اللهَ أسأله ان يُثيبكِ يا أُختاهُ فإنى أعلم أن الأمر شديد جدا عليكنَّ معاشر البناتِ .
فكما قال الشاعر الْمُفَوَّه عن إحساسِ الأمومةِ :
أُمِّى تُنَادِيْنِي وَ تُنَوِرُ إِحْسَاسِي = صُوْتُكِ يُدَاوِيْنِى أَمْرُكِ عَلَى رَاسِي
مَالِى أَعَزَ مِنْهَا يَا رِيْحَةَ الْجَنَّةِ = وَ بِرُوْحِى وَ بِدَمِى لَبَيْكَ يَا يُمَّه
أَعْيَانِى رَسْمُكِ فِى ذِهْنِى = وَجْهَاً يَسْتَجْمِعُ أَحْزَانِى
يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَمَا تَدْرِي = مَنْ بَعْدِكِ هُدَّتْ أَرْكَانِى
وَ حِبَالِ الْبُعْدِ تُحَاصِرُّنِى = وَ تَشَدُ وُثَاقَ الْحِرْمَانِ
سَأَبُرُّكِ أُمِّى فَاقْتَرِبِي=فَالْدَمْعَةُ تَحْرِقُ أَجْفَانِى،
أُمَّاهُ تَعَالِى مُسْرِعَةً=كَي أََشْعُرَ يَوْمَاً بِحَنِانِ،
فَالأُمُ نَعِيْمٌ يَعْرِّفُهُ = مَنْ جَرَّبَ يَوْمَ الْحِرْمَانِ
أَوْ فَابْنِى عِنْدَكِ لِى قَبْرَاً = كَى أَدْخُلَ كَفَ الْنِّسْيَانِ
عَجْبَاً أُمَّاهُ لِمَنْ يُبْقِى = لِلأُمِّ صُنُوْفَ الْنُّكْرَانِ
لَوْ سُلِبُوا يَوْمَاً بَسْمَتَهَا = غَنُّوْا بِالْبِرِّ بِأَلْحَانِ
نَدِمُوا مِنْ فَرْطِ جَهَالَتِهِمْ = أَمْ بَاعُو بِالْبَاقِىَ الْفَانِى
فَالأُمُ نَعِيْمٌ يَعْرِّفُهُ = مَنْ جَرَّبَ يَوْمَ الْحِرْمَانِ
فَالأُمُ نَعِيْمٌ يَعْرِّفُهُ = مَنْ جَرَّبَ يَوْمَ الْحِرْمَانِ
لكن اسمحى لأخيكِ ان يُعلمَكِ علما رفيعا إسلاميا ألا وهو عبادةُ [أَو تَعَبُد]
اللهِ بعبَادَةِ الاحتسابِ بمعنى :
أنتِ الآن [وكذا كل من يجد ألما ما اى ألم مما يصح شرعا فقط لا مما لا يصح] تجدين ألاما لا نهاية لها لبعدك عنها وبعدها عنكِ لاسيما فى أشد لحظات
احتياج البنت لأمها الحنون، فتعبدى اللهَ الآن بعبادة اسمها
الاحتساب بان تقولى ـ مثلا ـ مُسْتَشْعِرَة:
أحتسب عند الله ما أجد من ألم بسبب كذا فاللهمَّ آجرنِى فِى مًصيبتى واخلفنى خيراً منها، على أن تكون مُصيبتكِ أنت شخصيا يا نور الهُدَى هى : عدم إسلام أُمكِ وأبيكِ وجميع اهلكِ إلى الآن .
فعبادة اللهِ تعالى بعبادةِ
الاحتساب تُعطِى المرأَ منا أجره كاملا وَ مُضَاعَفَاً فالأجر الأول
أجر التحمل أى الصبروالأجر الثانى
أجر الاحتساب وهكذا لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد فاعقل يا من تقرا هذا إذا ما كنت مُسلمَاً حقا ورقا تديناً وصدقاً .
ثُمَّ بعد ذالكَ انشغلى يا نورَ الهُدَى بِحُبِ اللهِ تَعَالى وقولى له تعالَى كَثيراً كَلامَ الْمُحِبينَ :
اللَّهُمَّ اجعَل كُلَّ حُبِى لَكَ وَ مَا كَانَ لِغَيرِكَ فَاجعلهُ فِيكَ .
وَ تَأوهِى لهُ بِالسَحَر ـ مثلا ـ قائلةً :
رَبَّـــاهُ ! أَمَاتَ الْحُبُ عُشَّاقَاً = وَ حُبُّكَ أَنْــتَ أَحْيَانِى
وَلَوْ خُيِّرْتُ فِي وَطْنٍ = لَقُلْتُ هَوَاكَ أَنْتَ أَوْطَانِي
أخرجَ احمد رضى الله عنه بمسندهِ قالَ 13815- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ صَبِىٌّ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَمَرَّ النَّبِىُّ
وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّ الصَّبِىِّ الْقَوْمَ خَشِيَتْ أَنْ يُوطَأَ ابْنُهَا فَسَعَتْ وَحَمَلَتْهُ وَقَالَتْ ابْنِى ابْنِى. قَالَ فَقَالَ الْقَوْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَتْ هَذِهِ لَتُلْقِىَ ابْنَهَا فِى النَّارِ. قَالَ فَقَالَ النَّبِىُّ
" لاَ ولاَ يُلْقِى اللَّهُ حَبِيبَهُ فِى النَّارِ ". معتلى 547، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : هذا
حديث صحيح على شرطِ الشيخينِ .
ها ! المرة القادمة ألزم المسلمون الجُدُد الْمُبَارَكِينَ يعطونا دُرُوسَاً فِى كيفية الإحسَاس بالأُنْسِ بِاللهِ تَعَالَى . اتفقنا .
المفضلات