دفعت الأحداث الأخيرة حول الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم الفلسطيني الياس النجار مسيحي المولد والنشأة يبلغ من العمر 27 عاما لاجيء من بلدة يافا ،يقيم في مدينة غزة يعمل كمراسل في المركز الإيطالي ،لاعتناق الدين الإسلامي يعيش الياس النجار جوا إسلاميا ، فكل من حوله مسلمين ، لم يفرقوا في المعاملة رغم انه مسيحي ، أحبهم وأحبوه ، يشاركونه همومه وأفراحه ، يصوم معهم في رمضان ويهنئهم بعيد الفطر والأضحى ، شعر بألم يعتصر قلبه بسبب الرسوم التي طالت رسول الله صلى الله عليه وسلم
غضب الياس النجار واستيقظت عواطفه ومشاعره ، أصر وأخيرا قرر عالما بأنه سيواجه مشكلات وإغراءات من أبناء طائفته ، لقد اتخذ قرارا بإعلان إسلامه ، فرح من حوله ، ساندوه ووقفوا إلى جانبه ،قدموا له الحماية والدعم لاستمرار هذا القرار وأخيرا توجه إلى المفتي وأعلن إسلامه.
رغم الحراسات والعيون التي تنظر إليه في ذهابه وإيابه خوفا عليه إلا انه رحب بالحديث عن إسلامه تلك الشاب الذي كان ينتمي إلى الدين المسيحي وهو الشاب الياس النجار .
ويتحدث الياس عن إسلامه قائلا : كنت أعيش في ظلام دامس لا اعرف أين أنا؟ وما هي نهايتي؟ حتى عرفت الإسلام وحلاوته وشعرت أنني أعيش في الجنة خرجت إلى النور ، وعن أسباب إعلان إسلامه فيجيب الياس بصراحته : لقد تعرض الإسلام لهجمة شرسة وبخاصة عندما تم الهجوم على شخص رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ، أحببت السلام كثيرا ولهذا السبب قررت أن انتمي للسلام لما سمعت عن هذا الرسوم الكريم فأردت أن أتعرف إليه عن قرب ، فقد كنت أعيش في جو إسلامي ( في عملي – جيراني – أصدقائي) فلم اشعر يوما بتفريق في المعاملة ، أحبوني كثيرا وساندوني " كنت أعيش في محيط إسلامي ، كل من حولي محبين وطيبين هذا ما ساعدني على إعلان إسلامي رغم الرفض الشديد من عائلتي وأمي حتى أنها طردتني قائلة : "اخرج أنت ليس ابني" ، إلا أنني اعلم بأن هناك آية تقول : بسم الله الرحمن الرحيم "وان جاهداك على أن تشرك بي فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا" والحديث الذي يقول "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" فهي تريدني أن ارجع إلى الديانة المسيحية وهذا مستحيل .
وتابع الياس قبل أيام تقدم أقاربي بشكوى إلى مركز الشرطة متهمين الشيخ ((عبد الغفار أبو حسان)) انه اختطفنني ، حيث لجأت إليه كي يحميني منهم ذلك وجهوا له تهمة أن اختطفني .
وقال الياس حول التهديدات التي يتعرض لها وكيفية استقبال المسيحيين لإسلامه فقال الياس : كنت قد أعلنت إسلامي ولم اخبر أهلي بذلك حيث أنني دخلت الإسلام عن قناعة تامة فتوجهت مع مؤمن الدالي وأبو حسام أبو شعبان إلى مفتى غزة الشيخ عبد الكريم الكحلوت وأعلنت إسلامي هناك بشهادة هؤلاء الأخوة .
وأضاف الياس هناك حاورني الشيخ قائلا : هل دخلت الإسلام مُكرهاً أم عن رضا قناعة، محذرا إياي "إذا أردت الرجوع فإنني سأكون مرتدا وسيكون هناك عقوبة إلهية " فأجبته بأنني دخلت الإسلام عن قناعة تامة وعن رضا وقبول وليس بسبب ضغوط تعرضت لها .
ويكمل الياس: لقد وجدت الدعم والمساندة ممن حولي ونصحوني بكتم إسلامي عن أهلي لأنني سأتعرض لتهديدات وإغراءات مالية وربما حبس وبالفعل كتمت إسلامي عن أمي حتى آخر يوم خرجت من عندها بلا عودة وعندما علموا أقاربي بإعلان إسلامي أمام الناس .
وقال الياس أصبحوا يرسلون لي "مرة الخوري وأخرى رجال دين مسيحيين" بدأوا يعرضون علي إغراءات مالية وإيجاد عروس لي ، حتى أن أمي أتت إلى عملي وطلبت من مديري أن يطردني من عملي جزاء لما قمت به ، ولكنه رفض بشدة وهو من ساندني ودعمني في إسلامي ، وبدأت التهديدات والترصد تتوالى لكن إيماني ويقيني بالله لم يضعفني .
وتابع الياس عندما قررت أن أعلن إسلامي أمام الناس كنت اعلم خطورة هذا الموقف من ناحية الطائفة المسيحية إلا أن إيماني العميق بقضاء الله وقدره ساندي ودفعني لان أقدم وبقلب مفعم بالإيمان واذهب إلى مسجد السوسي الكائن في مخيم الشاطئ حيث اسكن ووقفت على المنبر وأعلنت إسلامي أمام الجمع الغفير من المصلين الذين بدأوا بالتهليل والتكبير ودموع الفرح تتعانق مع دموعي ، ذاك يهنئني وآخر يبكي ويحتضنني مقبلا وداعيا لي بالسداد والاستمرار في الطريق لقد كان يوم لن تمحيه الذاكرة من مخيلتي .
و أشار الياس : إنني اعرف الوضوء من صغري ، حيث أنني تعلمت في مدارس الوكالة ولم انضم إلى مدارس المسيحيين الخاصة لأننا عائلة فقيرة جدا ولا تملك مالا للدخول لمثل هذه المدارس ، كان إلى معي وبجانبي طالب مسلم وأستاذي مسلم ودراستي إسلامية ، أحببتهم وعلموني الوضوء وقراءة الفاتحة والإخلاص منذ صغري حفظتها ، والآن أنا احفظ سور ((الناس والفلق والمسد والعصر والنصر)) لقد حفظتهما خلال هذا الشهر وأنا في طور حفظ آيات أخرى وأحاديث من خلال بمساعدة أخوة لي في المسجد في جلسات الحفظ والتلاوة .
وأضاف الياس كنت أفضل أن أغير اسمي إلى ((أسعد)) لأنني سعيد جدا بدخولي وانتمائي للإسلام بل الأسعد في هذا العالم لأنني أعلنت إسلامي ولكن المفتي أباح لي هذا الاسم لأنه اسم " نبي الله الياس عليه السلام ".
وقال الياس لن أنسى ذلك اليوم الذي ذهبت إلى والدتي كي ادعوها للإسلام ولكنها رفضت وأرسلت أقاربي كي يقنعوني وبدأوا بعرض الزواج ووظيفة بألفي دولار بالشهر حتى أعود إلا أنني رفضت وتركتهم وذهبت إلى النوم، وفي الليل بدأت أحدث أخي سعد على انفراد بعيدا عن أمي عن حلاوة الإسلام وطهارة القلب والتعلق بالصلاة والصوم ، فرأيت فيه القبول إلا انه في اليوم التالي كانت إغراءات إخواننا في الطائفة المسيحية تمارس عليه حيث سيوفروا له بيت الزوجية واختاروا له زوجة مسيحية حتى يبقى على دينه .
وتابع الياس أن أكثر من مرة حاول والده رحمه الله أن يعلن إسلامه إلا انه واجه اعتراضات وتهديدات ، فلم يجد من يقف إلى جانبه ويسانده كما وجدت أنا لذلك حاول مرارا ولم يستطيع بسبب التأثير والضغط الذي يمارس عليه .
وأضاف الياس ذهبت في تلك الليلة إلى النوم متأخرا بعد أن تعبت من الهداية ، وعند ساعة صلاة الفجر نمت ولم استيقظ إلا وسمعتهم عائدين من المسجد فأصابني العجز والبكاء فقمت إلى الصلاة وصرت أدعو الله أن يغفر لي في تقصيري بالذهاب إلى المسجد لصلاة الفجر .
وفي نهاية حديثه وجه الياس رسالة للعالم الغربي أن عليهم بالرجوع إلى الدين الإسلامي لأنه دين الرحمة والمحبة والود والسماحة والطهارة ، فهي فرصة لكم كي تعلنوا إسلامكم حتى لا تدخلوا النار وتحاسبون على كفركم.