1 ملف المرأة ودفتر أحوالها

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

1 ملف المرأة ودفتر أحوالها

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: 1 ملف المرأة ودفتر أحوالها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي 1 ملف المرأة ودفتر أحوالها

    حياة الإنسان البدائي، وكيف توصل بطبيعته إلى التعدد (1)
    إذا تحدثنا عن ملف المرأة ودفتر أحوالها فيجب علينا تأصيل بعض القضايا والمسائل؛ وهذا ما دعا الكاتب أن يعود لجذور العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة سواء حصرت في مجالها الضيق " ذكر/أنثى "، أو شملت العلاقة الإنسانية بين كائن رجل يحترم كيان امرأة ...

    إنسان الألفية الثالثة البدائي :
    الممارسات اليومية لشريحة كبيرة من البشر في شتى أصقاع المعمورة تظهر وتكشف عن بدائية إنسان الألفية الثالثة إلا قليلاً منهم، فإذا كان الإنسان القديم يَقتِل من أجل الاستمرار في الحياة فالإنسان المعاصر يَقتِل حباً بالقتل. وهناك اليوم في صلب حضارتنا من يمتهن القتل. وإذا كان الإنسان القديم يَقتِل نداً له أو طفلاً فإن الإنسان الحديث يقتِل شعوباً ويفني أمماً ويعمل على إبادة أقوام بكاملها، والحروب الإنسانية العالمية منها أو الإقليمية التي دارت رحاها كلفت الإنسانية عشرات الملايين من البشر دون حساب تكلفة الخسائر المادية.
    وإذا كان الإنسان القديم يمزق طريدته بأنيابه وأسنانه فإن الإنسان الحديث يمزقها بالسكاكين الحادة والأدوات القاطعة. وإذا كان الإنسان القديم يقتل فريسته بالسهام والرماح فإن الإنسان الحديث يقود ملايين القطعان إلى مذابح ومسالخ ترتعد لها الفرائص وتقشعر لها الأبدان. وإذا كان الإنسان القديم يقتل مرة في الأسبوع من أجل سد جوعة المعدة فإن الإنسان الحديث يقتل ألف مرة في اليوم حباً بالقتل أو مزاولة رياضة الصيد والقنص أو التباهي بمعطف فرو أو الحصول على ياقة سترة أو إكسسوارات وحلية لبعض أجزاء الملابس.
    والخلاصة إذا أخذنا معيار التوحش بدلالته الأخلاقية العميقة فإن الإنسان الحديث يبدو أكثر توحشاً وهمجية وبدائية بمعيار النظرة المتوحشة إلى الإنسان القديم، وإليك بعض الأمثلة :
    - ما فعله الغربي مع سكان أمريكا الأصليين "الهنود" أو سكان استراليا؛ و
    - ما فعله الغربي في شبة القارة الهندية
    أو المتتبع لأحداث ؛
    - الإستعمار الغربي في دول الشرق الأوسط ؛
    أو
    - الغزو الغربي للعراق ؛ أو
    - جنوب أفريقيا
    - وما جرى في إقليم البوسنة والهرسك ؛
    - وما يمارسه الكيان العبري على أرض فلسطين وما يجاورها، يبين صحة هذه المقدمة، ويظهر مدى بدائية الإنسان الحالي.
    لفظة البدائي والبدائية تحمل شحنة من الدلالة السلبية التي نسقطها على من يتصف بها نتيجة ممارساته لسلوكيات حياتية مع الآخر، خاصة الآخر الضعيف، سواء أكان امرأة أو طفلا أو شعباً. وتجري العادة على وصف سلوك ما بأنه سلوك بدائي عندما يراد ازدراء هذا السلوك ورفضه. وقد يوصف شخص بالبدائي لأنه لا يرتقي إلى المستوى الحضاري للسلوك الإنساني الذي يتصف بطابع السمو والرقي وفقاً لمبادئ وقيم دين أو مفاهيم وقناعات مبدأ.
    وغالباً ما تستخدم كلمة بدائي للدلالة على التوحش والوحشية، والتوحش هو حالة سابقة على الحالة الإنسانية الثقافية بما تنطوي عليه هذه الحالة من سمو وتحضر. فكلمة متوحش رديفة لكلمة بدائي وكلاهما تعبران عن حقيقة واحدة تتمثل في غياب المعيار الحضاري للسلوك الإنساني بمقاييسنا الثقافية المعاصرة وإن وضعت في آطر قانونية أو أعراف وتقاليد.
    والبدائية هي أدنى مستويات السلوك الإنساني وأقربها إلى أنماط السلوك التي نجدها في عالم الحيوانات الأدنى في النوع من الإنسان.‏ ولن نتعرض في هذا الجزء إلى المبادئ والقيم والمقاييس والقناعات التي رسخت في أعماق النفس البشرية أو دونتها كتب القانون أو مِن أين أكتسبها الفرد/ الأمة. فمفهوم البدائية الذي يطبق على المجتمعات غير الغربية هو ابتكار القرن الثامن عشر.

    علاقة الرجل البدائي بالمرأة مليئة بالغموض، علماء البحث في النظام الاجتماعي للشعوب البدائية والمؤرخون يقولون أن : "الشيوعية الجنسية كانت السائدة عند الإنسان البدائي مدفوع بطبيعته إلى الأنثى يعيش في إباحية مطلقة" (محمد حافظ صبري؛ المقارنات والمقابلات؛ ص 317).
    والغالب؛ له الحق في استئثار ما حصل عليه برمحه وسيفه فله حق استئثار المرأة فيباح له بيع المسبيات كما يباح بيع صيده، كما أن السبي وحبه للتغلب فلا يختص بأمراة واحدة؛ فطبيعة المرء أن يحمي ماله فيحمي النساء اللاتي اختص بهنَّ، أما الحياء فقد عُرف بعد مرور سنوات، بعض القبائل لاتزال على الفطرة الأولى (!) في نكاحها:
    - فقبائل " البوشمان " افريقيا الجنوبية يسبى القوي امرأة الضعيف فتحل له بالسبي،
    - جماعة "هنود أمريكا" يتحاربون ويتضاربون من أجل سبي النساء، الرجل القوي عنده الكثير من النساء، الضعيف ليس عنده لأن المقاييس هي الاستطاعة والقوة على الحيازة والسبي، والغيرة معدومة فحيازة المرأة للتفاخر، تطورت هذه الحماية والملكية إلى أساس للزواج وقيوده المختلفة، ومن الأدلة على هذا الرأي: النساء في القبيلة الواحدة في الجهات البدائية ينقسمنَّ إلى قسمين:
    الأول: قسم المتزوجات الآتي لا حق لهنَّ في معاشرة غير أزواجهنَّ وأصلهنَّ من الأجنبيات المسبيات،
    والآخريات: وهنَّ بنات القبيلة الاتي لم يتقيدنَّ بالزوجية ولهنَّ الحق في التنقل من فراش إلى آخر لأنهنَّ غير مسبيات ويوقر الرجال النساء غير مقيدات بالزوجية ويمقت المتعيشات من الإباحية في بعض قبائل الهند وبعض الجهات من جزيرة جاوة مع أن حالة الصنفين واحدة من عدم القيود والشيوع (المرجع السابق: المقارنات ص321).
    البلاد التي سبقت إلى الحضارة القديمة والتي تربت على الحياء الوراثي بفضل التعاليم الدينية وتأثير الخوف من عقاب الزنى مرت بهذا الطور إلى ما يشبه العقد والزواج.


    المؤرخون القدماء يرون في الحوليات الصينية أن :
    " الإنسان البدائي لا يختلف في حياته عن الحيوان، يهيم على وجهه في الغابات والأحراش، والنساء ملكنَّ للجميع، والولد لا يعرف له أباً وينتمي إلى أمه، الإمبراطور " فو - هي " قضى على هذه الشيوعية الجنسية المباحة وحدد سن الزواج، كما أن الملحمة الهندية المعروفة باسم " مهابهاريا " تروي أن : " النساء في بدء الزمن كنَّ طليقات لا سلطان عليهنَّ ولم يشعرنَّ بالإثم والذنب من جراء ما يفعلنَّ، حتى جاء الملك " سويتا كينو" فقضى على هذه العادة القديمة وفرض الإخلاص على من يريد الزواج وجعله عهداً."
    المؤرخون يذهبون إلى أن : "الإغريق يعتقدون أن الملك " ككروييس " اليوناني هو الذي جعل الزواج رابطة بين الرجل والمرأة بعد أن كانت الفوضى الجنسية هي السائدة" (أحمد الشنتناوي ؛ عادات الزواج وشعائره؛ ص 9)، يؤيد هذا؛ العلامة " باخوفين " في كتابه "حق الأم" سنة 1861م فقد ظهر له من دراسته لتاريخ النظم الإجتماعية الأوربية القديمة أن : " الأم هي التي كان يعتمد عليها في القرابة لا الأب"، واستنتح من ذلك :" أن الإنسان الأول لم يعرف له أباً، لما كان قائماً من الشيوعية الجنسية بين الرجال والنساء، فهي تحول دون معرفة الآباء فألحقت الذرية بأمهاتها وجعلت الأم محوراً للقرابة" (د. على عبدالواحد وافي ؛ الأسرة والمجتمع ص 26)، وتوصل العلامة الإنجليزي الأسترالي " ماك لينان " الذي ظهر سنة 1877م إلى ما توصل إليه " باخوفين " وانتهى إلى نفس الرأي ولكن على طريقة دراسته للشعوب البدائية (د. وافي، المرجع السابق، ص 26)، ووافقهما العلامة " فريزر " ورأي ان الشيوعية الجنسية كانت سائدة عند بعض العشائر البدائية في أحدى مراحلها قبل أن تأخذ بنظام الزواج ( وافي، ص 64، المرجع السابق)، وكذلك العلامة " موجان " ظهر له من دراسته على بعض الشعوب البدائية التي ترسم آثارها في امريكا أنها كانت تسير على الشيوعية الجنسية في اقدم عصورها ( وافي، المرجع السابق ، ص 64).
    والرحالة الذين عاشوا بين القبائل والشعوب الهمجية يؤكدون ما ذهب إليه المؤرخين والباحثين، والتي لا تزال تسيطر عليها بعض بقايا الشيوعية الجنسية التي اتخذت شكلاً خاصاً من الشيوعية ولم تتخل عنها إلى الأن :

    - فمن عادة " الإسكيمو " أن الرجل منهم إذا حل به ضيف وجب إكرامه والمبالغة الإكرام أن يقدم زوجته للضيف طول مدة إقامته والإمتناع عن هذه المكرمة يعد عيباً وعاراً، و
    - أهل استراليا الأصليون يمارسون هذه العادة إلى اليوم، وفي
    - شمال روديسيا عند قبائل " ياألا " يعير الرجل زوجته لضيفه. وفي
    - بولينزيا في آحدى جزرها يسمح الزوج لإخوته ولكل من يساعده في مباشرة زوجته (النظم الإجتماعية والسياسية).
    يذكر الرحالون أن اقواما في أفريقيا لا يعرفون للزواج أنظمة بل يشبعون غرائزهم إشباعاً كامل دون أي قيد أو شرط (المقارنات والمقابلات، مرجع سابق) .
    وللقوة أثرها الكبير وللأقوياء رغبة في الظهور أمام قبيلتهم متفاخرين بقوتهم وحباً في إظهار الإعلان عنها يجمعون تحتهم عدة نساء بلغ عددهن في بعض الجهات عشر نسوة أو مائة أو أكثر من مائة.
    لم يُقْبِل الإنسان على التعدد إلا بعد أن نظمت حياته وعرف قيمة الزواج وملكية المرأة، ولعل هذا التعدد هو الصورة الأصلية للزواج عند الإنسان البدائي.


    هذا كان في غابر الزمان ومنذ شهور مضت ظهرت على السطح في دولة شرق أوسطية وآخرى خليجية قضية تبادل الأزواج/ الزوجات دون قيد أو شرط، وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بالوسائل الحديثة ومن خلال الشبكة العنكبوتية العالمية .
    ونتسأل كيف نحمي أولادنا من شر استطار، ولعل التوعية من خلال الشبكة ذاتها سبيل مع غرز قيم العفاف والطهارة في نفوس الشبيبة من خلال التربية الصحيحة …… والله المستعان على ما تصفون ...


    ـــــــــــ
    الهوامش :
    (1) دراسة بريطانية : تعدد الزوجات سر الحياة السعيدة
    رأى باحثون بريطانيون أن سر الحياة السعيدة والطويلة يكمن في الاقتران بزوجة ثانية. وقال الباحثون في جامعة "شفيلد" البريطانية إن هذا ما توصلوا إليه بعد اكتشافهم "فوائد" الزواج من امرأتين في الوقت نفسه، والاطلاع على إحصاءات أعدتها منظمة الصحة العالمية حول البلدان التي تسمح بتعدد الزوجات والنتائج الايجابية لذلك ومنها أن عمر الزوج الذي يقترن بأخرى يزداد أكثر من غيره بنسبة 12%. وذكرت صحيفة "الدايلي مايل" أن الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة "نيو ساينتيست" أشارت إلى أن الرجل الذي يتزوج من أكثر من امرأة وتكون لديه عائلة كبيرة يحظى برعاية أفضل خلال مرحلة الكهولة ويعيش لفترة أطول. وقال "لانس ووركمان" الاختصاصي في تطور علم النفس في جامعة "باث سبا البريطانية " إذا كان لديك أكثر من زوجة فقد يعتنين بك وتعيش لفترة أطول، لأننا نعرف أنه حتى الرجل الذي يقترن بامرأة واحدة يعيش لفترة أطول من العازب". وأضاف "إذا نظرت إلى المجتمعات التي تسمح بتعدد الزوجات ترى الرجال يتنافسون بقوة مع الرجال الآخرين لأن ضغوطات الحياة التي يواجهونها أكبر". وأشار إلى أن المرأة تبحث عن الرجل الأكبر حجما والأكثر قوة وحكمة. ودعم هذا الرأي "كريس ولسون" عالم الانثروبولوجيا في جامعة "كورنيل" الامريكية الذي قال إنه من المفيد للرجل عند الكهولة أن يكون محاطاً بالنساء. وأضاف "لا تدهشني معرفة أن الرجال في المجتمعات التي تسمح بتعدد الزوجات يعيشون لفترة أطول من نظرائهم في المجتمعات التي لا تسمح إلا بزوجة واحدة، وبخاصة عندما يصبحون أرامل ولا يجدون أحداً يهتم بهم" .
    ــــــــــــــــ
    في خطة البحث هذه؛ النية متوفرة في كتابة جزء خاص عن زوجات الأنبياء، وبالطبع سنبدأ بأم البشرية زوج النبي آدم عليهما السلام.
    يتبع..
    صفحة من ملف المرأة ودفتر أحوالها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    علماء المسلمين وفي يدهم اليمنى نصوص الوحي المحفوظ ترى رؤيا من المنظور القرآني تختلف بالقطع عن علماء الغرب ، وهي مسألة تحتاج لتأصيل خاصة الفترة الزمنية البكر لوجود الإنسان على سطح كوكب الأرض ؛ أقصد الفترة الآدمية مع زوجه والتعليم الرباني كما ورد في سورة البقرة مثلاً.
    سنلتقى على صفحات الحوار؛ لإثراء البحث!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,558
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي

    بسم الله ماشاء الله

    شكرا لك اخى الكريم طروحاتك القيمة والمفيدة

    جزاك الله خيرااا

    والله المستعان على ما تصفون
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    أسعدتني إخوة الإسلام بيننا وأسعدني رعايتك لخواطري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    الجزء الثاني
    ملف المرأة ودفتر أحوالها :
    قال أرسطو : « إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به »

    لم يعاني مخلوق على وجه البسيطة منذ بدايته عليها حتى كتابة هذه السطور مثل هذه المعاناة؛ وهذه المعاناة لم تكن وليدة العوامل المناخيّة أو التقلبات الجويّة أو ما يصيب البيئة من قحط في منطقة ما فيقل الغذاء أو ينعدم الماء أو تجف بحيرات فتتحول الرياض إلى صحراء قاحلة فتفنى الكائنات، ولم تكن معاناة هذا المخلوق لتركيبته البيولوجية وإن رافقته طوال حياته، بل المعاناة - ويالها من حقيقة مرة - أتت من الشريك والرفيق .... من الرجل ... فمازلنا نسطر الحروف الأولى من بحث التعدد عبر التاريخ، ونبدأ من الأمم القديمة فنتحدث في حلقة اليوم عن العهد الإغريقي :


    الورقة الثانية
    من
    دفتر
    أحوال المرأة
    عبر التاريخ

    اليونان من أرقى الامم القديمة حضارةً، وأزهرها وأكثرها تمدناً في التاريخ. في عصرهم البدائي كانت المرأة في غاية من الانحطاط وسوء الحال، هذا من حيث الأخلاق أما الحقوق المدنية/ القانونية والسلوك الاجتماعي فلم تكنْ لها في مجتمعهم منزلة أو مقام كريم، وكانت الأساطير ( Mythology ) اليونانية قد اتخذت امرأة خيالية تسمى ( باندورا ) ( Pandora ) ينبوع جميع آلام الانسان ومصائبه.
    لقد كان تأثير الاسطورة اليونانية عن ( باندورا ) في عقول رجالها وأذهانهم، فلم تكن المرأة عندهم إلا خلقاً من الدرك الأسفل، كانت مهانة في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية، وأما منازل العز والكرامة في المجتمع فكانت من نصيب الرجل (1) .
    ________________________________________
    (1) حضارات العالم في العصور القديمة ـ والوسطى ـ الطبعة الثانية.
    ________________________________________
    حواء فى عهد الإغريق كانت مسلوبة الإرادة فى كل شئ وخاصة فى المكانة الاجتماعية فقد حرمت من القراءة والكتابة والثقافة العامة، وظلمها القانون اليونانى فمنعها من الإرث كما أنها كانت لا تستطيع الحصول على الطلاق من زوجها وعليها أن تظل خادمة مطيعة لسيدها ورب بيتها وينظر إليها كما ينظر إلى الرقيق، ويرون أنّ عقلها لا يعتد به، وفي ذلك يقول فيلسوفهم أرسطو : « إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ».
    أما فى " اسبراطه " فقد منحت المرأة بعض الحقوق المدنية مثل الأرث، وأهليّة التعامل مع المجتمع المدنى التى تعيش فيه ولكن مكاسب حواء فى اسبراطه لم تكن وليد نصوص أو تشاريع مكتوبة حيث أنها كانت بسبب الظروف الحربية التى جعلت الرجال في حالة حروب دائمة؛ الأمر الذى أفسح الطريق أمام المرأة للخروج للمجتمع المدنى والتحرر من عزلتها. واتهم أرسطو رجال اسبراطه بأنهم كانوا وراء المكاسب التى حصلت عليها حواء لأنهم تساهلوا ومنحوها بعض الحقوق التى كانت تتمنى أن تفوز بها ولأن حواء فى اسبراطه حصلت على مكاسب عديدة بخروجها إلى الحياة العامة فقد لمعت النساء من خلال التردد على الأندية والاختلاط بالرجال، الأمر الذى أدى إلى شيوع الفاحشة وكثرت العلاقات غير سوية بين الرجال والنساء.
    ورغم أن الحضارة الإغريقية تقدمت ولمع اسم المرأة فى نهاية عهد الإغريق إلا أن المرأة لم تنل حريتها أو تحصل على حقوقها بالمفهوم الصحيح بسبب انشغال القادة والمفكرين بحياة الترف وانتشار الانحلال الاخلاقي. ولم تكن الزوجة ترى وجه زوجها إلا ليلة الزفاف وكانت الزوجة تختفى من المنزل إذا استضاف الزوج صديقاً له، وقد اندهش " كلوريتلوس " وهو من كبار المؤرخين فى حضارة الرومان بسبب أن رجال الإغريق كانوا يشعرون بالعار إذا اصطحب الزوج زوجته إلى مأدبة طعام، وأكد " كلوريتلوس " أن الزوجة اليونانية لم تكن تخرج من المنزل إلا بعد إذن زوجها وكان حجاب المرأة اليونانية حجاب كامل لا يظهر فيه سوى العين.
    فقالوا عنها: شجرة مسمومة، وقالوا: هي رجس من عمل الشيطان، وهي متاع فتباع كأي سلعة .
    من جهة أخرى كانت الفتاة فى عهد الإغريق لا تغادر منزلها حتى يتم زفافها، فالمرأة الأثينية تقضي معظم وقتها في المنزل، تغزل وتنسج، وتخيط ثيابها، وثياب زوجها، ونجد أنها ضئيلة الحظ من الثقافة، وامرأة أثينا تلزم البيت في حين يذهب أبناؤها يومياً الى المدرسة، حيث يتعلمون القراءة والكتابة والحساب، ويحفظون شعر هوميروس ويعزفون على القيثارة ويقومون بالتمارين الرياضية، ولم تكن المرأة الأثينية، تجلس الى المائدة، إذا كان عندهم ضيوف غرباء لأنها بمنزلة العبيد والخدم.
    وفي جزيرة كريت، كان للمرأة الدور البارز في المجتمع، مشاركة الرجل في الحياة العامة من كافة جوانبها بما كانت تختص به الحضارة في حينه، وبما تتلائم مع تلك الفترة، فهي تحضر الحفلات والمأدب كما الرجل وتشارك في الخطب والمناقشات، وتتفنن بالزينة والملابس الملائمة، وتشارك بتقديم الذبيحة الدينية كطقس هام كما يفعل الرجال، وهو من الامور والطقوس الدينية التي يشارك فيه من له مكانة، وشاركت المرأة في الفنون والجماليات وتنظيم/ ترتيب القصور المهمة، ويخطنَّ الرسوم الجميلة على جدرانها، والاهم من كل ذلك ان أهل جزيرة كريت في عصر الحضارة الاغريقية اعطوا مجالا واسعا للالهة النساء(*) ووضعوها على الاماكن المرتفعة، وقدموا لها من غلال الأرض، واقاموا لها الاعياد الخاصة واحتفالات صاخبة من الالعاب والنشاطات الرياضية المتعددة، واشتهرت من النساء في الشعر والادب في العصر الذهبي اليوناني كثيرات والشاعرة صافو خير مثال على عظمة شعرها ومكانته، والتي جارت ابداعاتها الشعرية كبار شعراء عصرها من امثال هوميروس وهزيودوس وباندوراس؛ بل تفوقت عليهم.
    ـــــ
    (*) سنلحق فصلاً خاصة عن المرأة الإله في الحقبة القديمة، فمن يطلع في ثنايا الحضارة اليونانية، يرى ما ابدعه الإنسان من نحوت ومزخرفات ظلت شامخة حتى يومنا هذا كصرح ومعالم، وكانت على هيئة تماثيل ونحوت للمرأة. ومسألة الثقافة والفن تختلف من بيئة إلى آخرى ، كما تختلف من وجهة نظر في الحياة إلى غيرها فــ "حكم التماثيل" في الإسلام يختلف تماماً عن حكمها في الديانة الوضعية الوثنية المسيحية ، وتصوير الآله أو القديسيين تعتبر فن أمتازت به حضارة عن آخرى، والمقياس هنا أو هناك يعود لحزمة من المقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس ،وهنا يأتي دور المشرع؛ إما أن يكون خالق الإنسان والكون والحياة أو الإنسان نفسه، فالناظر إلى تماثيل الهند مقارنةً بتماثيل فراعنة مصر واليونان والرومان لحقتهم جميعاً الديانة المسيحية يجد التقارب والتوافق، لأن الإنسان هو المشرع ، و يستقل عن هذا تماماً الوحي الإسلامي ، فالمشرع هو الخالق ، ومسألة الفن / الرسم/ الزخارف/ الألوان في الإسلام تحتاج لمتخصص فقهي يحقق المناط لندرك حدود المباح !! .
    ـــــ
    صفحة الثانية من ملف المرأة ودفتر أحوالها.
    التعديل الأخير تم بواسطة د. الرمادي ; 11-07-2010 الساعة 09:21 PM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي

    جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل د . الرمادي
    وبارك الله فيك على هذا البحث القيم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
    السيدة مشرفة منتديات الأسرة والمجتمع نناضل معاً لنظهر الوجه المشرق للمرأة في الإسلام
    السيدة المشرفة العامة ... بنور رعايتك لخواطري ونصحك لي
    عندي سؤال : لجهلي وقلة علمي !!!
    هل لديكما برنامج سنوي أو موسمي أو شهري ؛ كي نفعل أحداث أو نستثمر مواقف أو نسوق لمناسبات !!!

1 ملف المرأة ودفتر أحوالها

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة في القرآن و الحديث .. هل ساوى الإسلام بين الرجل و المرأة
    بواسطة محبة الرحمن في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 17-06-2014, 01:40 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-06-2010, 07:14 PM
  3. العالم يحتفي بيوم المرأة ويتجاهل معاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-03-2010, 11:47 PM
  4. المرأة الأرملة و المطلقة دنس -حق من حقوق المرأة-
    بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-08-2009, 07:29 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2007, 11:49 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 ملف المرأة ودفتر أحوالها

1 ملف المرأة ودفتر أحوالها