وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ماتشكرون‏*(‏ المؤمنون‏:78)‏
هــذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع الثلث الأخير من سورة المؤمنون‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها ثماني عشرة ومائة‏(118)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم الكريم لاشادتها منذ مطلعها بالمؤمنين من خلق الله المكلفين‏,‏ وقد استعرضت عددا من صفاتهم النبيلة تجسيدا للنموذج الذي يرتضيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ من عباده الصالحين‏,‏ وقد حددته هذه السورة الكريمة بافتتاحها حيث تقول‏:‏
قد أفلح المؤمنون‏*‏ الذين هم في صلاتهم خاشعون‏*‏ والذين هم عن اللغو معرضون‏*‏ والذين هم للزكاة فاعلون‏*‏ والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين‏*‏ فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون‏*‏ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون‏*‏ والذين هم علي صلواتهم يحافظون‏*‏ أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:1‏ ـ‏11).‏

هــذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع الثلث الأخير من سورة المؤمنون‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها ثماني عشرة ومائة‏(118)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم الكريم لاشادتها منذ مطلعها بالمؤمنين من خلق الله المكلفين‏,‏ وقد استعرضت عددا من صفاتهم النبيلة تجسيدا للنموذج الذي يرتضيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ من عباده الصالحين‏,‏ وقد حددته هذه السورة الكريمة بافتتاحها حيث تقول‏:‏
قد أفلح المؤمنون‏*‏ الذين هم في صلاتهم خاشعون‏*‏ والذين هم عن اللغو معرضون‏*‏ والذين هم للزكاة فاعلون‏*‏ والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين‏*‏ فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون‏*‏ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون‏*‏ والذين هم علي صلواتهم يحافظون‏*‏ أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:1‏ ـ‏11).‏

وتعاود السورة الكريمة إلي المزيد من أوصاف المؤمنين في منتصفها لتقول‏:‏
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون‏*‏ والذين هم بآيات ربهم يؤمنون‏*‏ والذين هم بربهم لايشركون‏*‏ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون‏*‏ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:57‏ ـ‏61).‏

وفي التأكيد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الإنسان يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏*‏ ثم إنكم بعد ذلك لميتون‏*‏ ثم إنكم يوم القيامة تبعثون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:12‏ ـ‏16).‏

ووصف مراحل الجنين في الإنسان بهذه الدقة العلمية المتناهية‏,‏ وفي أطواره المتتابعة تتابعا دقيقا محكما‏,‏ وهي مراحل وأطوار تتراوح أبعادها بين الأجزاء من الملليمتر إلي أعداد من الملليمترات القليلة‏,‏ وذلك في غيبة كاملة من وسائل التكبير أو التصوير أو الكشف‏,‏ وفي بيئة بدائية بسيطة من قبل أربعة عشر قرنا‏,‏ وفي ظل سيادة الاعتقاد بأن الإنسان يخلق خلقا كاملا في هيئة متناهية الضآلة من دم الحيض وحده‏,‏ أو من ماء الرجل وحده يعتبر ـ بلا منازع ـ صورة من صور الإعجاز العلمي في كتاب الله‏,‏ يشهد لهذا الكتاب العزيز بأنه لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية‏,‏ في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏),‏ وحفظه حفظا كاملا‏:‏ حرفا حرفا‏,‏ وكلمة كلمة بكل إشراقاته الربانية‏,‏ وحقائقه النورانية ليبقي حجة علي الناس كافة إلي يوم الدين‏.‏ ولذلك ختمت هذه الآيات الثلاث‏(‏ المؤمنون‏:12‏ ـ‏14)‏ بقول ربنا‏(‏ عز من قائل‏):‏
‏...‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏*‏

أي أتقن الصانعين صنعا‏,‏ لأن الخلق يعني إتقان الصنعة‏,‏ وتقديرها التقدير السليم‏,‏ كما يعني الإيجاد من العدم علي غير مثال سابق‏,‏ ويعني إيجاد شئ من شئ آخر بطريق التحويل‏,‏ ومعني الابداع أو الإيجاد من العدم علي غير مثال سابق لايكون إلا لله‏(‏ تعالي‏),‏ أما إتقان الصنعة وحسن التقدير لها‏,‏ أو تحويلها من هيئة إلي أخري فيكون للخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ كما يكون للمجيدين من المخلوقين‏.‏
وبعد تفصيل خلق الإنسان‏,‏ ووصف مراحله الجنينية بدقة تعجز عنها جميع المعارف المكتسبة‏,‏ تنتقل الآيات في سورة المؤمنون إلي الحديث عن الموت وحتميته‏,‏ وعن البعث وضرورته‏,‏ حتي يجازي المحسن علي إحسانه‏,‏ والمسيء علي إساءته‏,‏ وهذه كلها عمليات متلازمة في حياتنا الدنيا إلي قيام الساعة‏.‏

وبعد الحديث عن خلق الإنسان وعن تقدير الموت والبعث عليه انتقلت السورة الكريمة إلي استعراض عدد من آيات الله في الخلق الدالة علي طلاقة قدرته في إبداعه لخلقه‏,‏ والشاهدة لقدرته‏(‏ تعالي‏)‏ كذلك علي بعث خلقه بعد إفنائه وتدميره‏,‏ وعلي ألوهيته وربوبيته ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه‏(‏ بغير شريك ولاشبيه ولامنازع ولاصاحبة ولا ولد‏).‏ ومن هذه الآيات خلق السماوات السبع حول الأرض‏,‏ ورعاية الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهذا الخلق‏,‏ وإنزال الماء من السماء بقدر وإسكانه في الأرض والتأكيد علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قادر علي الذهاب بمخزون الماء الأرضي وتدميره بعد إنزاله من السماء بقدر أي بتقدير محكم دقيق وبكميات محسوبة بدقة وإحكام بالغين‏.‏
‏(‏ وهذه هي أول إشارة للإنسان إلي دورة الماء حول الأرض‏,‏ وإلي أن أصل الماء المخزون في صخور الغلاف الصخري للأرض هو ماء المطر‏,‏ وهي حقائق لم تبدأ العلوم المكتسبة في الوصول إليها إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي‏,‏ وإن سبقت لها إرهاصات في أواخر القرن السادس عشر الميلادي يبدو أنها منقولة عن أصول إسلامية‏).‏

ومن آيات الله في الخلق التي استعرضتها سورة المؤمنون ما أنشأ الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بماء السماء من جنات النخيل والأعناب وغيرهما من أشجار الفواكه العديدة‏,‏ والمحاصيل المختلفة اللازمة لحياة كل من الإنسان والحيوان‏,‏ ومنها شجرة الزيتون ـ خاصة ذلك الذي ينبت في طور سيناء‏(‏ جبل المناجاة‏)‏ ـ وهي شجرة تنبت بالدهن‏(‏ زيت الزيتون‏)‏ وصبغ للآكلين‏(‏ وهو الإدام المصاحب لزيت الزيتون والذي يصبغ الخبز المغموس في هذا الزيت‏)‏ وفي ذلك إشارة إلي ما في شجر الزيتون الذي ينبت في طور سيناء من كرامات خاصة يلزم تقصيها ودراستها دراسة علمية منهجية دقيقة‏.‏
ومن هذه الآيات خلق الأنعام وإعطاؤها القدرة علي إنتاج اللبن في بطونها وضروعها‏,‏ وإنتاج اللحم مما تأكل من أعشاب ومالها من منافع أخري عديدة للإنسان مثل حمله في البر كما تحمله الفلك في البحر‏.‏

وبعد استعراض هذا العدد من آيات الله في الخلق انتقلت سورة المؤمنون إلي الحديث عن قصص عدد من أنبياء الله وتفاعل أممهم معهم منهم نوح‏(‏ عليه السلام‏)‏ ومن جاء بعده من الرسل إلي كل من موسي وهارون‏,‏ ثم عيسي ابن مريم‏(‏ علي نبينا وعليهم من الله السلام‏),‏ مؤكدة وحدة رسالة السماء‏,‏ والأخوة بين جميع الأنبياء‏,‏ وإلي وحدة الجنس البشري الذي ينتهي نسبه إلي أب واحد وأم واحدة‏,‏ وإلي جحود الغالبية من الناس لوحي السماء‏,‏ ومحاربتهم للأنبياء علي الرغم من صدقهم ووضوح حجتهم وتأييد الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهم بالمعجزات العديدة‏,‏ وعلي الرغم من تيقنهم من عقاب العصاة والكافرين من الأمم السابقة عليهم‏.‏ وفي التأكيد علي انحرافهم عن منهج ربهم واختلافهم فيما بينهم إلي العديد من الطوائف والفرق يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في سورة المؤمنون‏:‏
ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم‏*‏وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون‏*‏ فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون‏*‏ فذرهم في غمرتهم حتي حين‏*‏ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين‏*‏ نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون‏*‏
‏(‏ المؤمنون‏:51‏ ـ‏56).‏

وكما عرضت هذه السورة الكريمة جانبا من صفات المؤمنين فقد ذكرت في المقابل جانبا من صفات الكفار والمشركين في المجتمع المكي وفي غيره من المجتمعات إلي يوم الدين‏,‏ وصورت جانبا من ذلهم ومهانتهم في الآخرة فتقول‏:‏
حتي إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون‏*‏ لاتجأروا اليوم إنكم منا لاتنصرون‏*‏ قد كانت آياتي تتلي عليكم فكنتم علي أعقابكم تنكصون‏*‏ مستكبرين به سامرا تهجرون‏*‏ أفلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأت آباءهم الأولين‏*‏ أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون‏*‏
‏(‏ المؤمنون‏:64‏ ـ‏69)‏

وتؤكد الآيات أن النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ دعا قومه والناس جميعا إلي‏...‏ صراط مستقيم‏*‏ وإن الذين لايؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:74,73).‏

ولعلم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بهم وبطبائعهم لم يرحمهم وفي ذلك يقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون‏*‏ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم ومايتضرعون‏*‏ حتي إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون‏*‏
‏(‏ المؤمنون‏:75‏ ـ‏77).‏

ثم تنتقل الآيات في سورة المؤمنون إلي ذكر عدد من نعم الله علي عباده منها إنشاء السمع والأبصار والأفئدة مما يستحق الشكر لله‏(‏ تعالي‏).‏ ومنها انتشار الناس في الأرض حتي الوفاة ومن بعدها البعث والحشر إلي الله‏(‏ تعالي‏),‏ ومنها أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي يحيي ويميت وأن له اختلاف الليل والنهار‏.‏ وعلي الرغم من ذلك فإن كثيرا من الناس ينكرون البعث‏,‏ ويعتبرون القول به من أساطير الأولين مع اعترافهم بأن الأرض لله‏(‏ تعالي‏)‏ رب السماوات السبع ورب العرش العظيم‏,‏ الذي بيده ملكوت كل شئ‏,‏ وهو يجير ولايجار عليه‏.‏
وفي خواتيم سورة المؤمنون تنفي الايات كل دعاوي الشرك بالله‏(‏ تعالي‏)‏ فتقول‏:‏
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون‏*‏ ما اتخذ الله من ولد وماكان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم علي بعض سبحان الله عما يصفون‏*‏ عالم الغيب والشهادة فتعالي عما يشركون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:90‏ ـ‏92)‏

وبعد ذلك تنتقل الآيات بالخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ موصية إياه بعدد من الأدعية الخاصة‏,‏ وآمرة إياه بعدد من السلوكيات النبيلة‏,‏ ومؤكدة ذل الكفار والمشركين‏,‏ والظلمة المتجبرين لحظة احتضارهم‏,‏ وهم موقوفون بين يدي الله‏(‏ تعالي‏)‏ يستعطفونه من أجل إرجاعهم إلي الحياة الدنيا لعلهم يعملون صالحا فيها فيرد عليهم الحق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بقوله العزيز‏:‏
‏...‏ كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون‏*‏ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتساءلون‏*‏ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون‏*‏ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‏*‏ تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون‏*‏ ألم تكن آياتي تتلي عليكم فكنتم بها تكذبون‏*‏ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين‏*‏ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏*‏ قال أخسأوا فيها ولاتكلمون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:100‏ ـ‏108).‏

وتستمر الايات في استعراض خطاب الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي الضالين من الكفار والمشركين حتي تصل إلي قوله‏(‏ سبحانه أصدق القائلين‏):‏
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون‏*‏ فتعالي الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم‏*‏ ومن يدع مع الله إلها آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:115‏ ـ‏117).‏

وتختتم السورة الكريمة بأمر من الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وهو في نفس الوقت أمر إلي كل مسلم ومسلمة إلي يوم الدين بطلب الغفران والرحمة من رب العالمين وفي ذلك يقول‏(‏ تعالي‏):‏
وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين‏*(‏ المؤمنون‏:118)‏
من ركائز العقيدة في سورة المؤمنون

‏(1)‏ الإيمان بالله‏(‏ تعالي‏),‏ وبملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ وباليوم الآخر‏,‏ وبالخلود في الحياة القادمة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وبأنه لن يرث الجنة‏(‏ خلودا بلاموت‏)‏ إلا المؤمنون الذين عرضت السورة الكريمة لجانب من صفاتهم‏.‏ والإيمان كذلك بأن الله‏(‏ سبحانه‏)‏ هو عالم الغيب والشهادة‏,‏ وهو خير الرازقين‏,‏ وهو الذي يحيي ويميت‏,‏ وأن له إختلاف الليل والنهار‏,‏ وأنه هو رب العرش الكريم‏.‏

‏(2)‏ تنزيه الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لايليق بجلاله من مثل الادعاء الكاذب بالشريك أو الشبيه أو المنازع أو الصاحبة أو الولد‏,‏ وهي كلها من صفات المخلوقين‏,‏ والخالق منزه عن جميع صفات خلقه‏.‏

‏(3)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ وقدر طريقة تناسله‏,‏ ومراحل الجنين في نسله مرحلة بعد أخري بدقة بالغة حتي تتم تسويته في خلقته البشرية الكاملة حتي يخرج إلي الحياة طفلا ينمو حتي اكتمال عمره‏,‏ ثم له بعد هذه الحياة الموت‏,‏ ثم البعث والحساب والجزاء بالخلود في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وذلك لأن الإنسان لم يخلق عبثا‏,‏ وإنما خلق للابتلاء والاختبار في الحياة الدنيا‏,‏ وأنه عائد حتما إلي خالقه ليجزيه علي ماقدم فيها‏.‏

‏(4)‏ التصديق بأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو خالق كل شئ‏,‏ وهو رب كل شئ ومليكه ومدبر أمره‏,‏ ومن خلقه السماوات السبع والأرضون السبع ومافيهن‏,‏ ومن حسن تدبيره للحياة علي الأرض دورة الماء حول هذا الكوكب بتبخيره بقدر معلوم‏,‏ ثم إنزاله من السماء بقدر ليلعب دورا أساسيا في ازدهار الحياة علي الأرض‏,‏ ثم يفيض إلي البحار والمحيطات بعد أن يكون قد أسكن جزءا منه في صخور القشرة الأرضية ليكون مصدرا للحياة في المناطق التي تفتقر إلي المياه الجارية‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ الذي يحفظ هذا المخزون من الماء الأرضي برحمته وحكمته لأنه قادر علي تغويره والذهاب به أي إفنائه وقتما شاء وكيفما شاء‏.‏
كما أنه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو منبت النبات‏,‏ ومنشئ الزروع المختلفة‏,‏ وخالق الأنعام‏,‏ ومنبت في ضروعها اللبن‏,‏ وجاعل لحومها مستساغة للإنسان‏,‏ وجاعل فيها العديد من المنافع له‏,‏ فهو‏(‏ سبحانه‏)‏ مبدع كل شئ وهو بكل شئ عليم‏.‏

‏(5)‏ الإيمان بوحدة رسالة السماء‏,‏ وبالأخوة بين الأنبياء‏,‏ الذين كانت دعوتهم جميعا واحدة‏,‏ ثم تكاملت هذه الدعوة السماوية في الرسالة الخاتمة التي بعث بها النبي والرسول الخاتم سيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وبما أن حفظ الرسالات السابقة قد وكل إلي أصحابها فضيعوها‏,‏ وجعلوها عاجزة عن هدايتهم‏,‏ وبما أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد تعهد بعدم العقاب دون بلاغ‏,‏ فقد تعهد بحفظ رسالته الخاتمة في نفس لغة وحيها‏(‏ اللغة العربية‏)‏ حفظا كاملا وقد حفظت علي مدي القرون الأربعة عشر الماضية دون نقصان حرف واحد‏,‏ أو إضافة حرف واحد حتي تبقي حجة علي الناس أجمعين إلي يوم الدين‏.‏

‏(6)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد قرر أنه لاعودة إلي الحياة بعد الموت إلا في يوم البعث‏,‏ لأنه‏(‏ سبحانه‏)‏ قد جعل من وراء الأموات برزخا إلي يوم يبعثون‏,‏ وأن الخلق سوف يبعثون بعد نفختي الصور‏,‏ وبعد الأولي منهما يصعق الأحياء ويموتون‏,‏ وبعد الثانية يبعث كل ميت‏.‏

‏(7)‏ التصديق بأن الشرك بالله‏(‏ تعالي‏)‏ كفر به‏,‏ وأن الكافرين لايفلحون أبدا‏,‏ وبأن المفلحين حقا هم الذين ثقلت موازينهم في الآخرة فيخلدون في جنات النعيم‏,‏ وأن الذين خفت موازينهم في الآخرة من الكفار والمشركين‏,‏ والظلمة المتجبرين علي الخلق‏,‏ والمتطاولين علي أوامر الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هم الذين خسروا أنفسهم لأنهم سوف يخلدون في نار جهنم إلي أبد الابدين‏.‏

من الإشارات الكونية في سورة المؤمنون
‏(1)‏ الاشارة إلي خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ ووصف مراحله الجنينية المتتابعة بدقة بالغة حتي إنشائه خلقا آخر‏,‏ وهي مراحل تتراوح في أبعادها بين أجزاء من الملليمتر إلي بضعة ملليمترات قليلة في غيبة تامة لجميع وسائل التكبير والتصوير والكشف‏,‏ وفي زمن سيادة الاعتقاد بتخلق الجنين كاملا دفعة واحدة من دم الحيض وحده‏,‏ أو من ماء الرجل وحده‏.‏
‏(2)‏ الإشارة إلي خلق السماوات السبع‏,‏ وهي من الأمور التي لم تستطع العلوم المكتسبة بعد الوصول إلي معرفة شئ عنها نظرا إلي ضخامة أبعاد الكون‏,‏ وإلي تمدده باستمرار بمعدلات تفوق تطور تقنيات الإنسان بأرقام فلكية وإلي نهاية لايعلمها إلا الله‏(‏ تعالي‏).‏

‏(3)‏ ذكر إنزال الماء من السماء بقدر‏,‏ وإلي إسكان جزء منه في صخور الغلاف الصخري للأرض بتقدير دقيق‏,‏ وحكمة بالغة‏,‏ وهي حقيقة لم تتوصل إليها العلوم المكتسبة إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي‏.‏
‏(4)‏ الربط بين إنزال الماء من السماء وإخراج النبات من الأرض‏,‏ ووصف شجرة الزيتون بأنها تنبت بالدهن‏(‏ زيت الزيتون‏)‏ وصبغ للآكلين‏(‏ الإدام الذي يصبغ الخبز المغموس في زيت الزيتون‏),‏ والتركيز علي شجر الزيتون الذي ينبت في طور سيناء بصفة خاصة‏.‏

‏(5)‏ الإشارة إلي ما في خلق الأنعام من عبر للمعتبرين من مثل مايخرج من بطونها من لبن‏,‏ ومن أبدانها من لحوم وشحوم‏,‏ ومافيها من غير ذلك من فوائد للإنسان من مثل اتخاذها للركوب والحمل في البر كما تتخذ السفن في البحر‏.‏
‏(6)‏ ذكر حاسة السمع قبل كل من الأبصار والأفئدة‏,‏ وعلم الأجنة‏,‏ يؤكد سبق تكون حاسة السمع لبقية الحواس المذكورة‏,‏ فالمولود يسمع قبل أن يري أو يدرك‏.‏
‏(7)‏ إقرار حقيقتي تكور الأرض‏,‏ ودورانها حول محورها أمام الشمس بالإشارة الضمنية الرقيقة إلي اختلاف الليل والنهار‏.‏

وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة السادسة من القائمة السابقة والتي تقدم حاسة السمع قبل حاسة الإبصار في هذه الآية الكريمة وفي العديد غيرها من آيات القرآن الكريم‏.‏

من الدلالات العلمية للآية الكريمة
من نعم الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي خلقه الحواس التي وهبها للإنسان‏,‏ وفي مقدمتها نعم السمع والأبصار والأفئدة والتي يمتن علينا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بإنشائها في هذه الآية الكريمة‏,‏ وفي العديد غيرها من آيات القرآن الكريم وقد جاءت بهذا الترتيب في سبعة مواضع من القرآن الكريم‏(‏ الإسراء‏:37;‏ النحل‏78;‏ المؤمنون‏:78;‏ السجدة‏:9,‏ الأحقاف‏:26‏ مكررة‏;‏ الملك‏:23)‏ كذلك جاء ذكر كلمة‏(‏ السمع‏)‏ بمشتقاتها وتصاريفها في القرآن الكريم‏(185)‏ مرة‏,‏ بينما جاء ذكر كلمة‏(‏ البصر‏)‏ بمشتقاتها وتصاريفها‏(148)‏ مرة‏,‏ وجاء ذكر لفظة الفؤاد بمشتقاتها وتصاريفها‏(16)‏ مرة‏.‏ وترافقت كلمتا‏(‏ السميع‏)‏ و‏(‏ البصير‏)‏ في‏(38)‏ آية كريمة‏,‏ كذلك تلازمت كلمتا‏(‏ العمي‏)‏ و‏(‏ الصم‏)‏ في ثماني آيات‏.‏
وفي كل هذه الحالات جاء ذكر‏(‏ السمع‏)‏ قبل‏(‏ البصر‏)‏ كما جاء ذكرهما قبل الفؤاد وذلك فيما عدا عددا قليلا من آيات العذاب أو الإنذار به أو آيات وصف الكفار والمشركين دون إشارة إلي خلق هاتين الحاستين أو وصف لوظيفة كل منهما فتقدم فيها ذكر‏(‏ البصر‏)‏ علي ذكر السمع‏.‏ ولتعليل ذلك قال عدد من المتخصصين منهم الأستاذ الدكتور صادق الهلالي‏,‏ د‏.‏ حسين اللبيدي‏,‏ د‏.‏ عدنان الشريف‏,‏ د‏.‏ محمد علي البار‏,‏ د‏.‏ عبد السلام المحسيري وغيرهم‏.‏ مايلي‏:‏

‏(1)‏ إنه علي الرغم من أن تكون حاستي السمع والبصر متزامن تقريبا في المراحل الجنينية الأولي إلا أن الأذن الداخلية للحميل تصبح قادرة علي السمع في شهره الخامس تقريبا‏,‏ بينما العين لاتفتح‏,‏ ولاتتكون طبقتها الحساسة للضوء إلا في الشهر السابع من عمره‏,‏ وحتي في هذا الوقت لايستطيع الحميل أن يري لعدم اكتمال تكون العصب البصري‏,‏ ولكونه غارقا في ظلمات ثلاث‏.‏
‏(2)‏ كذلك يمكن للجنين أن يسمع الأصوات بعد بضعة أيام من ولادته‏,‏ وذلك بعد امتصاص كل السوائل وفضلات الأنسجة المتبقية في أذنه الوسطي والمحيطة بعظيماتها‏.‏ أما حاسة البصر فتكون ضعيفة جدا عند الولادة أو معدومة‏,‏ وتتحسن هذه الحاسة بالتدريج في الشهرين الثالث والرابع بعد الولادة وحتي الشهر السادس‏,‏ وتستمر حاسة البصر في النمو عند الوليد حتي سن العاشرة‏.‏

‏(3)‏ إن المنطقة السمعية في المخ تتكامل عضويا قبل المنطقة البصرية في مراحل الحميل وحتي الولادة‏,‏ ولذلك يكتسب الطفل المعارف الصوتية قبل المعارف المرئية‏.‏
‏(4)‏ إنه من الثابت علميا أن الإنسان يفقد حاسة البصر قبل فقدانه حاسة السمع عند بدء النوم أو التخدير أو الاختناق‏,‏ أو عند التسارع الشديد أو عند الاحتضار‏.‏

‏(5)‏ اتساع الساحة السمعية إلي‏360,‏ واقتصار الساحة البصرية علي‏180‏ في المستوي الأفقي‏,145‏ في الاتجاه العمودي‏.‏ وكذلك فإن الموجات الصوتية تسير في جميع الاتجاهات‏,‏ ويمكنها الالتفاف حول الزوايا‏,‏ والانتقال عبر السوائل والأجسام الصلبة‏,‏ بينما أشعة الضوء تسير في خطوط مستقيمة أو متعرجة‏,‏ ولكنها لاتستطيع اختراق الجوامد‏,‏ وتتحلل إلي أطيافها في السوائل وتمتص طيفا بعد الآخر‏.‏
‏(6)‏ إن مراكز السمع لكل أذن موجودة في جهتي المخ‏,‏ فإذا أصيب الإنسان في أحد نصفي الدماغ فلن يفقد المصاب السمع في أي من أذنيه‏,‏ وعلي العكس من ذلك فإن كل نصف من نصفي العين الواحدة تقع مراكزه علي جهة المخ المعاكسة لها‏,‏ فإذا ما أصيب الدماغ في أحد نصفيه ضعف البصر في نصفي عينيه المعاكسين لجهة الإصابة‏.‏

‏(7)‏ إن المولود الذي يولد فاقدا لحاسة السمع لابد له من أن يصبح أبكم بالإضافة إلي صممه‏,‏ أما الذي يولد فاقدا لحس البصر فإن ذلك لايعوقه عن تعلم النطق‏,‏ ومن هنا كان تلازم الوصف‏:(‏ صم‏,‏ بكم‏)‏ في أكثر من آية قرآنية‏(‏ البقرة‏:171,18).‏
‏(8)‏ إن المولود الفاقد لحاسة البصر يتميز عادة بذاكرة واعية وذلك لأن مراكز الإبصار في المخ ترتبط وظيفيا مع المناطق الارتباطية الأخري فتزيد من قابلية الدماغ علي الحفظ والتحليل والاستنتاج والتذكر‏,‏ ولأسباب غير معروفة لاتقوم مراكز السمع في المخ بعمل ذلك‏,‏ ولذلك نبغ كثيرون ممن فقدوا حاسة البصر‏,‏ ولم ينبغ أحد ممن فقدوا حاسة السمع إلا نادرا‏,‏ مما يدل علي أهمية حاسة السمع‏,‏ وأهمية مراكزها في المخ‏.‏

‏(9)‏ إن الأحاسيس الصوتية تصل مستوي الوعي عند الإنسان بأفضل ما تصله عن طريق حاسة أخري كالبصر‏,‏ وذلك لأن الذاكرة السمعية في الإنسان أرسخ من الذاكرة البصرية‏,‏ وتعطي من المدلولات والمفاهيم مالاتعطيه الذاكرة البصرية ورموزها‏.‏
‏(10)‏ الآيات القرآنية دوما ترتب العين قبل الأذن‏,‏ وذلك للسبق المكاني لكل من العينين للأذنين في موضعهما من وجه الإنسان‏,‏ بينما تقدم الآيات ذكر حس السمع علي حس البصر‏,‏ وذلك لتقدم مركز السمع في مخ الإنسان علي مركز البصر حيث يوجد مركزا السمع في فصين جانبيين من المخ‏,‏ بينما يوجد مركز البصر خلف المخ‏.‏ وبذلك فرق القرآن الكريم بين أعضاء التلقي ومراكز الحس في المخ‏,‏ وذلك لأن وظيفة أعضاء التلقي كالعين والأذن هي نقل المؤثرات الحسية إلي مراكزها في المخ حيث تدرك‏.‏

‏(11)‏ يستخدم القرآن الكريم حاستي السمع والبصر بمعني مايحملانه إلي العقل ومايترتب عليه من الفهم‏,‏ وتقليب الفكر حتي يصل إلي إدراك مالايمكن إدراكه إلا بذلك‏,‏ ومن هنا كانت الإشارة من بعد السمع والبصر إلي الفؤاد وهو رباط القلب بالعقل‏,‏ مما يعين علي التفهم والتروي والوصول إلي شئ من الحكمة إذا أحسن الاستخدام أو إلي الخلط والارتباك وسوء الاستنتاج إن لم يحسن المرء استخدام ماوهبه الله تعالي من حواس‏.‏
فسواء كان للإنسان أذن تسمع‏,‏ وعين تري أو لم يكن له فإنه قد يكون سميعا مبصرا متي كان له فؤاد يتفأت به أموره‏,‏ وينظر فيها بشئ من التروي والترتيب وحسن الحكم‏.‏ أما إذا فسد قلبه أو تلف عقله فإنه يخرج عن شروط الإنسان المكلف فيسقط عنه التكليف ولو كانت له أذن تتلقي المؤثرات الصوتية‏,‏ وعين تنظر إلي الأشياء‏,‏ ولذلك جاءت كلمة الفؤاد في القرآن الكريم دوما بعد السمع والبصر بينما تأتي الإشارة إلي القلب بغير ترتيب ثابت‏.‏ وتعبير‏(‏ الفؤاد‏)‏ يشير الي عدد من المعاني التي تدور حول العواطف والغرائز والأحاسيس‏,‏ بينما تعبير‏(‏ القلب‏)‏ يشير إلي معاني العقل والتفقه والنظر وتقليب الفكر‏.‏

‏(12)‏ إن الرؤي المنامية يسمع فيها النائم الأصوات‏,‏ ويري المشاهد بغير وسائط الأذنين والعينين‏,‏ مما يشير إلي قوي إدراكية أخري غير أعضاء ومراكز الحس المعروفة‏.‏

هذه النقاط تبين بوضوح دقة القرآن الكريم في التمييز بين أعضاء التلقي كالأذن والعين‏,‏ ومراكز الإحساس في العقل والقلب‏.‏ كما تبين الحكمة من تقديم العين علي الأذن‏,‏ وتقديم السمع علي البصر‏,‏ وذلك لتقدم العين في موقعها المكاني من وجه الإنسان‏,‏ وتقدم مراكز السمع علي مراكز البصر في موقعها المكاني من المخ‏.‏ هذا بالإضافة إلي مزايا حس السمع علي حس البصر‏,‏ ولأسبقيته في التطور العضوي والأداء الوظيفي‏,‏ وهذه حقائق لم تصل إليها العلوم المكتسبة إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ وورودها بهذه الدقة وهذا التفصيل مما يثبت لكل ذي بصيرة أن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة سابقة أبدا ـ وحفظه في نفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ وحفظه حفظا كاملا‏:‏ كلمة كلمة وحرفا حرفا بكل مافيه من إشراقات نورانية‏,‏ وعلوم ربانية‏,‏ وحقائق كونية حتي يشهد للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ ويبقي شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين‏.‏

فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن والحمد لله علي بعثة سيد الأنام صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏