بذاته، وله كلمة، وله روح كما سنوضح فيما يلي:
    *فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) [ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
    *والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت ، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الإبن) [كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
    * والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة (الروح القدس) ) .

    ويقول البابا شنودة في كتيـبه ( القرآن والمسيحية ) ص 13 : ( ... أما ثالوث المسيحية فغير ذلك كله , نقول فيه باسم الآب والإبن والروح القدس , إله واحد آمين , فالله هو جوهر إلهي أو ذات إلهية له عقل , وله روح , والثلاثة واحد ! ) , ثم أخذ يبرر قائلاً : (كالنار لها ذات هى النار , وتتولد منها حرارة , وينبثق منها نور , والنار بنورها وحرارتها شيء واحد ) , وضرب مثلاً بالإنسان وعقله وفكره ووصف الله تعالى بأنه جوهر وله عقل وروح !

    ويقول د. هاني رزق الله في كتابه ( ما معنى أن يسوع المسيح هو ابن الله ؟ ) ص 6 : (إن فكرة الإله الواحد المثلث الأقانيم تتمشى مع كل شيء حولنا , وإن كل شيء حولنا مركب , حتى الذرة في ذاتها عالم مستقل والإنسان نفسه كائن مركب له جسد يأكل وينام وله نفس مكونة من فكر وإرادة وعاطفة وله روحح تتصل بخالقها . إن الواقع الذي حولنا يقودنا إلى وجود إله خالق صاحب وحدانية جامعة وليست بسيطة , كما أن كل خلائقه مركبة وليست بسيطة ) .

    لا تخرج دعوى النصارى العقلية للإستدلال على عقيدة التثليث إلا على هذه الدعاوى السالف ذكرها , ونبين زيفها إن شاء الله قائلين :

    بالنسبة لمقولة النصارى أن الله موجود بذاته ناطق بعقله حي بروحه , إن كان بطرس يقصد بها أن الأقانيم عبارة عن صفات لله ، فهي مقولة ساقطة من وجوه عديدة أذكر بعضها فقط :

    أولا : أن الصفة لا تكون إلهًا يخلق ويرزق ويحيي ويميت , والأقنوم الثاني والثالث عندكم إله يخلق ويرزق ويحيي ويميت . وكيف تكون الصفة إله حق من إله حق و من نفس الجوهر ؟

    ثانيًا : أن الصفة قائمة بالموصوف فلا تفارقه ولا يعقل أن يكون زيد في القاهرة وعلمه أو كرمه في الأسكندرية ، وعندكم في قانون الإيمان أن الإبن نزل إلى الأرض وتألم وصلب وقبر ثم قام وصعد ليجلس عن يمين الآب ، فهل هذا الكلام يليق بصفة لله أم بإله آخر مع الله ؟ . كما أن الصفة ليست جوهرًا قائمًا بنفسه , وأنتم أثبتم ثلاثة جواهر , آب وإبن وروح قدس !

    ثالثًا : معلوم أن الله محيط بعلمه وقادر بقوته ورؤوف برحمته وسيد بهيمنته وسيطرته ... إلخ , فلماذا تخص يا بطرس صفاته بثلاثة فقط ، أم أنه التحزب الأعمى لإثبات عقيدة لا يمكن إثباتها !

    رابعًا : أن لله تبارك وتعالى كلمات كثيرة لا نهاية لها , وفي الكتب الإلهية كالتوراة أنه خلق الأشياء بكلامه وأومره ( راجع رسالتنا " قال إني عبد الله " ) , ومعلوم أن المسيح ليس هو كلمات كثيرة بل غايته أن يكون كلمة واحدة إذ هو مخلوق بكلمة من كلمات الله – عز وجل ولهذا سمي كلمة الله . ولو كان المسيح يمثل نطق الله وكلمته الذاتية الداخلية فمن الذي نطق وقال : " هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به" (متَّى 3/16-17) . هل يعقل أن يكون المسيح هو الذي قال هذا وهو الذي قيل فيه هذا ؟! وهل فقد الله نطقه عندما ماتت كلمته على الصليب ؟! وقبل ولادة هذه الكلمة هل كان الله يعجز عن النطق ؟!

    خامسًا : حياة الله صفة له وليست منبثقة منه , بل هى قائمة به لا تخرج عنه البتة , وهى صفة لازمة له لا تتعلق بغيره , وأنتم جعلتم روح القدس التي ادعيتم أنها حياته ناطقًا في الأنبياء وحياة الله صفة قائمة به لا تحل في غيره .

    سادسًا : لنستعرض الأن ما جاء في قانون الإيمان فيما يخص التثليث :
    1- نؤمن بالله الواحد الآب ضابط الكل ، مالك كل شيء ، صانع ما يرى ومال لا يرى
    2- وبالرب الواحد يسوع المسيح الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها ، و ليس بمصنوع ، إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم ، وخلق كل شيء ، الذي من أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا نزل من السماء .
    3- وبالروح القدس , الرب المحيى , المنبثق من الآب قبل كل الدهور .
    ففي هذه الأمانة التي جعلتموها أصل دينكم ذكرتم الإيمان بثلاث ذوات تمايزت بالأعمال والصفات : بإله واحد خالق السموات والأرض , خالق ما يرى وما لا يرى, فهذا رب العالمين الذي لا إله غيره , ولا رب سواه , ثم قلتم : ( وبالرب الواحد يسوع ..... ) فصرحتم بالإيمان مع خالق السموات والأرض برب واحد مخلوق , وهذا تصريح بالإيمان بإلهين أحدهما من الآخر وصفة له , وصفة الإله ليست بإله , فقدرة الله وحكمته وعزته ليست بآلهة , ثم قلتم : ( وبالروح القدس , الرب المحيي , المنبثق من الآب قبل كل الدهور ) وهذا تصريح بإثبات ثلاثة آلهة , ثم يقولون مع ذلك : إنما نثبت جوهرًا واحدًا وإلهًا واحدًا , وهذا جمع بين النقيضين , وقد نزه الله نفسه عن ذلك بقوله :{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }الإخلاص 1-4 , فنـزه نفسه أن يلد كما يقولون هو الآب , وأن يولد كما يقولون هو الإبن وأن يكون له كفوًا أحد .

    سابعًا : لنستعرض الأن معنى كلمة " أقنوم " , وأقوال علمائهم التي تفيد أنهم يتعبدون إلى ثلاث ذوات وليس صفات كما زعموا :
    يقول الأب / هنري بولاد اليسوعي في كتابه " منطق الثالوث " ص 43 : ( في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعني شخصًا. فنقول إنَّ الآب أقنوم والإبن أقنوم والروح القدس أقنوم ) .
    ويقول نخبة من علماء الإنجيل : ( كلمة " أقنوم " كلمة سيريانية " وهى الوحيدة في كل لغات العالم التي تستطيع أن تعطي هذا المعنى : تميز مع عدم الانفصال أو الإستقلال بما أن الله لا شبيه له , وبما أن لغات البشر إنما تصف الكائنات المحدودة فلا توجد كلمة تعطينا وصفًا دقيقًا للذات الإلهية بحسب الإعلان الإلهي ) ( ما معنى المسيح ابن الله ؟ ص 6 ) .
    وهكذا نرى أن كلمة " أقنوم " في معناها تشير إلى أن النصارى يتعبدون إلى ثلاثة ذوات وأشخاص لهم طبائع مختلفة ووظائف محددة وكيانات مستقلة , فكيف يزعم النصارى بعد كل هذا أن الثلاثة واحد , وهل يمكن الجمع بين المشرق والمغرب ؟!
    وفي كتاب قيم اسمه (إله واحد رب واحد روح واحد .. تفسير معاصر للإيمان الرسولي) كتبه / هانز جورج لينك وترجمه بهيج يوسف يعقوب وهو من مطبوعات مجلس الكنائس العالمي الذي يضم جميع الطوائف النصرانية ، يقول المؤلف :
    ( و هذه الوحدة تسمو فوق كل وحدة أخرى ذات شكل حسابي أو منطقي خالص – إنها وحدة الـ( koinonia) ( الشركة ) فإن كلاً من وحدة واختلاف الأقانيم الإلهية لها نفس القيمة في كل من مظهر و كيان الـ( koinonia) , فكل أقنوم من الأقانيم الإلهية يحيا حياة الأقنومين الآخرين ، وهو لا يحيا مع الأقنومين الآخرين فقط ، بل أيضًا من أجلهما ، و الكنائس المحلية المتحدة أيضًا على نفس هذه الصورة ستعيش حياة الكنائس الأخرى ، و تعيش كل الكنائس حياة بعضها ، بينما تحتفظ كل كنيسة بمواهبها الخاصة ) ( إله واحد رب واحد روح واحد ص53 ).
    فالله الواحد الذي يعبده النصارى ليس واحدًا حسابيًا ينافي التعدد كما يعتقد المسلمون ، بل هو وحدة تتألف من عدة أفراد بينهم علاقات متواصلة ، ولا داعي للتذكير بأن كل فرد من أعضاء هذه الوحدة هو إله تام كامل .. وعلى الكنائس أن تكون بينها وحدة على منوال وحدة الله !
    و يقول الكاتب في موضع آخر :
    ( إن أقانيم الثالوث هي جزء مما يسميه (مولتمان) : (شبكة اجتماعية) وأن الثالوث هو ثالوث اجتماعي ، كل أقنوم فيه منفتح على الباقيين ومعتمد عليهما . و هم يعيشون – بفضل محبتهم الأبدية – في بعضهم البعض ، ويسكنون في بعضهم البعض لدرجة أنهم واحد ) ( المصدر السابق ص135) .
    لا أرى أن هذه التصريحات البينة تحتاج لتعليق .. ورغم هذا أكرر أن النصارى يعتقدون بثلاثة ذوات حقيقية وكل أقنوم من هؤلاء الثلاثة إله تام وكامل .. وهذا شرك صريح لا نزاع فيه ! .. وأن دعواهم في الله الواحد هي مجرد دعوى فموية ليس لها أي أساس من الواقع بل هي غير معقولة وتناقض التثليث صراحة !


    يتبع ........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

ولا تقولوا ثلاثة !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ثلاثة أشياء
    بواسطة الزبير بن العوام في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-04-2009, 09:41 AM
  2. ثلاثة أعضاء يجب أن نحذرهم!
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 12-11-2008, 12:56 AM
  3. كيف تساوى الواحد ثلاثة
    بواسطة روح الحق في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-05-2007, 09:22 AM
  4. المسيح قالوا عنه ثلاثة
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-04-2006, 10:00 PM
  5. ثلاثة اسئله !!!!!!!!
    بواسطة golder في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-03-2006, 05:24 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ولا تقولوا ثلاثة !

ولا تقولوا ثلاثة !