شيخ الأزهر لوفد الكنيسة الكاثوليكية: بنديكت سكت دهراً ونطق كفراً.. وعليه الاعتذار الصريح عن «سقطته» في حق الإسلام

كتب أحمد البحيري
انتقد الدكتور محمد سيد طنطاوي «شيخ الأزهر» بشدة تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام والرسول، مشدداً علي ضرورة أن يتقدم باعتذار واضح وصريح عن هذه الإساءة غير المقبولة التي جرحت مشاعر المسلمين.

وقال طنطاوي ــ خلال لقائه بوفد الكنيسة الكاثوليكية المصرية برئاسة الأنبا يوحنا قلتة صباح أمس في حضور الدكتور أحمد الطيب «رئيس جامعة الأزهر» وعدد من قيادات المشيخة: يجب أن يعتذر بابا الفاتيكان صراحة لكل المسلمين في العالم، ويعلن رفضه القاطع للنص المقتبس من كلام الإمبراطور البيزنطي في العصور الوسطي المناهضة للإسلام والمسلمين.

وأضاف: لقد سكت بنديكت دهراً ونطق كفراً، وكان يجب عليه أن يعلق علي القصة الخرافية التي ساقها في كلمته، بدلاً من أن يذكرها دون إبداء أي رأي أو تعليق منه عليها، لأن ما قاله يعني أنه يوافق عليها ويؤيدها، كما أن المحاضرة التي ألقاها في ألمانيا كانت مخصصة للحديث عن مبادئ وأركان المسيحية، فلماذا أقحم نفسه وتحدث عن الإسلام بغير إنصاف، وقال: إنه انتشر بحد السيف.

وتابع طنطاوي: إنني في جميع محاضراتي لا أتعرض للدين المسيحي إلا بكل الخير، فلماذا يأتي بابا الفاتيكان بهذه القصة الخرافية، أعتقد أن ذلك هو منتهي الجهل، وعلي البابا أن يعتذر للمسلمين، ويقول: إنها كانت «هفوة» ولن أتعرض للإسلام ثانية.

وخلال اللقاء تدخل سكرتير سفارة الفاتيكان بالقاهرة الأب دينيس، مؤكداً أن بنديكت لم يكن يقصد الإساءة للإسلام، إلا أن شيخ الأزهر رد عليه قائلاً: يقصد أو لا يقصد، هذا لم يمنع أنه ارتكب «سقطة» لا تليق بعالم تسمونه بابا الفاتيكان.

وأضاف أن سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم» في قلب كل مسلم والإساءة إليه إساءة لكل المسلمين، بل إلي جميع الرسل، فكيف يقول بابا الفاتيكان: إنه لم يأت إلا بكل شر، «ليه يذكر هذا الكلام وإيه المناسبة»؟ ألم يجد في الإسلام غير الشر.

واقترح قلتة أن يذهب شيخ الأزهر ووفد من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر إلي بابا الفاتيكان للاستفسار عما حدث، إلا أن طنطاوي رفض هذا الاقتراح بشدة وقال: عليه الاعتذار صراحة أولاً، كما قال الشيخ عمر الديب «وكيل الأزهر ورئيس لجنة حوار الأديان»: أي شيء دون الاعتذار الصريح غير مقبول، لقد تعمد البابا الإساءة للإسلام وعليه الاعتذار، ألم يجد في الإسلام شيئاً غير الذي قاله.

وقال الدكتور أحمد الطيب «رئيس جامعة الأزهر»: من غير المقبول أن يضربني شخص وأذهب إليه وأسأله لماذا ضربتني، خاصة أنه لم يصلنا حتي الآن أي اعتذار من البابا عن هذه الإساءة البالغة.

وهنا رد قلتة قائلاً: يا جماعة «صلوا علي النبي» نريد تهدئة الموضوع وحل الأزمة ودياً.

واستطرد الطيب: الحقيقة أن الذي أشعل فكرة الحروب الصليبية البابا في الغرب، ولكن عندنا في الشرق المسيحية «بنت عم الإسلام»، ونحن لم نشعل الشارع الإسلامي والعرب وإنما الذي أشعل الدنيا هو بابا الفاتيكان، وأري أن هذا تواطؤ بين الفاتيكان والولايات المتحدة ضد الإسلام والمسلمين.

ورد قلتة قائلاً: يا دكتور ما تولعهاش زيادة لو سمحت.

فقال الطيب: اللي حضر العفريت عليه أن يصرفه، وعليكم بإصدار بيان ترفضون فيه ما قاله البابا، لأن السلام تم ذكره في القرآن ٤٣ مرة بينما لم تذكر الحرب سوي ٣ مرات فقط، ورد عليه قلتة قائلاً: أعلم ذلك وأعرف أيضاً أن المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها في القرآن هي السيدة مريم فهناك آلاف الاستشهادات الجميلة في الإسلام.


وقال طنطاوي: نحن نرفض الربط بين الإسلام والإرهاب، ولا يعني ذلك مطلقاً أننا نقول إن أعضاء تنظيم القاعدة مسلمون فنحن نقول إنهم جميعاً «ولاد كلب» ولا نقول إن من يخرب يكون مسلماً لأنهم ينتسبون للإسلام وهو منهم براء.


وأوضح طنطاوي أن لديه نص محاضرة بابا الفاتيكان بالألمانية والإنجليزية والعربية ولم يعلق فيها علي مقولة الإمبراطور البيزنطي المسيئة للإسلام، إلا أن أعضاء الوفد أكدوا له أنه علق عليها فطلب منهم طنطاوي نص المحاضرة التي لديهم.

وأكد سكرتير سفارة الفاتيكان بالقاهرة أنه سينقل كل ما حدث في اللقاء إلي بابا الفاتيكان .

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=30983