يعتقد النصارى "بالخطيئة الموروثة":أي أن كل إنسان يولد خاطئاً؛وذلك لأن أبونا آدم وأمنا حواء عصيا ربهما وأكلا من الشجرة المحرمة، فوقعا في الخطيئة وبذلك يكون آدم وزوجته وأولادهما يستحقون جميعاً عقاب الآخرة (أي جهنم)، وهذا هو العدل الإلهي.
لكن صفة الرحمة لله تعالى تستوجب العفو، فنتج تناقض بين عدل الله وبين رحمته تعالى " فتطلب الأمر شيئاً يجمع بين الرحمة والعدل ، فكانت الفدية التي يتم بها ناموس العدل ويتحقق بها ناموس الرحمة!!ولكن ينبغي أن تكون هذه الفدية طاهرة غير مدنسة، وليس في الكون ما هو طاهر بلا دنس إلا الله سبحانه وتعالى … ولكن تعالى الله أن يكون "فدية" فأوجبت المشيئة أن يتخذ جسداً يتحد فيه اللاهوت والناسوت ؛أي جسداً يكون إلها وبشراً في الوقت نفسه، فاتحد اللاهوت والناسوت في بطن العذراء مريم فنتج عن هذا الإتحاد إنساناً كاملاً ، من حيث هو ولدها وكان الله في الجسد إلهاً كاملاً ، وقد تمثل هذا كله في المسيح الذي أتى ليكون "فديه " لخلقه.
وكان ذلك هو الفداء.
ثم قدم هذا الإله " ذبيحة" ليكون ذبحه إعفاء البشر من جريمة الخطيئة، فمن أجل ذلك مات المسيح على الصليب.
وهذا هو الصلب.
وكان هذا كله كفارة لخطايا البشر وتخليصهم من الهلاك.
وهذا هو الخلاص.
ولما كان البشر كلهم خطاه بخطيئة أبيهم آدم وأمهم حواء فهم هالكون، ولا ينجيهم من هذا الهلاك سوى إيمانهم بالمسيح"الفادي".(216)
المطلب الأول : النصوص التي يستدلون بها على الفداء من الإنجيل والرد عليها
1. في إنجيل يوحنا:"أنا هو الراعي الصالح ، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"(217)؛لاحظ التناقض بين هذا النص والنص الأخر الذي يقول فيه عيسى مؤنباً ذلك الرجل الذي قال له أنت معلم صالح :"لماذا تدعوني صالحاً ليس صالحاً إلا واحد…".(218)
2. وفي إنجيل يوحنا أيضاً :"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية"(219)وهذا التصريح بأن عيسى هو ابن الله الوحيد لم يذكره إلا يوحنا فقط، فلماذا لم تذكره بقية الأناجيل، مع أنه عقيدة هامه في المسيحية؟!
3. في إنجيل مرقس :"أن ابن الإنسان لم يأت ليخُدَم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين "(220) فهذه النصوص ليست إلا ادعاءاً باطلاً ليبرروا به قضية الصلب التي اعتقدوها وآمنوا بها ." فادعوا أن الصلب هو الشرف الحقيقي وهو الهدف الأسمى من رسالة المسيح، ولولا الصلب ما جاء المسيح، فأخذوا يدندنون حول هذا الأمر ويبحثون له عن الأوجه التي تجعله في حيز المقبول والمعقول، إلا أن كلامهم في الحقيقة يزيد الأمر تعقيداً وإرباكاً للقارئ والسامع"(221).
النصوص المتعلقة بالصلب والرد عليها :
وردت في الأناجيل نصوص كثيرة في الصلب ولكن الاختلافات فيما بينها كثيرة تكاد تكون من الألف إلى الياء، وفيما يلي نورد بعضاً منها.
تحديد الخائن الذي دل على عيسى u :
1) في العشاء الأخير قال عيسى u متنبئاً :"الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني…فأجابه يهوذا مسلِّمه وقال "هل أنا هو يا سيدي :قال أنت قلت".(222)
2) وفي إنجيل مرقس قال عيسى :"هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة".(223)
3) وفي لوقا قال :"هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة".(224)
4) وفي يوحنا قال :"هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الأسخريوطي".(225)
فهذه النصوص الأربعة نجد فيها:

إنجيل متىّ إنجيل لوقا إنجيل مرقس إنجيل يوحنا
لم يحدد اسم الخائن. لم يحدد اسم الخائن. حدد اسم الخائن. حدد اسم الخائن.
يهوذا هو الذي يغمس. يده معه على المائدة. يهوذا هو الذي يغمس. المسيح يغمس اللقمة
ويعطي الخائن"يهوذا".

ويل له :
قال عيسى عن ذلك الذي سيخونه :" ويلٌ لذلك الرجل الذي به يُسَلَّم ابن الإنسان ، كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد".(226)
نلاحظ في النص أن عيسى u سمى نفسه ابن الإنسان ولم يقل "ابن الله ".
والسؤال هنا : إذا كان عيسى "ابن الله " فلماذا الويل ليهوذا وهو ينفذ إرادة الله التي من أجلها جاء المسيح ابن الله كما يزعمون ؟!! ألم تدّعوا أن عيسى "ابن الله " ما جاء إلا ليُقتل من أجل أن يخلص البشر من الخطيئة التي ورثوها من أبيهم آدم ؟! إذا كان كذلك فيهوذا من أقرب المقربين إلى الله ؛لأنه قام بتنفيذ إرادة الله عز وجل.
قبل المداهمة"في الحديقة":
هل حقاً كان الصلب هو الهدف الذي جاء من أجله المسيح " أم أن المسيح فوجيء بقوة الظلم تكاد تطبق عليه، وأنه معرض لخطر لم يكن يتوقعه، ولذلك أصابته حالة من الرعب القاتل كان يود في كل لحظة من لحظاتها أن ينجو من الخطر وينقذ نفسه من الموت".(227)
1) يقول مرقس:" وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني، فقال لتلاميذه، اجلسوا هاهنا حتى أصلي، ثم أخذ معه بطرس ويعقوب، وابتدأ يدهش ، ويكتئب، وقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت . أمكثوا هاهنا واسهروا. ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت . ثم جاء ووجدهم نياماً ، فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم، أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف، ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه ، ثم رجع ووجدهم نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه، ثم جاء ثالثة، وقال لهم ؛الآن استريحوا، يكفي، قد أتت الساعة، هوذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة، قوموا ليذهب، هوذا الذي يسلمني قد اقترب".(228)
يقول دينس نينهام:"لقد انقسمت الآراء بعنف حول القيمة التاريخية لهذا الجزء، وجرى تساؤل عما إذا كان يعتبر في الحقيقة جزءاً من المصدر الذي روى عنه القديس مرقس"(229)، بالإضافة إلى ذلك نحن نوجه بعض الأسئلة إلى النصارى.
أولاً : لمن كان يصلي المسيح u ، وأنتم تزعمون أنه إله.والإله لا يصلي لأحد ، بل عباده يصلون له؟!
ثانياً : قال مرقس"وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة " لماذا كان المسيح u يريد أن تعبر عنه هذه المحنة، لماذا يريد أن تعبر؟ ،وما جاء إلا من أجلها حتى يتخلص البشر من الخطيئة التي يحملونها كما تزعمون؟!!.
ثالثاً : قال مرقس :"وقال يا أبا الآب"، فمن هو أبو الآب هذا الذي يستغيث به عيسى عليه السلام، فإذا كان للأب آب آخر فهذا يستدعي وجود سلسلة من الآباء لا نهاية لها.
رابعاً : يقول مرقس:" ثم جاء ووجدهم نياماً ، فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم، أما قدرت أن تسهر ساعة واحده؟!". فهل يعقل من حواريين المسيح أن يتركوه يعاني الخوف والهلع ويناموا وهم ينتظرون قدوم الجند ليقبضوا على المسيح u ؛ مثل هذا الفعل لا يليق بأناس عاديين فكيف بهؤلاء الحواريين.
إن القرآن الكريم قد رفع من مكانة الحواريين وشرفهم بسلوكهم ومبادرتهم لنصرة المسيح u، بخلاف أسفاركم التي تسفههم وتصفهم بالجبن، والخذلان والخيانة، فيهوذا يخون عيسى u ، وبطرس ينكره، وهاهم جميع التلاميذ يخذلونه في الحديقة ويتركونه يعاني الآلام والخوف وحده وينامون. فهل هذه حقاً صفات أقرب المقربين إلى المسيح هل هذه صفة تلاميذه ورسله إلى الناس ؟! الجواب كما هو لدينا نحن المسلمين ، لا ، بل وحاشاهم أن يكونوا كذلك فقد قال الله سبحانه وتعالى عنهم في كتابه الكريم : )كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله((230) ،هكذا يسمو بهم القرآن الكريم ويرفع مكانتهم لأنهم حقاً كذلك، أما إنجيلكم فيصفهم بالتخاذل والخيانة. ولمن ؟ لإله بزعمكم.
خامساً : من الذين شاهدوا الأحداث التي كان فيها جميع الحواريين في الحديقة نيام ؟ من الذي رواها ؟ كيف رويت ولم يشاهدها أحد ؟؟!! وكيف عرف التلاميذ ما حدث بعد القبض على عيسى ؟!! كيف رويت بلا شاهد؟! أضف إلى ذلك أنها لم تكتب إلا بعد رفع المسيح بـ 35عاماً.
2) جاء في إنجيل لوقا:"… وظهر له ملاك من السماء يقويه، وإذا كان في جهاد،كان يصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض…"(231)،ولكن بعض المراجع القديمة تحذف هذين العددين(43-44) رغم وجودهما في أغلب النسخ، فإن هذا الحذف يمكن إرجاع سببه -كما يقول جورج كيرد- إلى فهم أحد الكتبة بأن صورة يسوع هنا، وقد اكتنفها الضعف البشري، كان يتضارب مع اعتقاده في الابن الإلهي الذي شارك أباه في قدرته القاهرة"(232) ، بل إن هذا النص ينفي أصل عقيدة المسيحيين في الصلب . فلو كان حقاً هدفه الصلب لما حزن ولما اكتئب، ولما صار عرقه كقطرات الدم . ثم إننا إذا تصفحنا روايات الأناجيل لوقا، ومرقس، ومتىّ نجدها تتشابه في وصف هذه الحادثة إلى حد ما ، مع أنه لم يكن هناك شاهد عليها، ولكن هذه الثلاثة الأناجيل تختلف اختلافاً كبيراً عن رواية يوحنا (233)" حيث نجد في يوحنا خطبة لعيسى عبر ست صفحات "حوالي140سطر" مقابل بضعة سطور في الأناجيل الأخرى"(234).
المداهمة والقبض على عيسى u :
يقول مرقس:"وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحد من الاثني عشر، ومعه جمع كثير بسيوف وعصّي من عند رؤساء الكهنة والكتبة، والشيوخ، وكان مسلمه " يهوذا " قد أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبّله هو هو، أمسكوه وامضوا بحرص، فجاء للوقت، وتقدم إليه قائلاً: يا سيدي يا سيدي . (وقبّله) فألقوا أيديهم عليه و أمسكوه، فاستل واحدٌ من الحاضرين السيف، وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه .فأجاب يسوع وقال لهم : كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني، كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني، ولكن لكي تكمل الكتب، فتركه الجميع وهربوا"(235).
أما في متىّ فقد جاء:" عندما رأى عيسى يهوذا قد جاء مع الجنود قال له:" قال يسوع : يا صاحب لماذا جئت"(236)، وعندما أستل أحد الحواريين سيفه قال له عيسى :" رد سيفك إلى مكانه؛لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون"(237).
وقال إنه يستطيع أن يطلب إلى الله أن يقدم له أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة(238) وأخيراً "تركه التلاميذ كلهم وهربوا"(239).
التعليق :
أولاً : استفسار عيسى من يهوذا عن سبب قدومه" لماذا جئت " ، انفرد بها متىّ ، وكذلك استطاعة عيسى بأن يطلب مساعدة الله انفرد بها متىّ.
ثانياً : القبلة كانت هي أداة التعريف بعيسى ، وهذا ما اتفق عليه متىّ ، ولوقا ومرقس مع خلاف يسير، أما عند يوحنا فلا مكان للقبلة، بل يعطي صورة مختلفة تماماً فيقول :" أخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين ، وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح، وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال: ما تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري. قال لهم يسوع . أنا هو، كان يهوذا مسلمه واقفاً معهم ،فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض فسألهم من تطلبون فقالوا لهم يسوع الناصري . أجاب يسوع قد قلت لكم أني أنا هو فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون".(240)
نلاحظ أنه لا يوجد مكان للقبلة في إنجيل يوحنا، بل إن يسوع هو الذي بادر بسؤالهم : من تطلبون؟
فأجابوه، يسوع الناصري : فقال لهم أنا هو.
فرجعوا إلى الوراء وسقطوا ، لماذا رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض؟؟!! ألا يدل هذا على ثباته، وأنه يعلم أن الله سينجيه منهم بعد أن دعا الله بتضرع حتى كان عرقه يتصبب كقطرات دم ويدعوا الله أن تعبر عنه الكأس أي تلك الساعة.
أليس من المنطقي أن يكون الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعائه فرفعه إليه، وهذا ما تؤكده أيضاً أناجيلكم بأن الله استجاب له لتقواه ، وأنه ظهر له ملاك من السماء يقويه.
وإذا قيل أين ذهب المسيح؟ نقول وأين ذهب إيليا( إلياس) ؛ صعد إيليا في العاصفة إلى السماء"(241). وكذلك رفع ( أخنوخ) :"وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه"(242).
المحاكمة :
حتى لا أطيل على القارئ فسأذكر ملخصاً للمحاكمة تقول الأناجيل إن الجنود أخذوا عيسى موثقاً إلى " قيافا" رئيس الكهنة حيث جرى استجوابه.
(متىّ (26/57-57)، مرقس (14/53)، لوقا (22/54-71)، يوحنا (18/15-27)) وبالرجوع إلى نصوص الإنجيل ستتضح لنا الاختلافات التالية بين الأناجيل:
إنجيل مرقس إنجيل متىّ إنجيل لوقا إنجيل يوحنا
بطرس وحده يتبع الجنود من بعيد(14/54) نفس مرقس (26/58). نفس مرقس ومتىّ (22/54). بطرس +تلميذ آخر
(يوحنا 18/15).
قوم شهدوا زورا (14/57). شاهد زور، شهد
ضد المسيح(26/60) لم يذكر شيئاً عن
هذا الأمر . لم يذكر شيء
مثل متىّ (14/58). التهمة الموجهة لعيسى
قوله بأنه يستطيع أن
يهدم الهيكل ويبنيه في 3أيام(26/61). لم يذكر هذه التهمة. لم يذكر هذه التهمة
مثل متىّ .
عيسى سكت عند
سماع التهمة (26/62). لم يذكر السكوت.
لم يذكر السكوت.

مرقس قال: سئُل هل
أنت المسيح ابن
المبارك (14/61) متى قال: سئل المسيح
هل أنت المسيح ابن
الله (26/63). قال سئل هل أنت
المسيح (22/67).
سئل ما هي
تعاليمك (18/19).

الجواب كان :" أنا
هو" (14/62)لقد
أقر إنه المسيح.
فكان جوابه"أنت
قلت" (متىّ 26/64)
فلم يقر أنه ابن الله .


الجواب كان"إن قلت لكم
لا تصدقوني، وإن سألت لا تجيبوني ولا تطلقوني" (22/68)
وهذه إشارة واضحة إلى أن
المعتقل يريد أن يقول لهم بأنه
لو أخبرهم أنه ليس المسيح
لم يصدقوه الجواب كان " في
الخفاء لم أتكلم بشيء…"(18/20)


مرقس مثل متىّ




عندما سأل رئيس الكهنة الحاضرين عن
رأيهم وحكمهم في
المعتقل قالوا "
مستوجب الموت"
(26/66) لم يذكر شيئاً عن
هذا الموقف.
مثل لوقا .

مرقس مثل متىّ (243)
أنكر بطرس كبير الحواريين أنه يعرف المسيح وأنه
من تلاميذه، ثلاث
مرات.. متىّ قال:
الإنكار جاء في
المعتقل(244)
مثل مرقس ومتىّ(245)
أنكره مرة قبل
الاستجواب ومرتين
بعده (246)


هذا الجدول يوضح مدى الاختلافات في المحاكمة الأولى أمام رئيس الكهنة،ولكن بتتبع القصة (247)في الأناجيل الأربعة نجد في كل موقف من المواقف اختلافات كثيرة في الاستجواب الثاني أمام بيلاطس نذكر على سبيل المثال
متىّ مرقس يوحنا
عندما طلب بيلاطس من المسيح الدفاع عن نفسه صدتهم الكهنة
لم يُجب. متىّ (27/14). مثل متىّ (15/5). أجاب جواباً مسهباً (18/36)
قبل الصلب
بعد أن سلم بيلاطس المسيح إلى اليهود، روى كل إنجيل رواية مختلفة منها:
متىّ مرقس لوقا يوحنا
سمعان القيرواني حمل الصليب الذي سيصلب عليه عيسى (27/32). مثل متىّ (15/21) مثل متىّ
ومرقس (22/26). قال أن يسوع نفسه هو
الذي حمل الصليب(19/17).
لم يذكر شيء لم يذكر شيء ألقى خطبة وهو في
طريقه إلى
الصلب (23/30)
أنفرد بها لوقا. لم يذكر شيء.
الصلب:
متىّ مرقس لوقا يوحنا
اللصان اللذان صُلبا معه استهزءا به، وعيراه.
متىّ(27/44). مثل متىّ (15/32). أحد اللصين استهزأ
به، والآخر دافع عنه
فوعده عيسى بالجنة،
لوقا (23/41). لم يورد شيئاً في هذا.
بعد الصلب :
بعد الصلب حدثت أمور منها:
الأمور التي حدثت متىّ مرقس لوقا يوحنا
1. انشق حجاب الهيكل (27/51). (15/37). (23/45). لم يذكر شيئاً
2. حدث زلزال شديد. (27/51)
انفرد بها متىّ لم يذكر شيئاً لم يذكر شيئاً لم يذكر شيئاً
3. الصخور تشققت (27/51) انفردبها لم يذكر شيئاً لم يذكر شيئاً لم يذكر شيئاً
4. انفتحت قبور وقام منها كثير من الراقدين ودخلوا أورشليم.(248)
(27/52)
انفرد بها1 لم يذكر شيئاً1 لم يذكر شيئاً1 لم يذكر شيئاً1
وبعد الصلب في مساء الجمعة، جاء رجل اسمه يوسف ليستلم جثة المصلوب،وقد اختلف،وفي يوحنا رجلان (249) ،ووضع في القبر وطلب رؤساء الكهنة اليهود من بيلاطس حراسة القبر كي لا تسرق الجثة (250)،انفرد بهذا متىّ.

المطلب الثاني : القيامة والظهور
يقول مرقس:" بعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب، وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه .
وباكر جداً في أول الأسبوع ، أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس ، وكنّ يقلن في أنفسهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر فتطلعن، ورأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً .ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حُلة بيضاء فاندهشن، فقال لهن : لا تندهشن، أنتُن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام، ليس هو هاهنا. هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه ، ولكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس، أنه يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم .فخرجن سريعاً وهربن من القبر، لأن الرعدة والحيرة، أخذتاهن، ولم يقلن لأحد شيئاً، لأنهن كن خائفات"(251).
يقول نينهام :"أن الدافع المقترح لهذه الزيارة، يدعو على أي حال إلى الدهشة …، فمن الصعب أن نثق في أن الغرض من زيارة النسوة، كان دهان جسم إنسان انقضى على موته يوم وليلتان"(252)
اختلف في: متىّ مرقس لوقا يوحنا
1. من هن الزائرات مريم المجدلية ومريم الأخرى مريم المجدلية ومريم
الأخرى وسالومة مجموعة من النساء مريم المجدلية فقط
2. حدث زلزال عظيم
وقت الزيارة. (28/2) نعم لا يعلم شيئاً لا يعلم شيئاً لا يعلم شيئاً
3. من دحرج
الحجر عن باب القبر. ملاك الرب
نـزل
ودحرج
الحجر وجلس عليه(28/2). لا يعرف الفاعل لا يعرف الفاعل لا يعرف الفاعل
4. كم ملاكاً كان
عند القبر. واحد (28/2). واحد اثنان اثنان
5. من أخبر أن الميت قام وخرج
من القبر. قال الملاك (28/6). قال الملاك (16/6). قال الملاك (24). لم يورد ذلك بل قال إن مريم المجدلية رأت عيسى واقفاً بجانبها
(20/14-17).

وهكذا تستمر الخلافات بين الأناجيل إلى نهاية القصة، ولكن حتى لا نطيل نكتفي بما ذكر، الخلافات كثيرة الكم والعدد فماذا نستنتج؟
الجواب البديهي هو: "أن القصة من نسج الخيال، فالشاهد في المحكمة، إذا تناقضت أقواله رد واتهم بكذبه.
ظهور عيسى للحواريين:
اختلفت الأناجيل في عدد المرات التي ظهر فيها المسيح، كما اختلفت في الأقوال التي قالها لهم .
المختلف فيه: متىّ مرقس لوقا يوحنا
1. عدد المرات التي ظهر فيها المسيح بعد موته مرتين
(28/9)
(28/16) ثلاث (16/9)
(16/12)
(16/14) مرتين (24/13)
(24/36) أربع مرات (20/17)
(20/24)
(20/26)
(21/1)
2. ماذا كان موقف الحواريين عندما رأوا المسيح أول مرة سجدوا له ولكن البعض شك فيه
(28/17) لم يذكر
السجود جزعوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحاً: أي
شبحاً(24/37) فرحوا بعدما أراهم
يديه ورجليه
(20/20)
3.قال لهم عيسى "من آمن واعتمد خلص،ومن لم
يؤمن يدان" لم يذكرها ذكرها مرقس فقط
(16/16) لم يذكرها لم يذكرها
4. أكل عيسى مع تلاميذه السمك المشوي والعسل لم يذكرها لم يذكرها ذكرها لوقا
فقط (24/42) لم يذكرها
5. نفخ عيسى وقال لتلاميذه اقبلوا الروح القدس لم يذكرها لم يذكرها لم يذكرها ذكرها يوحنا فقط
(20/22).
6. اشترط"توما" أحد
الحواريين أن يرى أثر المسامير في جسم عيسى ليؤمن (253)
لم يذكرها لم يذكرها لم يذكرها ذكرها يوحنا فقط
(20/25)
ومازال هناك الكثير من الخلافات بين الأناجيل في هذا الموضوع .
نصوص الصلب وتفنيدها :
1) صرخ المصلوب على الصليب قبل موته قائلاً:"إيلي إيلي لما شبقتني، والذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني"(254)"إلهي!إلهي!لم خذلتني؟! " هذا كلام يقتضي عدم الرضا بالقضاء وعدم التسليم لأمر الله تعالى، وعيسى u منـزه عن ذلك، فكيون المصلوب، لاسيما وأنتم تقولون أن المسيح u نـزل ليؤثر العالم على نفسه، فكيف تروون عنه ما يؤدي إلى خلاف ذلك؟ مع روايتكم في توراتكم أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون عليهم السلام لما حضرهم الموت، كانوا مستبشرين بلقاء ربهم . والمسيح –بزعمكم –ولد الله فكان ينبغي أن يكون أثبت منهم ، ولما لم يكن كذلك دل على أن المصلوب غيره"(255)نعم هو كذلك، فلو أن عيسى u جاء من أجل الصلب كما تزعمون لما صرخ تلك الصرخة، ونحن نرى أناس كثيرين يساقون إلى ساحات الإعدام وهم في ثباتٍ تام لإيمانهم بقضاياهم ، فضلاً عن المجاهدين الذين يتسابقون في ساحات المعارك موقنين بالموت والهلاك المحقق، ومع ذلك يقدمون أنفسهم وهم يشعرون بأعلى درجات السعادة.

2) عندما علم عيسى بقرب حلول المؤامرة ضده طلب من حوارييه الاستعداد للمقاومة وقال :" من ليس له سيفاً فليبع ثوبه ويشتري سيفاً"(256). والسؤال هنا، لماذا المقاومة ؟ ولماذا السيوف؟ لو كان ينوي أن يقدم نفسه للصلب لما طلب من تلاميذه المقاومة"(257).
3) دعا عيسى u الله سبحانه وتعالى أن ينقذه من طالبي قتله أو صلبه، فقال :" أيها الآب نجني من هذه الساعة "(258). فلو كان حقاً أن عيسى جاء لأجل تحقيق هدف"الفداء" لِمَ جزع وخاف من مداهمة اليهود له ليقتلوه فإن هذا بعينه هو الهدف الذي جاء من أجله، ولكن خوفه وجزعه ينفيان عقيدة " الصلب للخلاص".
4) "يعتمد النصارى في الخلاص بالصلب على نصوص مثل :" المسيح أسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله "(259)، ولكن من المعروف أن المسيح لم يسلم نفسه بل حسب الأناجيل أنه سيق قسراً إلى الصلب "(260).
5) قال يوحنا:" هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية"(261)، فهذا النص يمثل عقيدة عظيمة،وأن من لم يؤمن بالخلاص فهو كافر، ومع عظم هذا الركن في المسيحية إلا أن متىّ ومرقس ويوحنا لم يذكوه في أناجيلهم، وهذا يقودنا إلى احتمالات ثلاث لا رابع لها، ويجب على كل من يؤمن به أن يختار واحد منها:
 الاحتمال الأول :"إما أن يكون يوحنا ثقة أميناً في نقل هذا الاعتقاد ، ومتىّ ومرقس ولوقا غير أمناء بتضييعهم لتعاليم السماء ، فلا يوثق بهم ولا يعتمد عليهم بعد ذلك
 الاحتمال الثاني: وأما أن يكون متىّ ومرقس ولوقا أمناء ثقات نظراً لعددهم، ويكون يوحنا غير أمين خاصة وأنه آخر من ألف إنجيله، وكان ذلك في بداية القرن الثاني الميلادي، ولو كان ما ذكره حقاً لكان أولى بمرقس وهو أول من ألف إنجيله أن يثبت هذا السر أو متى أو لوقا.
 الاحتمال الثالث :أن تكون هذه الفقرة هي مجرد رأي ليوحنا وأتباعه ولا تنـزل منـزلة العقيدة"(262).
6) إذا كان عيسى u ما جاء إلا ليصلب فلماذا قال لمن سيسلمه:" ويلٌ لذلك الرجل الذي به يُسلَّم ابن الإنسان"(263)، هذا من ناحية ثم من ناحية أخرى جاء ما يناقض هذا فالمسيح u شهد للتلاميذ الاثني عشر بالسعادة(264)، وشهادته حق ولا شك أن السعيد لا يتم منه الفساد العظيم، ويهوذا أحد الاثني عشر فيلزم من هذا ما يلي:
 إما أن يكون يهوذا لم يدل على عيسى u.
 وإما أن يكون المسيح u ما نطق بالصدق.
 أو أن يكون كتابكم قد تحرف وتبدل.
7) لماذا كان عيسى u يقول لحوارييه ليلة القبض عليه"إن نفسي حزينة حتى الموت"(265).
8) ولماذا قضى الليل كله في صلاة ودعاء واستغاثة لإنقاذه من طالبي صلبه(266)،"أيها الآب نجني من هذه الساعة" (267).
"وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض"(268).
9) وكان يستنكر إرادة اليهود قتله قائلاً: لماذا تطلبون أن تقتلوني"(269).
10) وأخبرهم أنهم لن يستطيعوا فعل ذلك، :" فقال لهم يسوع أنا معكم زماناً يسير بعد، ثم أمضي للذي أرسلني ستطلبوني ولا تجدوني، حيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا"(270).
11) وقال لهم أيضاً :" الذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه"(271).
12) وتحداهم قائلاً :" إني أقول لكم إنكم لا تروني من الآن حتى تقولوا مبارك الأتي باسم الرب"(272)،لكن المصلوب رآه اليهود مقبوضاً عليه مصلوباً يرُفس ويرُكل ويُضرب ويُبصق عليه، ألا يدل هذا على أن الذي قُبض عليه وصُلب هو شخص آخر غير المسيح، وإلا لكانت أقوال المسيح كاذبة، فكيف يتنبأ بنجاته ثم يحدث العكس.
نصوص من الإنجيل تؤيد عدم الصلب :
1) تنص الأناجيل بأن الله استجاب دعاء عيسى فأرسل له ملاكاً من السماء يقويه وليعلم أن الله لن يتركه بل سينقذه من هؤلاء المجرمين يقول لوقا:"وظهر له ملاك من السماء يقويه"(273).
"إذ قدم u بصراخ شديد ودموع طلباتٍ وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت،وسمع له من أجل تقواه"(274).
2) وأكثر من ذلك أن في إنجيل برنابا أن الذي قتل وصلب هو يهوذا الأسخريوطي. يقول برنابا في إنجيله:" الحق أقول أن صوت يهوذا ووجهه وشخصه بلغت من الشبه بيسوع أن أعتقد تلاميذه والمؤمنون به كافة أنه يسوع ، وقال أيضاً الحق أقول لكم أني لم أمت بل يهوذا الخائن، احذروا، لان الشيطان سيحاول جهده أن يخدعكم،ولكن كونوا شهودي في كل إسرائيل، وفي العالم كله لكل الأشياء التي رأيتموها وسمعتموها"(275).
3) ثم أنه ورد في الإنجيل أن الجنود سألوا المقبوض عليه عمّا إذا كان هو المسيح، فقد تقدم المسيح إلى الجند وقال لهم "…من تطلبون؟ أجابوه يسوع الناصري، قال لهم إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ، فسألهم من تطلبون ؟فقالوا يسوع الناصري، أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو"(276)، فها هو يخبرهم بأنه عيسى مرتين فلم يصدقوا للشبه.ثم لماذا رجعوا إلى الوراء وسقطوا ؟ماذا حدث؟ لابد أنه حدث شيئاً عظيماً جعلهم يتراجعون ويسقطون على الأرض . نعم لقد ظهر ملاك الرب من السماء ، أفلا يدل هذا على نجاته.
4) عندما سألوا المقبوض عليه عمّا إذا كان هو المسيح أجابهم قائلاً :" إن قلت لكم لا تصدقوني، وإن سألت لاتجيبوني ولاتطلقوني"(277)، فما معنى هذا الجواب؛ألا يؤكد أنه ليس هو المسيح . وفي متىّ كان الجواب : عندما سئل هل أنت المسيح فقال :" أنت قلت"(278).
5) وعندما ظهر المسيح عليه السلام لمريم المجدلية، اعتقدت أنه البستاني:" ، يقول أحمد ديدات :والآن، لماذا تعتقد مريم أنه البستاني؟
- هل العائدون من بين الموتى يلزم بالضرورة أن يشبهوا عمال البساتين؟
- كلا!!
- أذن لماذا تعتقد أنه البستاني؟
- الجواب هو: أن يسوع كان متنكراً كبستاني!
- ولماذا يتنكر كبستاني؟
- الجواب: لأنه خائف من اليهود!
- ولماذا يخاف من اليهود؟
- لأنه لم يمت، لو كان قد مات لما كان ثمة داع للخوف؟
- ولم لا؟
- لأن الجسم لا يموت مرتين!
- من القائل بهذا؟
- الكتاب المقدس يقول به.
- أين؟
- في الرسالة إلى (العبرانيين (9/27)) يقول :" …وكما وضع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة"(279)
عيسى u لم يبعث بعد موت :
1) يقول عيسى u، للحواريين :"انظروا يدَّي ورجلي إني أنا هو أي(إنني نفس الشخص، نفس الرجل)جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي . وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه"(280). ماذا كان الرجل يحاول أن يثبت؟ هل كان يحاول أن يثبت أنه قد بعث من بين الموتى؟، وأنه كان شبحاً؟، وماذا كانت علاقة اليدين والرجلين بالبعث؟، " إنه أنا نفسي" وإن أي شبح من الأشباح "لا يكون له لحم وعظام كما أنتم ترونه لي". هذه حقيقة مطلقة الصدق، وواضحة بذاتها وأنت لا تحتاج جهدا لتقنع بها أي شخص سواء كان هندوسياً أو مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً أو غنوسياً . أن أي شخص سوف يعرف دونما أي دليل أن الشبح ليس له لحم ولا عظام.
2) والحقيقة أن الحواريين كانوا يعتقدون أن يسوع كان قد عاد من بين الأموات، وأنه كان قد بعث. ولو صح ذلك فقد كان من اللازم أن يكون في صورة روحية؛
أي يكون شبحاً! وها هو ذا يسوع يقول لهم أنه ليس كذلك – لم يبعث من بين الموتى.قد يقول لك المجادل:" من الذي يقول إن الأشخاص الذين يبعثون من الموت، سيكونون أرواحاً؟
وأنا أقول له :"يسوع"
فيسأل:"أين"
وأنا أقول له :في إنجيل لوقا ، قال يسوع:" ليس لحم ولا عظام"(281)
وأثبت لهم بدليل آخر أنه ليس روح بأكله من الخبز والسمك والعسل فالأرواح لا تأكل :" فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئاً من شهد وعسل، فأخذ وأكل أمامهم"(282).
3) لماذا لم يقل المسيح u للتلاميذ أنه بعث من بين الأموات ؟ لماذا لم يصرح بذلك ؟! بل قال عكس ذلك فقد قال:" لم أصعد بعد إلى أبي"(283) والميت تصعد روحه ولا بد إلى الله عز وجل.
4) يوحنا يؤكد عدم معرفة التلاميذ بأن المسيح سيقوم من بين الأموات . فحين ذهبت مريم المجدلية لتخبر التلاميذ بما رأت من قيامة المسيح من القبر تسابق بطرس ويوحنا إلى القبر. "فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر الذي جاء أولاً إلى القبر ورأى فآمن . لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات . فمضى التلميذان "بطرس ويوحنا" أيضاً إلى موضعهما"(284) هذا ما يصرح به إنجيل يوحنا، ولكن أناجيل مرقس ومتىّ ولوقا نذكر لنا حديثاً جرى بين المسيح وتلاميذه تنبأ فيه المسيح بقتله، ثم قيامته من الأموات، فهي تقول :" ابتداء يعلمهم أن ابن الإنسان "المسيح" ينبغي أن يتألم كثيراً ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاث أيام يقوم"(285) .
إن رواية الحواريين المسيح وتلاميذه على هذه الصورة، تعني أن قيامة المسيح من الأموات أصبحت أمراً مفروغاً منه ذلك أن الأناجيل تذكر أن المسيح قال القول علانية.
فإذا وجدنا أن روايات القيامة التي أخبرت بها مريم المجدلية كانت بالنسبة لبطرس –رئيس التلاميذ- كلاما ً " كالهذيان " لا يمكن تصديقه…فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها هي : أن الحوار الذي جرى بين المسيح وتلاميذه وأنه أخبرهم بقيامته لم يحدث على الإطلاق، وإنما هو إضافات " أدخلت إلى الإنجيل " (286).
ومما يؤكد ذلك أن المسيح u عندما ظهر للحواريين " جزعوا، وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحاً" . والسؤال لماذا الخوف وهو قد أخبرهم أنه سيقوم من بين الأموات، ولماذا لم يصدق "توما" أحد التلاميذ حتى يبصر في يديه أثر المسامير حيث قال: إن لم أبصر في يديه أثر المسامير... وأضع إصبعي في جنبه لا أؤمن " . لماذا لا تؤمن يا توما وقد أخبركم المسيح u صراحة أنه سيقوم من بين الأموات ؟!
المطلب الثالث :أقوال علماء النصارى تنفي الصلب
1) يقول البرفسور(فنك funk)مؤسس (ندوة عيسى) :"إن قصة إلقاء القبض على المسيح ومحاكمته ، وإعدامه هي في معظمها من نسج الخيال"Funk HTJP.127"(287).
2) ويقول البرفسور" بورتون ماك Burton Mack":"أما بالنسبة لقصة الصلب والقيامة ، فإن مرقس- أول من كتب القصة- أخذ الفكرة الأساسية من أسطورة كريستوسMack WWNTP.152"(288).
الرد على عقيدة الصلب عن طريق العقل:
رغم أن النصرانية تشدد على مبدأ الخطيئة الموروثة ، فإن المرء لا يجد ذكراً لهذا المبدأ في أي مكان من كتابهم المقدس لا في التوراة ولا في الأناجيل ، ولم ترد على لسان أي نبي من الأنبياء الذين يؤمن بهم اليهود والنصارى فمبدأ الخطيئة الموروثة استحدثته الكنيسة لتكمل القصة. اعتقدوا بصلب المسيح ، وكان لا بدلهم من البحث عن سبب يبرر الصلب.
فاستحدثوا الخلاص بالصلب، أو الصلب للفداء، وظهرت عندهم مشكلة الخلاص من ماذا؟ فاستحدثوا نظرية الخطيئة الموروثة لتبرير صلب عيسى.
لقد بدءوا القصة من آخرها وليس من أولها ، وفي الواقع لا توجد خطيئة موروثة ، ولم يحدث صلب عيسى ولا حدث خلاص"(289)، ولا توجد علاقة منطقية بين الصلب من أجل الخلاص، فهل يعقل أن يصلب زيد ليزول ذنب عمر؟ .
ما ذنب زيد حتى يصلب ؟!.
"ثم ما الحكمة العظمى التي من أجلها يظل ابن آدم متحملاً لخطيئة أبيه حتى يأتي الإله يسوع في آخر الزمان ليكون قرباناً وبين عيسى وآدم عليهما السلام أنبياء ورسل لا حصر لهم "(290).فهل بقي الله - تعالى علواً كبيراً عن ذلك- زمناً طويلاً متحيراً إلى أن اهتدى إلىوسيلة يعفو بها عن خطيئة آدم المتوارثة.
2)العهد القديم لا يقول بتوارث الخطيئة و يستبعد ذلك فقد جاء في سفر التثنية:"لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الأباء ، كل إنسان بخطيئته يقتل"(291).
فكيف يؤتى بإنسان بريء فيضرب ويرفس ويبصق على وجهه باللعنة، فيصبح المصلوب ملعوناً فقد جاء في سفر التثنية :"لأن المعلق ملعون من الله "(292)،فصار المسيح لعنة لأجلهم كما يقول بولس مخترع هذه العقيدة حيث يقول:" فالذي افتدانا من لعنة الناموس هو المسيح الذي صار لعنةً لأجلنا"(293). فكيف تقبلون أن يكون إلهكم ملعوناً وأي إلهٍِ هذا الذي يبصق في وجهه ثم يربط بالسلاسل ليعلق على الصليب فيصبح ملعوناً. هذه إهانة لا يقبلها أي شخص حتى وإن كان أحمق فكيف بإله ذو الكمال المطلق..؟!
"لقد رويت هذه القصة على لسان منصرة أمريكية لطالبة مسلمة في إحدى مدارس البنات في القاهرة .. فردت عليها الطالبة المسلمة بالفطرة قائلة: كيف تدعينني إلى إله يقتل ويصلب ويبصق على وجهه ويضرب!!!.
إن إلهنا نحن المسلمين- أعز وأعظم، وأقوى، وأغلب!!!"(294).

~((منقول))

(216) حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح د/عبد الودود شلبي ص(28-30)بتصريف.(217) يوحنا (10/11).(218) لوقا (18/19).(219) يوحنا (3/16).
(220) مرقس(10/45).(221) دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية.د/سعود الخلف،ص(237).(222) متىّ(26/23-25).(223) مرقس(14/20).(224) لوقا(22/21).
(225) يوحنا (13/26).
(226) متىّ(26/24).(227) مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص(84).(228) مرقس (14/32-42).(229) مناظرة بين الإسلام والنصرانية.ص(85).(230) الصف : آيه (14).
(231) لوقا (22/43-44).(232) تفسير إنجيل لوقا ،ص(243)نقلاً عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية,ص(87).(233) يوحنا (14/17).
(234) مقارنة بين الأناجيل الأربعة د/ محمد علي الخولي ص(69).(235) مرقس (14/43-50).(236) متّى (26/51).(237) متىّ (26/52).(238) متىّ(26/53).
(239) متىّ (26/56).(240) يوحنا (18-3-8).
(241) سفر الملوك الثاني (2/11).(242) سفر التكوين (5/24). (243) مقارنة بين الأناجيل الأربعة ، د/محمد علي الخولي ، ص (71-74)بتصرف (244) المرجع السابق
(245) المرجع السابق(246) المرجع السابق (248) مقارنة بين الأناجيل الأربعة د/ محمد علي الخولي ص(80).(249) يوحنا (19/40).(250) متىّ(27/66).
(251)مرقس (16/1-8).(252) مناظرة بين الإسلام والنصرانية.ص(129).(253) مقارن بين الأناجيل الأربعة د/ محمد علي الخولي ص(80-91)بتصرف.(254) متىّ (27/46).
(255) بين الإسلام والمسيحية كتاب أبي عبد الله الخزرجي حققه د/محمد شامه ص(164).(256) لوقا (22/36).(257) حقيقة عيسى المسيح د/محمد علي الخولي ص(50).
(258) يوحنا (12/27).(259) أفسس (5/2).(260) حقيقة عيسى المسيح د/ محمد الخولي.ص(54).(261) يوحنا (3/16).(262) ألوهية المسيح د/محمد حسن عبد الرحمن ص(107).(263) متىّ (26/24).(264) متىّ(19/28).(265) متىّ (26/38).(266) متىّ(26/36-44).(267) يوحنا (12/27).(268) لوقا (22/44).(269) يوحنا (7/16).
(270) يوحنا (7/32-34).(271) يوحنا (8/29).(272) متىّ (23/39).(273) لوقا (22/43).(274) عبرانيين (5/7).
(275) محاضرات في النصرانية الإمام محمد أبو زهرة ص(66).(276) يوحنا (18/3-8).(277) لوقا (22/67-68).(278) متىّ (26/64).
(279) مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء، العلامة/ أحمد ديدات.ص(98).
(280) لوقا (24/39-40).(281) لوقا (20/27-36) مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ، العلامة /أحمد ديدات ص(122-124)باختصار.(282) لوقا (24/41-43).
(283) يوحنا (20/17).(284) يوحنا (20/8-10).(285) مرقس (8/31)، متىّ (16/21)، لوقا (9/20).(286) مناظرة بين المسيحية والإسلام والنصرانية ص(143-144).
(287)عن المسيحية والإسلام،والاستشراق،د/محمد فاروق الزين،ص(215). (288) المرجع السابق،ص(216). (289)حقيقة عيسى المسيح،د/محمد علي الخولي،ص(44).
(290) الوهية المسيح، د/محمد حسن عبد الرحمن،ص(136). (291)سفر التثينة(24/16).(292) سفر التثنية(21/23)(293) رسالة بولس إلى غلاطية (3/13).
(294)حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح،د/عبد الودود شلبي ص(31)