أما قولهم
- نريد من الأطباء المسلمين المؤمنين بهذا الحديث أنه كلما جاءهم مريض يشكو ألما ببطنه يأمرونه بتناول العسل و لو لم يبرأ يصبح كاذب
فنرد عليهم أن العسل مفيد لبعض أمراض البطن و الجهاز الهضمى و هذه الحالات ما زالت تحتاج لأبحاث أكثر و لسنا نقول بالطبع أن أى مريض يشتكى ألما ببطنه فعلاجه العسل
لكن فى حالة هذا الرجل ألهم الله عز و جل رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم أن العسل سيفيده
كما أن النبي صلى الله عليه و سلك كان يصف للرجل العلاج المتوافر فى هذه البيئة و هذا الزمن و لكن ما دامت الأدوية متوفرة فى زمننا و تمت دراستها جيدا و معروف جرعاتها المنايبة و الحالات التى تعطى فيها و آثارها الجانبية فلا مانع من استخدامها
و أما قولهم
- لماذا يصف النبي صلى الله عليه و سلم الرجل بأن بطنه تكذب لمجرد أنه لم تتحسن حالته عندما تناول العسل ؟
من الواضح أن أخو الرجل المريض كان قلقا بسبب عدم شفاء أخيه بعد تناوله العسل فكان يكثر التردد على النبي صلى الله عليه و سلم ليقول له أن أخاه حالته لم تتحسن
فأراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يعلمه درسا و هو الثقة واليقين و ألا يتأثر بالشبهات فقال صلى الله عليه و سلم : ( صدق الله و كذبت بطن أخيك) بمعنى أنه ما دام الله عز و جل قد أوحى إلى أن العسل علاج مناسب لأخيك فهذا حق لا تشك فيه حتى لو بدا لك غير هذا ... أو بعبارة أخرى لا تكن ضعيفا أمام الشبهات و تتأثر بها بسرعة
و بالفعل عندما تناول الرجل عسل بعد ذلك تحسنت حالته
و أما قولهم
- لماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه و سلم الرجل بالذهاب إلى طبيب لعلاجه ؟
و للرد عليهم نقول أنه فى مواطن أخرى كان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر بإحضار طبيب
لكن فى هذا الموقف أوحى الله تعالى لنبيه الكريم أن العسل فيه شفاء لهذا الرجل
لنقرأ مثلا
- عاد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا به جرحٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ادعُ له طبيبَ بني فلانٍ قال فدعَوه فجاءه فقالوا يا رسولَ اللهِ ويغني الدواءُ شيئًا فقال سبحانَ اللهِ و هل أنزل اللهُ تباركَ وتعالَى من داءٍ في الأرضِ إلا جعل له شفاءً
الراوي: رجل من الأنصار المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/87
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات