بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعدللصليب في الكتاب المقدس قدسية خاصة قبل الخوض فيها يجب إيضاح ماهو الصليب من الناحية التاريخية أستخدم الصليب في بادئ الامر كأداة للتعذيب والموت ويذكر المؤرخون المعاصرون أن الصلب كان أقسى أشكال الأعدام ولقد إستخدمه الرومان للدلالة علي الخزي والعار وشدة المهانة وكان الصليب في البدايه مجرد عمود يُعلق عليه المجرم حتى يموت من الجوع والإجهاد ( وسيله للأعدام ) ، ثم تطور على مراحل حتى أصبح في عهد الرومان عموداً تثبث في طرفه الأعلى خشبه مستعرضه فيصبح على شكل حرف " t " . وهو الشكل المألوف للصليب والذي يُعرف بأسم الصليب اللاتيني ، وقد تكون الخشبتان المتقاطعتان متساويتان ، وهو الصليب اليوناني ، أو أن يكون الصليب على شكل حرف " x " ، ويُعرف بأسم صليب القديس أندراوس . وقد أسُتخدم هذا الشكل للصليب في العصور الرومانيه المتأخره . وقد بدأ أستخدام الصليب وسيله للإعدام في الشرق فقد أستخدمه الأسكندر الأكبر نقلاً عن الفرس الذين على الأغلب أخذوه عن الخازوق الذي كان يستخدمه الآشوريين ، وأستعار الرومان الفكره من قرطاجنه التي أخذته عن الفينيقيين . وفد كان الأعدام بالصلب عند الرومان مقتصراً على العبيد عقاباً لأشنع الجرائم وعلى الثوار من أهل الولايات ، وقلما كان يُستخدم الصليب لإعدام مواطن روماني .بعد صدور الحكم على المجرم بالصلب كانت العاده أن يجلد عارياً بسوط من الجلد من جملة فروع يُثبت فيها قطع من المعدن أو العظام لتزيد من فعاليتها في التعذيب . ثم يُجبر المحكوم عليه على حمل صليبه الى الموقع الذي سيُنفذ فيه الأعدام . وكان يجري ذلك عادةً خارج المدينه . وكان يسير أمامه شخص يحمل لوحه مكتوب عليها التهمه التي حُكم عليه من أجلها ، أو قد تُعلق هذه اللوحه في رقبة المجرم بينما هو يحمل صليبه على كتفيه . وكان المحكوم يُطرح أرضاً فوق الصليب وتربط يداه أو ذراعاه أو تُسمران إلى الصليب . كما كانت تربط قدماه أو تُسمران . ثم كان الصليب يرفع بمن عليه لكي يُثبت رأسياً في حفره في الأرض بحيث لا تلامس القدمان الأرض . وكان ثقل الجسم يرتكز بالقدمين على قطعه بارزه مثبته بالقائم الرأسي للصليب حتى لا يتعلق الجسم بثقله كله على الذراعين المُسمرين مما يجعل عضلات الصدر مشدوده فيمتنع عن التنفس ويموت المحكوم عليه مختنقاً بعد لحظات قليله من تعليقه . وعندما كان الحراس يرون أن المجرم قد تحمل من العذاب ما يكفي كانوا يكسرون ساقيه حتى لا يرتكز بقدميه على الخشبه البارزه ويصبح الجسم كله معلقاً على الذراعين فيتعذر التنفس فيختنق المحكوم عليه ويموت لنا أن نتخيل كلنا بشاعة المنظر و كان يُعدم عليه أحط المجرمين ،" فكان الصليب لليهود عثره ، لأنهفكيف صار رمزا للعنة علامة مقدسة حيث ذكر الانجيل الصليب في "كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18)
رمز للعنه
"حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 14)
وكيف لا يصبح صليبا قتل عليه إبن الإله في ديانتهم شؤما ورمزا ملعونا أبديا فلوكانوا عقلاء لمزقوا كل صليب وكسرا كل ماشابهه ولكن هم كمثل البدوي الذي كاد أن يتجمد من البرد في الصحراء فهوت صاعقة علي شجرة بجواره فأحرقتها فدب فيه الدفء فقال اللهم لاتحرمني النار في الدنيا ولا الاخرة وأيضا مَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (إنجيل متى 10: 38) كأن حمل الصليب شئ أساسي للحياة وما المقصود من تعذيب حامله بدوام حمله للصليب أم يريد منهم أن يكون لهم علامة فيعرفون بشدة المهانة جراء حمل الصليب "إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 8)
فنقف هنا وقفة هل أمرهم المسيح بذلك أم هو من عند بولس بل أعتبروا أن المصلوب ملعون وكانت من تُعلق جثثه يُعتبر ملعوناً . ومن هنا يقول الرسول بولس أن المسيح " صار لعنةً لأجلنا " لأنه علق على خشبة الصليب (غلاطيه 3 : 13 ) . فكيف جرؤ بولس علي وصف إبن إلهه باللعنة وهل يدل ذلك علي إيمانه به "وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (إنجيل متى 27: 32)
فهل كان كل هم التلاميذ أن يجعلوا كل من يرونه يحمل صليب ولماذا لانري شنودة حاملا خشبة الصليب علي كتفيه مقتديا بمن يعبد فكانوا كمثل:( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ) البقرة 17 و﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾(البقرة:171) وختاما ماكان من تقصير فمني ومن خير فمن الله نسأل الله الهداية
المفضلات