الحلقة (1) (أهمية الإيجابية)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه أولى حلقات سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) والتي نسأل الله تعالى أن يوفقنا فيه إلى طرح معان مفيدة ووسائل عملية تساعد أولياء الأمور والمربيين لكي يبنوا جيلا إيجابيا منتجا يفيد دينه ووطنه ومجتمعه.

إخواني الكرام
نحتاج في البداية، وقبل أن نخوض في الوسائل التي تبني هذا الجيل الإيجابي أن نقف وقفة مع كلمة الإيجابية، ولماذا نحن بحاجة إلى التحدث عنها و التأكيد على أهميتها. إننا نعيش في عصر انتشرت فيه كثير من معاني السلبية والإحباط واليأس، لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونستقبل فيه رسائل سلبية، إن كان من البيت أو العمل أو المدرسة والأخطر من ذلك وسائل الإعلام. وبالتالي يعيش الناس في هذه الأجواء السلبية فتكثر الشكاوي والاعتراضات والتذمر ويقل الانتاج وتبدأ المشاكل تزيد وتزيد.

وإذا نظرنا بنظرة مستقبلية نجد أن هذا التأثير قد ينتقل إلى الجيل الناشيء وبالتالي ينشأ جيل سلبي كثير المشاكل غير مبال وغير منتج ، يهتم بمصلحته فقط ولا يهتم لما يحصل للمسلمين في بقاع الأرض بل ولما يحدث في وطنه أيضا.
إننا نريد من خلال هذه السلسلة أن نوضح أهمية اتصاف الجيل الجديد بهذه الصفة – الإيجابية – من خلال وسائل متنوعة سوف نطرحها في الحلقات القادمة بإذن الله. وبالتالي سيكون حديثنا موجها بالدرجة الأولى إلى الوالدين والمربيين لأنهم أساس هذه العملية، وسنلاحظ أن الوسائل المطروحة ينبغي أن يطبقها المربي أولا ثم يطبقها على من يربيه لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

الإيجابية كلمة هامة في قاموس الحياة، ولنا أن نتخيل إذا استطعنا بإذن الله أن نبني جيلا إيجابيا، كيف ستكون مجتمعاتنا مجتمعات منتجة متفائلة عاملة مجتهدة سعيدة، وكلها صفات يتمناها أي شخص في أي مجتمع.
نسأل الله تعالى أن نكون دائما من الإيجابيين وأن يعيننا على تقديم كل خير ومفيد للمجتمع وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.