إن مما يدهش له الإنسان أشد الدهش أن النصارى لم يضبطوا نسب المسيح عليه السلام ولم يتفقوا عليه فأعطاه كلاً من صاحب إنجيل متى وصاحب إنجيل لوقا نسباً مختلفاً وإليك بيان بذلك يوضح الفرق بينهما :-
أولا - انجيل متى انظروا الى النسب 27 جد وهم -
المسيح ابن 1 - يوسف 2- يعقوب 3 - متان 4 - اليعازر 5 - اليود 6 - أخيم 7 - صادوق 8 - عازور 9 - الياقيم 10 - ابيهود 11 - زربابل 12 - شألتيل 13 - بكنيا 14 - يوشا 15 - امون 16 - منسى 17 - حزقيا 18- أحاز 19 - يوئام 20- عزيا 21 - يورام 22 - يهو شافاط 23 - أسا 24 - أبيا 25 - رحبعام 26 سليمان 27 - داود.
أما انجيل لوقا ومن المثبت تاريخيا ان لوقا لم يرى المسيح ولم يرى متى اساسا فهو يرجعه الى 42 جد واخرهم من سلسلة الاجداد هما ناثان ، ثم داود.
ففي هذا النسب فوارق وأغلاط عديدة وهي :
1- أن متى نسب المسيح إلى يوسف بن يعقوب، وجعله في النهاية من نسل سليمان بن داود عليهما السلام ، وارجع إلى إنجيل متى لترى ذلك واضحاً.
2- أن متى جعل آباء المسيح إلى داود عليه السلام سبعة وعشرين أباً أما لوقا فجعلهم اثنين وأربعين أباً ، وهذا فارق شديد بينهما يدل على خطئهما أو خطأ أحدهما قطعاً.
والنصارى يدّعون أن أحد الإنجيلين كتب نسب مريم ، والآخر كتب نسب يوسف وهذا كلام باطل .
إذ أن صاحب(( إنجيل متى )) (1/16) يقول : (ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يُدعى المسيح).
أما(( إنجيل لوقا )) (3/23) فيقول : (ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ، وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي) فكلاهما صرح بنسب يوسف.
أما الأغلاط في هذا النسب فعديدة منها :
1- أن نسبة المسيح عيسى عليه السلام إلى يوسف خطيب مريم في كلامكم خطأ فاحش ، وفيه تصديق لطعن اليهود في نسب المسيح عليه السلام ، وكان الواجب عليكم أن تنسبوه إلى أمّه مريم لا إلى رجل أجنبي عنه.
2- أن صاحب إنجيل متى أسقط أربعة آباء من سلسلة النسب ثلاثة منهم على التوالي بين ((عزيا ويورام)) حيث النسب كما هو في أخبار الأيام الأول (3/11-13) ((عزريا بن أمصيا بن يواش بن أخزيا بن يورام)) كما أسقط واحداً بين ((يكنيا ويوشيا)) وهو ((يهوياقيم)) هذا ملك على يهوذا بعد أبيه ، ولكنه كان وثنياً عابداً للأوثان فكتب له إرميا يحذره من صُنعه ، ويبين له مغبة أفعاله، فأحرق ((يهوياقيم)) الكتاب ولم يرجع عن غيه.
لهذا قال له أرميا حسب كلامكم : ((لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحرّ نهاراً وللبرد ليلاً )) (سفر إرميا) (36/30)
ومعنى هذا الكلام أنه لا يكون من نسله ملك ، فأسقطه (متى) لسبب في نفسه.وعلل صاحب تفسير العهد الجديد ذلك التصرف بأن (متى)أراد أن يجعل كل مجموعة من النسب أربعة عشر اسماً.ونحن نقول إذا كانت العلة التي لامعنى لها من أجلها حذف أربعة آباء من نسب المسيح ، فذلك يعني أن كاتب الكتاب يكتب لخدمة أهداف في نفسه وأنه لا يكتب ما علم وسمع مجرداً من الهوى والآراء الخاصة ، ومن هنا يمكن أن ندرك كيفية تعامل النصارى الأوائل مع المعلومات الواردة إليهم وأنهم يصوغونها وفق ما يرون ويعتقدون.
ولنا أن نبحث هنا عن السبب ، في هذا الخطأ الفاحش والاختلاف في النسب فنقول :
إن سبب خطأ النصارى في نسب المسيح أنهم نسبوه إلى رجل مغمور غير مشهور وهو ((يوسف النجار))خطيب مريم في زعمهم لهذا أخطئوا في نسبه فأعطاه ((متّى)) نسباً مُلوُكيا، وأعطاه ((لوقا)) نسباً آخر غير معروفٍ ولا معلوم وهذا دليل- كما قال الشيخ رحمة الله الهندي- على أن(( إنجيل متى)) لم يكن معروفاً لدى لوقا وما اطلع عليه وإلا لما خالفه هذه المخالفة الشديدة ...
يتبع .
حبيبي يا ابا القاسم يا رسول الله نهجر من يهجرك ونوالي من والاك
المفضلات