تعالي اخوتي نشوووف اية حكاية القائد الفرنسي المشهوورجدا " نابليون بونابرت"

هيا لنسافر الي فرنسا
بعد حياة سياسية وعسكرية حافلة حكم فيها نابليون بونابرت أوروبا كلها تقريبا ،وبعد كل هذه الانتصارات استسلم بشكل مفاجئ للقوات البريطانية وسلم نفسه طواعية ، وفي 14 يوليو 1815 كتب للوصي على العرش الذي كان يحكم بريطانيا

نص الرسالة (بداية الذل والانكسار)
يا صاحب السموالملكي (البريطاني) ......... نظراً للنزاعات التي استنزفت بلادي واختلاف القوى الكبرى في أوروبا قررت أن أنهي كل عمل لي في مجال السياسة وإنني آت لأقيم في بيت الشعب البريطاني لأنعم بالدفء بينكم إنني أضع نفسي تحت حماية قوانينكم التي أناشد سموكم الملكي باعتباركم أكثر أعدائي قوة وعزما وكرما أن تمنحوني حمايتها

احتارت الحكومة البريطانية في أمر" نابليون بونابرت " وفكرت في إعدامه ولكنها قدرت استسلامه طواعية فقررت نفيه في مكان لا يستطيع الهرب منه ولايكلفها الكثير ، فاختارت نفيه إلى جزيرة سانت هيلانا على بعد نحو 1200 ميل من غرب إفريقية إنها جزيرة بعيدة وإحدى المستعمرات البريطانية.

ولكن كيف يتم نفي الامبراطور بحجم وشهرة ومكانة " نابليون بونابرت "

لقد كاد " نابليون بونابرت " أن ينهار عندما علم أنه قد حُكم عليه بمااعتبره موتا رغم أنه يتنفّس فاعترض بشدة لكنه استسلم عندما رأى أنه لا جدوى من ذلك ومُنِح عدة مزايا، فقد سُمِح له باختيار من يرغب من أصدقائه ليصحبوه وبالفعل سافر معه بعض أقرب أصدقائه وأتباعه وحوالي ثلاثين من الخدم .

وأقام "نابليون بونابرت " في بيت ريفي ضخم في تلك الجزيرة النائية المعزولة عن العالم وكان تعداد سكانها لا يتعدى الخمسة آلاف وخصص لنابليون ست غرف غرفة انتظار واسعة للزوار وحجرة مؤدية إليها وردهة وغرفة نوم وغرفة دراسة ومكتبة وغرفة طعام واسعة.

وكانت الجدران مغطاة من الداخل بكانافا مشبعة بالقار (وذكر بعض المؤرخين بعد ذلك أن هذا الدهان كان بهنسبة عالية من الزرنيخ مما أدى إلى تسمم نابليون وإصابته بسرطان المعدة) وكانت طريقة تغطيتها أنيقة، وكان هناك نوافذ كثيرة وقبل نابليون هذا دون شكوى مبدئياً، بل إنه كان سعيداً بالحمّام الذي وصفه بأنه فخم مترف بطريقة لم يُسمع عنها في هذه الجزيرة البائسة وقد ذكر مساعدو نابليون أنه كان راضيا عن كل شيء أما الجناح الآخر من الغرف المشيّدة فقد هيِّئت لأصدقائه وللخدم .

وكان لنابليون حرية الحركة على قدميه أو راكباً حصانا أو في عربته في حدود دائرة نصف قطرها خمسة أميال من البيت الذي يُقيم فيه، لكن كان لابد أن يخضع لمراقبة صارمة من الجنود الإنجليز واعتاد الإمبراطور أن يأكل بمقادير ضئيلة حتى الساعة الثامنة مساء ثم يتناول هو ومن معه عشاءهم بتروّ مما يجعله بعد العشاء مستعدا للنوم

وكان نابليون قد أحضر معه من فرنسا أدوات مائدة مُترفة غالية الثمن، وكان يستخدمها بانتظام بل إنه جلب معه سكاكين وملاعق وشوك من الذهب أما الأطباق فكان غالبها من خزف البورسلين وكان الخدم يرتدون ملابسهم الرسمية الخضراء المحلاة بالذهب كاملة وكان الجميع مبهورين بأناقة أدوات المائدة والطريقة الممتازة التي تنظّم بها موائد الطعام لقد استمر الإتيكيت الذي كان معمولا به فيفرنسا

وسمح نابليون لأصدقائه المخلصين بالحديث معه بكثير من الصراحة لكنه لم يُزل الكلفة بينه وبينهم فقد كانوا دائما يشيرون إليه فيحديثهم بالإمبراطور، وكانوا يخاطبونه بصاحب العظمة، وكانت الخطابات التي توجه إليه كجنرال لا يتم فضّها، وكان على الزوّارأن يخاطبوه كإمبراطورأو أن يمكثوا بعيدا عنه. لقد استصحب نابليون معه كبره وغطرسته في سجنه الأخير.

الذل بعد عز
ولكن استوطنت الفئران في منزل الإمبراطور، بل وحتى في قبعته، وكانت تجري حول أرجل المائدة وهو يتناول طعامه، ولم تكن البراغيث ولا البّق لتميز بين الخدم والإمبراطور.

وكان الضباب المسبب للكآبة يَعُم المنطقة يوما بعد يوم، وكان الماء يسقط أحيانا وافتقد الإمبراطور حمامهُ الدافئ وأدت المراقبة الدائمة مهما كانت مهذّبة أو من بُعد إلى اعتكاف يشبه اعتكاف الرهبان في الدير.

شئ عجيب
ولقد كان الأمر المثير والداعي إلى الدهشة في حياة المنفى تلك الإخلاص الدائم والعميق لهؤلاء المساعدين الذين صحبوا نابليون إلى سانت هيلانا وبالرغم من أن زهو وعطر الشهرة المُسْكرقد حفزهم على المزيد من خدمته، لكن إصرارهم على هذا ومثابرتهم عليه رغم قيود المنفى وقسوة الحياة فيه وكونهم فعلوا هذا باختيارهم المحض ، كل هذا يكشف طبيعة النفوس التي اعتادت على ذل التبعية والخدمة ، حتى صاروا يخدمون سجينا لا حول له ولا قوة وبكل أمراضه وضعفه البشري .

لقد تردت أحوال نابليون بعد السنة الأولى في المنفى ، وصار شكله شيخا هرما رغم أنه كان ما زال في الأربعينات من عمره ، وأخذ الملل يتسرب إليه ، والضجر يملأ حياته وإن من أشق الأمورعلى الإنسان أن يتذكر أيام سعادته السابقة وهو في الشقاء.

ولم يكن ثمة ما يحول بين نابليون وتجرع ذكريات الماضي الحافل ، لقد كان لديه الوقت كاملا لهذا العذاب النفسي .

ماذا كتب نابليون عن هذا ؟

وصف نابليون في بعض مذكراته التي أملاها علىمساعديه حالته النفسية

فقال كيف سقطت......؟
أنا الذي كان نشاطي لا حد له أنا الذي لم أخلد للراحة ! أيصبح هذا حالي.....؟ كسولا بليدا خَدِر..ا!

لقد أصبحت أبذل جهدا لأرفع الجفن عن عيني لقد كنت في بعض الأحيان معتاداً أن أُملي في مختلف الموضوعات على أربعة أو خمسة من السكرتيرين يكتبون بالسرعة نفسها التي بها أتحدث لكنني كنتُ وقتها نابليون أما الآنا فأنا لا شيءإنني حي لكنني ميت".

إن الاطلاع على نهاية نابليون البائسة، بعد حياته ومعاركه وانتصاراته وحكمه وامبراطوريته وقصوره وثرواته وأحلامه وغــروره ودهائه ومغامراته فخرجت بهذه النتيجة :

تيقنت من زيف هذه الدنيا وأنها مجرد زينة لا تلبث أن تزول وتنزوي إن خداع بهرجة الدنيا وزخارفها أخطر ما يمكن لأي إنسان أن يسقط فيه.

رجعت لكلام الله فبدأت احس واستشعر عظمة وقدرة الله القادر المقتدر قال تعالي " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير

قال تعالي " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا

ما اريكم اخوتي في هذا الكلام …؟