هل محاكم التفتيش مع الاضطهاد انتهت ام لا تزال ؟
يقول الدكتور الطويل : ( ان الاضطهاد نجع في مجال الاعتقاد الدينى , فاخفت كل صوت ارتفع بالمقاومة. واثارت القسوة والصرامة فزع العامة وملأت افئدتهم هلعا .
فارتد عن دينه اصلب الناس قناة , اوتفانوا في سبيل عقائدهم فأصبحوا شهداء , او ولوا الادبار فرارا بدينهم , فأخلوا الطريق للظالمين.
وهذه الحالات جميعا تعتبر نصرا للاضطهاد اذ تنبت الاجيال الجديدة في البلد الضطهد وقد طبعها الاستبداد على ما يريد من مذاهب واراء .
وقد باد المسلمون فى اوروبا المسيحية تحت اطباق هذه الرحى المجنونة .
اذ لم يكن الاضطهاد النازل بهم ازمة تعرض ثم تزول , اوغيمة تظلم ثم تنجلى .
بل كانت مجزرنضاخة بالدم , مرعدة بالردى , سيقت اليها النساء والرجال والاولاد والشيوخ ,فأما الاستشهاد او الارتداد .
ومننجا بجلده تركمن بعده بلدا حكمعليه ان يتنصر إلى الابد !!!
حدث ذلكلمسلمى اسبانيا ابان القرون الوسطى , اذ استاصلتهم عن اخرهم محاكم التفتيش .
وحدث ذلك لمسلمى البلقان فى هذا العصر .
فان المذابح التى اوقعها القائد اليوغسلافى مخايبلوفتش بالوف المسلمين هنالك قد تطاير الينا رشاشها القانى .
وان كانت اوروبا المتحضرة قد تكتمت انباءها ليطويها النسيان ثم نغفوا ونصحوا فاذا بانقاض الاسلام فى البلقان قد زالت او كادت .
وهذه النزعة المجرمة إلى افناء الخصوم ومحق الاراء المخالفة , توارثها سدنة الكنائس المسيحية من اول يوم تمكن فيه رجالها من الاستيلاء على السلطة التنفيذية.
وقد استطاع الكاثوليك قبل ظهور الاسلام ان يوطدوا سلطانهم المطلق عدة اجيال متعاقبة , قضوا فيها على مذهب الموحدين , فلم يعد له كيان متماسك .
وطاردوا اليهودية فهام ابنائها على وجوههم في مشارق الارض ومغاربها .
وابادوا الو ثنية المحضة , ودمروا معابدها , ثم استدار الكاثوليك على مخالفيهم فى المذهب يريدون افناءهم فبطشوا باقباط مصر .
وقد احس الاحياء قاطبة بضرورة تجريد الكنيسة من سلطتها التى اساءت بها الى العلم ابلغ اساءة .
وذنب الاسلام انه فعل بالكنيسة المسيحية ما فعله المسيحيون انفسهم بها بعد بضعة قرون !!!
(راجع كتاب التعصب والتسامح بين المسيحية والاسلام – محمد الغزالى ص 95 , 96 )
و يقول المستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمن القيم عن ذلك : وفى العصر الحديث اذاق ارثوذكس الصرب وكثوليك كرواتيا المسلمون في البسنة والهرسك صنوف القتل والتعذيب والتشريد والاغتصاب ولم توجه لهم تهمة الارهاب رغم انهم حرقوا المسلمين في البيوت و المساجد , وتعقبوهم في الطرقات والمزارع , وحصدوهم بالمدافع , لقددفنهم احياء بعد ان حرموا عليهم الراحة والهدوء واهدروا ادميتهم واستباحوا اعراضهم ولم يقل اى من اهل الغرب ان هؤلاء ارهابيون اوان عقيدتهم تدعوهم لهذه الافعال الشنيعة . (افتراءات واباطيل حول الاسلام – المستشار على عبد اللاه طنطاوى ص49 )
"إنَّ الغرب ما زال يبني علاقاته مع المسلمين على أساس الحروب الصليبية التي أثارها من جديد الرئيس الأمريكي الحالي "بوش" على إثر أحداث سبتمبر 2001م، فإنَّ ما نطق به في هذا الصدد ليس زلة لسان ،كما يراه البعض، وقد عبَّر عن هذا المعنى من قبل "أيوجين روستو" عندما كان مساعداً لوزير الخارجية الأمريكية عام 1967م، ومستشار الرئيس جونسون، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، فقد قال في هذا المعنى: "يجب أنْ ندرك أنَّ الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب الإسلامية والعربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية"(جلال العالم: قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله، بدون طبع ودار النشر، ص 23).
"وقال "راندولف تشرشل" عام 1967م بعد سقوط القدس: "لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إنَّ سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إنَّ القدس قد خرجت من أيدي المسلمين ولن تعود إليهم في أي مفاوضات مقبلة بين المسلمين واليهود"(المصدر السابق ص26).
"وقد استحدث من تجربة الولايات المتحدة في الجانب السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي ما سُمِّيَ بـ "الرسالة الأمريكية"، وحكم على كل من يعترض على هذه الرسالة بأنَّه جاهل وضال، وعلى أنَّه يجب نشر الفضائل الأمريكية عن طريق السلاح.
ويقول "مور جنتاو" أحد المبشرين: "لكوننا مبشرين برسالة التجربة الأمريكية؛ سنفرض هذه التجربة على بقية العالم بالنار والسيف متى كان ذلك ضرورياً، وعلى الأمم الأخرى أنْ تخضع لهذه التجربة ولو كرهاً".
ويعلن أحد قادة أمريكا الأوائل من العسكريين أنَّ الكتاب المقدس لم يرد فيه ما يفهم منه أنَّ الحرب ممنوعة، بل يؤكِّد الكتاب المقدس في رأيه أنَّ حروب الفتح مأمور بها، وأنَّ المسيح وحوارييه لم يقولوا كلمة واحدة تنفي مشروعية الحروب التي كانت مشتعلة في زمنهم". (بين الجهاد والارهاب - مجلة الجامعة - العدد العاشر- جمادي الأولى 1426ه - يونيو 2005م)
ويقول القائد معمر القذافي في موضوع تسلُّط أمريكا والغرب: "إنَّ أخطر شيء في هذا المقام أنْ تكون وزارة الخارجية الأمريكية في أغلب الأحيان من نصيب الصهاينة، بدءً بـ "كسنجر" ومروراً بـ "شولتر"، وغيرهما. إنَّ هذا السلوك يجعل أمريكا خصماً للأُمَّة العربية والإسلامية نيابة عن الإسرائيليين"(انظر: معمر القذافي: العالم يتعرض لغزو جديد، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، طرابلس، ليبيا، ص 19.).
"إنَّ في أمريكا الآن منظمات إرهاب تحترف التقتيل، والتخويف، والإرهاب، مثل الأنظمة الإرهابية العنصرية التي تقوم بعمليات قتل وحرق ضد الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية، ويطلق على هذه المنظمة الإرهابية "الكوكلكس كلان"، وهناك منظمات المافيا المشهورة، ذات الأصل الأوروبي، التي تمارس نشاطها في السطو على البنوك، ونهب الأموال التي يودعها أصحابها من أجل الاستثمار" (. عبد الله الشيخ سيد أحمد: الولايات المتحدة وسياسة احتواء الحركات الإسلامية، المركز القومي للإنتاج الإعلامي، 2001م، ص 26-27.).
"إنَّ خطر هذا الأمر هو تحالف الصليبية مع الصهيونية ضد الإسلام، فما نراه في فلسطين الآن هو تحالف صهيوني صليبي، فقد اتهمت إسرائيل المقاومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بالإرهاب، وارتكبت إسرائيل بجيوشها أعمالاً وحشية من قتل، واعتقال، وهدم للمدن والقرى، بصورة لم تحدث من قبل في التاريخ، وكل ذلك تحت سمع العالم وبصره، فهي حرب إبادة عنصرية تحت ستار: دفاع إسرائيل عن نفسها، وهي حرب شبيهة بما حل بالمسلمين في البوسنة والهرسك، وكوسوفو، والعراق من قبل" (حقيقة الإسلام في عالم متغير ص 37).
لقد وقع على المسلمين ظلم شديد، واضطهاد فظيع من قبل الصرب بقيادة "سلو بودان ميلوفيتش" الذي قتلهم شر تقتيل، ولم يستثن أحداً حتى العجزة والمسنين، ودفن بعضهم أحياء في مقابر جماعية، وأحرق آخرين في بيوتهم، وشرَّد بعضاً آخر.
وقد كانت أحداث البوسنة شاهداً على عجز أوروبا وعدم قدرتها على فعل شيء، نظراً لتضارب مصالح أوروبا، فقد كانت فرنسا وبريطانيا تقفان مع الصرب، وكانت الأمم المتحدة مشاركة في جريمة تصفية المسلمين، وذلك بمنع وصول السلاح إليهم، وقد تطورت الأحداث بصورة لا تناسب مصالح الغرب، لأنَّ قضية البوسنة أصبحت قضية إسلامية، إذ بدأت طلائع المجاهدين تواجه الصرب الذين بدأ الجانب العسكري في غير صالحهم في آخر مراحل الحرب، وكان تدخل أمريكا ضرورياً لمنع انهيار الصرب في البوسنة، وللحفاظ على التوازن، لذلك فرض اتفاق "دايتون" ليحفظ للصرب المناطق التي احتلوها، وكان نتيجة ذلك أنْ تحولت البوسنة إلى مركز للوجود الأمريكي، وكان عمل أمريكا يعتمد على إبعاد المجاهدين عن البوسنة، وإبعاد بعض القادة البوسنيين المسلمين بتهمة أنَّ لهم علاقة مع بعض الدول الإسلامية (جمعة أمين: أمريكا والإرهاب ص 95)
المفضلات