الـــــــــــــــــــــــرد
جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود
( لا ينجسه شيء ) : لكثرته
فإن بئر بضاعة كان بئرا كثير الماء يكون ماؤها أضعاف قلتين لا يتغير بوقوع هذه الأشياء . والماء الكثير لا ينجسه شيء ما لم يتغير .
فالحديث معناه أن الماء لا يحمل الخبث، طهور لا تقوى عليه الأشياء الأخر أن تنجسه، فإن الله -جل وعلا- جعل فيه خاصية لإذابة النجاسات وإلى طردها، فقال -عليه الصلاة والسلام-: إن ماء الطهور لا ينجسه شيء وهذا الحديث له سبب وهو أنه -عليه الصلاة والسلام- سئل عن بئر بضاعة، وما يلقى فيها من الزبل، والنتن، والحيض ونحو ذلك، فقال -عليه الصلاة والسلام-: إن ماء الطهور لا ينجسه شيء فهذا الحديث جاء بسب السؤال عن بئر بضاعة، وهذا يعني أن ماء البئر لا ينجسه شيء مهما ألقي فيه، فهو ماء طهور لا ينجس بما ألقي فيه .
قال ابن المنذر : أجمع العلماء على أن الماء القليل والكثير إذا وقعت فيه نجاسة فغير له طعما أو لونا أو ريحا فهو نجس ، وهذا لم يحدث لبئر بضاعة .
لأن الماء إذا كان ماء بئر فإنه لا يحمل الخبث، ولا ينجسه شيء، يعني: أن الماء إذا كان كثيرا فإنه لا ينجسه شيء، فهمنا التقييد بكونه كثيرا من سبب ورود الحديث من أنه سئل عن بئر بضاعة . وكما أن السؤال من أجل أن هذا البئر موضعها في حدور من الأرض , وأن السيول كانت تكشح هذه الأقذار من الطرق والأفنية وتحملها وتلقيها فيها , وكان لكثرته لا يؤثر فيه هذه الأشياء ولا تغيره , فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شأنها ليعلموا حكمها في النجاسة والطهارة
( إن الماء طهور لا ينجسه شيء )
والمعروف أن عرض البئر ستة أذرع (3 أمتار) وعمقه متر إلى متر وربع لما قيل في الحديث : سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها قال أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة قلت فإذا نقص قال دون العورة
http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE
وكثرة مياه البئر تجعله متجدد دائماً علماً بأن عمقه واضح لأنه لا يتعدى 125 سم وعرضه لا يزيد عن ستة أذرع .
وما بالنا الآن بحمامات السباحة التي في النوادي والفنادقة والقرى السياحية وكذا التي يتم بها المعمودية أو جرن المعمودية الذي يتبول فيه الأطفال والشباب من الجنسين علماً بأن مائهم ليس بماء متجدد وليس بكثير مثل بئر بضاعة ؟ .
نسأل الله لكم سلامة العقول يا أهل الصليب .
المفضلات