آخـــر الـــمـــشـــاركــــات
-
كيف أمدح الله سبحانه وتعالي
السؤال :
السﻼم عليكم ورحمة الله وبركاته*
جزاكم الله خير أريد إنا اعرف كيف استطيع إن امدح الله سبحانه وتعالي*
وجزاكم الله ألف خير.
الجواب :*
وعليكم السﻼم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. ﻻ شك أن مدح الله والثناء عليه من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد لموﻻه. وﻻ أحد أحب للمدحة من الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وﻻ شخص أحب إليه المدحة من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة). متفق عليه .وفي رواية : (وﻻ أحد أحب إليه المدحة من الله ، فلذلك مدح نفسه). والمعنى أن الله من أجل محبته للحمد والثناء أثنى على نفسه ورغب عباده بالثناء عليه ووعدهم بالجنة النعمة العظمى ليحمدوه على ذلك ويجدوا في حمده وطاعته. والله وحده هو المستحق للمدح لما له من صفات الجمال والجﻼل وحسن اﻷفعال والتفرد بالخلق والرزق واﻹنعام والتدبير.
وقد كان رسول الله صلى الله كثير الثناء والمدح لله في سائر أحواله العامة والخاصة لعظم عبوديته لله وشدة خشيته له وتعلقه بربه. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : (اللهم لك الحمد ؛ أنت نور السماوات واﻷرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قـيّـم السماوات واﻷرض ومن فيهن). متفق عليه. وكان يفتتح خطبه ومواعظه بالحمد. وكان صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال : (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن ﻻ كافي له وﻻ مؤوي). رواه مسلم .*
فأعظم المدح وأجمله ما كان لله سبحانه ﻷنه مدح خالص ﻻ مطمع فيه لشيء من الدنيا وﻷنه حق ﻻ باطل فيه وﻻ غلو وﻷنه يتخذ زلفى لرضوان الله ودار كرامته. وكلما عظم يقين العبد ومعرفته بالله وتعظيمه له ومعرفته بحقوقه وشعوره بالتفريط والتقصير بشكره عظم مدحه لله وكثر ثناؤه وهو من توفيق الله ومنته على من يشاء من عباده. فنسأله تبارك وتعالى العطاء والمن والفتح علينا في هذا الباب العظيم الذي يخفى على كثير من الخلق.
وحقيقة المدح الثناء على الله بذكر الصفات الجميلة واﻷفعال الحسنة. ومدح الله يكون بالثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى والتمعن في معانيها التامة فكل اسم وصفة ثبت في الكتاب والسنة شرع للمسلم شرع مدحه بها والعمل بمقتضاها ويكون أيضا بذكر أفعاله الحسنة وعاداته الطيبة وجوده وكرمه على عباده ولطفه وصبره وحلمه على كفرهم وأذاهم وعدله مع أعدائه وفضله على أوليائه. ويكون أيضا باﻻشتغال بذكر الحمد والتسبيح والتمجيد والتهليل والمداومة على ذلك عند تجدد النعم ونزول النقم. وقد ورد في السنة الصحيحة فضل الحمد والثناء وعظمه ثوابه.*
وﻻ يستطيع أحد من الخلق مهما كمل إيمانه وعظمت معرفته بالله وخشيته به أن يحصي ويحيط بالثناء على الله ويستوفي محامده ﻷن الله جل جﻼله كملت أوصافه ﻻ يحيط الوصف والعلم بأفضاله وأفعاله وآﻻئه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجوده: (ﻻ أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). رواه مسلم. قال اﻹمام مالك أنه قال: (وإن اجتهدت في الثناء عليك فلن أحصي نعمك ومننك وإحسانك).*
وقد يفتح الله على من شاء من عباده في بعض اﻷحوال ويخصهم دون غيرهم كما يفتح الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة دون سائر رسله فيحمده بمحامد يحمده عليه اﻷولون واﻵخرون كما ثبت في الصحيحين أنه قال عليه الصﻼة والسﻼم : (فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد ﻻ أقدر عليه اﻵن يلهمنيه الله ثم أخر له ساجدا فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع). وهذا هو المقام المحمود الذي خصه الله به وشرفه على سائر خلقه.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
خالد بن سعود البليهد*
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة*
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة د.محمد عامر في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-01-2010, 10:52 PM
-
بواسطة fayza في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 17
آخر مشاركة: 21-02-2007, 02:50 AM
-
بواسطة fayza في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 28
آخر مشاركة: 11-02-2007, 05:37 PM
-
بواسطة المهدى في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 28-01-2007, 10:55 AM
-
بواسطة سامر 1010 في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات