موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    98
    آخر نشاط
    07-01-2011
    على الساعة
    09:26 PM

    افتراضي موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أولاً : قـواعـد عامة :

    1- مصادر عـقيدة أهل السنة والجماعة :
    نظراً لأن عقيدة أهل السنة والجماعة توقيفية ، فهي تقوم على التسليم بما جاء عن الله وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - دون تحريف ، ولا تأويل ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل .
    ولها مصدران أساسيان ، هما :
    أ – القرآن الكريم .
    ب – ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    والإجماع المعتبر في تقرير العقيدة مبنى على الكتاب والسنة أو أحدهما .

    والفطرة والعقل السليم : رافدان مؤيدان لا يستقلان بتقرير تفصيلات العقيدة وأصول الدين ، فهما يوافقان الكتاب والسنة ولا يعارضهما .
    وإذا ورد ما يوهم التعارض بين النقل والعقل ، اتهمنا عقولنا ، فإن النقل الثابت مقدم ومُحَـكـّم في الدين ، فتقديم عقول الناس وأرآئهم الناقصة على كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ضلال وتعسف .

    2- ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإن كان من خبر الآحاد ، وجب قبوله .

    3- ما اختلف فيه في أمور الدين فمردّه إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ( الكتاب والسنة ) كما فهمها الصحابة والتابعون ، والتابعون لهم من أئمة الهدى المتبعين .
    فالمرجع في فهم نصوص العقيدة الواردة في الكتاب والسنة هم الصحابة والتابعون ، ومن اقتفى أثرهم من أئمة الهدى والدين ، ولا عبرة بمن خالفهم ، لأنه متبع غير سبيل المؤمنين .

    4 - أصول الدين والعقيدة توقيفية ( قد بينها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن والسنة ) :
    - فإن كل محدثة في الدين بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، كما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم .
    - فليس لأحد أن يحدث أمراً من أمور الدين ، زاعماً أنه يجب التزامه أو اعتقاده ، فإن الله - تعالى - أكمل الدين ، وانقطع الوحي ، وختمت النبوة ، لقوله - تعالى :
    { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [ سورة المائدة ، الآية : 3 ] .
    وقوله - صلى الله عليه وسلم- : " من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ " ، وهذا الحديث قاعدة من قواعد الدين ، وأصل من أصول العقيدة .
    - ومن اعتقد أنه يسعه الخروج عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من شرع
    ودين ، فـقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .

    5 - يجـب التـزام الألفـاظ الواردة من الكتـاب والسنـَّة في العـقـيدة ، واجتـناب الألفــاظ
    المحدثة التي ابتدعها المتكلمون والفلاسفة وسواهم ، لأن العقيدة توقيفية، فهي مما لا يعلمه إلا الله - سبحانه .

    6 - أمور العـقيدة غـيب ، ومبناها على التسليم بما جاء عن الله تعالى، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً ، ما عـقلناه منها وما لم نعـقله . فمن لم يُسلّم فيها لله - تعالى- ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ، لم يَسْـلـَم دينه .
    - والتسليم لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم- يتمثل في التسليم بالكتاب والسنة .

    7 - لا يجوز الخوض والجدل والمراء في العقيدة ونصوصها لأنها غيب ، إلا بقدر البيان وإقامة الحجة مع التزام منهج السلف في ذلك .

    8 - لايجوز تأويل نصوص العقيدة ، ولا صرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم .

    9 - من لوازم العقيدة العمل بالشريعة :
    فالحكم بغير ما أنزل الله - تعالى - ينافي التوحيد والتسليم لله - تعالى - وللرسول - صلى الله عليه وسلم ، فالتزام غير شرع الله - تعالى - والعدول المطلق عنه أو تجويز الحكم بغير ما أنزل الله - تعالى - كفر أكبر ، أما العدول عن شرع الله في واقعة معينة لهوى أو إكراه مع التزام بشرع الله فهو كفر أصغر أو ظلم أو فسق !!


    ثانـياً : قواعـد تفـصيلية :

    1 - عقيدتهم في أسماء الله وصفاته :
    إثبات ما أثبته الله لنفسه ، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - ونفي ما نفاه الله عن نفسه ، وما نفاه رسوله - صلى الله عليه وسلم- من غير تمثيل ولا تكليف، ( و لا تشبيه ) ، ولا تحريف ، ( ولا تأويل ) ، ولا تعطيل . كما قال - تعالى :

    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ سورة الشورى ، الآية : 11 ] .
    والله - تعالى - وصف نفسه ووصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه :
    سميع، بصير، عالم ، متكلم ، حيّ ، قدير، مريد ، وأنه مستوعلى عرشه ، فوق عباده ، وأنه - تعالى : يرضى ويسخط ، ويغضب ويحب ويكره ، ويجئ وينزل ، ويضحك ويعجب ، كما يليق بجلاله وعظمته ( مع الجزم بنفي التشبيه ) ، كما وصف نفسه - تعالى ووصفه رسوله - صلى الله عليه وسلم : بالنفس ، والوجه ، واليد ، والعين ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وصحيح السنة ، فأهل السنة يصفونه بما وصـف نفسه ووصفـه به رسوله - صلى الله عـليه وسلم - من غـير تشبـيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تأويل .

    2- عـقيدتهم في مسائل الإيمان وسائر المغـيبات :

    ومن ذلك :
    أولاً : من أصول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص ، ويشمل الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه ، أو أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم - من أمور الغيب والشهادة جملة وتفصيلا ، ومن ذلك :
    ( أ ) الإيمان بالله تعالى وتوحيده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات .

    ( ب) الإيمان بالملائكة وأنهم عباد مُكرّمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما

    يُؤمرون، وأنهم موكلون بعبادة الله تعالى ، ومنهم من له وظائف وأعمال أخرى ، من إنزال الوحي، وكتابة الأعمال، والمقادير، وقبض الأرواح ، ونصر المؤمنين ، وتسيير
    السحاب ، وإنزال المطر ، ومنهم حملة العرش . ... إلخ .

    ( جـ ) الإيمان بالكتب المنزلة من الله تعالى إلى رسله هداية للعباد ، ومنها :
    الزبور ، والتوراة ، والإنجيل ، والقرآن الكريم ، وهو أكملها وناسخها .

    ( د ) الإيمان بالأنبياء والمرسلين جميعاً ، ومن جاء ذكره منهم في القرآن الكريم وصحيح السنة ; وجب الإيمان به على وجه الخصوص ، وأنهم كلهم بلَغوا رسالات الله ودعوا إلى توحيده ، وحذروا من الشرك .
    { أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [ سورة النحل ، الآية : 36 ] .
    وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو أفضل الخلق وخاتم النبيين بعثه الله إلى الناس جميعاً ، وبموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي وأكمل الله الدين .

    ( هـ ) الإيمان باليوم الآخر وأن الموت حق ، وبنعيم القبر وعذابه ، والبعث والنفخ في الصور ، والنشور والعرض ، والحساب والجزاء ، والصحف والميزان ، والصراط والحوض ، والجنة ونعيمها ، والنار وعذابها . ... إلخ .
    ويُؤمنون بالساعة وأشراطها ، ومنها : خروج الدجال ، ونزول عيسى- عليه السلام - وخروج المهدي ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة ، وغير ذلك مما ثبت في الأخبار .

    ( و ) الإيمان بالقـدر خيره وشره من الله - تعالى- وأن الله علم كل شيئ قبل أن يكون ، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ ، وأنه - تعالى – ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه خالق كل شيئ ، وقد قدر الأرزاق والآجال ، والسعادة والشقاء ، والهداية والضلال ، وأنه - تعالى - فعـّـال لما يريد ، وأنه - تعالى - أخذ الميثاق على بني آدم وأشهدهم
    على أنفسهم أنه ربهم .

    ثانـياً القـرآن : من أصول أهل السنة : أن القرآن الكريم كلام الله مُنزل غير مخلوق ،
    وأن من زعم أنه مخلوق فقد كفر .

    ثالثـاً : الـرؤيـة ، وأن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم من غير كيف ولا إحاطة .

    رابعاً : الشفاعـة ، ويؤمنون بسائر الشفاعات التي ثبتت في القرآن والسنة بشروطها يوم القيامة ، وأعظمها شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - العظمى لخلائق يوم القيامة ، وشفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أمته ، وغير ذلك من الشفاعات له - صلى الله عليه وسلم - ولغيره من الملائكة والنبيين والمؤمنين وغيرهم ، كما جاءت بذلك الآثار الصحيحة .

    خامساً : الإسراء والمعراج - الإسراء إلى بيت المقدس ، والمعراج إلى السماء السابعة - وسدرة المنتهى ، ثابت للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كما جاءت بذلك الآيات والأحاديث الثابتة .

    3 – عقيدتهم في بقيـة الأصول والأحكام الاعتقادية :

    أولاً : من أصول الدين عند أهل السنة : حبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يكون أحبّ للمرء من نفسه و ولده ، والناس أجمعين ، ثم حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وزوجاته أمهات المؤمنين ، والترضي عنهم، وأنهم أفضل الأمة، والكف عما شجر بينهم ، وأن بغضهم أو الطعن في أحد منهم ضلال ونفاق .
    وأفضلهم - رضي الله عنهم جميعاً - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم عليّ ، والعشرة
    المبشرون بالجنة .

    كما يدين أهل السنة بحب آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويستوصون بهم
    خيراً ، ويرعون لهم حقوقهم ، كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

    ثانيـاً : مجانبـة أهل البدع والنفاق ، والأهواء ، وأهل الكلام ، وبغضهم ، والتحذير منهم ، كالرافضة ، والجهمية ، والخوارج ، والقدرية ، وغلاة المرجئة ، وغلاة الصوفية ، والفلاسفة ، وسائر الفرق والطوائف ، التي جانبت السنة والجماعة .

    ثالثـاً : لزوم الجماعـة ، الاجتماع والاعتصام بحبل الله ، ( القرآن والسنة ) ، فإن الفرقة عن أهل الحق شذوذ وهلكة وضلال .
    قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا } [ سورة آل عمران ، الآية : 103] .

    رابعـاً : وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف ، ما لم يأمروا بمعصية ، ولا يجوز الخروج عليهم ، وإن جاروا ، إلا أن يرى منهم كفرٌ بواحٌ عليه من الله برهان .

    خامساً : وجوب النصيحة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم- ثم لأئمة المسلمين ،( و هم ولاة الأمور من الأمراء والعلماء ) وعامتهم .

    سادساً : الجهاد مع الإمام - براً كان أو فاجراً ، وهو ( أي الجهاد ) من شعائر الدين وذروة سنام الإسلام ، وأنه قائم إلى يوم القيامة .

    سابعاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين ، ومن أعظم شعائر الإسلام ، وهو واجب على الاستطاعة .

    ثامناً : أحكام المسلمين وحقوقهم :

    1- من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وصلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأظه شعائر الإسلام ، فهو مسلم له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم ، حرام الدم والمال والعرض ، وحسابه على الله ، واختبار مجهول الحال ، وإساءة الظن به ، أو التوقف في إسلامه بدعة وتنطع في الدين .

    2 - لايجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنب يرتكبه ، إلا من جاء تكفيره بالكتاب والسنة ، وقامت عليه الحجة، وانتفت في حقه عوارض الإكراه ، أو الجهل ، أوالتأول . كما لا يجوز الشك في كفر من حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بكفره ، من المشركين واليهود والنصارى وغيرهم .

    3 - لانجزم لأحد بجنةٍ أو نار إلاّ من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    4 - ومرتكب الكبيرة في الدنيا فاسق وعاص ، وفي الآخرة تحت مشيئة الله ، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له ، ولا يُخلد في النار، ونرجو للمحسن، ونخاف على المسئ .

    5 - الصلاة خلف أئمة المسلمين - برهم وفاجرهم - والجهاد معهم ، والصلاة على من مات على الإسلام من أهل القبلة برهم وفاجرهم .

    6 - وجوب الحب في الله، والبغض في الله، ومن ذلك الولاء للمؤمنين الصالحين ، والبراء من المشركين والكافرين والمنافقين، وكل مسلم له من الولاية بقدرما لديه من الإيمان والاتباع للرسول- صلى الله عليه وسلم- ، ومن البرآءة بقـدر ما فيه من فسـق ومعصية .
    7 - كرامات الأولياء حق ، وليس كل كرامة دليلاً على التوفيق والصلاح ، إلاّ لمن كان على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً .
    وقد تكون الكرامة ابتلاء ، وليس كل خارق يكون كرامة . والله أعلم .

    ( 2 ) الاعتصام بعـقيدة أهل السنة والجماعة أمر متعـين

    لئن كانت عقيدة أهل السنة والجماعة مستمدة من كتاب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهذا يعني أنها الأسلم والأعلم والأحكم ، وهذا يعني - أيضاً - أنها بالضرورة هي الأولى بالاتباع ، وأن التزامها متعين ، لأنها الحق ، والحق أحق أن يُتبع ، فهي العروة الوثقى والدين الخالص ، والصراط المستقيم ، وهي وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهي سبيل المؤمنين ، والله تعالى توعد من خالف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، واتبع غير سبيلهم ، فقال الله تعالى :

    { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [ سورة النساء ، الآية : 115 ] .

    وسبيل المؤمنين لاشك أنه سبيل الصحابة والتابعين ، والقرون الفاضلة في الدين ، الذين أثنى الله عليهم ، وأثنى عليهم المعصوم - صلى الله عليه وسلم- وأمرنا باتباعهم .
    كما أن مخالفة غير سبيل المؤمنين مشاقة لله تعالى ، ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في الآية نفسها .

    وإذا كان الأمر كذلك ، فإن التمسك بهذه العقيدة الحق ، عقيدة أهل السنة والجماعة ، أمر متعين شرعاً ، بأمر من الله تعالى ، وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، قال الله تعالى :

    { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } [ سورة الأعراف ، الآية : 3 ] .

    وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيكون بعده اختلاف وافتراق كثير، وأن الحق مع المتمسكين بسنته ، وسنة الخلفاء الراشدين ، حيث قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث العرباض : " اتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً ، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ،
    عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " .
    ولا ريب أن الذين تمسكوا بسنته - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين ، واجتنبوا البدع هو أهل السنة والجماعة .
    وقال - صلى الله عليه وسلم : " لقد جئتكم بها بيضاء نقية فلا تختلفوا بعدي " .

    وقال - صلى الله عليه وسلم : " لقد تركتم على مثل البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " .

    والبيضاء هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وسائر ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الشرع والدين ، حيث لم تتغير ولم تتبدل منذ عهد السلف في القرون الفاضلة حتى اليوم ، بألفاظها وأسانيدها ، كما جاءت في القرآن والسنة ، وكما تلفظ بها أئمة الهدى .
    بخلاف معتقدات المتكلمين من المعتزلة ثم الأشاعرة والماتريدية والكلابية ، ونحوهم ، فإنك تجد الكثير من ألفاظهم ومعتقداتهم لا يطابق في لفظه ومعناه ما جاء عن أئمة السلف في القرون الفاضلة - إلا القليل - ولا تجد - كثيراً مما يعتقدونه مسنداً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين ، وبخاصة في مسألة الصفات والقدر ، بل لا تجدهم - في الغالب - متفقين على لفظ ولا معنى في المسائل التي ابتدعوها .
    فلتراجع كتبهم ، ففيها البرهان على ذلك ، والله المستعان .


    ( 3 ) حـقيـقـة انتساب الجمــاعات المعــاصرة
    إلى أهل السنة والجماعة ومستلزماته


    إن المتأمل لواقع الدعوات والحركات الإسلامية القائمة اليوم يجد أن غالبها يدعي الانتماء إلى أهل السنة والجماعة .
    وهذه الدعوى ( ترويجية ) قد يدعيها الصادق والكاذب ، ويدعيها من لا يعي معناها وهو الأغلب ، فمثلها كمثل ادعاء الإسلام من قبل سائر الفرق التي نشات في الإسلام حديثاً وقديماً ، فكما أن الرافضة تدعي الإسلام - والإسلام منها براء - وكذلك الجهمية والخوارج و الباطنية ، وغلاة الصوفية ، وغلاة الفلاسفة ... وكذلك القاديانية ، والبهائية ، والبريلوية ، والبهرة ، و النصيرية ، والإسماعيلية ، وغيرهم كثير ، كل هؤلاء يدعي الإسلام ، وربما بعضهم يدعي أنه وحده الجدير بالإسلام .
    فكما توجد هذه الدعوى ; كذلك توجد دعوى الانتساب إلى أهل السنة والجماعة من الكثيرين من الدعاة والحركات والدعوات المعاصرة ، مع الفارق في نوع الدعوى .
    ولا شك أن منها - أعني الدعوات والحركات المعاصرة - ما هوجدير بالانتماء لأهل السنة، ومنها ما هو بعيد منها كل البعدعن أهل السنة ، ومنها من يعني بأهل السنة ، الأشاعرة أو الماتريدية ، ونحوهم من الفرق التي هي أقرب إلى أهل السنة في الجملة ، ومنها من لايدري ما يعني تماماً ، ومنها من لا يهمه إلى أي عقيدة ينتمي .

    هذا وسأذكر - بإيجاز - أهم ما يحضرني من المستلزمات التي تترتب على الانتماء لأهل السنة والجماعة ، فمن ذلك :

    1 - من أهم ما يلزم لمن انتمى إلى أهل السنة - لا سيما إن كان داعية - أن يتعلم عقيدتهم ، وأن يتشبع بها ، ويكون ملماً بأصولها في الجملة، وأن يطلب العلم الشرعي ، ويتفقه في الدين على العلماء والمشايخ ، ليدعو على بصيرة وهدى ، وأن يوجه أتباعه إلى أخد العلم الشرعي عن المشايخ .

    2 - وبعد ذلك ، لابد أن يدعو إليها ويبينها للناس ويذود عنها ، لأنها الحق .
    3 - كما يتحتم على من انتمى لعقيدة أهل السنة والجماعة وهو داعية ، أن يُظهر أثرها على أفكاره وأهدافه ، وأقواله وكتاباته ، بل وعلى سلوكه وأعماله ، بحيث يكون ملماً بتفصيلاتها في العموم ( في الأصول) ، كالإيمان ، والتوحيد ، والأسماء ، والصفات ، والقدر، وحقوق الصحابة ، وأن يكون متمسكاً بالسنن والأخلاق الفاضلة ، والهدى النبوي ، وعليه سمة السلف مخبراً ومظهراً .

    4 - ويجب على الداعي أن يقتفي منج أهل السنة في الدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ، وتربية الدعاة والمنتسبين للدعوة على ذلك بكل حزم وقوة .

    5 - ولابد للمنتسب لأهل السنة أن يوالي دعوتهم ودعاتهم وأئمتهم الماضين و المعاصرين ، وذلك مثل : دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ومن سار على نهجها من جماعات وأفراد ، فهي أطهر الدعوات المعاصرة التي سلكت سبيل أهل السنة والجماعة ، مُعـتـقَداً وسلوكاًً في العصر الحاضر ، لذلك تنبغي موالاتها من قِــَبل كل من ينتسب لأهل السنة .



    ( 4 ) أمثلة لواقـع الدعـوات المعـاصرة
    حيال عـقيدة أهل السنة


    وحيث أن هذه المستلزمات تحتاج إلى تطبيق على الواقع لتبيين الماراد منها ، فإني أبيّن شيئاً من الأمثلة بما عليه كثير من الدعوات والحركات على وجه العموم ، من مخالفات بينة لعقيدة أهل السنة اعتقاداً ومنهجاً وسلوكاً .
    وخوفي من مغبـّة التشهير، ومظنة الشماتة بالآخرين ، يجعلني أعرض شيئاً من الأخطاء ، دون ذكر للأسماء أو العناوين ، انطلاقاً من قاعدة ( ما بال أقوام ) .
    وسأطرح بعض التساؤلات حول واقع الدعوات ومواقفها حيال هذا الأمر العظيم ، فأقول :
    * كيف ينتمي لأهل السنة من يؤَول صفات الله ، ويقول على الله بغير علم ، ويقع فيما حذر منه السلف من تقديم العقل على كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - في صفات الله والقدر وسائر أمور الغيب ؟!
    إن بعض الدعوات القائمة ، تقوم على هذا الأساس ، وتدعي أنها هي أهل السنة .

    * ثم كيف ينتسب لأهل السنة من يرى أن الطرق الصوفـية المبتدعة منهجاً سليماً للدعوة ؟!

    * والعجب كل العجب .. أن يدعي الانتساب لأهل السنة من الدعاة من يدافع عن البدع أو يروج لها أو يرضى بها ، أو يرى أن أمرها يسير ، وانها ليست من مسائل الدين المهمة ، مثل بدع الموالد ، والاحتفالات الدينية البدعية ، وأين هذا من عقيدة السلف ، لإن من الدعاة من يعمل هذه البدع ، ومنهم من يستهين بأمرها ويهون من خطرها .

    * والأدهي من ذلك أن يوجد من الدعاة الكبار الذي ينتمون إلى حركات إسلامية مشهورة من يتمسّح بالقبور والأولياء من الأموات والأحياء ، ويطلب منهم كشف الضرّ ، وجلب النفع ، ويلجأ إليهم في السراء والضراء ! .

    * وكيف يدعي رفع شعار أهل السنة من يتصدّر للدعوة وهو لا يعرف عقيدة السلف ، وربما سُئل أحدهم عن بدهيات العقيدة فلا يُجيب ، وإن أجاب خلط ! .

    * وهل يكون من أهل السنة من لم يكف لسانه ولا قلمه عن التعرض بالنقيصة واللمز أو السباب لبعض الصحابة ، والتابعين وأئمة الهدى المعتبرين وسلف الأمة الماضيين ، خاصة علماء السنة والحديث ؟!! .

    * وهناك - مع كل أسف - من كبار الدعاة أو ممن يزعمون أنهم دعاة من يُؤخر الصلاة الفريضة عن وقتها دون ضرورة ، أو لا يهتم بصلاة الجماعة ، ومن يستحل أكل الربا ، ومن يستحل سماع الأغاني والموسيقى ، أو يقتني الصور المجسّمة ، أو يدخّـن ، ومنهم من يحلق لحيته ( دون ضرورة ) . أو يتشبه بالكفار في لباسه ومظهره وسائر تصرفاته المعاشية ، ومنهم من لا يهتم بالحجاب الشرعي للنساء ، أو يقرّ الاختلاط المحرم ويرضى به.. إلخ من الأمور التي تخل بالدين، أو تجرح العدالة ، أو تنافي الفضيلة ، ولا ُتقبل ممن يتصدر الدعوة ويكون قدوة .

    * وهل يجوز أن ينتسب لأهل السنة من لا يجعل من أهدافه وأهداف دعوته تعلم وتعليم عقيدة أهل السنة ، ورفع لوائها ، والدعوة إليها ، والدفاع عنها ؟!
    لأنها هي النهج السليم والصحيح للإسلام .

    * بل كيف يكون من أهل السنة من يجعل من أهدافه تحاشي التظاهر باعتقاد أصول أهل السنة ، وتحاشي الرد على الفرق المخالفة ، وبدع المبتدعين بدعوى تفادي إثارة الخلافات بين المسلمين .

    * ومن الدعاة من يسعى إلى جمع المسلمين على غير كلمة سواء ، إنما على ما افترقوا به من اختلاف المعتقدات والضلالات والبدع ، كحاطب ليل !
    ولا شك أن جمع كلمة المسلمين هدف عظيم ، بل هو من أعظم أصول الدين ، ولا ينكره إلا ضال أو جاهل ، لكن جمع المسلمين يجب أن يكون على الحق ، وعلى الكتاب والسنة ، والاعتصام بالله ، لا على مجرد الشعارات الإسلامية الفارغة من الاعتقاد الحق .

    * ومنهم من يستهين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصحة ولاة الأمور ، ويزعم أن هذا من القشـور والتوافه ، وهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة وأصولهم ، كما أسلفت .



    وأخيراً ...
    فإن هذه الأمور التي أشرت إلي شيئ منها ليست في واقع الدعوة اليوم مجرد ظواهر أو تصرفات فردية ، بل هي سمات ومواقف ومناهج وأهداف ، وسلوك عام لدى بعض الجماعات والدعوات والدعاة .

    وأشعر أن واجب النصح يتطلب مني أن أفصّـل في الأمر أكثر من ذلك ، وأن أبرهن على ما أدعيه ، لكن هذا لم يتأت لي في هذه العجالة ، ولكني عازم - بإذن الله - على أن أفعل - إن تمكنت - ، كما إني متيقن أن هناك من هو أقدر مني وأجدر مني بذلك ، لكني أشعر أن هذا لا يمنع أن أسهم بما أستطيعه وما يسعني . والله الموفق .





    ( 5 ) بيـن أهل السنة والأشاعـرة



    هناك لبس كبير يقع فيه بعض الناس قديماً وحديثاً ، ذلكم هو دعوى الأشاعرة بأنهم أهل السنة ، ووصفهم بذلك من غيرهم - أحياناً - وهذه دعوى عريضة فيها الكثير من الإيهام والخلط ، وبيان هذا - على سبيل التفصيل - يحتاج إلى بحث طويل ، لكني سأحاول بيان ما أعرفه حيال ذلك بإيجاز بالغ على النحو التالي :

    أولاً : أن أهل السنة والجماعة : سُموا بذلك لأنهم هم الذين على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهم الجماعة الذين ذكرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
    وعليه ، فأهل السنة : الصحابة والتابعون ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، ولم يبتدع ولم يغيّر . ومن غـيّر أو بدل أو أحدث في الدين ما ليس منه وما لم يكونوا عليه في الاعتقاد والسنة فليس منهم فيما غـيّر أو بدّل .

    ثانياً : أما الأشاعـرة : فإنهم فرقة كلامية طارئة ، نشأت بعد القرون الفاضلة ، فهي تنتسب إلى الإمام أبي الحسن علي بن اسماعـيل الأشعري المتوفى سنة (324هـ) رحمه الله - وكان معتزلياً ، ثم تحول عن المعتزلة عام ( 300 هـ ) تقريباً ، وصار يرد عليهم بأساليبهم الكلامية من جانب ، وبنصوص الكتاب والسنـّة من جانب آخر ، وبهذا وقف للمعتزلة وتصدى لهم ، هو ومن نهج منهجه حتى أفحمهم ، وهذا عمل جليل يُحمد عليه .

    * وفي هذا الجو نشأ مذهب عقدي تلفيقي مخضرم ، لا هو سنـّي خالص ، ولا كلامي عقلاني خالص ، حتى هدأت العاصفة وانجلى غبار المعركة ضد المعتزلة ، وقد أبلى فيها الإمام أبو الحسن الأشعري بلاءاً حسناً ، وخرج منتصراً على المعتزلة والجهمية ، ومن سلك سبيلهم . وهنا استبصر الأشعري الحق وعرف أنه إنما انتصر بتعويله على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ونصره للسنة وأهلها ، ووقفه مع أئمة السلف الآخرين .
    ثم تراجع عن مقولاته في الصفات وغيرها التي سلك فيها مسلك التأويل والتعويل على
    العقل ، والكلام في أمور الغيب والصفات والقدر فقرر أن يلحق بركب أهل السنة والجماعة ، فأبان عن ذلك في كتابه " الإبانة " ، ووفقه الله للتخلص من التلفيق العقديّ فقال :
    " ... وقولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا عز وجل ، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وما روي عن الصحابة والتابعين ، وأئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون ، بما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون ... " .
    لكن مذهبه الثاني : النقلة من الاعتزال إلى طريقة ابن كلاّب الكلامية بقي مذهباً يُحتذى إلى اليوم ، لأنه يشبع رغبات الفلاسفة والمتكلمين وأهل التأويل .
    فالأشاعرة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري قبل عودته إلى أهل السنة . وبعد فراره من الاعتزال ، وبالرغم من أنه تخلى عن هذا المذهب ، وكتب خلافه في " الإبانة " والمقالات ، إلا أن الأشاعرة لا يزالون يُحمّـلونه تبعته .
    هذاعن نشأ مذهبهم ، فالأشاعرة مذهب طارئ ملفق بين أهل السنة وأهل الكلام ، لذلك صاروا أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة .

    ومن جانب آخر فالأشعرية مرت بأطوار تاريخية ، في كل طور تزداد الشقة بينهم وبين أهل السنة ، لا سيما ما أدخل فيها زعماؤهم اللاحقون تلك الأسس والمعتقدات الدخيلة من الفلسفة ، والتصوف ، والمنطق ، والكلام ، والجدل ، حتى صارت عقيدة الأشاعرة مزيجاً من تلك الأخلاط .
    ومن أبرز أولئـك : الباقلاني ، المتوفى سنة (403 هـ) ، والقشيري ، المتوفى سنة (465 هـ) ، وأبو المعالي الجويني ، المتوفى سنة (478 هـ) ، وابن العربي ، المتوفى سنة ( 543 هـ) ، والغزالي ، المتوفى سنة ( 505 هـ ) ، والفخر ، الرازي ، المتوفى
    سنة (606 هـ) ، والآمدي ، المتوفى سنة (682 هـ) ، ونحوهم ، غفر الله لنا ولهم .

    فأصبحت الأشاعرة اليوم مزيجاً من المشارب والمعتقدات بين أهل السنة والفلسفة والتصوف وعلم الكلام ، لذلك نجدهم أكثر من ينتسبون للسنة وقعاً في المخالفات العقيدة والعبادية ( أي بدع العقائد والعبادات ) وهذا بخلاف أهل السنة في كل زمان . كما نجد أن كثيراً من الأشاعرة ( حالياً ) منضوون تحت الطرق الصوفية البدعية ، وتكثر فيهم بدع القبور والتبرك البدعي بالأشخاص والأشياء ، وبدع العبادات والأذكار والموالد
    ونحوها ، وهذه البدع هي التي تميّزهم - حالياً - عن أهل السنة بوضوح .

    فمن خلال الواقع اليوم ، يندر أن ترى أحداً من الأشاعرة إلا ولديه شيئ من البدع ، أو الميل لذلك ، أو التساهل وعدم الاكتراث بهذه المسالة الخطيرة ، بينما العكس فيمن ينتسبون - حقاً - لأهل السنة ، فإنه يندر أن تجد فيهم من يتعلق بشئ من البدع ، إلا عن جهل ، وهذا قليل جداً بحمد الله .

    لذا يطلق الأشاعرة المعاصرون - تبعاً للرافضة وسائر الطوائف غير السنة - على أهل السنة في سائر بلاد المسلمين اليوم ( وهابية ) ، نسبة إلى الداعي المصلح محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، كما أنهم قديماً كانوا يطلقون على أهل السنة ( الحنابلة ) نسبة لإمام السنة أحمد بن حنبل - رحمه الله - وما علموا أن نبذهم باسم هذين الإمامين - أحمد بن حنبل ومحمد بن عبدالوهاب- تزكية لهم وهو شرف وشهادة لهم بأنهم مقتدون بأئمة الهدى .

    وبالجملة : فالأشاعرة يوافـقون أهل السنة في أمور من العـقيدة ، ويخالفونهم في أمورأخرى ، فهم فيما يوافـقون أهل السنة فيه يجوز أن نطلق عليهم في هذا الأمرأهل سنة ، من حيث اتباعهم للسنة في ذلك الأمر ، لكنهم في الجملة حيث خالفوا أهل السنة في أصول أخرى ليست قليلة ; ليسوا هم أهل السنة عند الإطلاق والعموم ، وهذا الأمر قد يلتبس على كثير من الناس اليوم لقلة اطلاعهم على كلام أهل العلم في ذلك .






    ( 6 ) من أهم المسائل
    التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة


    كأني بالقارئ يطالبني بالإشارة إلى ما خالف فيه الأشاعرة أهل السنة ، من أصول ومعتقدات ، فأقول - بإيجاز - وبالله التوفيق :

    1 - من أخطر ما خالف به الأشاعرة أهل السنة خوضهم في صفات الله - عز وجل - بالتأويل الذي نهى عنه السلف ، خاصة الصفات الخبرية التي وصف الله بها نفسه ، أو وصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - مثل صفات : اليد ، والعين ، والنفس ، والبغض ، ونحوها من الصفات الخبرية التي ذكرها الله - تعالى - في كتابه ، أو صحت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم لم يُؤمنوا بها كما جاءت ، وكما فعل السلف ، فـقد أولوها وصرفوا ألفاظها إلى غير ظاهرها ، هروباًُ من شبهة التجسيم والتمثيل، وغـفلوا عما يترتب على فعلهم هذا من تحريفهم لكلام الله ، وتعطيل لمعانيه ، والقول على الله بغير علم ، وغير ذلك من المستـلزمات التي يقتضيها التأويل وتنافي التسليم لله - تعالى - ، إذ كيف يليق أن يقول الله عن نفسه ، ويقول عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - بصفات لا تليق ، أو تقتضي التشبيه والتجسيم ، ثم لا يكتشف هذه المسألة إلا المتكلمون بعد القرن الثالث الهجري ؟!
    ثم كيف فات هذا الفهم على الصحابة والتابعين وسلف الأمة ثم يدركه المتكلمون ؟!
    هذا مما لا يليق تجاه كلام الله - تعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - و الصحابة والتابعين ، وأئمة الهدى الأوائل ممن هم أعلم منهم وأتقى لله . فإن الله سبحانه حين وصف نفسه بتلك الصفات: كاليدين ، والوجه ، والنفس ، والرضا ، والغضب ، والمجئ ، والاستواء ، والعلو ... إلخ من الصفات ، فقد سد باب شبهة التمثيل بقوله سبحانه :
    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ سورة الشورى : الآية 11 ] .
    فهل الذين أولوا تلك الصفات أعلم بالله من الله ؟! .
    وهل هم أشد تنزيهاً لله من رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟!.
    وهل هم أعلم بمراد الله من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلف الأمة من التابعين وتابعيهم وأئمة الهدى والسنة في القرون الفاضلة ؟! الذين أمرَّوا هذه الصفات ، وغيرها من أمورالغيب كما جاءت عن الله وعن رسول الله لفظاً ومعنى على مراد الله ورسوله ، من غير تشبيه ولا تعطيل ، ولا تأويل .
    وقد ابتلى المتكلمون - ومنهم الأشاعرة - بسبب التأويل في صفات الله ، وبعض مسائل
    العقيدة ، بأن أدخلوا في عقائدهم من المصطلحات والألفاظ والظنيات العقلية ما لا يليق القول به في حق الباري - سبحانه - لا نفياً ولا إثباتاً .
    وأقل ما يقال فيه إنه كلام مبتدع لم يرد عن الله ولا عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالكف عنه أسلم ، والخوض فيه قول على الله بلا علم ، مثل : الحدود ، والغايات ، والجهات ، والماهية ، والحركة ، والحيز ، والعرض ، والجوهر ، والحدوث ، والقدم .
    ودعوى قطعية العقل ، وظنية النقل ... ومثل كلامهم في : التركيب والتبعيض ، وقولهم عن الباري - سبحانه - لا داخل العالم ولا خارجه ... إلخ ، ومما ابتدعوه من الكلام عن الله - تعالى - نفياً أو إثباتاً . وذلك انسياقاً مع التزامات المعتزلة والجهمية والفلاسفة العقلية الجدلية .
    وكلامهم في هذه الأمور قد يشتمل على بعض الحق أحياناً ، لكن الله - تعالى - نهانا عنه ، وأقل ما يُـقال فيه أنه قول على الله بغير علم ، والله - تعالى - يقول :
    { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [ سورة الإسراء ، الآية : 36 ] .
    ويقول : { وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } [ سورة الأعراف ، الآية : 180 ] .

    فأهل السنة لا يتكلمون في هذه الأمور - على سبيل التأصيل و الإقرار والتقرير - إلا من باب الرد وإلزام الحجة وبقدر الحاجة ، فمخالفة الأشاعرة لأهل السنة في هذا الباب ( الصفات ) ليست فرعية ، إذ هي متعلقة بأصل من أعظم أصول الدين ، وهو توحيد الصفات المتعلقة بالباري - سبحانه جل شأنه .
    ومع ذلك يبقى الأشاعرة هم أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة ، لأن مقصدهم بالتأويل التنزيه ، لكن على غير هدى ولا اقتداء ، بل وقعوا فيما حذر منه أهل السنة من تحريم التأويل والجدل ، وضرب الأمثال لله - تعالى - ، ونحو ذلك مما ينافي وجوب التسليم بالنصوص الشرعية .

    2 – ومن الأصول التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة ، تعويلهم على العقل والجدل وعلم الكلام ( النظر ) في صفات الله ، ومسائل القدر والغيب ، وتقديمهم العقل - ما يسمونه القواطع العقلية - على النقل ( الكتاب والسنة ) ، في أمور الغيب ومسائل الاعتقاد ، بل في مسائل صفات الله - تعالى - .
    فالقاعدة عندهم - كما قررها الرازي والجويني وغيرهما - ( أن الدلائل النقلية لا تفيد
    اليقين ) .
    و( أن الدلائل النقلية ظنية، وأن العقلية قطعية، والظن لا يُعارض القطع ) . - سبحان الله - !!

    3 - ومن أصولهم المخالفة لأهل السنة : تفسيرهم التوحيد بما يحصره في توحيد الربوبية ، وغفلتهم عن توحيد الألوهية والعبادة لله - تعالى - وحده ، مع أنه التوحيد الذي أرسلت به الرسل ، قال الله - تعالى - { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُون ِ} [ سورة الأنبياء : الآية : 25 ] .
    وهو التوحيد الذي من أجله خلق الله الخق ، قال - تعالى - : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ سورة الذاريات ، الآية : 56 ] .
    لذلك نجد التلبس بالبدع في العبادات ، والوقوع في بعض الشركيات كثيرة فيمن ينتسبون إلى الأشاعرة المتأخرين ، لتساهلهم في توحيد العبادة .
    وهذا لا يعني أن أهل السنة يستهينون بأمر توحيد الربوبية ... كلا والله ! ، لكنهم يبدأون بما بدأ الله به ، وما بدأ به رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأن توحيد الربوبية فطري ، لا يكاد ينكر بالكلية إلا نادراً ، وغالب الآيات التي جاءت في تقريره جاءت في سياق الإلزام بتوحيد العبادة والطاعة ، لذلك لا يعرف أن أمة من الأمم أنكرت توحيد الربوبية ، بل لا توجد طائفة أجمعت على هذا الأمر على الحقيقة ، ولو حصل هذا لذكره الله - تعالى - في قصص الأنبياء .
    وبعكسه توحيد الألوهية ، فهو الذي ضلت فيه الأمم والفرق والطوائف حتى اليوم .
    لذا نجد أن نظّـار الأشاعرة وأئمتهم يبدأون مؤلفاتهم في الاعتقاد بالعقليات والنظريات ، والتصديقـات والتصورات ، والمصطلحات الكلاميـة والفلسفـيـة ، وأن الدلائـل النقـليـــة ( السمعية )لا تفيد اليقين، وأن العقليات قطعية يقينية، ثم حدوث العالم وإثبات الصانع و
    غير ذلك من الفلسفة وعلم الكلام ، وينتهون في ذلك إلى تقرير توحيد الربوبية ، و هذا خلاف ما درج عليه أهل السنة ، بل خلاف منهج القرآن الكريم ، فالآيات التي جاءت لتقرير توحيد الربوبية قليلة بإزاء الآيات التي جاءت لتقرير توحيد العبادة والطاعة ، ثم إن كثيراً من الآيات في توحيد الربوبية جاءت لتقرير عبادة الله وحده كما أسلفت .

    4 - كما أنهم خالفوا أهل السنة في أصول أخرى، مثل: قولهم في القرآن وكلام الله ،
    والإيمان ، والقدر ، والنبوات ، حيث تأثروا بالأصول الكلامية والفلسفية في نظرتهم لهذه الأمور ، فجاءت عقيدتهم فيها خليطاً من الحق والباطل بين أهل السنة والمعتزلة والفلاسفة ، لذا تجدهم كثيراً ما يستخدمون مصطلحات فلسفية وكلامية محتملة للحق والصواب ضدها ، وتختلف عن ألفاظ الكتاب والسنة .
    وهكذا ... فإن هذه الأمور التي خالف الأشاعرة فيها أهل السنة ، وهي من أصول الاعتقاد وفروعه تقتضي من الباحث المنصف - عند التدقيق والتحقيق - أن يحكم كما هو رأي المحققين من أئمة السنة - بأن مذهب الأشاعرة في العقيدة ، مذهب مستقل في بعض الجوانب عن أهل السنة بأصوله ومناهجه ، وتصوراته واحكامه ، بخاصة في مسائل الصفات والإيمان والوحي والنبوات والقرآن وكلام الله ، والقدر .
    فالأشاعرة في هذه المسائل وغيرها يوافقون أهل السنة في أمور ، ويخالفونهم في أخرى .
    كما أنه لا يجوز أن نحمل السلف - أهل السنة والجماعة - مقولات الأشاعرة فيما ابتدعوه من علم الكلام والفلسفة ، وإنه من الإجحاف والتجني أن ننسب تلك المقولات للصحابة والتابعين وأئمة الهدى في القرون الفاضلة ، وهذه المقولات هي الغالبة في معتقدات في معتقدات الأشاعرة - كما أشرت في الفصل السابق .
    أما أهل السنة ، فهم الذين لم يحيدوا ولم يزيدوا على مذهب السلف حتى اليوم ، فالذي ينتمي وينتسب لأهل السنة يلزمه أن يعتقد ما اعتقدوه في هذه الأصول ، وأن يتـّبع ما قالوه أو قرروه ، لا أن يقول ويعتقد حسب قواعده العقلية الكلامية والفلسفية ، ، ثم ينسب قوله وعقيدته إلى السلف ، كما فعل كثير من نظار الأشاعرة .
    وإذا عرضنا الكثير من معتقدات الأشاعرة على ما أثر ونقل عن السلف في القرون الفاضلة وجدنا البون بينهما شاسعاً، ووجدنا أنهم- أي الأشاعرة – ابتدعوا وأحدثوا من المقولات ما كان ينهي عنه السلف من الكلام في الصفات والغيبيات بالظنون والمبتدعات الكلامية ، وقد عرضت شواهد ذلك .

    ومن الحق والإنصاف أن نقول :
    إن الأشاعرة - في العموم - هم أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة ، وأن منهم من هو إلى السنة أقرب من سائرهم ، وأن من الأشاعرة وممن انتسب إليهم : أئمة في الحديث ، وعلماء أجلاء في التفسير ، والفقه والعربية وغيرها ، ممن لهم قدرهم وفضلهم في العلم والدين ، بل إنه من الملاحظ أن من أئمة الحديث ممن انتسب أو ُنسب إلى الأشاعرة ; تجدهم من أهل السنة في جملة الاعتقاد ، وتحتاج نسبتهم إلى الأشاعرة إلى شيئ من التثبت والتحقيق ، من أمثال :
    القاضي عياض ، وابن عساكر ، والنووي ، وابن حجر العسقلاني .
    ونحوهم من أئمة السنة والحديث ، إذ هم إلى أهل الحديث أقرب منهم إلى المتكلمين .
    فالعالم من الأشاعرة كلما زاد علمه في السنة والحديث والأثر وجدناه في الاعتقاد إلى أهل السنة أقرب - في الغالب - .

    وأمر آخر تجدر الإشارة إليه هنا ، وفيه البرهان الأقوى على أن الأشاعرة جانبوا أهل السنة في بعض مسائل الاعتقاد الكبرى ، وعلى أنهم عند التحقيق والتروّي والتجرد يرجعون عن مقولاتهم إلى عقيدة أهل السنة ، وهذا البرهان : هو رجوع كثير من أئمتهم ونظارهم الكبار إلى عقيدة السلف ، والتسليم بها في آخر الأمر ، أو آخر العمر ، كما حصل من الإمام أبي الحسن الأشعـري نفسه ، حينما استقـر على عقيدة السلف في ( الإبانة ) ، وكما حصل من أبي المعالي الجويني ، وأبي محمد الجويني ، والرازي ، والشهرستاني ، والغزالي ، وابن العربي ، وغيرهم . فمنهم من رجع إلى قول أهل السنة، وترك علم الكلام ، وبين ذلك من خلال كتابة ما استقر عليه اعتقاده ، ومنهم من أعلن تسليمه لعقيدة أهل السنة على الإطلاق قبيل الوفاة ، ولم يتمكن من الكتابة .

    وأختم قولي في هذا الفصل :

    أنه ظهر لي أن أشاعرة اليوم ( المعاصرين ) بعدوا عن أهل السنة أكثر من أسلافهم لقلة فقههم بعقيدة السلف ، ولما تلبسوا به من الفلسفة وعلم الكلام والبدع والخرافات ، والانضواء - من الكثير منهم - تحت الطرق الصوفية ونحوها . هداهم الله ، وبصّرنا وإياهم بالحق والصراط المستقيم .

    كما تجدر الإشارة إلى أن ما ذكرته من مفارقة الأشاعرة لأهل السنة في بعض أصول الاعتقاد لا يعني أني أرى تكفيرهم ولا تضليلهم ، بل لم أتعرض لهذا الأمر ، وأرى أنه جد خطير ، ويحتاج إلى تفصيل ليس هذا مقامه .



    ( 7 ) أيـن أهـل السنة ؟


    عرضت في فصول سابقة إلى التعريف بأهل السنة ، وسمات عقيدتهم ، وخصائصها ، وذكرت أن الأشاعرة - ومذهبهم منتشر في غالب البلاد الإسلامية - ليسوا هم أهل السنة عند الإطلاق ، بعد ذلك يحق للمرء أن يتساءل :
    أين أهل السنة ؟ وكيف نعرفهم بين المسلمين اليوم ؟
    فأقول بإيجاز ، وحسب ما يظهر لي :
    إن أهل السنة قد وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وعينهم تعييناً يجعلهم كالشمس لمن وفقه الله وسلم من الهوى والعصبية والتقليد الأعمى ، فمن صفاتهم المأثورة :
    1- أنهم الذين على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهراً ومخبراً ، عقيدة وسلوكاً وعبادة ، وهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيّنته السنة أوضح بيان .
    فهم - أي أهل السنة - أعلام بارزون ظاهرون جيلاً بعد جيل منذ عصر الصحابة إلى يومنا ، معروفون بالاتباع والاقتداء والاهتداء .

    2- وأنهم المتمسكون بعقيدة السلف ، الصحابة والتابعون ، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ، وعقيدة السلف مأثورة معروفة مسطرة - بحمد الله - من خلال ما صنفه أئمة الهدى كالأمام أحمد ، والبخاري ، وابن أبي عاصم ، والدارمي، وعبدالله بن أحمد ، وابن خزيمة ، وابن بطة ، وابن منده ، والخلال ، والأشعري بعد إبانته ، وإسماعيل الصابوني ، والطحاوي ، وابن تيمية ، وغيرهم كثيرون جداً ، يعرفهم أهل العلم وكل من أراد التعرف عليهم .

    3 - سلامتهم من التلبس بالبدع والشركيات والطرق ، فأهل السنة أيّـاً كانوا لا تراهم يتمسحون بالقبور والأحجار والآثار والصخور ، ولا يدعون غير الله ، ولا يستغيثون بالأموات ، ولا يقيمون المشاهد والقباب على القبور ، ولا يقيمون الموالد والاحتفالات البدعية ، وقل أن تجد منهم من ينضوي تحت الطرق الصوفية ، إلا عن جهل وغفلة أو تقليد على غير بصيرة كبعض العوام .

    4 - تمسكهم بشعائر الدين ، الظاهرة والباطنة ، كما أمر الله وبيّن رسوله - صلى الله
    عليه وسلم- ، فهم يقيمون الفرائض والسنن ، ويأمرون بها ، ويتركون الآثام والمنكرات والمحرمات والبدع ، وينهون عنها .

    5 – أنهم ظاهرون في مجتمعاتهم بالصدع بالحق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومحاربة البدع ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهذه الصفة قد تختلف من بلد إلى آخر ، فإن من بلاد المسلمين ما لا يستطيع المسلمون فيه إظهار شعائرهم ، ولا إعلان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    وفي العموم : فأهل السنة - والله أعلم - لا يحصرهم مكان ولا زمان ، فهم - بحمد الله - يوجدون في أكثر من مكان وأكثر من بلد ، يقلون في بلد ، ويكثرون في آخر ، فهم في أرض الله الواسعة منتشرون بحسب حالهم .
    ولو تأملت حال المسلمين اليوم، لوجدت أهل السنة منهم متميزين في كل بحسب حاله ، كثرة أو قلة ، قوة أو ضعفاً ، فقد تجدهم في مصر والسودان أكثر ما يكونون بين أنصار السنة المحمدية ، وفي غيرهم قليل ، وفي الشام في أهل الحديث والأثر أكثر من غيرهم ، وفي الهند والباكستان وأفغانستان يكثرون في أهل الحديث والجماعات والجمعيات السلفية أكثر من غيرها .
    وقد أشرت من قبل أن من أبرز سمات أهل السنة في البلاد الني لا تكثر فيها البدع والطرق الصوفية وصفهم بـ ( الوهابية ) نسبة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، أو بـ ( الحنابلة ) نسبة إلى الإمام أحمد بن حنبل .
    ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي المثال الحي الواضح لأهل السنة والجماعة معتقداً وسلوكاً ، وقد تحقق بها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " ، فهي حتى الآن ظاهرة بحمد الله .
    هذا مع العلم أن عامة المسلمين الذين يقيمون شعائر الدين وهم سالمون من الشركيات ، إنما هم على الفطرة ، ويدخلون في سواد الأمة وأهل السنة في أي بلد ومكان كانوا .
    .. وأهل السنة ( والله أعلم ) في آخر الزمان ليسوا أكثرية ، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بأنهم طائفة ، وأنهم الغرباء ، وأنهم عصابة ، وأنهم فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة .
    وهذا يسقط دعوى بعـض الأشاعـرة والماتريدية المعاصرين ، بأنهم أهل السنـة ، لأنهـم
    الأكثرون في بلاد المسلمين ، فالأكثرية ليست دليلاً كافياً على الصواب ، إنما العبرة باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ، واتباع هدي الصحابة والتابعين وأئمة الهدى الأعلام في العصور الثلاثة الفاضلة ، والذين اتبعوهم واقتفوا آثارهم ، ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى يوم الدين مهما قـلّوا .

    هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن الأكثرية من المسلمين اليوم هم من العامة الذين يغلب عليهم الجهل ، وعدم الإلمام بتفصيلات العقائد ، وهؤلاء جمهورهم على الفطرة ، والأصل فيهم البرآءة وسلامة الاعتقاد ، ومن كان هذا وصفه فهو داخل في سواد المسلمين أهل السنة ، ما لم تجتلهم شياطين البدع والخرافات ، وشياطين الفرق والطرق والأهواء ودعاة الضلالة . والله أعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    98
    آخر نشاط
    07-01-2011
    على الساعة
    09:26 PM

    افتراضي

    المراجع:
    - استنبطت هذه القواعد من خلال اطلاعي على بعض كتب الأئمة . ومن أهم الكتب التي أفدت منها في استقراء وتقرير هذه القواعد :
    1- كتاب الإيمان ، للقاسم بن سلام ، ت : 224 .
    2- الرد على الزنادقة والجهمية ، للإمام أحمد ، ت : 241 .
    3- كتاب الإيمان ، للحافظ العـدني ، ت : 243 .
    4- الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ، لابن قتيبة ، ت : 276 .
    5- السنة لابن أبي عاصم ، ت : 287 .
    6- الرد على الجهمية ، والرد على المريسي ، وكلاهما للدارمي ، ت : 280 .
    7- السنة ، لعـبدالله بن الإمام أحمد ، ت : 290 .
    8- الإبانة عن أصول الديانة للأشعـري ، ت : 324 .
    9- الشريعة ، للأجري ، ت : 360 .
    10- الشرح والإبانة ، لابن بطـة ، ت : 387 .
    11- عـقيدة السلف أصحاب الحديث ، لأبي إسماعيل الصابوني ، ت : 449 .
    12- ذم التأويل ، لابن قدامة المقدسي ، ت : 620 .
    13- بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، ت : 728 ، وبخاصة : التدمرية ، والواسطية ، والحموية ، ومجموع الفتاوى ، المجلدات ( 1- 9 ) ، والعـقل والنقل ، ومنهاج السنة ، ونقض التأسيس وغيرها .
    14- الصواعق المرسلة على الجهمية والمعـطلة ، لابن القيم ، ت : 751 .
    15- شرح العـقيدة الطحاوية لابن أبي العـز ، ت : 792 .
    16- شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري في فتح الباري لابن حجر ، ت : 852 .
    17- شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان . وغيرها مماهو مثبت بالهوامش لاحقاً .

    - انظر : مختصر الصواعق المرسلة ، لابن القـيم ، اختصار محمد بن الموصلي ، 2 / 359 – 446 .
    - انظر : الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد ، للبيهـقي ، ص 227 .
    - أخرجه البخاري في الصلح ، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود ، حديث / 2697 . فتح الباري ، 5 / 301 . ومسلم ، كتاب الأقضية ، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور ، حديث 1718 .
    - انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، لأبي العـز الحنفي ، ص 143 .
    - انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، لأبي العـز الحنفي ، ص 140 .
    - انظر : الشرح والإبانة ، ص 123 - 127 . وشرح العقيدة الطحاوية ، ص 258 . والشريعة ، للآجري ، ص 54 - 67 .
    - وهذا بخلاف النصوص الواردة في الأحكام ، فإنه لا يجوز تأويلها أو صرفها عن ظاهرها إذا وجد المقتضى الشرعي لها ، وبالشروط التي ذكرها أئمة الدين المعتبرون .
    - انظر : الصواعق المرسلة ، لابن القيم ( المختصر ) ص ( 10- 90 ) . وذم التأويل لموفق الدين بن قدامة المقدسي ت : 620 .

    - راجع السنة ، لعبدالله بن الإمام أحمد ، 1 / 264 – 307 ، حيث اشتمل على كثير من أقوال السلف في ذلك .
    وانظر : الشرح والإبانة لابن بطة ، ص 187 – 192 ، ص 213 – 218 . وعقيدة السلف أصحاب الحديث ، للإمام الصابوني ، ص 4 – 7 . والتدمرية ، لابن تيمية ، ص 7 . والواسطية ، لابن تيمية ، بشرح محمد خليل هراس ، ص 21 – 23 . وشرح العـقيدة الطحاوية ، لابن أبي العـز الحنفي ، ص 162 – 366 . وكتاب الأسماء والصفات ، للبيهـقي ، ص 137 – 138 . والتحف في مذهاب السلف ، للشوكاني ، المجلد الأول ، الجزء الثاني ، ص 84 – 96 ، من مجموعة الرسائل المنبرية . ورسالة في إثبات الاستواء والفوقية ، لأبي محمد عبدالله الجويني ، المجلد الأول ، الجزء الأول ص 174 – 186 من مجموعة الرسائل المنبرية . والرد على الجهمية ، للدارمي ، ص 14 . وذم التأويل ، لابن قدامة المقدسي ، ص 11 . والفتوى الحموية الكبرى ، لابن تيمية . وأقاويل الثقاة في تأويل الأسماء والصفات ، لمرعي بن يوسف الكرمي .
    - انظر : كتاب السنة ، لعبدالله بن أحمد ، 1 / 307 ، تحقيق د. محمد بن سعيد القحطاني . والشرح والإبانة لابن بطـة ، ص 176-177 . والاعتقاد للبيهـقي ، ص 174 . والإيمان لابن تيمية ، ص 186 - 261 . ولمعـة الاعتقاد ، للمقدسي ، ص 28 . والإبانة، للأشعري ، ص67 . وشرح العقيدة الطحاوية، ص 288 . وعقيدة السلف، للصابوني ، ص 67 . وشرح السنة ، للبغـوي ، 1 / 33 .
    - توحيد الأسماء والصفات يعني : إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه ، وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتنزيهه من كل عيب ونقص .
    - انظر : الشرح والإبانة ، لابن بـطة ، ص 210 . وشرح العـقيدة الطحاوية ، ص 243 – 248 .
    - انظر : شرح العـقيدة الطحاوية ، ص 257 .
    - انظر : الشرح والإبانة ، ص 211 . وشرح العقيدة الطحاوية ، ص 256 – 257 .
    - انظر شرح العـقيدة الطحاوية ، ص 103 – 105 . والاعتقاد ، للبيهقي ، ص 255 – 305 .
    - شرح العـقيدة الطحاوية ، ص 344 – 353 ، 369 . وعقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص60 ، 61 ، 63 . والشرح والإبانة ، ص 197 – 208 ، 219 – 223 .
    - انظر شرح العـقيدة الطحاوية ، ص 447 . ولمعـة الاعتقاد ، ص 30 ، 31 .
    - انظر : عـقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص 75 – 82 . والشرح والإبانة ، ص 192 . والإبانة ، للأشعري ، ص 56 . وشرح العـقيدة الطحاوية ، ص 185 .
    - انظر : شرح العـقيدة الطحاوية ، ص 185 . وتفسير ابن كثير ، ص 227 – 229 .
    - راجع : السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ، 1 / 132 . ولمعـة الاعتقاد ، لمقدسي ، ص 15 – 18 .والاعتقاد ، للبيهـقي ، ص 94 – 110 . والشرح والإبانة ، لابن بـطة ، ص 184 – 186 . والإبانة ، للأشعري ، ص56 . وشرح العقيدة الطحاوية ، ص 107 – 109 . وعقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص 7 .
    - راجع : السنة ، لعبدالله بن الإمام احمد ، / 2291 – 264 ، فقد اشتمل على كثير من أقوال السلف في ذلك ، تحقيق الدكتور محمد بن سعيد القحطاني . وانظر شرح العقيدة الطاوية ، ص 56 .
    - انظر : السنة ، لابن أبي عاصم ، 2 / 364 . وشرح العقيدة الطحاوية ، ص 174 . والشريعة للآجري ، ص 321 – 236 . ولمعة الاعتقاد ، ص 34 . ومجموع الفتاوى ، لابن تيمية ، ص 1 / 116 – 117 .
    - انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، ص 168 . والشريعة ، للآجري ، ص 481 .
    - انظر : الإبانة ، للأشعري ، ص 59 . ولمعة الاعتقاد ، للمقدسي ، ص 36 . والشرح والإبانة لابن بطـة ، ص 159 – 170 ، 265 – 271 . والوصية الكبرى في عقيدة الفرقة الناجية ، لابن تيمية ، ص 55 – 58 . وشرح العقيدة الطحاوية ، ص 414 .
    - انظر : الوصية الكبرى ، لابن تيمية ، ص 59 – 60 . والشرح والإبانة لابن بطة ، ص 257 – 261 . والاعتقاد ، للبيهقي ، ص 317 – 323 . والإبانة ، للأشعري ، ص 59 . وعقيدة السلف ، للصابوني ، ص 86 .
    - انظر : الوصية الكبرى ، لابن تيمية ، ص 58 – 59 . والاعتقاد ، للبيهقي ، ص 324 – 330 . ولمعة الاعتقاد ، ص 42 .
    - تدخل في ذلك المذاهب والفرق والاتجاهات الحديثة ، كالشيوعية ، والقاديانية ، والبهائية ، والبابية ، وكذلك الاشتراكية ، والعـلمانية ، والبعـثية ، وسائر القوميات التي تقوم على العـصبية .
    - انظر : الإبانة ، للأشعـري ، ص 64 . ولمعة الاعتقاد ، ص 42 – 43 . وعـقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص 112 . وشرح السنة للبغـوي ، ص 217 – 230 .
    - المقصود بالجماعة ، أهل السنة ، المتبعين للرسول- صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه والتابعين لهم وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين ، اعتقاداً وقولاً وعملاً . راجع ص ( 9 – 15 ) من هذا البحث .
    - انظر : شرح السنة ، للبغـوي ، ص 189 – 209 . والوصية الكبرى ، لابن تيمية ، ص 74 . وشرح العـقيدة الطحاوية ، ص 458 ، ولاعتقاد للبيهقي ، ص 242 – 246 .
    - انظر : شرح الطحاوية ، ص 327 – 330 . ولمعة الاعتقاد ، ص 42 . والإبانة ، ص 64 . والشرح والإبانة ، ص 277 – 280 . والاعتقاد ، للبيقهي ، ص 242 – 246 . والشرح والإبانة ، ص 281 .
    - انظر : فتح الباري ، 1 / 137 – 140 .
    - انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، ص 336 . والعقيدة الواسطية بشرح محمد خليل هراس ، ص 181 . وعقيدة السلف أصحاب الحديث ، ص 92 – 93 .
    - انظر : رسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لابن تيمية ، ( مطبوع ) .
    - انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، ص 258 .
    - انظر : شرح الطحاوية ، ص 258 ، 261 – 262 . والإبانة ، للأشعري ، ص 57 . ولمعة الاعتقاد ، ص 39 .
    - انظر : الإبانة ، للأشعري ، ص 58 . ولمعة الاعتقاد ، ص 39 .
    - انظر : شرح الطحاوية ، ص 317 . والإبانة ، للأشعري ، ص 58 ، ولمعة الاعتقاد ، ص 39 .
    - انظر : شرح الطحاوية ، ص 331 - 332 . والإبانة للأشعري ، ص 61 - 62 . وعقيدة السلف أصحاب الحديث ، الصابوني ، ص 92 .
    - انظر : شرح الطحاوية ، ص 331 – 332 . وكتاب الإيمان ، للحافظ العدني ، ص 128 . والشرح والإبانة ، ص 274 .
    - انظر : الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، لابن تيمية ، ص 159 – 188 . والنبوات ، لابن تيمية ، ص 7 – 10 . وشرح الطحاوية ، ص 442 – 446 .
    - أخرجه ابن أبي عاصم في السنة بأسانيد صحيحة ، انظر : جـ 1 ، ص 29 الحديث / 54 .
    - أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ، ص 407 . وله شاهد عند أحمد في المسند ، 2 / 338 ، 378 . والبغـوي في شرح السنن 2 / 270 . وحسّـنه الألباني في تخريج المشكاة 1 / 63 من مشكاة المصابيح .
    - أخرجه ابن أبي عاصم في السنة من طرق كثيرة ، وصححه الألباني . انظر : السنة 1 / 26 ، 27 ، الأحاديث / 47 ، 48 ، 49 . وابن ماجة في المقدمة ، ص 16 في الحديثين / 43 ، 44 .
    - دعوى الأشاعرة والماتريدية ومن انتسب إليهم أنهم هم أهل السنة أو أنهم من أهل السنة فيها شيئ من المغالطة واللبس والإيهام ، ولذلك سأعقد لها فصلاً لاحقاً يلي هذا الفصل . فليراجع .
    - أقصد بذلك الدعاة وطلاب العلم والعلماء . أما عامة الناس ، فالسلف يرون أنهم لا يكلفون بمعرفة العقائد على التفصيل وإنما على الإجمال . انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، ص 10 – 11 . ودرء تعارض العـقل والنقل ، لابن تيمية ، ص 1 / 51 .
    - كان النبي - صلى الله عليه سلم - إذا عاب شيئاً من بعض الصحابة - رضوان الله عليهم - لا يسميهم بأسمائهم ، ولا يشهر بهم ، بل يقول : " ما بال أقوام " ، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه ... " الحديث .
    - يتجه ذلك إلى الأشاعرة ، أكثر من غيرهم لانتشار مذهبهم في أغلب بلاد المسلمين .
    - قلت : " دون ضرورة " لعلمي أن بعض المسلمين في بعض البلدان الإسلامية ربما يُعذبون ، ويُؤذون ، وُتنتهك حقوقهم بسبب إعفاء اللحية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    - انظر : راجع ما جاء في المبحث الأول .
    - أي في نهاية القرن الثالث الهجري ، وذلك بعد أن تخلى الإمام أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال سنة ( 300) هـ .
    انظر : مقدمة الإبانة ، للشيخ حماد الأنصاري ، ص 8 .
    - انظر : كذب المفترى ، لابن عساكر ، ص 38 – 45 .
    - انظر : المصدرين السابقين .
    - في هذا الكتاب قرر الأشعري - رحمه الله - مذهب أهل السنة في سائر أصول الاعتقاد . فليراجع ( مطبوع ) .
    - راجع : " الإبانة عن أصول الديانة " ، ص 52 .
    - من توفيق الله لهؤلاء الأئمة الاجلاء – رحمهم الله – أن غالبهم تراجعوا عن مقولاتهم في التأويل أو بعضها فيما خالفوا فيه أهل السنة . انظر : المبحث الثاني ( خصائص العقيدة الإسلامية ) من هذا البحث .
    - انظر مثلاً : أساس التقديس ، للفخر الرازي ، ص 111 – 191 . والإرشاد للجويني ص 146- 154 .
    - انظر : الاقتصاد في الاعتقاد ، للغزالي ، ص 12 – 135 .
    - ورد عن أكابر الأئمة مثل : الإمام أحمد ، وابن المديني ، والأوزاعي ، والبخاري ، وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وغيرهم كثير ، فقد حذروا من الجدل والتأويل وعلم الكلام . أنظر : شرح أصول اعـتقاد أهل السنة والجماعة ، لأبي القاسم اللالكائي ، تحـقيــق :
    د. أحمد سعـد حمدان ، ج 1 – ص 151 – 186 .
    - راجع : كتاب " أصول الدين " لفخر الدين الرازي – ص 24 . وكتاب " الإرشاد " للجويني ، ص 25 – 37 .
    - أصول الدين ، للرازي ص 24 .
    - انظر على سبيل المثال : أول كتاب التمهيد ، للبقلاني . وأول كتاب الإنصاف للبقلاني – أيضاً . وأصول الدين للفخر الرازي – أوله . وأول كتاب الاقتصاد في الاعتقاد ، للغـزالي . وأول أصول الدين ، للبغـدادي . وأول الإرشاد للجويني . وأول كتاب الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد ، للبيهقي ، وغيرها من الكتب المعتمدة لدى الأشاعرة ، فإنها تبدأ بالنظر والعـقـليات وعلم الكلام ، وتقرير القـواعد العـقـلية والفلسفية ، ولا تكاد تذكر توحيد العبادة والقصد إلا نادراً ، مع حاجة الأمة إليه قديماً وحديثاً .
    - انظر : الإنصاف – للباقلاني ، ص 62 – 126 . وأصول الدين ، للرازي ، ص 63- 67 . وكتاب الأربعين في أصول الدين ، للغزالي ، ص 27 – 28 .
    - أنظر : كتاب الإيمان لابن تيمية ، ص 100- 155 . والإنصاف ، للبقلاني ، ص 55 . والاقتصاد في الاعتقاد ، للغزالي ، ص 89 – 90 . والتمهيد ، للبقلاني ، ص 146 – 147 .
    - انظر : الإنصاف ، للبقلاني ، ص 39 – 44 . وكتاب الأربعين في أصول الدين ، للغزالي ، ص 16 – 27 .
    - انظر : النبوات ، لابن تيمية ، ص 100 – 102 . وأصول الدين ، للرازي ، ص 91- 105 . والاقتصاد في الاعتقاد ، للغزالي ، 165 – 179 .
    - من أكثر من جلى هذه المسألة وأصلها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، فلتراجع مؤلفاته ، ومنهم على سبيل المثال : العـقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعـقيدة الواسطية . انظر : المجلد الرابع من مجموع الفتاوى ، ص 1 – 190 .
    - انظر : ما سبق من هذا البحث .
    - انظر : كتابه " الإبانة عن أصول الديانة " .
    - انظر : ( خصائص العقيدة الإسلامية ) من هذا البحث .
    - انظر : شرح الطحاوية ، ص 150 – 153 .
    - وهذا بخلاف ما كان عليه الأشاعرة القدامى ، فإنهم كانوا إلى السنة أقرب ، ولم تتأصل فيهم الصوفية ، والفلسفية والجدل ، وكانوا أهل سنة في أعمالهم وعباداتهم . أما المتأخرون من الأشاعرة المعاصرين فأغلبهم من أنصار الطرق ، وأصحاب بدع في الاعتقادات والعبادات . وهذا منشؤه التساهل في أمر توحيد العبادة في أصول الأشاعرة – كما بينت – فيما سبق في هذا المبحث .
    - أعلن الإمام أبو الحسن الأشعري التزامه لعقيدة السلف في كتابه " الإبانة " ، فليراجع .
    - هذا على سبيل التمثيل لا الحصر ولا التحقيق ، لأن التحقيق من هذه الأحكام يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحقيق الدقيق ، لكني ضربت بذلك مثالاً فحسب .
    - هذا الحديث مستفيض عن جمع من الصحابة أخرجاه في الصحيحين وغيرهما لألفاظ كثيرة .
    انظر : صحيح البخاري – فتح الباري - : كتاب المناقب ، باب 27 ( 6 – 632 ) . وكتاب الاعتصام ، باب 10 ( 13 – 293 ) . وكتاب التوحيد ، باب 29 ( 13 – 442 ) . وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، باب 53 ، الأحاديث / 1920 – 1924 ( 3 / 1523 – 1525 ) .
    - انظر الحديث السابق .

    عقيدة أهل السنة والجماعة
    وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها
    الشيخ د. ناصر بن عبدالكريم العـقـل
    الأستاذ المشارك بقسم العـقيدة والمذاهب المعاصرة
    في كلية أصول الدين بالرياض

موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رفقا أهل السنة بأهل السنة كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-12-2011, 09:42 PM
  2. ما هي السنة في السواك ؟......
    بواسطة الراوى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-06-2008, 02:01 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-03-2008, 10:37 AM
  4. صحيح السنة مهم قبل أي شىء
    بواسطة عبد الله عبد الرحمن حارث في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-03-2007, 08:31 AM
  5. كتب أهل السنة والجماعة
    بواسطة محمد ابن عبد الوهاب في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2006, 08:27 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة

موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة