بسم الله الرحمن الرحيم
خلق الرب الانسان غير معصوما عن الخطأ .....
وجعله بين المغريات .....
وأعطاه الوصية .... وحذره من نتيجة الوقوع في الخطيئة .....
واضح من كل المعطيات السابقة وجود نواة صراع .....
بدليل أن حواء عندما نظرت الى الثمرة المحرمة اشتهتها وازدانت في نظرها ....
هذا هو الانسان .....
هذا هوالانسان الطبيعي منذ بداية الخلق .....
هذا هو التكوين ....
وهذه ارادة الرب في وجود الانسان قبل الخطيئة .....
أى شىء يخالف طبيعة الانسان في التكوين والخلق والظروف لا يكون انسانا طبيعيا .
وتمضي السنوات .....
ويقرر الرب تنفيذ خطة مقدسة !!!!!
انه بحاجة الى جسد انسان يكون بلا خطيئة .....
ماذا فعل الرب ليضمن جسدا بلا خطيئة ؟
أهم المقومات التي ضمنت للرب أن يبعد ناسوته عن الخطيئة هذه النقاط وهي نقاط لو وفرها بخلق آدم لكان آدم بلا خطيئة أبدا :
1 - خلق الرب جسده بدون خاصية هامة في الجسد البشري .....
هي خاصية الغريزة الجنسية التي يتباهى بها الرجال برجولتهم .....
والتي قد تعيب المرأة الرجل اذا افتقدها ....
ذلك النقص ....
يجعل صاحبه ليس أمامه المغريات التي قد تكون عند الرجل الطبيعي .....
فعندما يتباهى النصارى أن يسوع بلا خطيئة .....
فان مسبب رئيسي للخطيئة هو مفقود بالأصل عندما هيأ الرب جسده ....
وأنتم تعلمون أن النساء بالنسبة للرجال هن هاجس مهم كمدخل للخطيئة بالنسبة لمحاولات الشيطان .
لذا لن يكون يسوع مثل سيدنا يوسف الذي نؤمن به نحن المسلمون عندما عرضت امرأة جميلة عليه نفسها وحاولت اغراءه بجمالها ولكنه رغم رجولته ورغم الغريزة الجنسية قال ( وما أروعه من قول ) : ما عاذ الله .....
النبي يوسف عليه السلام عندنا أفضل بألف مرة من رجل ليس له خطيئة مع النساء لأنه بالأصل لا يشعر بشىء اتجاه النساء !
ومن هنا ضمن الرب لجسده الناسوتي أن لا يقع بما وقع فيه داود العهد القديم حين رأى امرأة على السطح تستحم فأعجبته استجابة لغريزة جنسية متأججة ومضى بتخطيطه اليها حتى مارس الجنس معها ! ( وحاشا لنبي الله داود عليه السلام أن يرتكب الكبيرة وهو نبي الله وقدوة للناس ) .
ولابد من الاشارة أن العهد القديم ملىء بالاشارة الى السقطات الجنسية والتعابير الجنسية التي استخدمها الرب في سفر الأناشيد حتى يستجذب اليهود بما يستسيغونه ليوضح لهم معاني ربانية كمثل علاقة يسوع بالكنيسة كما يبرر المفسرون اللاهوتيون وجود تلك الاوصاف الجنسية في كتابهم الذي يقدسونه !
ولو افترضنا أن الرب يحاول أن يضرب لهم أمثال سامية عبر استخدام تعابير جنسية صريحة لا يستطيع أب أن يقرأها أمام ابنته في جلسة صلاة ولا تستطيع أنثى بالغة أن تتلوه على مسمع شاب .....
ما أريد ايصاله لكم أن الجنس في العهد القديم احتل المرتبة الاولى للاشارة الى الخطايا التي تفشت ليس على مستوى البشر عامة بل بين الصفوة الذين اختارهم الرب لتبليغ رسالته الطاهرة الى البشر .
ومن أجل هذا فان الرب يعلم أن الانسان له تجربة مريرة مع الغريزة الجنسية التي خلقها الرب في الانسان .
لذا عندما خلق له جسد .... وليضمن أن يكون بلا خطيئة .....
قطع عنه احساس الرغبة الجنسية ....
فأى بر لانسان بعدم الاستجابة الى مجرد النظر الى امرأة بينما ذلك الانسان ليس مخلوقا فيه غريزة جنسية ؟!
وأى فضل ليسوع .... بينما الرب لم يكرم الانسان بذلك الفضل منذ البدء ليباعده عن الخطيئة .... حتى يكون غير مضطر لاستخدام ألفاظ جنسية بسفر الأناشيد حتى يعبر برمزية عن كلمته السامية وذاته المقدسة !
2 - سبب آخر ومهم جدا .... جعل يسوع بلا خطيئة البته .....
هو أن الشيطان لا يجربه الا اذا اقتاد الرب نفسه لتجربة !!!!!!!!
كانت تجربة وحيدة وغريبة في نفس الوقت .....
أربعين يوم صيام .... من أجل ثلاثة أسئلة فقط .....
هذه هي تجربة الرب ..... ثلاثة تجارب فقط ....
الاولى : دعوة الى يسوع أن يحول الحجارة الى خبز حتى يثبت أنه ابن الله لكنه امتنع وقال ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .... فنجح أمام العرض الاول من ابليس .
فما أسهل الامتناع عن أداء معجزة وقول حكمة !!!!!
الثانية : دعوة الى يسوع بأن ينتحر بالقاء نفسه من فوق جناح الهيكل الى الأرض ....
لكن يسوع يمتنع عن الانتحار ويقول حكمة أيضا بأنه لا يجب تجربة الاله .....
وما أسهل أن يخاف الانسان على نفسه من الموت أمام طلب الانتحار وما أسهل أيضا عدم عمل المعجزة المطلوبة واستبدالها بقول حكمة محفوظة .
الثالثة : يعرض ابليس على يسوع ممالك الأرض بينما يسوع يوجد عند أبيه أعظم من كل الأرض بل ويستطيع أن يطلب من أبيه جيشا من الملائكة ليملك الأرض من ابليس رغما عنه .
بالله عليكم .....
أهذه تجربة تستحق الثناء عليها أمام المغريات التي يتعرض لها البشر ....
فواحد مثل يهوذا الأسخريوطي عندما يعرض عليه اليهود رشوة فهو ليس لديه أب مثل يسوع يستطيع أن يطلب منه كنوز الوجود فيلبيها له ....
تجربة يهوذا هي تجربة بحق .... انها وسوسة الأمتلاك لفاقد الشىء .....
أما أن يتم اقتياد انسان لرحلة تجربة وهو يعلم أنه يخضع لتجربة .....
لتقديم ثلاثة عروض فقط ليس لهم وزن في عدم توفر عنصر الاغراء ....
والأدهى من ذلك .....
الرب اقتاد نفسه وبعد العرض الثالث ينهي التجربة بصرف ابليس بعيدا عنه !!!!!
حيث ذهب الى التجربة بموجب انجيل متى :
1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.
وانهى التجربة بعد ثالث عرض سخيف بموجب انجيل لوقا :
8 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!
وكما تلاحظون أن الشيطان ليس له سبيل الى يسوع أبدا الا اذا ذهب يسوع الى الشيطان !!!!!
أربعين يوم صيام وعناء .... والنتيجة ثلاثة عروض هزيلة !!!!!
وهكذا .....
ليس البر والصلاح لدى يسوع شىء يمكن أن يباهي به النصارى .....
يسوع بلا خطيئة لأن الشيطان لا يزين له الخطايا .....
يسوع بلا خطيئة لأنه الرب خلقه بلا غريزة جنسية .....
والشطارة أن يكون يسوع انسانا ولا يخطىء .....
أن يكون انسانا كما هو الانسان الحقيقي ....
وقتها ....
يمكن أن يقال ذلك الانسان بار .....
وأن ذلك بحد ذاته يوضح أن الرب لو أراد أن يخلق الانسان منذ البدء حتى لا يخطىء فانه كان سيفعل معه مثلما فعل مع جسد الرب الانساني .....
لكان تجسد به وحماه .... واقتاده ....
لكن الانسان انسان .....
وارادة الله بالانسان أن يكون غير معصوم عن الخطأ .....
ان وجود الانسان مبني على تجربة ..... صراع بين الخير والشر ....
صراع بين الطاعة والمعصية .....
ولو أراد الله خلق الانسان معصوما عن الخطأ فانه قادر على ذلك .....
وذلك يسوع بلا خطيئة .....
لأن يسوع ببساطة ليس له ناسوت بشري بل ناسوت خاص وغريب ....
لا يباهى به أنه بلا خطيئة .....
لأن المباهاة كانت يجب أن تكون لو كان يسوع مثل آدم بكل ما كان لدى آدم .....
لو كان مثل نسل آدم بكل ما هو عند نسل آدم .....
لو كان لدى يسوع غريزة جنسية وتعرض للاغراء فامتنع بحسم .... ذاك يقال عنه بار .
لو كان لابليس أو للحية حرية الوصول الى يسوع والوسوسة له ولكنه يردهم .... هنا يقال عنه بار ....
لو كان يفتقد آب له ملك كل شىء بينما يتم عرض ما يغريه للامتلاك فيمتنع .....
وقتها نقول أن يسوع بار لا يرضى الخطيئة رغم أن هناك شهوة نادته للخطيئة ....
لكنه لا نداء لشهوة .... ولا شيطان ....
فأى فضل ليسوع أنه بلا خطيئة واحدة .
فليكن انسانا مثلنا ثم نرى البر والصلاح ....
لكن قصة التجسد برمتها قصة غير واقعية وأسطورية مكررة عن العقائد الوثنية .
نسأل الله لجميع النصارى الهداية .
والحمد لله على نعمة الاسلام أن قبل التوبة لأنه خلقنا ويعلم ضعفنا ويباهي باختيارنا البر رغم شهوة الخطيئة وعنده حسن الثواب .
أطيب الأمنيات للجميع من طارق ( نجم ثاقب ) .
المفضلات