مقاومة المسلمين للنصرانية وبغضهم للأنشطة النصرانية
أخبر الله في محكم تنزيله عن صفة هذه الأمة في الكتب السابقة
:
" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".
:
" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، فالحمد لله الذي وفق هذه الأمة للتمسك بدينها، وغرس في قلوب أبنائها منافرة أعدائها ، فمهما ضعفت الأمة ومهما افتقرت ومهما تناحرت فيما بينها، إلا أنها تبقى وفية لدينها ، كافرة بمن كفر بربها ، كارهة لكل كافر يلبس لبوس الرحمة والشفقة ليقدم لها في يوم جوعها لقمة تسد رمقها ليسرق منها دينها ، وينتهك عفافها.
ولما ذكر تشارلس كرافت أحد أساليب فرض النصرانية بالقوة في المجتمعات الإسلامية قال معلقا على ذلك: (
لقد قاوم المسلمون بصورة عامة- بالطبع- هذا الإكراه الثقافي وخاصة في المسائل اللاهوتية ، وبهذا تركونا بدون استراتيجية تنصيرية ، علينا لذلك أن نتعلم كيف نكسب أو ننال حق الإصغاء إلينا).
وقال زويمر في كلمته التي ألقاها أثناء انعقاد مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م ردا على ما أبداه المنصرون من روح اليأس التي كانت مخيمة على المؤتمرين : (
إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين ، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة:
(1) إما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو الإسلام .
(2) إما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته ، وقد اشتد به الفقر ، وعزت عليه لقمة العيش .
(3) وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية).
وهذا منصر آخر بعد أن ذكر حسد المنصرين للمسلم على عبادته لربه وخضوعه واستسلامه له ، وأن تقوى المسلم وولاءه لربه ودينه كادت أن تجر المنصرين إلى ترك حقائق دينهم لشدة إعجابهم بتقوى المسلمين فيقول: (
ويمكن أن يكون العاملون في مجال التنصير في هذه الأيام- والذين كيفتهم الظروف- قد تأثروا كثيرا بالتقوى والولاء الديني لكثير من المسلمين حتى كادوا يهملون حقائق الشهادة الإنجيلية الواضحة تماما ، والتي تعرضنا لها قبل قليل، وكان تركيزهم منصبا على هذه التقوى المثيرة للإعجاب بحيث إنهم جعلوها نقطة البداية في تفسيراتهم اللاهوتية حول المواجهة الدينية، لقد وقفوا بكل رهبة أمام المسلم المنهمك في عبادة الله وقوته وعظمته وتجاوبوا مع التزامه المحسوس للخضوع لرغبة الله ، إنهم يحسدون غيرة المسلم على عبادة الرب الواحد الذي يتصرف في ملكوته.. إلى أن يقول : سيكون غريبا ومزعجا أن تواجه مسلما ورعا).
وقد تضمن البحث الذي قدمه جورج بينرز بعنوان: (نظرة شاملة عن إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين) أسباب قلة المسلمين الذين تحولوا إلى النصرانية فقال: (
كان المسلمون عبر تاريخهم متدينين ومتشددين ومكافحين، بل أكثر المتدينين تعصبا).
وأقول أبشر بالذي يسؤوك ؛ فكل يوم يمر يكتشف فيه المسلمون النصارى على حقيقتهم ، وتنكشف أمامهم غايات النصارى وأهدافهم مما يزيدهم منافرة لكم ومقتا لأعمالكم ، ووحشة من طروحاتكم . فالحمد لله الذي جعل إنفاقكم لأموالكم في هذا السبيل خسارة عليكم ، وأعمالكم حسرات عليكم،
:
" كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ".
وكما أن أعمالهم حسرات عليهم ، فإن تكذيبهم بهذا القرآن حسرة عليهم يوم القيامة
:
"وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ".
وما ذاك إلا لأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وصدوا عن سبيل الله ويبغونها عوجا
:
" الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ".
و
:
"الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ* أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ".
(راجع, عبد الرحمن بن عبد الله الصالح, التنصير، تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين).
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
المفضلات