سلسلة أهوال اليوم المعلوم حلقه رقم 5
بسم الله الرحمن الرحيم
قبضة الجبار (5)
كلنا يعرف أحداث ألقيامه،ولكن أكثرنا لم يطّلِع على ألآيات ألتي في جذور كل حدث،وما قصدت في رسائلي هذه أن أسرد أحداث فقط ولكنى أردت أن نتعمق سويا ونتأمل فى عمق كل حدث ،حتى نستخرج قلوبنا من محيط ألغفلة إلى بصيرة أليقين، فتستيقظ ألقلوب وتعلو ألهمم،ونقف هنا وقفة خاشعة أمام من له ألقوة والكبرياء والعظمة،وسوف نقف هنا وقفة تأمل عند (عنصر ألوقت وألزمن) فهذه الوقفة ألمهينه والمرعبة تتطاول وتتقاصر من شخص إلى آخر على قدر عمله فهذه هي قبضة ألجبار لعنصر ألوقت وألزمن فلا ظلم اليوم وكل شيء عنده بمقدار وهو عالم الغيب والشهاده،وكلما كان ألعمل حسنا كلما كان ألزمن أقل والعرق أقل ،وكان حمله لأثقال ذنوبه أخف ، فلا يشعر بالهول والرعب إلاعلى قدر ذنوبه ،فسبحان ألودود ألرحيم للخاشعين ألطائعين ، وألقاهر ألجبار ألمهين للعاصين ألمتكبرين ، وكل شخص كأنه فى عالم من الشعور غير ألشخص ألذى بجانبه برغم أنهم فى أرض واحدة ومكان واحد – ولكىنعلم بواطن ألحكمه وألإعجاز من هذا الحدث ألذى لايتعدى بالنسبة لأحداث ألقيامه إلا إنه أول ألحشر وألنيران ألمتأججه فوق رؤس ألعباد ماهى إلا ألشمس ألتى قد أتت صاغره أو مطيعه تنفيذا لأمر ربها...هذه ألشمس ألتى كانت جاذبيتها قويه تصل لأبعاد سحيقه فى ألكون وبقوه لن يفلت من مسارها كواكب عملاقه ومن بينها أرضنا هذه ،وبهذه الجاذبيه تحافظ على كواكبها التابعة لها ،أتت وأقتربت إقترابامهولا حتى صارت بينها وبين ألأرض ميل واحد ولاأحد يدرى ماهو الميل المذكور فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهو ميل المكحلة الذى تستعمله النساء لتكحيل العين أم هو الميل المقياس المعروف لقياس المسافات والله وحده أعلم وسواء ذلك أم ذاك فهذا الاقتراب المهول يجعل جو الأرض ناهيك أخي عن حرارتها كما وصفنا من قبل ، وتقف الأرض لاتتقدم ولاتتأخر ممتثلة لأمر ربها ولكنها مازالت تبث الرعب والهول فوق رؤس ألعصاه ،ولو تمعنا وخشعنا فى تأملنا أكثر لرأينا أن ألشمس هى نعمة من ألنعم ألتى كانت مسخرة لنا جميعا فضلا من رب العباد، والدليل لأولى ألألباب ظاهر بعين أليقين وغير محجوب عن عامة ألبشر ،فلو أن ألشمس كانت غير مسخرة من عند الله لتلاشت منذ زمن بعيد فقد توصل العلماء إلى ألوصول إلى وزن ألحرارة وألضوء،وبذلك أمكنهم معرفة وزن ضوء ألشمس وهم يقولون:أن ألشمس تشع 000/000/4 طن من الضوء على سطح الأرض فى كل ثانيه ويخف وزنها تبعا لذلك بمقدار 360 بليون طن فى كل 24 ساعة وقد إستمرت ألشمس على هذا ألمنوال آلآف الملايين من القرون و ستستمر كذلك وعلى ذلك فلا صحة مطلقا للنظرية ألقائله أن نقصان وزن ألشمس المستمر سيقضى على وجودها وإنما هذا تأكيد على إنها مسخرة من عند الله ،وإلى قدر معلوم ،ولو تعلم ياأخى وتساءلت في نفسك :ولماذا تبعد الشمس بالذات عن ألأرض 93 مليون ميل الآن ؟ أقول لك :لو تفكرنا وتعمقنا بفكرنا قليلا فإن هذا ألتناسق ألرائع يكون فى نظر ألملحدين بمحض الصدفه فلو إقتربت ألشمس بمقدار نصف ميل فقط عن ألمسافه ألحاليه فإن حرارتها تحرق ألأوراق على الفور ولإستحال على ألإنسان ألمعيشة على سطح ألأرض من معاناة شدة درجة الحراره،ولو كان بعد ألأرض عن ألشمس اكبر من ألبعد ألحالى لأستحال على ألإنسان ألمعيشة لأن البرودة سوف تقضى على كل الكائنات الموجودة على سطح الارض،وألأرض تؤدى عملها بزاويه مقدارها 33 درجه ألأمر ألذى تنشأ عنه المواسم وتصلح ألأرض للزراعة ومواطن للإسكان ،ولو لم تكن ألأرض على هذه ألزاويه لغمر ألظلام ألقطبين طول ألسنه ولسار بخار مياه البحار شمالا وجنوبا ولما بقى على ألأرض غير جبال الثلج، ولو كانت قشرة ألأرض سميكة بحيث يكون سمكها أكبر من ألسمك الحالى بمقدار عشرة أقدام مثلا لما وجدنا الأكسجين وهو العامل ألأساسى فى وجود ألإنسان فهذه ألشمس وهذه ألأرض هم بعض النعم التى أنعم ألله بها على ألإنسان ومعنى ألبعث هو ألإيجاد بعد ألعدم للوقوف للحساب فى (يوم ألحساب )ولا للعتاب إلا ما شاء الله ،ومع هذا ألمشهد ألمهين وقبل ألعرض على رب ألعالمين ستزول ألنعم ألدنيويه والكونيه أمام عينيك أيها ألإنسان لأنك لم تؤدى شكر ربك على إنعامه عليك وقد كان العلى الرحيم قد لفت نظرك فى كتابه العزيز على تسخيره لهذه النعم لك ولو كنت فتحت كتاب الله لوجدت آيات كثيره تدل على ذلك فى تسخير الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والبحار والجبال ونعم كثيرة لن يستطيع العالم كله حصرها وهذا القمر كان نعمة من الله عليك وأنت لا تدرى فهو الذى كان يمنع إرتطام النيازك على سطح الارض لتستمر الحياة وتنعم بالراحه وهو الذى كان يحافظ على هذا التناسب الرائع فى توازن الارض ،فأنت قد رأيت زوال هذه النعم فقد إشتعلت البحار نارا والجبال قدنسفت والتهمت الشمس القمر وغاص فى بطنها أمام عينيك فى مشاهد تنتزع القلوب وتسحق الموت نفسه لو كان له اثر ،ولوكنت تمعنت فيما حولك لوجدت آيات تخر لها القلوب سجدا فالله قد حبى بعض الحشرات بصفات أنت لم تقدر عليها أتى بها لك الله لتتعلم ألصبر فمثلا ألعقرب يتمكن من ألصوم فترة قد تصل إلى ثلاث سنوات متواصله ويستطيع العنكبوت أن يعيش بدون ماء لمدة سنه كامله وهذه حشرات فكم تستطيع أنت أن تصبر على ألجوع والعطش ؟وكيف تستطيع أن تصبر على الجوع والعطش وأنت قد تقطعت أوصالك فى القبر بل صرت للدود وليمة ؟ بل كيف تستطيع الصبر على الجوع والعطش وأنت واقف فى ارض الحشر فى يوم مقداره خمسين ألف سنه؟؟؟ ويحك يابن آدم ولم تعمل لهذا اليوم الرهيب حساب فأنت فيه منكس الرأس ذليلا محشورا بين الشياطين والوحوش وكلهم أذلاء ينتظرون الحساب فهل ياترى أنت ممن قلت ذنوبهم فتكون فى عالم النعيم ولن ترهبك هذه ألأحداث ؟ أم أنت ممن فى ظل عرش الرحمن فلن ترى رعب الشمس ولن ترى جحيمها ؟؟ ام أنت ممن يعانون من هذا الرعب القاتل تمتلئ حسرة وندامة لن تفيد فقد ذهب زمن العمل ولم يعد إلا ألحساب وهنا يلجأ ألعباد إلى ألرسل لكي يتوسلوا لله فى أن يقضى بين الخلائق وكل رسول يدعوهم أن يذهبوا للرسول الذى يليه لأنه يرى فى ذلك عسرا شديدا ومهمة عظيمه لن يقدر عليها حتى يدلهم عيسى على محمد صلى الله عليه وسلم فيستجيب للخلق ويسجد لله رب العالمين فيستجيب الله بمنه وكرمه لطلب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن قبل أن يقضى الله بين ألعباد سترى بعيني رأسك زوال النعم ب (صيحة ألجمع ) ألتى فيها من ألأيات وألمواقف ماتصعق منه أقوى القلوب ومن هنا احبائى فى الله نقف لنتدبر ونبكى أونتباكى
لتعمنا الرحمه وترق قلوبنا إلى ذكر الله حتى الحلقه القادمة
إن شاء الله إن كان لى فى العمر بقيه
ساديكو