أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    358
    آخر نشاط
    24-06-2016
    على الساعة
    03:38 PM

    افتراضي أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية

    دراسات سياسية
    الدكتور محمد يوفــا للمؤلف
    رقم النشرة أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأمريكية
    رقم العدد

    أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأمريكية المعاصرة وتعاملها مع الشعوب: العراق نموذجاً. أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأمريكية المعاصرة وتعاملها مع الشعوب: العراق نموذجاً.
    1-إحتلال انكلترا لأمريكا والمدرسة الأنغلو- سكسونية: كان عام 1783، هو العام الذي ظهرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية كدولة مستقلة على الساحة الدولية. عموماً لا يمكننا تجريد تاريخ أمريكا الشمالية – الشرقية من أوربا وخصوصاً من إنكلترا حتى هذه المرحلة التي عيشت بها هذه الحالة. وكانت هذه الجغرافية الاستعمارية تحت رحمة المؤسسات التعليمية والكنائس والمؤسسات السياسية المستوردة من إنكلترا والتي تُحكم بقوانين إنكلترا(1) . تستخدم المستعمرات والجماعات الموجودة في أمريكا من قبل ملكية إنكلترا وهي ملك خاص لشركات مختلفة متخصصة من قبل ملك إنكلترا. جميع الأراضي المسلوبة والثروات هي المُلكية الخاصة للملك الذي يمثل "الإله" في الأرض والملك حائز على سلطة استخدام هذه القوة بكل سخاء من أجل "رفاهية" شعبه ووطنه وأفراد عائلته. مما لاشك فيه بأن الثروة الهائلة، التي تم سرقتها من القارة الأمريكية وتم تحويلها إلى أوربا، عززت القوة الاقتصادية للطبقات الأسبانية والبرتغالية والهولندية والفرنسية والإنكليزية الحاكمة. عدا عن ذلك جعلت هذه القوة المغامرات العسكرية الجديدة وعملية التوسع ممكنة. بالرغم من عدم تحقيق القطاعات الواسعة مكاسب اقتصادية كبيرة خلال المرحلة الأولى، تم إجبار الطبقات الحاكمة على توزيع قسم من الثروات المسروقة نتيجة إرتفاع حدة الحروب الاستعمارية وانتشارها إلى أماكن واسعة. لقد كون الاشتراك "جماعياً" بالاستعمار والاستفادة "مناصفة" من المسلوبات، سياسات الاستعمار الإنكليزي _ الأوربي على أمريكا (2) هذه هي أحد الحقائق الموجودة وراء إظهار الشعب الاحتجاجات "الضعيفة" حيال الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت المفاهيم السياسية – العسكرية ضد الشعب المحلي والرقيق الأفريقي في الداخل والشعوب المختلفة في الخارج حيز التنفيذ وذلك منذ تأسيسها بدون استثناء. فيوجد وراء التعصب والتمييز العنصري "الأبيض" الأوربي المنشأ هذا العامل الهام الذي تطور ضد المجموعات الأجنبية والأقليات الموجودة في بنيتها(3). يجب علينا ذكر الحوادث الثلاثة الهامة لكي نفهم هذا الموقف الذي حدث بتاريخ إنكلترا قبل مغامرة أمريكا. فتقدم لنا هذه المراحل التاريخية الثلاثة معلومات مفيدة لكي نفهم المرحلة التاريخية للتربية الدينية- العنصرية التي تأسست في إنكلترا وتم تصديرها إلى أمريكا. الحادثة الأولى هي الهجرة اليهودية المنظمة الأولى إلى إنكلترا في القرن الثاني عشر. أ. مفهوم "الشعب المختار" والمدرسة البوريتانية: أقامت مجموعة يهودية قليلة العدد في الجزيرة البريطانية. كذلك مثلاً قدمت من فرنسا خلال الاحتلال الفرنسي للجزر البريطانية الذي تم عام 1066 على يد ويليام الملك النورمندي (الفرنسي). أول هجرة يهودية حدثت بشكل منظم إلى إنكلترا كانت في عهد الملك Richard ( 1189-1199) الذي سُمي "قلب الأسد". لقد حقق اليهود الذين انتقلوا إلى الأندلس (منذ القرن السابع والثامن) في عهد تطور الإمبراطورية العربية -الذين كانوا بمثابة جسر بين أوربا الشمالية – الشرقية وسوريا- مكاسب قيمة في مجال التجارة والدبلوماسية. إذ استخدموا مكاسبهم هذه في إعطاء الشكل السياسي والتحويلي لأوربا. و قد اضطر Richard ، الذي شارك بالحملات الأوربية للعودة إلى بلاده دون أن يحقق أطماعه في سوريا ليعطي اليهود امتيازات هامة بهدف الاستفادة من خبراتهم في معرفة المنطقة بشكل جيد. وقد جرت أول عمليات جدية ضد اليهود بسبب الفعاليات المناهضة للكاثوليكية وبسبب ضلوعهم في حبك "المؤامرات والدسائس" ضد البارونات المتضررين من نظام Richard "الاحتكاري". ولكن نتيجة تدخل Richard استمر اليهود بالحفاظ على وضعهم "الخاص". غير أنه تم إخراج قسم كبير منهم من إنكلترا في عهد الملك Edward الأول (1272-1307). قَبِلَ البوريتانيون(4) ، الذين سيطروا على الحياة السياسية في إنكلترا ابتداء من عام 1640، بعودة اليهود مرة أخرى وذلك بعد المحادثات التي أجروها مع زعيم التجمع اليهودي في هولندا Menasehben Israel . وتُصادف هذه المرحلة تحقيق النظام البوريتاني الإنكليزي مكاسب هامة خارج بلادهم. ولا يخفى على أحد الدور الذي لعبه الحاخامات في إنقاذ العديد من الدول الأوربية بما فيهم إنكلترا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر من ظلم كاثوليكية روما وأيضاً إسهامهم في الحركة البروتستانتية. وقد أثبتت المصادر، أنه كان لليهود إسهامات فعالة في الاحتلال الأوربي للقارة الأمريكية الذي بدأ مع رحلات Columbus وخصوصاً في الفعاليات الإنكليزية. فضلاً عن بدء اعتناق التعاليم الإيمانية العرقية، التي تؤمن بأن اليهود شعب الله "المختار" وإنهم عرق "متفوق" والسائدة في العقيدة اليهودية، والمتمثل آنذاك في المؤسسات الدينية – السياسية الإنكليزية ابتداء من القرن الثاني عشر. وقد شكل مفهوم "الشعب المختار" لليهود، الذي انسجم مع السياسات العرقية للسلطات الإنكليزية، أساساً لنشاط الاحتلال الإنكليزي لأمريكا، واستخدم كأسلوب حياة لها على نطاق واسع(5). ب. العامل الديني في المفهوم الاستعماري: وتعد المسألة الثانية من أسس الكنيسة الإنكليزية “Anglican Church” التي وُضعت تحت الرعاية المطلقة للسلطات السياسية – الاقتصادية الإنكليزية المهيمنة. إذ عملت التعاليم التاريخية التقليدية على سيادة مفهوم يؤكد أن الحركة البروتستانتية التي ظهرت على مسرح التاريخ ضد كنيسة روما الكاثوليكية بأنها تمتلك مبادئ سياسية "شعبية" و "تقدمية". بل وتقف أيضاً إلى جانب المظلومين ومع كل أسف لم يخضع هذا الموضوع لأي تقييم علمي. وقد قبلت هذه المفاهيم، التي تفتقر لأي دليل ملموس من قبل بعض الأوساط الأكاديمية بشكل مطلق شريطة أن نقبل حقيقة أن كنيسة روما مرت في مراحل تاريخية متعددة كانت فيها "ظالمة" و "توسعية" و "متعصبة". غير أن إطلاقنا كلمة "تقدمية" لكل حركة تظهر مناهضة لهذه المؤسسة "الرجعية" وضد ما تمثله من قيم سيوقعنا في أغلاط كبيرة. وقد خلق هذا المعنى بروز بعض المؤسسات البديلة ذات الصبغة السياسية الأكثر "رجعية" من سابقتها. وبالرغم من وجود مقولات "تقدمية" و "إنسانية" في لب الطرح البروتستانتي فإن الذين شجعوا الحركة ودعموها بشكل مباشر هم الفئات التي لم تستفد من برامج كنيسة روما القائمة على أساس "السلب والنهب". ومن الجدير بالذكر أن كنيسة روما الكاثوليكية كانت تتقاسم العالم بالشكل الذي تريده انطلاقاً من كونها المرجع الوحيد الأقوى لأوربا من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية. ويأتي على رأس الدول المستفيدة من ذلك إسبانيا والبرتغال اللتين أثبتتا أنهما مصممتان على "مناهضة المسلمين" ولم تستطع دول شمال-غرب أوروبا بشكل عام وإنكلترا بشكل خاص المشاركة في عمليات " نهب العالم" بالطريقة التي يريدونها. ونتيجة لذلك لم يستطيعوا نيل الثراء الذي يرغبون به. ولهذا اتهموا روما بأنها سبب ذلك فدعموا سراً وعلناً كل فعالية تتشكل ضدها (روما). وكم تليق عبارة جميلة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "كلمة حق يراد بها باطل" لوضع إنكلترا آنذاك. وقد تم اتخاذ أول موقف إنكليزي جدي ضد روما حيث قطعت الروابط جميعها من قبل الملك Henry الثامن (1509-1547). وفي الحقيقة لم يكن Henry هذا "متديناً" بل كان مرتبطاً مادياً ومعنوياً بالخرافة الأنغلو-سكسونية التقليدية وكان يدعم الفكرة القائلة " إن السعادة والثراء لا تأتيان من الكنيسة ولا من رجال الدين، بل عن طريق قراءة الإنجيل التي تمثل وجهة نظر John Wycliffe أحد عمالقة الأدب الإنكليزي. وبالرغم من أن Henry "العلماني" الذي أخذ غضب الكاثوليك الموجودين في بلاده بعين الاعتبار، لا يزال يعد نفسه كاثوليكياً ، وتزعم الكنيسة من خلال إعلانه أن الملك هو المخلوق الوحيد الذي يمثل الإله على وجه الأرض. ويدعي بأن "الذات" التي تتزعم الكنيسة روما ليست أكثر من مجرد راهب مسؤول يستولي على ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية ويتقاسم المال المسلوب من الكنيسة بين البارونات الإنكليز و"الرهبان" الجدد الذين عينهم Henry في الكنيسة. في الحقيقة ما نشاهده في تاريخ إنكلترا من علاقات بين الدولة والدين يوضح لنا أن الدين استخدم كوسيلة استعمارية وضغط هام بيد السلطة السياسية التي أكدت إفراغ محتوى مفهوم "الدين المسيحي" السماوي، التي قامت به كنيسة روما الكاثوليكية قبل 1200 عام وتحويله إلى عنصر بيد الدولة ضد المجتمع. أما المرحلة التي بدأت مع Henry فهي مرحلة عدم فصل المؤسسات الدينية عن السلطات السياسية خشية تحولها إلى مؤسسات جانبية تعمل على إظهاره وتدافع فيه عن جميع ممارساته بالوساطة والأقاويل الدينية. هذا التاريخ هو في الوقت ذاته تاريخ سرقه ونهب القراصنة الإنكليز أو بعبارة أخرى "الكلاب البحرية الإنكليز" الذين استخدموها بكل فخر واعتزاز ضد السفن الأسبانية التي كانت تنقل ثروات القارة الأمريكية. المسألة الثالثة هي تحويل الفعاليات التجارية الخارجية إلى شركات لفرض السيطرة الاحتكارية. ج. الهيمنة الاحتكارية والقومية البوريتانية في أمريكا: إن الملكة Elizabeth التي تربعت على عرش إنكلترا في الخامسة والعشرين من عمرها (1558-1603) كانت بمثابة مؤسسة للكنيسة الإنكليزية “Anglican Church” . الملكة هي أهم ممثلة للفعاليات الاستعمارية التي خُبزت بسياسات "التعاليم الدينية الإنكليزية " و "الوطن" و"الشعب" و "إنكلترا". هذا المفهوم سيشكل بعد ذلك حجر أساس المستعمرات الإنكليزية في أمريكا. الأسطول الأسباني الذي تحرك من أجل معاقبة إنكلترا في عام 1588م وعودته منهزماً من مغامرة إنكلترا، خلق لإنكلترا الإمكانات الاستعمارية الجديدة ما وراء البحار. فقد قامت الدولة الإنكليزية وإليزابيث كرأس الكنيسة بتنظيم جميع الفعاليات التجارية الخارجية والداخلية بوساطة الشركات الخاصة التي تأسست بإذن منها والتي كانت هي مساهمة فيها.لقد تبنت إليزابيث خطوات أسبانيا ، من مرحلة "الاحتكار" والتحول إلى شركات للتجارة والمؤسسات المالية فمثلت أم الرأسمالية التجارية الإنكليزية. لقد تم تأسيس جميع المستعمرات من دون استثناء من قبل الشركات الخاصة. حيث عدّت جميع الأراضي المحتلة و الأشياء المغتصبة هي ملك الشركات الخاصة وملكية إنكلترا و لا يحق لأي شركة التدخل بشؤون الشركة الأخرى ولا يتم استخدام المنتجات التجارية التي تمثلها هذه الشركة كَ "سلعة" من قبل الآخرين. وهذا ما يذكرنا بأن الشركات الدولية الكبيرة الإنكليزية الأكثر تأثيراً في تلك الفترة: British East Indian Company التي احتكرت تجارة الشاي السيلاني واكتسبت حق نهب الهند، Moscavy Company إذ راقبت الفعاليات الموجودة في منطقة البلطيق وأوروبا الشرقية-الشمالية وآسيا الوسطى و Royal Exchange التي حولت الحياة الاقتصادية الداخلية والخارجية بالقروض و John Cabot مما أسفر عن ذلك ازدهار تجارة الرق و Frankis Drake وقد كان المسؤول عن إدارة عمليات القرصنة و Walter Raleigh المكلف بتأسيس المستعمرات الأولى في شمال أمريكا. وهذه المرحلة هي التاريخ الذي نفذ فيه "الإرهاب" و "التخريب" على يد الدولة وتم التشجيع على ذلك بشكل علني في تاريخ إنكلترا(6). بالرغم من الثروة الهائلة التي جمعتها إنكلترا طوال حكم الملكة Elizabeth ، لقد كان الشعب الإنكليزي يعيش أسوأ الحروب مع الفقر والأمراض الشائعة، ولهذا قامت إليزابيث بإصدار فرمان يتضمن تحويل دعم المنازل الفقيرة من قبل الدولة إلى قانون بغية تحاشي التمرد. فقد قامت الأرستقراطية الإنكليزية، التي زادت غناها ، بتقديم اقتراح ذات صبغة غريبة وذلك كونهم رفضوا تقديم إمكاناتهم للجماهير الفقيرة، من هنا نمت فكرة تصدير "الفقراء" و "المجرمين" إلى مستعمرات خارجية وقد أسفر عن عملية تصدير المشاكل التي مازالت سارية المفعول في يومنا هذا إلى الخارج، بغية الحفاظ على رفاهية "ديمقراطية" الطبقة الحاكمة وإزالة الفقر من الجذر. وقد أسهمت عملية تصدير أوروبا عموماً وإنكلترا خصوصاً، الناس إلى نيوزلندا واستراليا وأمريكا وأفريقيا الجنوبية وفلسطين واليوم إلى قواعد إنكلترا والولايات المتحدة الأمريكية، التي يفوق عددها الثمانمائة قاعدة المنتشرة في العالم، وذلك من اجل مواصلة "الديمقراطية الليبرالية" (!) و "الاستقرار" السياسي الموجود في بلدهم لأنهم يدركون تماماً بأنهم سيضطرون لتحويل سياساتهم اللاديمقراطية وسياسة "السلب والنهب" التي مارسوها في الخارج على شعوبهم في حال فقدوا مستعمراتهم وأسواقهم. نؤكد: إن الحكم الإنكليزي على أمريكا قام على هذين العنصرين الرئيسيين: الرجعية الدينية والسيطرة الاقتصادية الاحتكارية إن ممثلي المدرسة الأنغلو-سكسونية(7)، الذين هم العنصر القائد في تنميط تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، يدافعون عن إله وعد المجتمع الإنكليزي بأمريكا. والتي تمثل إليهم أرض "كنعان". ولهذا استخدم John Winthrop والي ولاية المستعمرة الإنكليزية Massachusetts الكائنة في شمال-شرق أمريكا مفهوم "شعب بلا أرض وأرض بلا شعب" والذي سيستخدم من قبل الصهاينة الأوربيين ضد فلسطين بعد مدة طويلة من الزمن، نفذت من أجل أمريكا وسكانها المحليين في أوائل القرن السابع عشر، حيث قام بالدفاع عن المفهوم التالي : أن السكان المحليين ليسوا مسيطرين على الأرض ولهذا السبب عدّوا بأنهم مرتبطون برباط "طبيعي" بهذه الأراضي وليس برباط قانوني مدني (!) وادّعوا بأن الإله وعد اليهود ببلد "كنعان" (سوريا، لبنان، فلسطين، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط الشرقية التركية) وقوة أرض "كنعان الجديدة" الأمريكية للإنكليز نفسها. وقد يتباهى المفهوم "البوريتاني " علناً بأن الإله خلق الأمريكي لكي يكون مسيطراً على العالم وأنه يريد أن يراه "ثرياً" دون غيره. "القوي والثري يكون باقياً دائماً. الرب قوي وأقرب إلى هؤلاء ، ومن يبقى في الأسفل يسحق" وقد اعتمد هذا المبدأ بشكل أساسي دعاة المدرسة البوريتانية. وثبت بعض المؤرخين ممن سعى لإقامة توازنات هامة بين البروتستانتية البوريتانية، والرأسمالية الاحتكارية(8). لقد ظهرت المدرسة البوريتانية في شمال-شرق أمريكا بعدما أخذت المستعمرات الإنكليزية مكانها بشكل مكثف في القرن السابع عشر، إذ ادعت بأنه تم توظيفهم من أجل تأسيس "نظام عالمي جديد" في أمريكا. وقد زعموا بأن المجازر التي قاموا بها ضد الشعب المحلي هي خطوة "تقدمية" ومن أجل تأسيس "حضارة عالمية" جديدة، وكتبوا بأن ما قاموا بفعله هو ضرورة "إلهية" لأن جميع المصادر والمذكرات التي كتبت في ذلك الحـين من دون اســتثناء ، خاصـــة كتـــاب “Of Plymouth Plantation” الذي كتب خلال عام 1630 والذي يعد مرجعاً تاريخياً هاماً عن تلك المرحلة ، يشكل مثالاً هاماً للمشاريع الدينية المتعصبة والتوسعية والعنصرية(9). قام (البوريتانيون) الأنغلو-سكسونيون منذ أن وطأت أقدامهم أرض أمريكا باستخدام الأديان السماوية كورقة بأيديهم معتمدين الإرهاب وسيلة وغاية لتحقيق مآربهم ضد السكان المحليين. لقد تم تنفيذ أبشع الاعتداءات ضد شعوب Cherokee, Narraganset, Peqouts الأكثر حضارة آنذاك في شمال أمريكا. فاعتمدوا سياسة الإبادة متسترين خلف برابرة الدين انطلاقاً من المقولة الواردة في التوراة "إن من يعارض القوة يكون قد عارض إرادة الرب وبهذا يكونوا قد جلبوا اللعنة إلى أنفسهم."(10) إن أول حادثة "وحشية" جرت في منطقة Long Island الواقعة في شمال أمريكا بتاريخ 1630 . حيث تم تخصيص أراض زراعية للقوافل المهاجرة الجديدة التي وصلت من إنكلترا, مطالبين البوريتانيين ترك قراهم ومناطقهم والهجرة إلا أن المحليين قاوموا مطالبيهم فتعرضوا من جراء ذلك إلى مجزرة دموية نفذها John Mason. ولكي يتجنب Mason تعريض مؤيديه لخسائر، عمد إلى حرقه قرية Mistik River بشكل كامل. ومما أكد ذلك ما قاله William Bradfort والي Plymouth المستعمرة الإنكليزية الذي اعتز وبكل فخر بنفي "400 رجل وإمرأة وطفل" و "تقطيع" كل من فر من الحريق بالسيوف الحادة الذي كان الإنكليز يستخدمونها بمهارة عالية: "عملية تأديب العدو ونفيه عن الوجود عملية جلبت معها نتائج إيجابية عسكرياً. إذ تنقلنا هذه العملية للأهداف التي نتمناها بأقل خطورة. لقد كسب Mason نصراً إلهياً. متذرعاً بأن الرب قبل دعاءنا وذّوقنا نصراً معجلاً وبتعبير آخر الرب قهر العدو"(11). ج. التربية البوريتانية العنصرية: يشكل الموقف اللاإنساني الذي اتخذه الأنغلو_سكسونيين عموماً والكنائس الإنكليزية خصوصاً حيال الأفارقة وتجارة الرق المخجلة التي نفذت في أمريكا مئات السنين، مثالاً ذو معنى في فهم التربية العنصرية لهذه المدرسة. إن "ثورة " الولايات المتحدة الأمريكية سقطت من حيث الاعتبار هذا. لقد استمرت العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً حتى تاريخ 1863 . ومن بعد ذلك تحصنت العنصرية الأمريكية بالقوانين حتى تاريخ 1964. وما زال هناك في الولايات المتحدة الأمريكية منظمة Klu klux klan الإرهابية تشكل خطورة وتهديداً جدياً ضد أي قوى بشرية تعارضها. أصبح المسيح الذي نشر رسالة "السلام" و "المحبة" و "الأخوة"، وتعاليمه قيماً طوبائية في نظر الحركة البروتستانتية الإنكليزية. كذلك فقد رفض البوريتانيون، الذين رددوا الآيات المقدسة والرب باستمرار وبكل فرصة متاحة، قبول جميع الذين ليسوا أنغلو_سكسونيين بأنهم بشر. حملت اسبانيا الكاثوليكية وإنكلترا البروتستانتية، اللتان ما استطاعتا ترقيق المحليين في أمريكا منذ عام 1503 ، ملايين الأفارقة كبديل إلى القارة الجديدة. وبعد تاريخ 1606 قامت المستعمرات الإنكليزية الموجودة في شمال أمريكا باستغلال الرقيق الأسود بشكل منظم في حقول التبغ والقطن بشروط وظروف لا يتقبلها الحيوان. قام Gary Nash المؤرخ الأمريكي الباحث المخضرم في هذا المجال بتثبيت عدد السود الذين تم جلبهم إلى القارة الأمريكية خلال عام 1619 بما يزيد عن مليون. إذ قال Nash إن المحليين كانوا في وطنهم والأوربيون كانوا ضمن بيئتهم الثقافية التي حملوها إلى أمريكا، إلا أن السود الذين خطفوا من إفريقيا حُرموا من جميع هذه الإمكانات وتعرضوا إلى صدمة ثقافية وتخريب نفسي كبير(12) . توفي 50 مليون أفريقي في المستعمرات الأمريكية في مرحلة تأسيس "الحضارة الغربية الحديثة" وذلك في بداية القرن التاسع عشر. ثم اتخذ أعضاء الكنيسة مواقف متناقضة فيما يخص تجارة الرقيق التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من معارضة بعض رجال الدين وبعض المؤسسات الدينية للرق باعتباره "مكروهاً" و "غير مقبول" فإن الكنيسة المهيمنة كانت ضمن هذا العمل قد دافعت عنه(13). وفي شهر شتوي قارص من عام 1741 تم إعدام رجلين وامرأتين من البيض وثمانية عشر رقيقاً أسوداً و حرق ثلاثة عشر آخرين بسبب العمليات المشتركة التي نظمها السود بالاشتراك مع فقراء البيض. من أجل نسف التضامن السياسي الذي بدأ بين الأوربيين البيض "الفقراء" و "الرقيق" الأفريقي قامت السلطات السياسية الإنكليزية المهيمنة على شمال-شرق أمريكا بإصدار قانون خاص يخول الأثرياء الأوربيين البيض تقديم مساعدات مادية للمحتاجين البيض.(14) هـ. ثورة أم ثورة مضادة؟ تعد حروب السنين السبعة، التي انتهت بمعاهدة باريس عام 1763 من أهم الحوادث التي حققتها إنكلترا آنذاك، وفي الوقت ذاته كانت بداية النهاية في تاريخ أمريكا الشمالية حيث قام الإنكليز الذين خرجوا منتصرين من جميع المعارك التي شنوها في أوروبا والهند وأمريكا الشمالية وكندا ضد الفرنسيين، ببسط سيطرتهم على جميع الولايات الشمالية-الشرقية من أمريكا وعلى كامل الضفة الغربية من نهر Mississippi. ويالتراجيدية الأحداث إذ أنه كان للسكان المحليين إسهام كبير في أن تكون هذه الحروب لصالح إنكلترا. فقد ألزمت الضمانات، التي قدمها الملك الإنكليزي George، السكان المحليين بالوقوف إلى جانب "الشر" وبعد الحرب لم تأخذ إنكلترا الوعود التي قطعتها بعين الاعتبار، غير أن التمرد المسلح الذي بدأ بقيادة Pontiac (15) أجبر الإنكليز على العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى. وأصبحت جبال Appalachion التي تفصل بين الولايات المستعمرة الإنكليزية الثلاثة عشر الواقعة في شمال-شرق أمريكا عن منطقة وسط وغرب أمريكا كحدود رسمية. وقد ضمنت إنكلترا ذلك باتفاق رسمي يخولها إنشاء أي وحدة استيطانية "بيضاء" خلف هذه الحدود. إنني أرمي من ذكر هذه الحادثة تقديم تفسير استراتيجي لتلك التناقضات التي شهدتها أمريكا آنذاك. لم تكن التعهدات الإنكليزية التي أعطيت للسكان المحليين هي التي تقف وراء العمليات العسكرية والسياسية التي بدأت ضد إنكلترا من قبل سكان المستعمرات في شمال-شرق أمريكا في عام 1776. إذ طالبت من جديد بالمساحات التي يقطنها السكان المحليين من أجل بناء وحدات استيطانية جديدة لتلبية حاجات مالكي الأراضي الذين يريدون سلب هذه الأراضي الجديدة وكذلك حاجات المغامرين والتجار الذين يبحثون عن الذهب والمهاجرين الجدد القادمين من أوروبا. وطبعاً لا يتم ذكر هذه الحادثة أبداً في الكتب التي تُدَّرس في الجامعات والمدارس الأمريكية. بل أن ما تركز عليه معظم هذه الكتب هو التمجيد بأجدادهم الذين قدموا من أجل خوض نضال مشرف ضد النظام الإنكليزي "الطغياني" ومن أجل "الحرية" و "الديمقراطية" و "الاستقلال" و "حق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية". ويتم شرح قصص الأبطال والقيم "الثورية" و "التقدمية" التي كانوا يمثلونها وكأنها حقائق مثبتة. ولم يكن يتجاوز عدد الذين يحاكمون هذا التاريخ محاكمة منطقية أصابع اليد.ومما لا شك فيه فقد كان باستطاعتنا العثور على شعارات "الحرية" و "الثورية" وعلى التأثير العميق للفلاسفة الفرنسيين في التمرد الأمريكي. وأول إجراء هام اتخذته هذه الدولة هو إهمالها لكافة المعاهدات التي أجريت مع السكان المحليين. وبعد أن رفضت أمريكا الحدود المرسومة لها شجعت من جديد على "التوسع" باتجاه الغرب وعلى "الاستيلاء" على الأراضي الجديدة. وأجبر السكان المحليون الذين تعرضوا لمجازر جديدة على الهجرة للمرة الثانية وكانوا ضحايا للممارسات "الوحشية". وباختصار نرى أن المجتمعات المحلية والرقيق الأفارقة والنساء وحتى الأوربيين البيض "الفقراء" لم يستفيدوا من هذه الثورة. ونؤكد بأن "الثورة" الأمريكية أكثر رجعية من السياسات القمعية التي طبقها الإنكليز على المستعمرات. إن هذه الحادثة التي تسوَّق على أنها "ثورة" ليست أكثر من احتجاج الفئات التي لم تحقق مكاسب كبيرة من برامج "النهب والسلب" الإنكليزي. وهي ردة فعل الأرستقراطية الموجودة في المستعمرات والتي تريد المشاركة في الثروات "المنهوبة". إن أكثر من عبر عن ردة الفعل بشكل جميل وصادق هو الشاعر الأمريكي Vechel Lindsay (1879-1931). ففي قصيدته In Praise of Johnny Appleseed التي كتبها في ذكرى John Chapman الذي عبر جبال Appalichian في عام 1921 وتحدى السكان المحليين يقول: حققت الأمة الأمريكية نصرها الحقيقي بعد أن اجتازت جبال Appalichian(16). ويعرف المؤرخ الأمريكي Henry Demarest Lloyd بأن المرحلة التي مرت بها أمريكا بعد الثــورة هي مرحلــة إنشــاء الثراء الاحتكاري ضـد الثراء الجمعي (17)ويؤكــد Mathew Josephson في كتابه الذي نشره عام 1934 والذي تناول فيه تاريخ عائلة Rockefeller التي تعد واحدة من الشركات العالمية الهامة التي أسست الرأسمالية الاحتكارية في أمريكا، على أن عمالقة الصناعة الاحتكارية قد ظهروا على المسرح السياسي-الاقتصادي بعد الحرب الأهلية الأمريكية التي جرت في أمريكا بين عامي (1859-1861) مؤكداً بأن هؤلاء العمالقة لازالوا حتى الآن يقررون مصير البلد. وأما الكاتب الأمريكي Allen Nevins الذي دافع عن عائلة Rockefeller في السِّجالات الحادة التي أجراها مع Josephson الذي وصف هذه الشركات الصناعية بأنها عبارة عن بارونات "لصوص"، فإنه يقول بأن "الوطنيون" أمثال Rockefeller هم الذين "أنقذوا العالم من خطر الشيوعية المستبدة". وهم الذين حولوا المجتمع الأمريكي إلى المجتمع "الأكثر رفاهية" في العالم(18). غير أن Nevins لم يذكر أن المجتمع الأمريكي قد أباد العديد من المجتمعات واستولى على ثرواتها لكي يصبح "ثرياً" بل ولم يريد ذكر ذلك. و. المدرسة البطركية والولايات المتحدة الأمريكية: ظهرت المدرسة البطركية (19)، التي بدأت دخولها إلى الحياة العملية في القرن التاسع عشر، كبديل عن تعاليم الطرائق التقليدية وبديل عن الكنيسة التي لم تلبِ احتياجات السادة الإقطاعيين التوسعية التي بدأت فعاليتها في مستعمرات ما وراء البحار ولكي تلبي حاجات الأرستقراطية التجارية. وراحت تفسر ما لم تستطع التعاليم "المقدسة" تفسيره باستخدام المعطيات العلمية-المادية، بتشجيع الإصلاحات الهامة في الحياة العلمية والاقتصادية والصناعية. ولكن لم يكن في برامجها أي مكان للمرأة أو للزنوج الرقيق أو للسكان المحليين أو للآسيويين أو للأوربيين "البيض" الفقراء. وتدافع عن ضرورة امتلاك الطغمة التجارية المسلحة بالعلم لكافة الوسائل والإمكانات . وتسيطر على مقولاتها عبارة تفوق العرق الأنغلو-سكسوني. ويؤمن George Bankraft الذي درس التاريخ في ألمانيا عام 1920 بأنه يقع على عاتق العرق الأنغلو-سكسوني مهمة تاريخية خاصة. لقد كُلِّفت الشعوب الأنغلو-سكسونية بمهمة نشر الديمقراطية في العالم. إذ أن المؤسسات الديمقراطية التي ستقام بقيادة الأنغلو-سكسونيين ستؤمن تدريجياً الحرية الكاملة لكافة أنحاء العالم. وقد أعد الرب مشروعاً لهذه الغاية. وتنص هذه الخطة على خلق الشعب المتفوق على يد الشعوب الأنغلو-سكسونية والديمقراطية الأمريكية. (20) ويدعي المؤرخ الأمريكي Frankis Parkman الذي يدافع عن فكرة مفادها أن الجماهير "كسولة وبليدة" بإصرار على أن الأنغلو-سكسونيين الممثلين للقيم البروتستانتية ويؤمنون بالديمقراطية والنزعة الفردية متفوقين في كافة المجالات على الفرنسيين الكاثوليك المستبدين الاشتراكيين الذين يؤمنون بالنـزعة المركزية.(21) لا ترفض هذه المدرسة الكنيسة والطرائق الدينية بل تؤكد على عدم إهمالها كأساليب جيدة لتحقيق الأهداف الاقتصادية. ويؤمن المنطق الذي تمثله هذه المدرسة بعمق برجال العلم مثل Galileo الإيطالي و Johnnes Kepler الفلكي الألماني والفلاسفة الفرنسيين Descartes و Rousseau و Voltaire ورجال العلم الإنكليز Newton و Darwin والفيلسوف الإنكليزي John Lock . الإدارة الأمريكية في يومنا هذا ليست إلا صورة عن هذه المدرسة في القرن الواحد والعشرين. نشاهد بأن السياسات الأمريكية لم تعد تتجاوز هذا المفهوم وما زلنا نشاهد تأثيراته العميقة. بالرغم من تعرض المفهوم الاقتصادي الاجتماعي السائد، الذي تمثله هذه السلطات ومعظم الإدارات الأمريكية، إلى انقطاعات في بعض المراحل بالداخل والخارج، بقيت معظم السلطات الأمريكية تحت تأثير تعبيرها الاقتصادي والتربية الإيديولوجية للمدارس "الانغلو-سكسونية " و "البوريتانية" و "البطركية". إن معظم القوى الاقتصادية-السياسية المسيطرة في الولايات المتحدة الأمريكية بما فيها إدارة George W. Bush ينطبق عليها هذا المفهوم الأكثر رجعية والأكثر تعصباً في الطرائق اليهودية والبروتستانتية ويجب أن لا نستغرب الوضع الذي هم فيه الآن. ومن إحدى المواضيع التي يجب علينا ذكرها بأن التعاليم الأنغلو-الأمريكية كعناصر متممة للمدرسة الأنغلو-سكسونية تسلطت على الساحة الدولية قبل وبعد الحرب العالمية الأولى ولكن خاصة عشية وخلال الحرب العالمية الثانية(22). تم مناقشة مفهوم التاريخ "الرسمي-(التقليدي)" و "التعديلي" و "الواقعي" الذي أخذ مكانة المدارس التقليدية والمؤسسات الأكاديمية في القرن العشرين، بجدل حاد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تسويق خطة "حق الشعوب في تقرير مصيرها" التي أعلن عنها الرئيس Wilson بأسلوب يتناسب مع سياساتها التوسعية خلال الحرب العالمية الأولى. ووضعتها على جدول أعمالها من أجل تصفية الإمبراطوريات الأخيرة التي شهدها العالم. لقد قدمت الولايات المتحدة الأمريكية بديلاً واحداً ضد "الفاشية" أولاً وضد "الشيوعية" بعد ذلك للعالم فور انتهاء الحرب العالمية الثانية . كما أوصى المفهوم المعروف بتعاليم ترومان شعوب العالم إما أن يكونوا بجانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم أسس "الحرية والديمقراطية" و "السوق الحر" أو إما أن يعيشوا تحت قبضة مجموعة الدول السوفيتية التي تمثل "الديكتاتورية" و "الظلام" وذلك بأسلوب "التهديد". إن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية في يومنا هذا تفرض على العالم أضيق أشكال هذا المفهوم ألا وهو "إما أن تكون بجانبي أو إما أن تكون بجانبي". من الملاحظ أنه تم إعداد مشاريع "نظام جديد للعالم" التي بدأت مع الاستيلاء على أمريكا، بشكل أكثر تخطيطاً وأكثر نظاماً وأكثر فعالية بغية تشكيل رأي عام في الولايات المتحدة الأمريكية وبغية التوجه نحو التطلعات الخارجية. وقد تم تعزيز الأسلوب، الذي لم يتغير من حيث المبدأ، بوسائل جديدة، ولقد تم تأسيس المؤسسات التعليمية الخاصة التي تمثل نظرتهم الكونية، وشبكة إعلامية قوية وقوة عسكرية مزودة بأحدث منتجات التكنولوجيا ووحدات استخباراتية مدعومة بميزانية تقدر بمليارات الدولارات وطرائق كنائس دينية جديدة وبالنشاطات التبشيرية، والأهم من ذلك، تم إنشاء مراكز أبحاث استراتيجية لبحث الأسس السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تربي وتوجه الرأي العام والتي ضمت في بنيتها السياسيين والدبلوماسيين والأكاديميين والصحفيين الأكثر فعالية وكل ذلك من أجل استمرارية سيطرة الشركات الاحتكارية التي بدأت سيطرتها بالتبلور بعد الحرب العالمية الأولى، وكذلك من أجل نقل مراكز الدراسات الاستراتيجية إلى أرض الواقع. ويأتي على رأس هذه المؤسسات التي تستند عليها المدرسة الأمريكية "الرسمية" في قراراتها الداخلية والخارجية: أ.Project for New American Century (PNAC), ب. Council of Foreign Relations (CFR) ج. Washington Institute of Near East Policy (WINEP) د. Rand Corporation هـ. AIPAC الشهيرة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ · مشروع من أجل العصر الأمريكي الجديد ( PNAC ): هي من أهم المؤسسات اللوبية الأمريكية التي تتمتع بعلاقة متينة مع أكبر الشركات الاحتكارية في مجال السلاح والنفط، وتعمل لدى البنتاغون والكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض من أجل تبني قرارات مناسبة لمشاريعهم الداخلية والخارجية. وإن نائب الرئيس بوش ديك تشيني والمستشارة السياسية كونزاليزا رايز ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد هم من أهم ناشطي هذه المنظمة. لقد لعبت هذه المؤسسات الناطقة باسم سادة الاحتكارات النفطية والصناعية التي تعد السلاح الأقوى بيد الولايات المتحدة الأمريكية، دوراً أساسياً في الإعداد لمشاريع احتلال العراق وفي توجيه الرأي العام. وتعد هذه المؤسسات التي تعكس المشاريع الاستراتيجية للشركات المتعدد الجنسيات، بخطوتها العريضة مركزاً لإنتاج الحجج والمسوغات المستخدمة في إعادة صياغة الشرق الأوسط بما يتناسب مع احتياجات إسرائيل في بقعتنا الجغرافية. وسنسلط الضوء هنا، بتركيز، على (مشروع العصر الأمريكي الجديد) Project for New American Century الذي له علاقة مباشرة مع العراق. 2. الإمبريالية الأمريكية والفعاليات اللوبية: ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية على مسرح التاريخ بشكل فعال عام 1898 . ففي عام 1776 أنشئ الأمريكيون الذين قيموا على أنهم عائق أمام "تطور" النظام الإنكليزي، دولتهم الجديدة. وكان الموقف العدواني الذي اتخذته أمريكا "الثورية" ضد الثورة الفرنسية 1789 مثالاً للطريقة الجيدة (!) التي سددت فيها الدين الذي بذمتها لفرنسا التي أدت دوراً هاماً في نيلها استقلالها. وتفهم هذه الدولة "الشابة" التي عاشت أول تجربة إمبريالية ضد الدول الأوروبية عام 1812 "ولو بشكل متأخر"، لأن المحيط الأطلسي مازال تحت سيطرة القوات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية ولهذا فلن تستطيع أن تنشب مخالبها في أوروبا "القديمة " دون أن تدفع ثمناً باهظاً. (23) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلس العلاقات الخارجية (CFR ): هو من أهم المنظمات الصهيونية الأمريكية والمؤثرة على صنع القرار السياسي الخارجي الأمريكي ويدافع بقوة عن مصالح إسرائيل وهو مصدر مركزي لتشويه الحقائق حول قضايا ساخنة في الشرق الأوسط ومعادية للقضايا الأمنية العربية.

    يتبع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    358
    آخر نشاط
    24-06-2016
    على الساعة
    03:38 PM

    افتراضي

    تابع

    ومن أهم الشخصيات فيه هنري كيسنجر اليهودي، بول وولفوبيتز اليهودي نائب وزير الدفاع الأمريكي ، ريتشارد بيرلي اليهودي الذي كان مسؤولاً عن محطة ال CIA في الشرق الأوسط. * معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ) : ( WINEP وهو مركز الدراسات الإستراتيجية التي تتعلق بقضايا ساخنة في الشرق الأدنى والأةسط وتقدم بحوث ودراسات سياسية أمنية اقتصادية خاصة خلال فترة مناقشة مسائل في الكونغرس الأمريكي تتعلق بمنطقتتنا. ومعظم ناشطيها من المحافظين والتطرفين الصهاينة. وبعد هذه التجربة السلبية قامت الدولة "الجديدة" التي أدارت ظهرها للمحيط الأطلسي بتحويل أنظارها إلى الغرب وحيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تستطع استخدام قوتها ضد أوروبا "القديمة" بشن هجوم وحشي ضد السكان المحليين "المظلومين" و "الضعفاء" و"غير المستعدين للحروب" وتعيد احتلال أراضيهم. يقول الشاعر الأمريكي Henry David Threau (1817-1868) في قصيدته "سير": " يجب أن أسير باتجاه الغرب وليس باتجاه أوروبا. يجب أن أستلهم من الشرق تاريخاً وفناً وأدباً. غير ان سيري يجب أن يكون باتجاه الغرب من أجل المغامرات الجديدة والتجارة والمستقبل". ومن هنا نرى أنه يؤكد على ضرورة اتجاه أمريكا نحو الغرب كي تستمر بالوجود. وتؤمن الولايات المتحدة الأمريكية التي تشن هجوماً على غرب ووسط أمريكا منتهكة كافة القوانين، أكبر مكسباً لها من خلال حملة النهب التي شنتها ضد المكسيك عام 1848، حيث ضمت إلى دولتها أرضاً تقدر بخمسة أضعاف مسافة تركيا. ولا تكتفي أمريكا التي وصلت بهذا "النصر" إلى المحيط الهادي بالنعمة التي أغدقتها عليها هذه الجغرافيا بعدما أشعرتها على أنها "نمر حبيس في قفص". ويؤكد بروفيسور التاريخ في جامعة تكساس Watter Prescott Webb في أوائل القرن العشرين بأن أمريكا قد أتمت تطويرها بوصولها إلى حدود المحيط الهادي وبأن الحضارة الغربية قد وقفت وجهاً لوجه أمام هذا الوضع الاستثنائي. ويقول Webb "يجب أن تقبل أمريكا بشجاعة أنه ما عادت هناك أرضاً جديدة لتنهبها وأن الضرورة تقتضي صرف طاقتها من أجل حل مشاكلها الداخلية. (24) غير أن بارونات أمريكا لا يشاطرونه الرأي. وتضع الشركات الكبرى، التي سيطرت على جغرافية شاسعة ممتدة من غرب المحيط الأطلسي حتى شرق المحيط الهادي، عيونها وأطماعها على أوطان بعيدة جداً وعلى مستعمرات إسبانية استراتيجية في منطقة البحر الكاريبي وفي مناطق جنوب-شرق آسيا. وتشعر أمريكا، التي لم تعش علاقات متأزمة مع الدولة الإسبانية، بالحاجة "لحقائق" تعطي الشرعية لحروبها ولاستيلاءاتها الجديدة. لقد تعب الرأي العام الأمريكي ولم يعد متشوقاً لخوض مغامرات جديدة. نعم، في جو كهذا اكتسبت الأعمال "اللوبية" المنظمة أهمية خاصة. وقد شعرت الشركات الأمريكية بالحاجة إلى الفلبين ذات الموقع الاستراتيجي اللازم للوصول إلى كوبا وهائيتي وجمايكا الغنية بالسكر وللوصول إلى حقول التبغ ولحدائق الثمار الاستوائية الموجودة في أمريكا اللاتينية وللوصول إلى جزر هاواي (Hawaii) العائمة وسط المحيط الهادي كالسفن وللوصول إلى أسواق جنوب وشرق آسيا المربحة، فإن الأمر يتطلب تحميل تلك المرحلة حملة دعائية تعتيمية قذرة ضد اسبانيا مستخدمة شائعات لا أساس لها من الصحة. كما يجب أن تفرد صفحات الجرائد أمكنة واسعة للمانشيتات التي تتحدث عن "المجازر" التي ترتكبها الإمبريالية الإسبانبة ضد الشعوب الكوبية والفلبينية التي تطالب باستقلالها والأعمال "الوحشية" التي تنفذ ضد هذه الشعوب. كذلك فعلى أمريكا، التي تعد نتاجاً لحرب "الاستقلال"، مقالات تتحدث فيها عن دينها التاريخي للشعوب المسحوقة. وتقوم الجامعات التقليدية للطبقة الارستقراطية التي وقفت مكتوفة الأيدي أمام المشاكل الاجتماعية لأمريكا، بعقد ندوات أكاديمية وبتنظيم مظاهرات طلابية بهدف القضاء على إسبانبا "الإمبريالية" و "الرجعية". ولم تأخذ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤسسة رانت ( RC): من أقدم المؤسسات اللوبية العسكرية تم تأسيسها مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية من قبل ضباط عسكريين أمريكيين متقاعدين للدفاع عن المؤسسات العسكرية ومصالح الشركات لإنتاج الأدوات العسكرية الرسمية والخاصة منها. الاستخبارات العسكرية والجيش الأمريكي دور المتفرج حيال ذلك. و يتم تفجير السفينة العسكرية "Main" ، التي كانت تقوم بزيارة رسمية إلى كوبا الواقعة تحت السيطرة الاسبانية في ميناء هافانا والسبب مجهول. ويغرق مئات الطواقم الأمريكية في قاع البحر. وتتقدم الحكومة الاسبانية باقتراح للحكومة الأمريكية بهدف فتح تحقيق حول الحادث. وترفض الولايات المتحدة الأمريكية هذا الاقتراح وبعد ثمانية ساعات من الحادث تعلن الصحافة الأمريكية بصوت واحد عن المجرم: إسبانيا. وبعد سنين تكتشف، استناداً على الوثائق الأمريكية، أن إسبانيا لم تكن وراء هذا الحادث. وفي عام 1898 تقوم أمريكا بشن هجوم على إسبانيا دون أي أساس قانوني وخلال عدة أيام تستولي على كافة المستعمرات الاسبانية. وبذلك يكمل اللوبي الأمريكي بنجاح من أول امتحان له في السيطرة على الرأي العام. وتستباح في الحرب ضد إسبانيا كافة طرق الإرهاب والترهيب والتهديد والحرب النفسية والحرب الإعلامية والمقولات الليبرالية من أجل الوصول إلى الهدف. لقد شاهدنا على الأقل واحد من الأساليب المباحة التي ذكرناها في كافة التدخلات الأمريكية دون استثناء، بما في ذلك المغامرة العراقية ابتداء من الحرب العالمية الأولى وحتى الثانية ومن حلف بغداد العسكري وحتى الحرب الفيتنامية ومن الأزمة الكوبية وصولاً إلى احتلال العراق. 3. مركز مشاريع العصر الأمريكي الجديد والاحتلال العراقي: تعد الحروب مصدراً حيوياُ للإمبراطوريات. وتشكل عقلية الحروب حجر أساس الوجود ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *لجنة من أجل التضامن الإسرائيلي الأمريكي: تمثل المصالح الإسرائيلية في أمريكا وهي من أخطر المنظمات الصهيونية المؤثرة على صنع القرار السياسي الخارجي الأمريكي. الأمريكي. يقول Theodore Roosevelt في اعتراف ودي لصديق حميم عام 1897 " إنني مؤمن إيماناً تاماً بأن هذا البلد يحتاج دوماً لحرب جديدة وأكن احتراماً دوماً لأي نوع من أنواع الحروب." (25) وفي عام 1962 اعترف وزير الخارجية الأمريكية Dean Rusk في تقرير رسمي أعده وقدمه لمجلس الشيوخ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تدخلت عسكرياً 103 مرات في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بين عامي 1789-1945 وبين عامي 1789-2003 ازداد هذا العدد ضعفاً. وأما الرئيس William Mckinley (1897 – 1901) فإنه يشرح هذه الواقعة بطريقة أكثر صراحة. "إننا بحاجة ماسة للأسواق الأجنبية من أجل منتجاتنا الزائدة. فمصانعنا تنتج أكثر بكثير مما نحتاج ونستهلك. لقد حدد القدر سياساتنا: إن تجارة العالم وأسواقه ملك لنا بل ويجب أن يكون لنا."(26) يقول الكاتب الأمريكي Randolph Bourne إن الحرب هي الضمان الصحي للدولة. وأما الرئيس Woodrow Wilson (1913-1921) الذي يوصف لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي بأنه "محب للسلام" فإنه يوضح في كلمة ألقاها بجامعة كولومبيا " يقع على عاتق الدولة مهمة الحفاظ على مصالح الصناعيين والمصرفيين في الخارج وحمايتها حتى ولو أضر ذلك بسيادة الدول." وهنا يعلن Wilson كـَ Mckinley عن ضرورة امتلاكهم للأسواق الأجنبية. حيث يقول Wilson ، الذي يدعي بأن الحرب العالمية الأولى ستقدم إمكانيات جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، "أريد باباً مفتوحاً ويجب أن تدمر أبواب أمم العالم. ويجب أن تهيمن المنتجات الأمريكية على كافة الأسواق وإنني أجد من الضروري أن نستولي على الأسواق الأجنبية. فلهذا أهمية حيوية من أجل وجودنا."(27) يعد الشرق الأوسط آخر المناطق التي سيطرت عليها أمريكا. فلقد دافعت فرنسا وإنكلترا عن هذه الجغرافيا بتصميم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وعارضوا بشدة وجود أية قوة إمبريالية أخرى. وتعهدت أمريكا، التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الأولى، بعدم التدخل بشؤون المنطقة الداخلية مقابل الامتيازات الاقتصادية والتبشيرية التي حصلت عليها من إنكلترا وفرنسا. وترفض أمريكا، التي اقترحت إنشاء عصبة الأمم بعد الحرب، الانتماء إلى هذه المنظمة. ويأخذ الرئيس Wilson ، الذي طرح شعار "حق الأمم في تقرير مصيرها بحرية" ، دور المتفرج أمام مطالب الدول العربية التي راحت ضحية نظام الانتداب. لقد رزح قسم كبير من العالم العربي تحت وطئ الاحتلال الإنكليزي والفرنسي حتى الأربعينيات والخمسينيات وحتى الستينيات من القرن الماضي. وكانت سوريا والعراق من أكثر الدول التي قاومت الاحتلال بشدة. وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة انسحبت فرنسا وإنكلترا تاركتين وراءهما خراب يصعب ترميمه. ويتم فرض إسرائيل التي سنعيش آثارها السلبية لسنين طويلة على هذه المنطقة التي تنـزف وتغلي. وتظهر هذه البنية السياسية، المزروعة كنتاج للأنغلو_ أمريكية وللحركة الصهيونية، على مسرح التاريخ كمخفر بعيد للقوى التي خلقتها. والسبب الذي جعل إسرائيل تستمر في الوجود، بالرغم من كافة مقولاتها الدينية الخرافية، هو تشكيلها سدّاً أمام قيام وحدة جغرافية وسياسية وعسكرية واجتماعية بين مصر وسوريا من جهة وسوريا والعراق من جهة أخرى. إن الذين يقرءون التاريخ جيداً يدركون بأن الوحدة السياسية والعسكرية التي تحققت بين مصر وسوريا من جهة وسوريا والعراق من جهة أخرى عبر العصور، شكلت قوة مُهددة ورادعة ضد الإمبريالية الأوروبية. لا يمكن الهيمنة على شرقي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ومضيق باب العرب (إيران) ومصادر الطاقة وينابيع المياه والطرق التجارية وأسواق هذه الجغرافية الواسعة دون أن يتم مراقبة مصر وسوريا والعراق. عدا عن ذلك تأتي أهمية هذه المنطقة من كونها كانت مهد الحضارات الأكثر تأثيراً والأكثر عراقة في العالم. فيجعل هذا الموضوع لهذا المكان المذكور معنىً أعمق ومن الأهمية بالمكان أن نتناول القلق والمخاوف التي خلقتها الجمهورية العربية المتحدة التي أنشئت بين سوريا ومصر عام 1958 والجمهورية المتحدة التي كان يخطط إنشاؤها بين سويا والعراق عام 1979 والتي لم يُكتب لها النجاح بسبب تدخل صدام حسين، لدى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. قال Henry Kissinger في سبعينيات القرن الماضي "إن أردتم السيطرة على الحكومات فعليكم أولاً السيطرة على منابع الطاقة وأما إذا أردتم السيطرة على الشعوب فعليكم أولاً السيطرة على ينابيع المياه." وليس من الغرابة أن يدلي الجنرال المتقاعد التركي و رئيس مركز الدراسات العسكرية التركية Nejat Eslen بذاك التعليق في برنامج "Ceviz Kabuğu" في 2 نيسان 2004. حيث أكد Eslen على أن البنتاغون وإسرائيل يمتلكون خططاً جدية "لتجزئة" تركيا من أجل السيطرة على الطاقة والمعادن وينابيع المياه الموجودة فيها. وأما التصريحات التي أدلى بها عضو المجلس التنفيذي في اللجنة المركزية لحزب الوحدة الكبرى (التركي) Murat Bahadır Akkoyunlu ليست أكثر من مكملة لهذا الموضوع. حيث قال Akkoyunlu استناداً إلى الفعاليات التبشيرية في الآونة الأخيرة في مناطق جنوب-شرق الأناضول، فقد وجد على أغلفة 60 ألف نسخة من التوراة والإنجيل، التي تم الاستيلاء عليها، خرائط تبين ضفتي نهري دجلة والفرات وبأن هذه المنطقة هي "جنة عدن" التي تحدث الرب عنها. لقد استوطنت إسرائيل، التي تحاول منذ الستينات لإقامة تعاون مع العشائر الكردية في شمال العراق، بشكل جيد في المنطقة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وفي هذه المرحلة، التي شاع فيها استخدام "شعار "كردستان الكبرى"، بدأت إسرائيل بتطوير مشاريع تأسيس إسرائيل الثانية البديلة مستخدمة الاستثمارات المالية والتكنولوجية والزراعية في هذه المنطقة وذلك من خلال استخدام "ورقة السياسة الكردية". وتشير الفعاليات التي يقوم بها العهد الكردي المؤسس في إسرائيل ونظريات القرابة بين العرقين اليهودي والكردي التي راح يرددها بشكل مستمر في الآونة الأخيرة علماء الاجتماع وخبراء الاتنوغرافيا (علم الأعراق) الإسرائيليين كما تشير التصريحات المتعلقة بأن عشيرة البرزاني هي الفرع اليهودي الثاني عشر الذي تاه منذ آلاف السنين والتأكيدات على ضرورة التحرك الكردي الإسرائيلي المشترك ضد القوميات التركية والعربية والفارسية، كل ذلك يشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها إسرائيل لهذا الموضوع. وأما الموضوع الأهم الذي لابد من تناوله هنا فهو التوافق الكامل بين "المجازر" و "تدمير المؤسسات التعليمية" و "نهب القيم القومية والتاريخية" و "الإرهاب" و "التدمير" والعمليات "العرقية و الفاشية" التي تمارسها القوات الأنغلو-أمريكية بشكل يومي في العراق وبين السياسات "الوحشية" و "العرقية-الشوفينية" التي تمارسها إسرائيل بشكل منظم منذ سنوات طويلة في فلسطين. إن هذه التطبيقات هي عبارة عن سياسات "فوضى" تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار بشكل مستمر في المنطقة. وهذه السياسات ليست عبارة عن حوادث فردية ولم تقع بالصدفة. إنها نتاج طبيعي للتربية الأنغلو-سكسونية والصهيونية وللهيمنة الاقتصادية-العسكرية الاحتكارية التي تفرض هذه القوة. إن الذين يفرضون هذا المفهوم هم أعضاء مركز مشروع العصر الأمريكي الجديد (PNAC) الذي يتخذ من واشنطن مركزاً له والذي يعد اللوبي الأكثر عدوانية في أمريكا. وهؤلاء أيضاً هم من يسيطر اليوم على السلطة الأمريكية باسم البارونات والشركات الكبرى. فلنعرفهم عن قرب: PNAC هو مركز لوبي تم تأسيسه عام 1997. ويؤمن هذا اللوبي بضرورة فرض مبدأ "أمركة العالم" (Pax-Amerikana) على أمم العالم باعتبار أمريكا هي القوة العسكرية-الاقتصادية العظمى الوحيدة في العالم. وقد حمل التقرير الذي أعده هؤلاء في أيلول عام 2000 وقدموه للحكومة الأمريكية عنواناً بارزاً يقول: "إعادة تأسيس الدفاع والاستراتيجية والقوات العسكرية والمصادر الأمريكية في العالم." وقد تضمن التقرير المذكور بخطوطه العامة ما يلي: 1. يجب أن تمتلك أمريكا قواعد عسكرية دائمة في جنوب أوروبا وجنوب-شرق آسيا وفي الشرق الأوسط. 2. يجب أن تقوم أمريكا بتحديث سلاحها الجوي والبحري وبشكل أوسع يجب تحديث السفن حاملة الطائرات. 3. يجب تطوير النظام الدفاعي العولمي وتطبيق مشروع حرب النجوم. 4. يجب السيطرة على الاتصالات الالكترونية ورفع الميزانية الدفاعية من 3% إلى 3.8%. 5. يجب دعم إسرائيل والدفاع عنها باعتبارها حليفاُ استراتيجياً. إن ما يميز PNAC عن بقية المؤسسات اللوبية التقليدية الأخرى القوى التي صنعته، واحتلالهم للمواقع الحساسة في إدارة بوش الابن. لقد أدركت هذه المجموعة التي حملت حلم "Pax-Americana" لسنين طويلة، وجدت في احتلال العراق للكويت فرصة هامة. غير أن إصرار بوش الأب على أن يكون حل الصراع العربي الإسرائيلي شرطاً أولياً لإعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد، وفرض مؤتمر مدريد عام 1991 الذي جمع بين إسرائيل والدول العربية لأول مرة، كل هذا أجبر هذه المجموعة على تعليق مشاريعها. لأن هذه المجموعة لا تريد بأي شكل من الأشكال الضغط على إسرائيل وكما لا تريد إجبارها على توقيع أية اتفاقية لا تريدها، وقد تم طرح مشروع Pax Americana ، الذي وضع في الخطط الثانوية في عهد الرئيس كلينتون، على جدول الأعمال من جديد في عهد بوش الثاني. وقد وفرت حادثة 11 أيلول لهذه المجموعة إمكانيات تاريخية عظيمة. يعد نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، "وأمير الظلام" ريتشارد بيرل الذي يعرف تركيا عن قرب والذي كان عضو مجلس اللجنة الدفاعية في وزارة الدفاع ، من أهم مؤسسي PNAC ، الذي يترأسه Bruce Jackson عضو المجلس التنفيذي لشركة Lockheed للصناعات الدفاعية الأمريكية وهي أكبر الشركات في العالم والذي شغل منصباً حساساً في البنتاغون في عهد الرئيس Reagan . ويتشكل الأعضاء الفعالين في مركز PNAC من السياسيين والجنرالات المتقاعدين الذين أمنوا الدعم المادي والسلاح للأنظمة الدكتاتورية الأكثر دموية في أمريكا اللاتينية والجنوبية. ويعد هذا المركز، الذي يمتلك أكبر ميزانية والتي تقدر بمليارات الدولارات واحداً من المؤسسات اللوبية النادرة التي تتلقى الدعم المالي المباشر من الحكومة الأمريكية. وتأسست عام 2000 لجنة تحرير العراق (CLI) ضمن بنية PNAC . وقد اقتنعت هذه المجموعة بأن الانتصار العسكري على العراق، الذي أنهكته الحصارات الاقتصادية والعسكرية والذي يمتلك إمكانيات نقدية دولية محدودة، سيضيف قوة لمكانة أمريكا، وبأن العراق يشكل بعداً شرق أوسطياً لإيديولوجية ِ Pax-Americana . وفي المحادثات المنظمة، التي أجرتها مستشارة الرئيس بوش كونداليزا رايز مع أعضاء CLI، تم اتخاذ قرار دعم المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد جلبي بكافة الإمكانيات. وأما الأساتذة المدبرين في PNAC فهم Wolfovitz و Eliot- Abrams والممثل الخاص للرئيس بوش في أفغانستان Zalamy Halizad والكاتب في صحيفة Weekly Standard ، William Kristol . يمتلك هذه الصحيفة اليهودي الصهيوني Ruppert Murdoch صاحب محطة تلفزيون Fox الشركة الإعلامية الكبرى. فإن تقرير "الاستراتيجية القومية"، الذي أعلن عنه الرئيس بوش للرأي العام الأمريكي والعالمي بتاريخ 20 أيلول 2001 ، هو نسخة طبق الأصل عن المشروع الذي أعدته منظمة PNAC . لقد أكد Richard Perle في الكلمة التي ألقاها بمركز أقدم منظمة لوبية أمريكية RAND Corporation ، بأن العراق والمملكة العربية السعودية هي المحور ومصر هي الجائزة الأساسية. يدعي Donald – Kagaan أحد أعضاء PNAC بأن القوات الأمريكية لم تنسحب من العراق وأنهم سيؤسسون قواعد دائمة.(28) فإن الملفت للنظر في هذا المجال هو أن أعضاء هذا المركز يتشكلون من الصهاينة اليهود والبروتستانتيين المتعصبين. يعرف الأكاديميون الذين يبحثون التاريخ بطرق علمية الحقيقة ويعرفون أيضاً أن هذا ليس غريباً وليس مجرد صدفة. هؤلاء هم الممثلين الأسوأ في القرن الواحد والعشرين للمفهوم اليهودي التقليدي والأنغلو-سكسوني العنصري الذي يلعب دور الرب على الأرض. هؤلاء لا يستطيعون جلب "العدالة" و "الحرية" و "الديمقراطية" إلا أنه وبعبارة شهيرة يستطيعون فقط جلب "أفضل ديمقراطية اشترتها الفلوس". فإذا انتهت مغامرة العراق بخيبة أمل فهناك احتمال كبير على بدء الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على النهب العامودي (الفضائي). فإن الأهمية المعطاة للمعلومات الفلكية والآثار البابلية والسومرية التي تم سرقتها من المتاحف العراقية التاريخية هي دليل على أن اللوبيات بدأت بالتحضير رويداً رويداً في هذا المجال. يقول بعض المؤرخين أنه يجب على الإنسان أن يدفع "بدلاً" لتأسيس مجتمعات "حديثة" و "مثالية" من اجل توفير "التقدم" (!): هل يقتضي هذا "البدل" نفي الثقافات المحلية كلياً عن الوجود؟ هل يستدعي ترقيق 100 مليون أفريقي؟ هل يجب التضحية بِ 60 مليون إنسان للحرب العالمية الثانية؟ هل يجب قتل 3 مليون فيتنامي حرقاً بقنابل نابالم (Napalm) ؟ هل يجب نهب المتاحف العراقية التاريخية وتدمير الآثار التاريخية والدينية النادرة ووحشية سجن أبو غريب؟ هل يجب تحويل المدن الفلسطينية إلى سجون جماعية وبناء جدران برلين الجديدة وتهجير 3 مليون إنسان من وطنهم؟ فيمكن للعراق إما أن يكون بداية لنهاية أو إما أن يشكل حالة للتنبؤ لمستقبل معقد وسيء. هوامش ومراجع: (1). كانت إنكلترا تتشكل أساساً من مجموعات (British) Britons و Walsh واسكتلندية وايرلندية (Irish) . تحمل حياتها التجارية والحضارية علامات عميقة للكنعانيين (الفينيقيين) والرومان والنورمانديين (الافرنجة). اللغات الحاكمة حتى تاريخ 1362 ، غير اللغات المختلفة التي استخدمتها الجزيرة هي اللاتينية، اللغة الرسمية لروما منذ القرن الأول والفرنسية، بعد الاحتلال الذي طبقه الملك النورماندي William بعد أن قدم من المنطقة الاسكندنافية قبل سنين طويلة وتمركز في فرنسا عام 1066. أصبحت الإنكليزية اللغة الرسمية للبلاد بقرار رسمي اتخذه البرلمان الإنكليزي في عهد الملك الأنغلو- سكسوني Edward الثالث (1327-1377). وبدأت اللغة الإنكليزية تدريجياً تأخذ مكان اللغة الفرنسية. استخدمت اللاتينية من قبل رجال الدين فقط. بدأ الأدباء المشهورين كأمثال John Wycliffe و John Gover و John Barboer و John Mandevil بكتابة كتبهم الأدبية الهامة في القرن الرابع عشر. (2). انظر إلى العمل الأكاديمي المفصل والأكثر واقعية في هذا المجال : Curtis N. Nettels, The Roots of American Civilization; A History of American Colonial Life, second edition, Appletown-century – Crofts, New York, 1963. (3). يقدم، Howard Zinn المناهض للصهيونية من أصل يهودي والأستاذ في التاريخ بجامعة Boston التي أعطت تعبيراً وبعداً مختلفاً لتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والكاتب الكبير في المجلة الأسبوعية السياسية "Progressive" ، في كتابه A People's History of the United States الذي ألفه بتاريخ 1980 والصادر عن دار Harper Collins – New York ، معلومات قيمة تتعلق بهذا الموضوع. (4). لقد شكل البوريتانيون القطاع الأكثر تحفظاً للمذهب البروتستانتي الذي انشق عن كنيسة روما الكاثوليكية. وكونت قيم العبادة الرسمية للأرستقراطية الإنكليزية. تحتوي الكلمة على معاني "الصافي" و "النظيف" و "الإيمان النقي". اتخذوا دوراً رئيسياً في الفعاليات الاستعمارية للملكية الإنكليزية في شمال أمريكا. من آثارهم (ولاية فرجينيا) Jamestown . أول مستعمرة تأسست في أمريكا الشمالية بتاريخ (1606-1607). شغل البوريتانيون الذين قاوموا في عام 1640 الملك Charles الأول في تاريخ إنكلترا، مناصب هامة في البرلمان الإنكليزي Oliver Crownwell زعيمهم الأكثر فعالية. أوقعت الجيوش البوريتانية بزعامة Oliver Crownwell خلال المعارك الداخلية التي استمرت ستة سنوات ضد الملك Charles الأول هزيمة كبيرة بالملك. أعدم الملك في تاريخ 1649 . وأعلنت الجمهورية. أقامت الإدارة البوريتانية الجديدة التي استمرت عشر سنوات في البلاد التي أديرت بدون ملك لأول مرة في تاريخها، سلطة الكومنولث "Commonwealth" التي تعني "الثراء العام" أو "الكيان الجامع". اكتسب الاستعمار الإنكليزي مواقع هامة في الخارج. شاعت القوانين "الرجعية"، التي طبقت من قبلهم، عدم الامتنان في صفوف الشعب. أخبر البوريتانيون، مع تربع الملك Charles الثاني على العرش عام 1660 ، على تقسيم إدارة البلاد مع العائلة المالكة التقليدية. أنظر للتاريخ البوريتاني ومعلومات أكثر إلى Peter Moss, The Oxford History Project, Oxford University Press, Fifth Impression 2000. (5). من أجل تاريخ اليهود الإنكليز انظر إلى: The History of the Jews in England (1066-1655) by geocities.com والكتاب المؤلف من قبل David Katz تحت عنوان : The Jews in the History of England (1455-1850) by walmart.com ، ومن أجل فعاليات اليهود للاستعمار الأوربي في أمريكا انظر إلى المصدر المؤلف من قبل: Sandra Cunings Malaned. The Jews in Early America, published by walmart.com, 2004. وتقييم الحاخام Kenspiro في The Jews and the Founding of America 2001 و America and the Jewish Values, 2003 published by aish.com ومن أجل مفهوم "المجموعة المختارة" Captain John Smith (1549-1631), : A De******ion of New England, 1616, published by Sam S. Basket and Theodore B. Strandness, The American Identity, Michigan State University, D.C. Heath and Company, Boston, 1962, 34-36. (6). كتب نسبة كبيرة من المؤرخين الغربيين الذين قيموا تاريخ إنكلترا، التاريخ من وجهة نظر الملوك والبارونات ومالكي الأراضي والقراصنة والقادة الجيوش الأقلام "الواقعية" أشارت إلى هذه الحوادث إلا أنها احتسبت هذه الوقائع السلبية (المجازر والإرهاب والهجرة الجبرية والتجاوزات ونفي الحضارات كلياً عن الوجود) لا بد منها من أجل "التقدم". من أهم ممثلي هذا المفهوم Sameul Elliot Morison Admiral of the Ocean- Sea بوسطن ، Little ، Brown ، 1942 و Christopher Columbus; the Mariner 1954 . كم غريب أنه مازال هذا المفهوم التاريخي يوضع أمامنا كالأرز الفاسد. (7) بدأت قبائل الأنغلو- سكسونية الاستيطان في إنكلترا منذ القرن الرابع. وهم من الأصل ال German وال Angliz الذين اتخذوا جغرافية أوروبا الشمالية الغربية مكاناً للعيش. الأنغلو- سكسونيين متمسكين بتقاليدهم "القتالية" و "المتزمتة" وينتمون إلى خصوصيات "عنصرية". تشكل عملية "الاستيلاء" على منتجات الغير، العنصر الأساسي في حياتهم الاقتصادية. (8) من أجل التكامل الإيديولوجي فيما بين البروتستانتية البوريتانية والرأسمالية انظر إلى: R.H. Towney, Religion and the Rise Capitalism ، لندن، 1929 وكتاب Archiv für Sozialwissenschafund Sozialpolitik للعالم الاجتماعي الألماني Max Weber ، المنشور باللغة الألمانية بتاريخ 1904-1905 ، والمترجم إلى الإنكليزية : The Protestant Ethics and the Spirit of Capitalism لندن 1930 ، وكتاب John Calvin, The Man and his Ethics لكاتبه Georgia Harkness ، نيويورك 1931 والذي يعتبر المصدر الهام في مجاله والذي يتحدث عن مذهب Kalvinist الذي يعمل كعنصر جانبي هام للبوريتانية و يعتبر الرأسمالية ضرورة ربانية. إلى جانب ذلك المقالة التي نشرها A.Whitney Griswold تحت عنوان Three Puritans of Prosperity ، The New England Quarterly ، essay ، 1934. (9). كتب كل من John Winthrop والي الولاية المستعمرة الإنكليزية Massachusetts الواقعة في شمال-شرق أمريكا و William Bradford حاكم قرية Plimouth التابعة للولاية ذاتها، ذكرياتهما التي تتحدث عن تلك المرحلة بين أعوام 1930-1940 . لمعلومات أكثر انظر إلى: Interpretations of American History لِ Grob and Billias . (10). Zinn, A People's History of the United States , 14 (11). Francis Jennigs, The Invasion of America; Indians, Colonialism and the cant of Conquest Chapel Hill; University of North Corolina Press, 1975, وZinn, 15 و Grob and Billias, 2-3. . (12). من أجل عمل أكاديمي يخص هذا الموضوع Gary B. Nash, Red, White and Black; The People's of early America, by Prentice-Hall, Inc., New Jersey, 1974 . (13) Basel Davidson, The African Salve Trade, by Little Brown, Boston 1961 . (14) Gerald Mullin, Flight and Rebellion; Slave Resistance in Eighteenth-Century Virginia, by Oxford University Press, New York, 1974. و Edmund S. Morgan, American Slavery-American Freedom; the ordeal of colonial Virginia, by W.W. Norton, New York, 1975. (15) هل تدرك الشركات الأمريكية الكبرى التي أعطت أسماء الزعماء والشعوب التي نفتهم بأنها تستحقرهم للمرة الثانية؟ إذ أن مجتمع "Cherokee" يعتبر المجتمع الأكثر مسالمة والأكثر تحضراً في أمريكا. حيث يُطلق هذا الاسم الذي تم نفي مجتمعه للسيارات الأمريكية من نوع Jeep . "Pontiac" هو اسم الزعيم التاريخي الذي ألحق الهزيمة للإنكليز لأول مرة وهو الذي وحد القبائل المتفرقة والمنقطعة تحت اسم اتحاد، حيث يطلق اسم هذا الزعيم، الذي راح ضحية لعملية مدبرة من قبل الإنكليز، على نوع من سيارات Buick التي يتم انتاجها من قبل شركة General Motors الشركة الكبيرة في صناعة السيارات الأمريكية. (16) Basket and Strandness , The American Identity, 37 (17)Henry Demarest Lolyod, Wealth against Commonwealth, New York, 1894; 517. (18) Mathew Josephson, The Robber Barons; The Great American Capitalists; 1861-1901, New York, 1934. Allan Nevins, Study in Powe; John D. Rockefeller, Industrialist, and Philanthropist المجلد الثاني ، نيويورك، 1953. من أجل النقاش الذي دار بين Josephson و Nevins انظر إلى: Should American History Rewritten ( هل يجب كتابة تاريخ أمريكا من جديد؟) Saturday Review 6 شباط 1954 . (19). أطلقت عبارة "Patrician" على الطبقة "الأرستقراطية " أو على "الذين جاءوا من عائلة أصيلة ونبيلة" في روما التاريخية. تأثرت من الحركة "التنويرية" التي حدثت في أوروبا. يوجد من بين من دافع عن هذه المدرسة، التي سيطرت على المجالات السياسية والأدبية والاقتصادية الموجودة في أمريكا في القرن التاسع عشر، المحاميين والأطباء والتجار ومالكي الأراضي وأصحاب البنوك والولاة والضباط رفيعي المستوى. على كل حال إن الشخص الذي يريد أن يأتي إلى هذا الموقع يجب أن يكون منتسباً إلى الطبقة الأرستقراطية الثرية ويجب أن يكون فرداً من الطبقة-الوسط. Thomas Hutchinson والي ولاية Massachusetts و William Smith والي نيويورك ومن زعماء "الثورة" الأمريكية George Washington و Benjamin Franklin و Thomas Jefferson و James Madison هم من أهم الشخصيات الممثلة لهذه المدرسة. (20) George Bankroft: History of the US; from Discovery of the American Continent ، المجلد 12، 1834-1882 عن Grob and Billias ، 5. (21). المصدر ذاته، 6. (22) شاهدنا محاولات إنكليزية خلال الحرب العالمية الأولى والثانية لإنشاء تحالف سياسي- عسكري أنغلو-أمريكي أما الولايات المتحدة لم تتحمس كثيراً لهذا الاقتراح الإنكليزي خلال الحرب العالمية الأولى. فهذا الحلم الإنكليزي أصبح واقعياً في عام 1947 حيث أرسل رئيس مجلس الوزراء الإنكليزي Churchill رسالة رسمية للإدارة الأمريكية وافقت بموجبها بريطانيا على التنازل التام لأمريكا عن القيادة الدولية. فهذه الظروف الدولية الجديدة ولّدت فرص تاريخية للتعاون القوي الأنغلو- أمريكي. من أجل معلومات أكثر انظر إلى كتاب المقرر الجامعي " القضايا العالمية المعاصرة" للدكتور محمد يوفا والدكتور محمد حبيب صالح، منشورات جامعة دمشق، 1998 . (باللغة *********. (23). تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت خاسرة من أول مواجهة عسكرية دخلتها بعد "الثورة" مع القوات الإنكليزية، بالتفرج على القوات الإنكليزية عندما أعادت احتلالها مجدداً. وتسقط العاصمة Philadelphia ويضرم الإنكليز النيران بالبرلمان "الكونغرس الأمريكي". وبدلاً من أن تبدي الحكومة الأمريكية "الوطنية" (!) مقاومة ما تسارع إلى الهرب. وفي نهاية هذه الحادثة تعطي الحكومة الأمريكية امتيازات هامة للإنكليز. وتنسحب إنكلترا من أمريكا التي تعتبرها "وليدها" بعد أن تفرض اتفاقياتها الخاصة. ومنذ ذلك التاريخ يبدأ تعاوناً أنغلو-أمريكياً قوياً في كل مشكلة دولية بالرغم من صراع المصالح والاختلافات السطحية. (24). Walter Prescott Webb, Ended; The 400 Year Boom, "Reflection on- the age og the Frontier", Harper's Magazine, vol. CC III (تشرين الأول 1951) 21-53 ز (25). Zinn, 290 (26). Howard K. Beale, Theodore Roosevelt and the Rise of America to World Power, by McMillian, New York, 1962. ومن أجل الأهداف الإمبريالية للحرب الأمريكية الاسبانية: Philip Foner,The Spanish-Cuban- American War and the Birth of American Imperialism المجلد الثاني، Monthly Review Press, New York, 1972 (27). Zinn, 353 ، من أجل تفاصيل أكثر: D.F. Flemings, The Origins and Legacies of World War I, by Doubleday, New York, 1986 (28). من أجل البحث الشامل المكتوب لمعطيات ملموسة حول هذا المجال والذي يناقش المشكلة العراقية بأدق التفاصيل: William Rivers Pitt, War On Irak, by Con**** Boks, New York, 2003.


    http://www.cssr-syria.org/OneStudy.php?StudyNum=45
    التعديل الأخير تم بواسطة قيدار ; 23-11-2007 الساعة 05:32 AM

أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإعاقة الذهنية
    بواسطة نبض الأقصى في المنتدى منتدي ذوي الأحتياجات الخاصة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-07-2011, 07:07 PM
  2. القوات الأميركية تستخدم أطفال أفغانستان (كاشفات ألغام)!!!
    بواسطة دفاع في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-05-2008, 12:30 AM
  3. مؤسسة راند الأميركية توصي بدعم الليبراليين على حساب الإسلاميين
    بواسطة قيدار في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-11-2007, 08:39 PM
  4. الجامعات الأميركية: حملات تستهدف تشويه صورة الإسلام
    بواسطة ismael-y في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-10-2007, 01:33 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية

أثر الفكر الأنغلوسكسوني في تشكيل الذهنية الأميركية