السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم انصر الاسلام والمسلمين
خنساء فلسطين" تفقد نجلها الثالث في عملية اغتيال .. أم نضال: لو استشهد كل أبنائي فلن يزيدنا ذلك إلا ثباتا وإيمانا ويقينا بالنصر
غزة (فلسطين) - خدمة قدس برس
في الوقت الذي كانت فيه "أم نضال" فرحات، التي يطلق عليها الغزيون اسم "خنساء فلسطين"، تستعد هي ومجموعة من زوجات وأمهات الشهداء للذهاب إلى مخيم جباليا لتقديم واجب العزاء في شهداء مجزرة جباليا؛ جاءها نبأ استشهاد نجلها الأصغر، رواد، وهو الثالث الذي تفقده من أبنائها شهيداً خلال هذه الانتفاضة.
وكان لأم نضال ستة من الأبناء الذكور، هم نضال، ووسام، وحسام، ومؤمن، ورواد، استشهد منهم ثلاثة، وبقي ثلاثة على قيد الحياة، أحدهم معتقل، والآخر مطلوب لقوات الاحتلال.
وكان نجلها الفتى محمد (17 عاماً)، قد نفذ في 17 آذار (مارس) 2002 عملية فدائية نوعية، تمكّن فيها من اقتحام ما كان يُسمى بـ "مستوطنة عتصمونا" في رفح، حيث قتل فيها خمسة جنود من جيش الاحتلال وجرح عشرين آخرين، فيما استشهد نجلها البكر نضال (32 عاماً) في 16 شباط (فبراير) 2003 في عملية اغتيال، بينما يقبع نجلها وسام في سجون الاحتلال، حيث يقضي حكماً مطوّلاً بالسجن، وذلك بتهمة عضويته في كتائب عز الدين القسام، ومحاولته عام 1995 تنفيذ عملية فدائية كبيرة في قلب الدولة العبرية.
ويُعتبر نجلها مؤمن فرحات (33 عاماً) أحد أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال، وكان قد أصيب خلال أحد الاجتياحات التي نفذها جيش الاحتلال لحي الشجاعية الواقعي شرقي مدينة غزة.
وقد أصرّت "أم نضال" بعد انسحاب قوات الاحتلال، على التوجه إلى مستوطنة "عتصمونا"، حيث استشهد نجلها "محمد" حينما نفذ عمليته الفدائية الكبيرة، نظراً لأنها كانت تتمنى أن تصل إلى ذلك المكان الذي صعدت فيه روحه. وكانت هذه الأم الفلسطينية الشهيرة كنموذج لـ "أم المقاومين والشهداء"، على علم بأنّ نجلها نضال متوجه لتنفيذ عملية استشهادية، بل وودّعته في شريط فيديو مصوّر يتناقله المواطنون الفلسطينيون بفخر، كما جرى بثّ مقاطع منه في عدد من الفضائيات الإخبارية العربية.
وقالت "أم نضال" بعد استشهاد نجلها الثالث اليوم السبت "الحمد لله على كل حال"، وقالت "رواد كان ذاهباً إلى مكان نيابة عن شقيقه مؤمن، لأنه كان خائفاً عليه أن يخرج، حيث قاد السيارة، فكان فداء لأخيه"، مشيرة إلى أنها وقبل أن يأتيها نبأ استشهاد نجلها رواد؛ كانت تستعد ومجموعة من أمهات الشهداء للذهاب إلى بيت عزاء الشهداء في جباليا، من أجل القيام بواجب العزاء، ومواساتهم.
وأضافت أم نضال قولها "رواد، الله يرضى عنه، كان ليل نهار يسعى لنيل الشهادة، الحمد لله بكل فخر واعتزاز استقبل هذا الخبر".
وتابعت "والله فرحانة من كل قلبي، صحيح فرقة الابن غالية، خاص وأنّ رواد هو اصغر أولادي، ولكن والله لا يعزّ ولا يغلى شيء على الله".
وكشفت أن نجلها منخرط في صفوف القسام منذ نعومة أظفاره، وأنه "يقوم بعمل الشباب الكبار رغم صغر سنه"، وقالت "نحن في سبيل الله، ولن نترك هذه الطريق مهما اشتدت الآلام، وعظمت التضحيات، ولم تُكسر إرادتنا أبداً، وأتمنى الشهادة لبقية أبنائي، والله لو ذهبوا كلهم في سبيل الله ما زادنا ذلك إلا ثباتاً وإيماناً ويقينا بنصر الله".
وباستشهاد رواد؛ يبقى لأم فرحات على قيد الحياة نجلها وسام، المعتقل في سجون الاحتلال بأحكام عالية، ومؤمن، أحد ابرز المطلوبين، وحسام، ولكنها تعتبر أنّ كافة أبناء فلسطين هم أولادها
المفضلات