يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة

    يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة



    القاهرة - من دعاء فتوح

    أثارت رواية «عزازيل» للكاتب والباحث المصري الدكتور يوسف زيدان.. جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية والدينية... بسبب جرأتها في تناول فترة مهمة وحساسة من التاريخ السري لمصر، خصوصاً الكنيسة... حيث غاصت الرواية في مناطق مجهولة من تاريخ الكنيسة، وألمحت إلى مواقفها القديمة التي اتسمت بالعنف، ومن هنا وجه عدد من القساوسة انتقادات عنيفة للرواية، لكن زيدان نظر إلى الضجة المثارة بعين إيجابية، وقال: إن الرواية فرصة لمراجعة وتنقية تاريخنا القديم، ولاتتضمن بالضرورة إدانة نهائية لأحد.

    وفي حواره مع «الراي»... تحدث رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية الدكتور يوسف زيدان... عن تحولاته من الدراسات التراثية والنقدية إلى الإبداع، وفند الانتقادات التي وجهت إلى روايته «عزازيل»...

    وهذا نص ما دار معه من حوار:
    > بعد 52 كتابا ودراسة بحثية، لماذا أعلنت عن نفسك أخيرا كروائي؟
    - أعتبر جميع السنوات التي مضت من عمري هي مرحلة تأسيس معرفي، أو إعداد، حتى يمكنني كتابة رواية، فالرواية عمل يختلف عن بقية الأنواع الأدبية الأخرى، وأعتقد أنه لا يجوز كتابة الرواية في سن صغيرة.
    فعالم الرواية غني، ويحتاج إلى معرفة واسعة، وكتابتها في مرحلة مبكرة معناها أن النص الروائي غالباً ما يخرج ضعيفاً، فهي إطار فكري إذا شرع فيه الكاتب في سن مبكرة عرضه للهشاشة، وعموما أنا لم أكن بعيداً عن عالم الأدب، فكنت دائماً على صلة وثيقة به ودراساتي الأولى كانت في الشعر الصوفي.

    > ماذا تقصد بالمواقف التاريخية القديمة للكنيسة، والتي يجب على رجالها الحاليين مراجعتها؟
    - يوجد تاريخ واحد للكنيسة المصرية، وهذا التاريخ فيه فترات اتسمت بالعنف، وقد تعرضت لواقعة واحدة في الرواية يتمثل فيها هذا العنف، وهي مقتل عالمة الرياضيات والفلك والفلسفة المصرية هيباتيا ابنة العالم ثيون.
    وهناك وقائع كثيرة قبل وبعد مقتلها، تعد أكثر عنفاً، فقبل مقتلها بـ24 عاماً فقط في العام 391 ميلادية حدثت واقعة أفظع، وهي هدم «السرابيوم» على رؤوس العلماء والفلاسفة والمفكرين الذين تحصنوا فيه لمنع المسيحيين من هدمه، فهدموه فوق رؤوسهم بأمر مباشر من أسقف الإسكندرية وقت ذاك... وكان اسمه «ثيوفيلوس»، وقبلها في العام 361 ميلادية قتل الرهبان السكندريون بمساعدة العامة أسقف المدينة الذي أرسلته «بيزنطة»... وقطعوه بالسواطير في منطقة «جليم» وكان اسمه «جورج الكبدوكي».
    فتلك الوقائع ضد الدعوة المسيحية، وهي حدثت بالفعل، ولا سبيل لإنكارها أو التشكيك فيها، أو إعفاء المسؤولين عنها من الذنب، إذا قد تكون الرواية فرصة لتوجيه النظر إلى تلك الفترة، خاصةً وأن مقتل «هيباتيا» لم يكن اعتداءً على شخص واحد فقط، ولكنه واقعة إنهاء عصر كامل من المعرفة التي قدمتها الإسكندرية للعالم كوريث للثقافة اليونانية، والثقافة المصرية القديمة.

    > ما ردك على الاتهامات التي وجهها إليك الأنبا «بيشوي» على موقعه الخاص وصفحات الجرائد، وأنتم أصدقاء قدامى؟
    - الأنبا بيشوي واحد من كبار اللاهوتيين في العالم، وهو شخصية علمية ودينية مرموقة لها إسهامها البارز في اللاهوت القبطي، بالإضافة إلى تاريخه الكنسي الكبير، وكما ذكر هو في بيانه.. فنحن كنا أصدقاء مقربين تجمعنا روح المحبة الموجودة في جميع الديانات.
    وأظنه عندما أصدر هذا البيان لم يكن قد قرأ الرواية بهدوء، وانفعل متصوراً أنها مخطوطة وجدتها وقمت بكتابتها وصياغتها على هذا الشكل، وقد دعوته إلى إعادة قراءتها مرة أخرى، وأن ينظر إلى الإنسان الموجود فيها بصرف النظر عن الدين، والنماذج الإيجابية التي قدمت فيها، وعموما هو وعدني بذلك، والرد على ما أوردته فيها من وقائع تاريخية ووجهات نظره في كتاب.

    > من المعروف أن معنى كلمة عزازيل هو الشيطان... فمن هو عزازيل الذي قمت بطرحه في روايتك؟
    - عزازيل في الرواية.. هو الجزء المظلم من الذات الإنسانية، الجزء المطمور المخفي الذي لا يموت ما دام الإنسان حيًّا، فهو الذي يحركه ويربطه بالحياة، الذي يشجعه على تحقيق إرادته ثم ينتظر اللوم ويتحمله ويهنأ به، فيتحقق الطرفان.. الذي فعل ، والذي كان مشجباً علقت عليه الخطايا.

    > أشار البعض إلى أن نهاية الرواية لا تعد مفتوحة لأكثر من تأويل، بل كانت مغلقة على احتمال أن بطلها «هيبا» خرج وراء المغنية تاركا وراءه أربعين عاماً من حياته كراهب؟
    - لا أعتقد ذلك.. لأن هناك عددا لا حصر له من التأويلات لوضع نهاية للرواية، وكلها في إطار اللحظة التي توقف عندها النص، وعموماً لا أعرف سوى أن النص توقف في مرحلة معينة، وهي أن «هيبا» سيخرج من هذا الدير مع شروق الشمس حرا، والدعوة الحقيقية تمثلت في آخر كلمة في الرواية، وهي «الحرية».

    > ما مفهومك لتلك الحرية؟
    - هو التخلص من الأوهام.. ففي النص قام «هيبا» بدفن صندوق الرقوق، التي كتب فيها سيرته الذاتية عند بوابة التل، وبداخله أيضا دفن خوفه الموروث، وأوهامه القديمة كلها.
    > هل تعتقد أن شخصية «هيبا» تعبر عن المثقف المعاصر؟
    - قد يكون هذا رأيا صحيحا.. أو لا يكون، ولكن اللافت للنظر بالفعل هو أنه حتى هذه اللحظة.. ومع هذا الصخب والمناقشات التي طرحت سواء على المواقع الإلكترونية، أو في الصحف حول الرواية.. لا توجد دراسة نقدية واحدة منشورة عن الرواية!

    > ما الأسباب من وجهة نظرك؟
    - هناك احتمالات كثيرة.. فيبدو أن النص أحدث نوعاً من الدهشة، وربما تكون الرؤية الفلسفية المطروحة فيه غير مفهومة بالنسبة لهم.. وقد يكون في آخر الأمر مجرد تأخر طبيعي لأنهم في حاجة إلى وقتٍ أطول.. عموماً لا يوجد لديّ سبب قاطع فهذا أمر يسأل عنه النقاد أنفسهم.

    http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=97561
    التعديل الأخير تم بواسطة Ahmed_Negm ; 14-12-2008 الساعة 09:02 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    سر الهجوم على عزرائيل !!!

    أثارت وهزت رواية (عزازيل) للدكتور يوسف زيدان الكنيسة المرقصيه لأن أحداثها تدور في حقبة تاريخية لا ترغب الكنيسة في كشفها لأنها توضح كيف إنتشرت النصرانية في مصر وكيف تعاملت الكنيسة بوحشية مع الذين لم يعتنقوا النصرانية .
    فلقد ذكرمقتل الفيلسوفة المصريه هيباتيا ، أستاذة الأجيال ،
    عالمة الرياضيات المشهورة ، الجامعة بين الرقة والمحبة ، واللطف والجلال ، ماتت أبشعميتة
    على يد الرهبان .
    ، وباسم المسيح صاح البابا كيرلس : " اِقتلوا الكافرة ، طهروا أرضكم من الدنس ، واِعلموا أن المسيح يسوع كان يقصدنا نحن أبناءه في كل زمان ، لما قال : ما جئت لألقي في الأرض سلاما ، بل سيفا " !!!! .خطبة يوم الأحد النارية تسببت في الصيد الآدمي ، البيوت ارتجت من الحركة ، وهربت ملائكة الرحمة . مزقوا ثيابها ، اِنتزعوا شعرها . ربطوها بحبل خشن ، وسحلوها على حجارة مدببة حتى سلخوها تماما ، ثم بالأصداف قشروا جلدها ، وأشعلوا فيها النيران .

    http://tarkalwzer1.maktoobblog.com/1...A6%D9%8A%D9%84_!!!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    مقدمة عن الرواية من موقع الأستاذ يوسف زيدان:

    http://www.ziedan.com/books/Azazel/
    مُقدمة المترجمِ
    يضمُّ هذا الكتابُ الذى أَوْصيتُ أن يُنشر بعد وفاتى، ترجمةً أمينةً قَدْرَ المستطاع لمجموعة اللفائف (الرقوق) التى اكتُشفتْ قبل عشر سنوات بالخرائب الأثرية الحافلة ، الواقعة إلى جهة الشمال الغربى من مدينة حلب السورية، وهى الخرائب الممتدة لثلاثة كيلومترات ، على مقربةٍ من حوافِّ الطريق القديم الواصل بين مدينتىْ حلب و أنطاكية العتيقتين اللتين بدأتا تاريخهما قبل التاريخ المعروف. وهو الطريق المرصوف، الذى يُعتقد أنه المرحلة الأخيرة من طريق الحرير الشهير، الذى كان فى الأزمنة السحيقة يبدأ من أقاصى آسيا، وينتهى مُنهَكاً عند ساحل البحر المتوسط. وقد وصلتنا هذه الرقوق بما عليها من كتابات سُريانية قديمة (آرامية) فى حالةٍ جيدةٍ، نادراً ما نجد مثيلاً لها، مع أنها كُتبت فى النصف الأول من القرن الخامس الميلادى، وتحديداً : قبل خمسٍ وخمسين وخمسمائة وألف ، من سنين هذا الزمان .
    وكان المأسوفُ عليه ، الأبُ الجليلُ وليم كازارىالذى أشرف بنفسه على التنقيبات الأثرية هناك، وهناك لقى مصيره المفجع المفاجئ (منتصف شهر مايو سنة 1997 الميلادية) يرجِّح أن السِّرَّ فى سلامة هذه اللفائف، هو جودة الجلود (الرقوق) التى كُتبت عليها الكلماتُ، بحبرٍ فاحمٍ من أجود الأحبار التى استُعملت فى ذاك الزمان البعيد . علاوةً على حِفْظها فى ذلك الصندوق الخشبى، محكم الإغلاق، الذى أودع فيه الراهبُ المصرىُّ الأصل هيبا مادوَّنه من سيرةٍ عجيبة وتأريخٍ غير مقصود لوقائع حياته القَلِقة ، وتقلُّبات زمانه المضطرب .
    وكان الأبُ كازارى يظن أن الصندوق الخشبى المحلَّى بالزخارف النحاسية الدقيقة، لم يُفتح قطُّ طيلة القرون الماضية . وهو ما يدلُّ على أنه، عفا الله عنه، لم يتفحَّص محتويات الصندوق بشكل جيد. أو لعله خشى أن يفرد اللفائف قبل معالجتها كيميائياً ، فتتقصَّف بين يديه . ومن ثَمَّ ، فهو لم يلحظ الحواشى والتعليقات المكتوبة على أطراف الرقوق، باللغة العربية بقلمٍ نسخىٍّ دقيق ، فى حدود القرن الخامس الهجرى تقديراً. كتبها فيما يبدو لى، راهبٌ عربى من أتباع الكنيسة الكلدانية (الأشورية) التى اتخذت النسطورية مذهباً لها، ولا يزال أتباعها يُعرفون إلى اليوم بالنساطرة! ولم يشأ هذا الراهب المجهول أن يصرِّح باسمه. وقد أوردتُ فى هوامش ترجمتى، بعضاً من حواشيه وتعليقاته الخطيرة، ولم أورد بعضها الآخر لخطورته البالغة .. وكان آخر ما كتبه هذا الراهب المجهول، على ظهر الرَّقِّ الأخير :سوف أُعيد دفن هذا الكنـز ، فإن أوان ظهوره لم يأت بَعْدُ !
    وقد أمضيتُ سبع سنين فى نقل هذا النصِّ من اللغة السريانية إلى العربية. غير أننى ندمتُ على قيامى بترجمة رواية الراهب هيبا هذه، وأشفقتُ من نشرها فى حياتى. خاصةً وقد حَطَّ بى عمرى فى أرض الوهن، وآل زمانى إلى خَطِّ الزوال .. والرواية فى جملتها تقع فى ثلاثين رَقَّاً، مكتوبة على الوجهين بقلمٍ سريانىٍّ سميك، بحسب التقليد القديم للكتابة السريانية الذى يسميه المتخصصون الخط الأسطرنجيلـى ؛ لأن الأناجيل القديمة كانت تُكتب به . وقد اجتهدتُ فى التعرُّف إلى أية معلومات عن المؤلِّف الأصلى، الراهب هيبا المصرى، إضافةً لما رواه هو عن نفسه فى روايته ، فلم أجد له أىَّ خبرٍ فى المصادر التاريخية القديمة. ومن ثم ، فقد خَلَت المراجع الحديثة من أىِّ ذكرٍ له . فكأنه لم يوجد أصلاً، أو هو موجودٌ فقط فى هذه (السيرة) التى بين أيدينا. مع أننى تأكَّدتُ بعد بحوثٍ مطوَّلة من صحةِ كُلِّ الشخصيات الكنسية، ودِقَّةِ كل الوقائع التاريخية التى أوردها فى مخطوطته البديعة هذه، التى كتبها بخطِّه الأنيق المنمَّق من دون إسرافٍ فى زخرفة الكلمات ، وهو ما تُغرى به الكتابة السريانية القديمة (الأسطرنجيلية) الزخرفية بطبعها.
    وقد مكَّننى وضوحُ الخطِّ فى معظم المواضع من قراءة النص بيسر، وبالتالى ترجمته إلى العربية دون قلقٍ من قلق الأصل واضطرابه، مثلما هو الحال فى معظم الكتابات التى وصلتنا من هذه الفترة المبكرة .. ولا يفوتنى هنا أن أشكرَ العلاَّمة الجليل، كبير الرهبان بدير السريان بقبرص، لما أبداه من ملاحظاتٍ مهمة على ترجمتى، وتصويبات لبعض التعبيرات الكنسية القديمة التى لم تكن لى أُلفة بها .
    ولستُ واثقاً من أن ترجمتى هذه إلى العربية، قد نجحتْ فى مماثلة لغة النص السريانى بهاءً ورونقاً . فبالإضافة إلى أن السريانية كانت تمتاز منذ هذا الوقت المبكر بوفرة آدابها وتطور أساليب الكتابة بها، فإن لغة الراهب هيبا وتعبيراته، تعدُّ آيةً من آياتِ البيان والبلاغة . ولطالما أمضيتُ الليالى الطوال فى تأمُّل تعبيراته الرهيفة ، البليغة، والصور الإبداعية التى تتوالى فى عباراته، مـؤكِّدةً شاعريته وحساسيته اللغوية، وإحاطته بأسرار اللغة السريانية التى كتب بها .
    وقد جعلتُ فصول هذه (الرواية) على عدد الرقوق التى هى متفاوتةُ الحجم؛ بطبيعة الحال . وقد أعطيتُ للرقوق عناوين من عندى، تسهيلاً لقارئ هذه الترجمة التى يُنشر فيها هذا النص النادر لأول مرة. وتسهيلاً للقارئ أيضاً، استعملتُ فى ترجمتى الأسماء المعاصرة للمدن التى ذكرها الراهب هيبا فى روايته . فإذا ذكر مدينة بانوبوليس الواقعة بقلب صعيد مصر، ترجمتها عن اسمها اليونانى هذا ، إلى الاسم المعروفة به اليوم: أخميـم. وبلدة جرمانيقي الشامية، جعلتها باسمها المعاصر: مرعش! وصحراء الأسقيط جعلتها باسمها المشهور اليوم: وادى النطرون.. وهكذا فى بقية المدن والمواضع التى وردت فى النص الأصلى، اللهم إلا تلك المواضع التى صار لاسمها القديم دلالةٌ قد يضيِّعها اسمها المعاصر، مثل نيقية الواقعة اليوم فى حدود تركيا ؛ فمع أنها صارت تعرف باسم أزنيق، إلا أننى فضَّلت أن أذكرها باسمها القديم، لما له من أهمية خاصة فى تاريخ المجامع الكنسية؛ إذ انعقد فى هذه المدينة سنة 325 ميلادية، المجمع العالمى (المسكونى) لرؤساء الكنائس، الذى تمَّ فيه الحكم على القَسّ المصرى آريوس بالحرم والطرد والنفى، باعتباره مُهَرْطِقاً وكافراً بالأُرثوذكسية (الإيمان القويم) .. أما ما لم يشتهر من المواضع الواردة فى الرواية، فقد أوردت اسميه القديم والجديد معاً ، منعاً للالتباس.
    وقد وضعتُ بعد الشهور والسنوات القبطية التى ذكرها المؤلِّف؛ ما يقابلها من الشهور والسنوات الميلادية المعروفة اليوم. وأوردتُ، فى مراتٍ قليلة، بعض الملاحظات والإشارات الضرورية الموجزة، وبعض التعليقات (********* التى وجدتها فى الحواشى . ثم ألحقتُ بالرواية بعض الصور المرتبطة بأحداثها .
    المترجـم
    الإسكندرية فى 4 إبريل 2004

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    2,285
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-11-2014
    على الساعة
    07:18 PM

    افتراضي

    اقتباس
    أثارت وهزت رواية (عزازيل) للدكتور يوسف زيدان الكنيسة المرقصيه لأن أحداثها تدور في حقبة تاريخية لا ترغب الكنيسة في كشفها لأنها توضح كيف إنتشرت النصرانية في مصر وكيف تعاملت الكنيسة بوحشية مع الذين لم يعتنقوا النصرانية
    تأريخ الكنيسة



    تضمّن تأريخ الكنيسة العديد من الأحداث الهامّة:عشر إضطهاد روماني منظّم إنتهى بتحويل قسطنطين وإرتفاع الكنيسة المسيحية إلى السلطة السياسية.
    تحويل الإمبراطور قسطنطين يؤدّي إلى نهاية الإضطهاد.[*]إرتفع للسلطة السياسية - الكنيسة يفتح العالم الوثني.إضطهاد زميل المسيحيين ووثنيين وكفرة ويهود ومسلمين.
    الإنشقاقات الدينية وعمليات التقسيم - الكنيسة تفصل على قضايا السيطرة ومذهب وسياسة. الأكثر بروزا كان الإصلاح.
    إكومينيسم - الكنيسة تحاول توحيد إخوته المنفصلة[*]سلطة سياسية - تريد الكنيسة التأثير على الحكومات ثانية وسياسة وأن تؤخذ كشرعية، قائد سياسي في شؤون الحكومات والأمم

    {{ الصورة التى على اليدالية تبين كيف إنتشرت الديانة النصرانية}}

    البابا جريجوري الثالث عشر خُلِقَتْ ميدالية للاحتفال بالحدث الدّمويّ . يصرّح موقع إنترنت كاثوليكيّ أن الميدالية لم تُخْلَق للاحتفال بالمذبحة . هو خُلِقَ للاحتفال بحقيقة أن الملك لم يُقْتَل . سأعتقد أن باستثناء لهذه الحقائق المتميّزة .
    التّصميم على مؤخّرة الميدالية بوضوح يظهر الملاك للكنيسة المسيحيّة تقتّل النّاس .
    كان الملك أبدًا في الخطر . لم يكنّ هناك الحرب التي عرّضت للخطر حياة الملك . في الحقيقة المؤامرة صُمِّمَتْ لجعل البروتستانت يشعروا آمنين . البروتستانت نُصِبُوا كَمِينًا بدون إمكانيّة الدّفاع عن أنفسهم .
    لذلك, الميدالية يمكن أن تُصَمَّم فقط للاحتفال بنجاح هذه المؤامرة - مذبحة النّاس مثّلت على مؤخّرة الميدالية
    إذا تذكّرت اللّاتينيّتي بطريقة سليمة, واجهة بوب جريجوري كسييي. درجات شرفيّة الميدالية مؤخّرة الميدالية لا تذكر الملك
    المذابح في يوم القديس بارثولومو تُرْسَم في البار الملكيّ للفاتيكان في روما, بالكتابة اللّاتينيّة التّالية :
    الحبر, probat necem كوليجني الذي/التي يعني - يوافق البابا على موت كوليجني.[*]في روما كانت الفرحة البشعة كبيرةً جدًّا, أنهم عيّنوا يومًا مهرجان عالي, و يوبيل, مع عظيم الإفراط إلى جميعًا الّذي احتفظ به و أظهر أيّ تعبير للفرح الذي كان يمكن ان يبتكروه ! و الرّجل الذي أوّلاً حمل الأخبار تلقّى 1000 تاجًا من كاردينال لورين لرسالته الغير تقيّة
    المصدر
    دانيال والإيحاء
    تاريخ الكنيسة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    مؤلف رواية "عزازيل": الكنيسة غاضبة مني لأنني تحديت وصايتها الكاملة على التاريخ المصري في الفترة بين الوثنية ودخول الإسلام

    المصريون (وكالات): : بتاريخ 23 - 12 - 2008

    دافع الروائي والباحث المصري يوسف زيدان عن روايته "عزازيل" المثيرة للجدل التي حققت أفضل مبيعات وأشعلت غضب الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، بسبب تناولها قصة راهب ولد في مصر في القرن الخامس وشهد الخلافات بين المسيحيين الأوائل.

    وقال زيدان في مقابلة مع وكالة "رويترز" إن شيوخ الكنيسة غضبوا لأنه تحدى سلطتهم باعتبارهم ورثة القديس مرقس الرسول، وتحدى وصايتهم الكاملة على التاريخ المصري في الفترة بين الوثنية ودخول الإسلام.

    وأضاف "الكنيسة القبطية المصرية تصورت لزمن طويل أن الخمسة قرون السابقة على دخول الإسلام (في عام 640 ميلادية) هي تاريخ خاص للكنيسة القبطية وأنا لا أقدر أن أقبل هذا ولا أرى له معنى ولا منطق".

    وكانت الكنيسة عبرت عن رفضها للرواية التي حظيت بثناء كبير من النقاد، واتهم الأسقف بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، مؤلفها بأنه يريد هدم العقيدة المسيحية الحقيقية والتدخل في الأمور المسيحية الداخلية.

    والرواية التي أصبحت ضمن الكتب المرشحة للفوز بجائزة "بوكر" في الرواية العربية أعيد طباعتها خمس مرات الآن في أقل من عام بعد ظهورها.

    ويروي المؤلف كيف كان يراقب الراهب هيبا حشدا مسيحيا يقتل الباحثة السكندرية الوثنية هيباتيا في الإسكندرية في عام 415 بعد الميلاد، وفي وقت لاحق يلعب جزءا صغيرا في الخلاف بين القديس كيرلس وهو من الإسكندرية (تعتبره الكنيسة واحدا من أشهر آبائها)، وباحث اللاهوت السوري المولد نسطور بشأن ما إذا كانت مريم العذراء ولدت الله أم المسيح.

    وقال زيدان الذي يتولى منصب مدير المخطوطات بمكتبة الإسكندرية إن روايته "عزازيل تخلخل أو تهز الارتباط الضروري بين السلطة الزمنية وبين السلطة الروحية"، وأضاف "منذ زمن طويل رجال الدين يقولون إنهم الناطقون باسم مرقس الرسول فالرواية أظهرت أن هذا شيء مزيف في شأن البابا كيرلس".

    وأشار زيدان وهو ليبرالي إلى أنه يؤمن بكل الأديان وليس ضد المسيحية، مضيفا أنه يرى أوجه شبه بين العنف الديني والتطرف في القرن الخامس ونفس النوع من العنف في العالم الحديث.

    وقال "هناك بنية واحدة (للعنف الديني) قابلة للتكرار عندما تتوافر الظروف الموضوعية لإبرازها. فما كان في الإسكندرية سنة 391 (عندما أصبحت المسيحية دين الدولة) هو مقلوب ما هو في مصر الآن".

    وزيدان الذي كان أستاذا للفلسفة وهو في التاسعة والعشرين من عمره كتب أكثر من 50 كتابا وقال إنه لم ينكر أهمية البابا كيرلس قي التاريخ المسيحي، لكنه قال إنه كان عنيفا وكان فكره عنيفا والآن آباء الكنيسة المعاصرة يقولون إنه كان بريئا من دم هيباتيا.

    ودافع عن اهتمامه باللاهوت المسيحي على أساس أنه جزء من ميراث مشترك، وقال إنه يعتقد أن هذا الميراث متصل وانه لن يفهم التراث الإسلامي ما لم يعد إلى فترة المسيحية.

    وأضاف قائلا انه لذلك وفي هذا السياق لا يجب أن يحسب مسيحيا أو مسلما وإنما "أحسب كشخص يفكر ويحاول أن يفسر الواقع الذي أصبحنا فيه."
    والرواية من خلال إعادة تصوير تلك الفترة بحيوية ومن خلال الحبكة القوية والشخصيات الجذابة كسبت بسرعة مؤيدين بين القراء المصريين الذين يزداد عددهم.


    وفسر زيدان سر نجاحها إلى اتسامها بعدم التقليدية، وأضاف أنه لم يكن هناك أي روايات تاريخية في المقام الأول وأن ما كتب في السابق كان روايات عن التاريخ وليس إعادة سرد لفترة تاريخية.

    http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=57874&Page=6

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    عندما تبدأ في قراءة رواية 'عزازيل' للدكتور يوسف زيدان سرعان ما تستدعي لك ذاكرتك عدة روايات انتهجت الأسلوب نفسه في ارتكازها على أدب الرحلات أو أرشيف معلوماتي تاريخي تناول جانبا مهما من إرث دين معين مرت فتراته المتعددة بيحموم من العنف والدم والخيانة والتطرف. من هذه الروايات على سبيل المثال وليس الحصر، 'شفرة ديفنشي' لدن براون، ومعظم روايات أمين معلوف، وبعض روايات بنسالم حميش وجمال الغيطاني، ورواية 'اسمي أحمر' لأورهان باموق، ورواية 'اسم الوردة' لإمبرتو إيكو وروايات نيكوس كازنتزاكي التي تناول في أحداثها الحراك المسيحي في اليونان وغيرها من الروايات التي اعتمدت على التاريخ وما جرت به من أحداث مهمة وشمت جلد العالم بأوشام الألم الفظيع الذي سببه السعي الدائم لامتلاك الحقيقة وفرض الرأي والدفاع عن رؤية عقلية لا يمكننا إمساك طرف جلبابها باليد، لأنها رؤية ضوئية أو نورانية أو روحانية يعجز الإنسان بما يمتلك من أدوات فهم من الإلمام والإحاطة بها من دون وجود ثقب تتسرب منه لتجلب المعارضين والمختلفين.

    ولكن الدكتور زيدان في روايته هذه قد أتى بشيء جديد وهذا الشيء هو حديثه عن الشيطان وجعله شخصية مهمة في الرواية وأساسية جدا بحيث لو تم حذفها فستنهار هذه الرواية وعلى الرغم من المشاركة البسيطة القليلة من حيث المادة الكتابية حول شخصية عزازيل في الرواية، إلا أن هذه المشاركة والتدخلات الشيطانية في الرواية مؤثرة وفاعلة وفي محلها الإبداعي الصحيح، فشخصية الراهب المصري هيبا من دون شيطانها ستكون شخصية تاريخية جافة بل غير روائية بالمرة، لكن وجود عــزازيل يلازمها جعلها تكون شخصية صادقة وفاعلة ومؤثرة وتمارس حياتها بصورة طبيعية لا تصنع فيـــها، ومن هنا دور عزازيل وهو اسم من أسماء الشياطين كالحجر الذي يرمى في البحيرة، فهو محرك الأحداث وهو الحصان الأسود أو اللاعب الأساسي في هذه الرواية التي لن ننكر أبدا أنها رواية ممتعة ومن أجمل ما قرأنا أخيرا.

    الحياة من دون شيطان حياة ميتة وحكمة الله أنه خلق الشيطان وجعله لا يموت وجعله يتدخل ويوسوس ويطرح الأسئلة المحيرة التي تجعل العقل يعمل ويفكر. وفي هذه الرواية يحاول الروائي أن يجد مساحة اتفاق مناسبة بين الشيطان والإنسان الذي يسكن فيه بحيث يعيشان في سلام وفي متعة ومتى ما اتفق الإنسان والشيطان الذي يسكنه سيحل السلام في هذا العالم التعس وستجف الدماء وستتحول الآلام إلى راحة وأمان وسعادة.

    عندما تختلف مع الثوابت أو ما يعتقد أنها ثوابت حتما ستثير جدلا وستلقى معارضات وهذا ما نجحت الرواية فيه فشيطان الرواية قد رمى حجره في بحيرة المسيحية الراكدة لتمس هذه الحجرة رؤوس النائمين وتشتعل الاحتجاجات وتشتعل الهالة الإعلامية ليتوجه الجمهور مباشرة لقراءة هذه الرواية والحكم بنفسه على ما جاء فيها وقد لعب الكثير من الكتاب هذه اللعبة ومعظمهم فشـــــلوا في لفت النظر إلى عملهم الفني نظرا لوعي قارئ اليوم وتــــركيزه على قيمة العمل فنيا بعد ما يتم تــــجريده من البهارات الجنسية والدينية والسياسية التي وصلت رائحتها إلى أنفه، وزيدان لم يضـــع هذه الأمور في رأسه فكونه متخصصا في المخطـــوطات والتاريخ واللاهوت وعلى علم بالتاريخ والفلسفة فقد استخدم قدراته وما يمتلكه من ثقافة في كتــابة هذه الرواية التي قدمت للقارئ الكثير من المتع المعرفية والتي لو قرأها في كتاب تاريخي ما وصلت إليه كما وصلت إليه عبر الرواية، والرواية في الفترة الأخيرة بدأت تعتمد كثيرا على المعلومات وعلى الدروس وكل المتخصصين في العلوم الإنسانية والعلمية سوف يقدمون معلوماتهم بهذه الطريقة الإبداعية الأقرب إلى وجدان القارئ.

    ما جلبه من معلومات في هذه الرواية متوفر في الكتب بإمكان المهتمين أن يتحصلوا عليه بسهولة، لكن الرؤية الجديدة التي قدمها يوسف زيدان للشيطان وإمكان الاستفادة منه ومحاورته متى ما حاوره الإنسان و تعاطى معه بوعي ومن دون أحكام مسبقة كون الشيطان شراً، ففي هذه الرواية ترى الشيطان بتدخله في حياة الراهب وهي بالطبع ضد الطبيعة الإنسانية قد مارس دورا إيجابيا وقد حاول جاهدا أن يخرج هذا الراهب من صومعته ليجعله يتزوج ويعيش حياة طبيعية ككل البشر، لكن هذا الراهب دائما يتراجع ويتردد حتى تتسرب الحياة من بين يديه ليجد نفسه في النهاية جلدة جافة يغلفها الندم والحزن من النواحي جميعها.

    الرواية تدعو إلى نبذ العنف ونبذ التطرف و التحصن بالتآخي و الاستفادة من الأشياء السالبة بتفريغها من السلبية وزرعها بالخير مثل ما فعلت الرواية مع الشيطان نفسه الذي دائما يوسوس ليجعلنا لا نقبل الأحكام المطلقة ونفكر في الإيمان كيف ولماذا ونطرح جميع الأسئلة التي تضطرم في داخلنا ولا نطفئها إلا بإجابة مقنعة، فأسئلة الشيطان هنا حركتنا للبحث عن الكثير من الضوء ولا يجب أن ننظر إليها بمنظار التجديف والهرطقة .. لقد أوضحت هذه الرواية الصراع القائم في الديانة المسيحية بين رجال الدين ومحاكم تفتيشهم المرئية والمخفية وكيف أنهم يحولون صراعهم إلى دم أحمر منتج للموت والألم وكيف أنهم يسعون إلى الحاضر وإلى الدنيا عبر تحشيد الأتباع والتملق لأرباب السلطة السياسية الذين في الغالب يستخدمونهم لصالحهم ولكبح جماح الرعية المتطلعة للحرية بواسطة أدعيتهم وصلواتهم وشعائرهم، وينسحب هذا الأمر على بقية الديانات المسماة سماوية أو غيرها من الديانات الموجودة في العالم حيث ترى الصراع محتدما دائما وإن خمد لفترة قصيرة فهو هدنة ماكرة ليس إلا من أجل اشتعال أعنف.

    لقد كافحت هذه الرواية طويلا وخلال كل صفحاتها من أجل أن تجعل للإنسان وجها بهيا عبر عدة شخصيات يتقدمها الراهب هيبا وصديقه رئيس الدير وصديقه الأسقف نسطور وصديقه الراهب المتشدد والعشيقة مارتا وقبلهما الفيلسوفة هيباثيا والعشيقة اوكتافيا اللتين قتلتا من الغوغاء أمام عينيه وبالطبع يتقدم هذه الشخصيات الشيطان عزازيل الذي هو بميزان ومحرك للأحداث والدفع بها إلى نهايات مقبولة ومتوقعة ومنتجة للعبر والدروس.

    في الرواية انحياز للثقافة والكتب والمكتبات و الرقوق وحب عميق للأدب يعيش في قلب الروائي ويلازمه في لاوعيه إلى الأبد وذلك لأن الروائي زيدان قضى حياته بين المخطوطات والكتب والورق فجعل لبطله هيبا خرجا به كتب ممنوعة ومباحة وجعل في الرواية حيزا كبيرا لمكان اسمه المكتبة ودخل الكتاب والرسالة والرق والورقة وورق البردي في الكثير من الأحداث وهذا أعتبره إخلاصا لأفيون الوراقين والخطاطين والنساخين والحبر النازف من قلب هؤلاء العشاق جميعا..

    في الرواية أيضا مقارنات كثيرة بين شيئين يشبهان نفسيهما في المادة مثل مقارنة الكاتب عبر الراهب هيبا لفضائل ومثالب الماء عبر عقد مقارنة بين ماء البحر الذي كاد أن يغرقه في الإسكندرية وماء النهر الذي عاش وولد على ضفافه وقد عقد العديد من الروائيين مثل هذه المقارنات والغرض منها هو تمجيد الأصل والعودة إليه فهيبا يعتز بالنيل ويدين البحر وابراهيم الكوني في روايته 'السحرة' مثلا ينحاز إلى الصحراء ويدين الواحة الظليلة الخصبة على الرغم من أنها أنقذته من العطش كذلك يمجد الجمل سفينة الحصار ويدين الحصان والحمار والبغل.

    من خلال سيرة هذا الراهب المصري وسفره من الصعيد عبر النيل إلى الإسكندرية ومنها إلى بلاد الشام وحتى أنطاكية مارا بعدة ديور ومدن تنتشر فيها المسيحية وتعتبر مراكز عبادات كبيرة لها كأورشليم وفي كل مدينة يرى من الجرائم المؤلمة والشبيهة بفظائع حياته هو بالذات كقتل أبيه المتسامح مع الوثنيين من قبل المتطرفين المسيحيين على مرأى منه وخيانة أمه بالوشاية في أبيه والزواج بأحد قاتليه وسحل الفيلسوفة حية هيباثيا وقتل عشيقته أوكتافيا بوحشية، هذه الحياة هي حياة كل إنسان يعيش الآن ولو أن الأحداث اختلفت، فإنسان هذا العصر لا بد وأن يكون قد عانى من مثل هذه الجرائم في حقه، فلا أحد لم يفقد قريباً أو صديقاً أو حبيباً في هذا الزمن الآثم المكتظ بالجرائم الوحشية في كل كيلو متر منه.

    هذه الرواية هي دعوة للتسامح وغربال لتنقية الدين بتركه كما هو وعدم الاختلاف فيه كثيرا خاصة في قضايا اللاهوت التي لن يصل فيها المتناقشون والمتجادلون إلى نتيجة لأن رؤى الإنسان مختلفة من إنسان لآخر وهذه القضايا اللاهوتية هي مثل القضية التي تطرحها الديوك دائما من جاء أولا الدجاجة أم البيضة، فلا داعي لأن نتحارب أو نتقاتل ودعونا نعيش كما يرى المؤلف في إحدى أجزاء الرواية كالحمام البري الذي لا تختلف فيه أنثى مع ذكر يعتليها أو العكس فالمتعة والحياة متاحة للجميع وزيارة هذا الحمام البري إلى الدير كانت كي يعطي درسا في السلام أهم من الدروس التي تعطيها دور العبادة وتحرص عليها والتي أثبتت أنها دروس لا تؤدي دائما إلى نتيجة ولا تجعل الإنسان معصوما من المعصية، كما حدث للراهب هيبة الضعيف أمام النساء الجميلات اللاتي يشبههن بالملائكة لكنه يعيش الحياة الفطرية معهن وهي الارتواء منهن و ما إن ينتهي حتى يفكر ويقرر أن لا يقدم عشرين عاما من الرهبنة مهرا لأنثى قد تخونه مع حلبي أو جندي روماني ولأنها تعيش بالمقابل حياتها الفطرية فسوف تفعل وتترك له رسالة من كلمة واحدة (مضطرة) فتصيبه الحمى ويمرض للجرح ثم يشفى ويتقوقع مع شيطانه في صومعته متحاورين بدهاء وباحثين عن مغامرة أخرى يخرجان منها بأقل الخسائر.

    هذه الرواية تحاول أن تصيغ لنا قانون إيمان جديداً، قانوناً غير مكتوب، يتبناه بشر العالم كلهم ويعيشون في ظله، القوانين المكتوبة أثبتت فشلها ودائما تثقبها ظروف الزمن وتغيراته وتسحلها وتهريها وتفرغها من محتواها، وهي رواية فلسفية، تحرك الفكر وتجبرك على أن تقرأها مجددا للوقوف على ما تفجره كل يوم من أسئلة جديدة، لقد كانت شخصية هيبا شخصية إنسانية مملوءة بكل تناقضات الإنسان، شخصية مشحونة بالإيمان وبالتخلي عن هذا الإيمان إخلاصا لرغبات القلب والجسد والروح في أي لحظة، ومن هنا نعرف أن الإيمان ليس قفلا محكما وليس سجنا وهو شيء اختياري لا يمكن لأحد أن يفرضه على الآخر بالقوة ومتى ما ابتعدت القوة عن الحياة صارت الحياة جنة وحل السلام واتسعت ابتسامة البشرية إلى أقصى مدى.
    العالم الآن يحتاج إلى مثل هذه الكتابات التي تنقي ثوب الحياة ودفأها من الجليد والدم وجميل أن تأتي هذه الكتابات من أناس متخصصين في مجالهم. لكن هذا الموضوع سيفتح أيضا الكثير من الأبواب سنقرأ ربما قريبا وحسب توقعاتي كتبا روائية ستمس الموروث الإسلامي وستعرض على دائرة البحث الإبداعي معتمدة على التاريخ قضايا التطرف الإسلامي وقضايا السنة والشيعة والكثير من الأشياء والقضايا المختلف فيها في التاريخ الإسلامي، لكن أتوقع أن لا تجد مثل تلك الكتابات الاهتمام الأدبي المناسب كونها لا تتحدث عن المسيحية أو اليهودية المسيطرتين على آلة الإعلام العالمي الآن وهذه الرواية عزازيل سيتم تناولها سينمائيا أو تلفزيا لأنها تمتلك مقومات النجاح الدرامي لتركيزها على الأكشن وعلى تعدد الأماكن وما بها من لوحات حياتوية تقدم صورة حية لزخم الحياة آنذاك ولاعتمادها على قضية أبدية وهي الاختلاف والشيطان والخلاف اللاهوتي وهذه القضايا لن تنتهي أبدا حتى لو تجددت الحياة، وشخصية عزازيـــــل في هذه الرواية وهي شبيهة بمقص الرقيب الذي يتدخل كلما أراد وأحب والتي تذكرني أيضا بشخصية أبي قطـــرة التي شاهدتها في أحد المسلسلات العربية التي كان يبثـــــها التلفاز الليبي فترة ثمانينيات القـــرن المنصرم حيث ينبثق ضوء متعرجــــا ومشوشا ليوسوس لبطل المسلسل بما يلزم عمله ضاغطا على تفكيره ومصنع قراراته بكل ثقله الشيطاني.


    وجميل جدا من هذا الروائي أن يذكر في أكثر من مكان في الرواية البنتوبولس
    (المدن الخمس الليبية) التي كانت تتبع كنيسة الإسكندرية وهذه المدن والتي أجريت حولها مؤخرا الكثير من الأبحاث الأثرية حيث تم اكتشاف كهوف يعتقد أنها كنائس قديمة بها نقش القديس مرقس وأسده، وهذه المدن هي أرض بكر للكتابة الروائية لغنائها بالموروث التاريخي الإغريقي والروماني والإسلامي ولذكرها في كثير من مدونات التاريخ الهامة ككتاب هيرودوت وكتب القورينائيين ولقد ترجم الفيلسوف الراحل عبدالرحمن بدوي الكثير منها.


    هذه الرواية تقول لنا أن الحياة لغز وأن الشيطان قدر لا بد منه علينا أن نتعايش معه وأن نستغله لمنفعتنا ونستفيد من حياته الأبدية لحياتنا القصيرة وبالتعبير الدقيق أن نكون نحن شياطين لهذا الشيطان الساعي لتوريطنا دائما فنورطه في شيء اسمه المحبة والسلام والصدق والتعايش الودود بين أمم الأرض كافة، والإبداع قادر على فعل ذلك.

    كاتب من ليبيا

    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...20&storytitlec=

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    زيدان يدافع عن روايته عزازيل المرشحة لـ «البوكر العربية»



    جوناثان رايت - رويترز

    أغضب الروائي والباحث المصري يوسف زيدان الكنيسة القبطية المصرية بروايته "عزازيل" التي حققت افضل مبيعات وتتناول قصة راهب ولد في مصر في القرن الخامس وشهد الخلافات بين المسيحيين الاوائل.وقال الاسقف بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية ان زيدان يريد هدم العقيدة المسيحية الحقيقية واتهمه بالتدخل في الامور المسيحية الداخلية.لكن في مقابلة مع رويترز قال زيدان ان رجال الكنيسة غضبوا لانه تحدى سلطتهم باعتبارهم ورثة القديس مرقس الرسول وتحدى وصيتهم الكاملة على التاريخ المصري في الفترة بين الوثنية ودخول الاسلام.وقال زيدان "الكنيسة القبطية المصرية تصورت لزمن طويل ان الخمسة قرون السابقة على دخول الاسلام(في عام 640 ميلادية) هي تاريخ خاص للكنيسة القبطية وأنا لا أقدر ان أقبل هذا ولا أرى له معنى ولا منطق."وفي روايته التي أصبحت ضمن الكتب المرشحة للفوز بجائزة "بوكر" في الرواية العربية وأعيدت طباعتها خمس مرات الان في اقل من عام بعد ظهورها يراقب الراهب هيبا حشدا مسيحيا يقتل الباحثة السكندرية الوثنية هيباتيا في الاسكندرية في عام 415 بعد الميلاد.وفي وقت لاحق يلعب جزءا صغيرا في الخلاف بين القديس كيرلس وهو من الاسكندرية وباحث اللاهوت السوري المولد نسطور بشأن ما اذا كانت مريم العذراء.والكنيسة القبطية الحديثة التي يتبعها عشرة في المئة من المصريين تعتبر البابا كيرلس واحدا من أشهر ابائها.وقال زيدان وهو مسلم يتولى منصب مدير المخطوطات بمكتبة الاسكندرية التي أعيد احياؤها ان روايته "عزازيل تخلخل أو تهز الارتباط الضروري بين السلطة الزمنية وبين السلطة الروحية".وأضاف "منذ زمن طويل رجال الدين يقولون انهم الناطقون باسم مرقس الرسول فالرواية أظهرت ان هذا شيء مزيف في شأن البابا كيرلس."وقال "هناك بنية واحدة (للعنف الديني) قابلة للتكرار عندما تتوافر الظروف الموضوعية لابرازها. فما كان في الاسكندرية سنة 391 (عندما أصبحت المسيحية دين الدولة) هو مقلوب ما هو في مصر الان."وزيدان الذي كان استاذا للفلسفة وهو في التاسعة والعشرين من عمره كتب أكثر من 50 كتابا وقال إنه لم ينكر أهمية البابا كيرلس قي التاريخ المسيحي. لكنه قال انه كان عنيفا وكان فكره عنيفا والان آباء الكنيسة المعاصرة يقولون انه كان بريئا من دم هيباتيا. ودافع عن اهتمامه باللاهوت المسيحي على اساس انه جزء من ميراث مشترك. وقال انه يعتقد ان هذا الميراث متصل وانه لن يفهم التراث الاسلامي ما لم يعد الى فترة المسيحية. وأضاف قائلا انه لذلك وفي هذا السياق لا يجب ان يحسب مسيحيا أو مسلما وانما "أحسب كشخص يفكر ويحاول ان يفسر الواقع الذي أصبحنا فيه."والرواية من خلال اعادة تصوير تلك الفترة بحيوبة ومن خلال الحبكة القوية والشخصيات الجذابة كسبت بسرعة مؤيدين بين القراء المصريين الذين يزداد عددهم.

    Date : 27-12-2008

    http://www.addustour.com/ViewTopic.a...7_id105680.htm

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    في ندوتين منفصلتين قراءات جديدة عزازيل يوسف زيدان

    محمد الحمامصي من الاسكندرية: فى إطار الاحتفاء المتواصل برواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان أقيمت مساء الأربعاء الماضى بمركز الإبداع بالإسكندرية ندوة أدبية لمناقشة الرواية، قدَّم الندوة الشاعر السكندرى صبرى أبو علم، وناقش الرواية الناقد الروائى محمد السيد عيد، وأعقب الندوة حفل توقيع للراوية .فى تقديمه أشار صبرى أبو علم إلى تحول يوسف زيدان خلال السنوات القليلة السابقة إلى الرواية بدءاً بظل الأفعى التى مازالت تثير تساؤلات حول قداسة الأنثى ومكانتها. ووصولاً إلى عزازيل التى أحدثت جدالاً عميقاً ، ثم دعا كل من هاجم هذه الرواية ولم يقرأها، أن يقرأها أولاً ليستمتع .
    وقد بدأ الناقد محمد السيد عيد مناقشته للرواية، بالتنويه على اختيار الرواية ضمن قائمة البوكر لأفضل ست روايات عربية .ثم أشار إلى أن ثمة علاقات إنسانية متعددة توجد فى الرواية ومن ضمن العلاقات القوية فى الرواية، علاقة البطل (هيبا) بثلاث نساء، هن : أوكتافيا ، هيباتيا ، مرتا، ويحسب للمؤلف أنه قدم هذه العلاقات الثلاث باقتدارٍ فنىٍ منقطع النظير نقلته لنا لغة شاعرية رقيقة تهتم بأدق التفاصيل .
    وعزازيل عمل روائى من أعمال السيرة التى تتتبَّع الشخصية المحورية فى كل أفعالها ومراحلها، خلال رحلة بطلها الراهب هيبا .وهيبا خلال الرواية له علاقة بثلاثة رجال دين هم : كيرلُّس، نسطور، الفرِّيسى وقد عرض المؤلف من خلال علاقة هيبا بالرجال الثلاثة لهيمنة طابع العنف بسبب اختلاف هؤلاء فى رؤاهم الفكرية .
    ونرى المؤلف يعتمد كثيراً على التضمين، فيقتبس آية من الإنجيل أو التوراة أو القرآن بلفظها أو بمعناها لقد سيطرت صيغة الفعل الماضى على الأسلوب العام فى الرواية، وكذلك ضمير المتكلم لأن الراوى هو البطل نفسه .
    ويضيف محمد السيد عيد أن الرواية ممتعة بحق، تصور الإنسان فى ضعفه، فأجمل ما فى الإنسان ضعفه، وهيبا بضعفه يقدم لنا معلومات عن عصر لم يتعرض له بهذه التفاصيل من قبل أى كاتب مصرى، ولقد أفاد الكاتب كثيراً من خلفيته الفلسفية والتاريخية .
    وفى تعليق للمؤلف أشار إلى أن الأشياء فى أذهاننا متصلة على نحوٍ عجيب، الإنسان واحد والتراث المتصل واحد، وتحت هذه القشرة الهشة التى نراها كل يوم طبقاتٌ من المعانى مختزنة، تحتاج إلى تقديم رؤى للكشف عنها .
    إن وعينا المطمور يطل برأسه من تحت الأرض كالعنقاء، وواقعنا المصرى المعيش معقد جداً، ولذا علينا أن نفتش فى ماضينا عن حاضرنا .
    أما الندوة الثانية فكانت في إطار معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب وتحدث فيها الناقدان د.زكريا عناني ود. السعيد الورقي عضوا اتحاد الكتاب المصريين – فرع الإسكندرية بمشاركة د.يوسف زيدان وأدار اللقاء الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية.
    وقد وصف الدكتور عناني "عزازيل" في بداية الندوة بالعمل الفني المحترم والمبدع فلم يترك عمل أدبي بصماته المؤثرة بهذا الشكل منذ رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، مشيرا إلى أن الدكتور زيدان أحدث زوبعة في فن الرواية بهذا العمل الفني الرائع.
    وأضاف أن الرواية تدخلنا في دائرة الرواية المتخصصة، وهي مسبوقة برواية ظل الأفعى عام 2006 لذات الكاتب، لافتا إلى أن الأدباء لم يدركوا حينها أن الدكتور زيدان؛ وهو الفيلسوف، لديه كل هذا القدر من الإبداع الأدبي، ففي هذه الرواية المشحونة بالمعلومات قال المؤلف إن الأفعى لها ظل فكيف هذا وهى تمشي على الأرض ولكن هذه حقيقة فالأفعى لها ظل في الوقت الذي ترفع فيها قامتها لتلدغ ضحيتها وهذا يضفي عليها قيمة أدبية.
    في حين كان تسليط الضوء في "عزازيل" على نقطة الإيهام يعطي قيمة أدبية كبرى، فبطل الرواية الراهب هيبا رحل وهو صغير من قرية في أسوان دون تحديد أسمها - عن عمد - كما أن البدء من أسوان ليضفي الروح الفرعونية، ثم منها إلى أسيوط حتى وصل إلى الإسكندرية وتصادف بالعشوائيات التي توجد حولها وينطلق إلى البحر بكل صخبه وهديره ويقذف بنفسه في الماء فيقع في الدوامات التي تذهب به وأخيراً وبعد صراع شديد يخرج منها فتقابله "أوكتافيا" وتعشقه ويعيش هذا الراهب في نشوة الحب الأنثوي الغامر وتسأله في النهاية من أنت؟ فيجيب أنه راهب فتتنمر وتأمره أن يغادر المكان فوراً.
    كما أن رحلة هيبا إلى الآفاق وبيت المقدس حيث التجربة شديدة الروحانية وكأن الإنسان تلعب به أهواء، ثم تطل عليه امرأة أخرى وهي "مارتا" التي تعيد إليه النشوة المفتقدة والجمال المطلق ثم يأتي عزازيل إليه في النهاية ويقول له أنت لست وحدك وأنا لست وحدي فنحن نكمل بعضنا البعض.
    من جانبه، قال الدكتور يوسف زيدان إن هناك ارتباطا عضويا بين ما يكتب وبين الواقع؛ فهي تجليات حول الفكرة فتصاغ شفاهة في حوار أو تصاغ في مقال أو عمل أدبي، رافضا ما يثار حول تحوله من باحث إلى كاتب روائي، مشيرا إلى أنه لا يزال باحثا وآخر أعماله البحثية "اللاهوت العربي" تؤكد ذلك.
    وأضاف أنه في بعض الأحيان توجد أفكار لا نستطيع أن نصيغها في أبحاث فتكون البنية الروائية هي الحل الأمثل لنقاشها، لذا كانت عزازيل نتاج سنين طويلة بالتحويل من النص الثقافي إلى واقع نراه متجسد ونابض مستعيناً بالتراث الكامن فينا وهو التراث الأسطوري. ورفض أن تستأثر طائفة أو جماعة معينة من الناس بزمن ما مثل الزمن المسيحي الذي دارت فيه روايته؛ فهو زمن مصري وهذا الزمن لا يجب أن يستأثر به المسيحيون وحدهم ظناً منهم أنه شأن داخلي.
    وفي سياق متصل، أشار د. السعيد الورقي إلى أن رواية عزازيل أحدثت إشكاليات كثيرة كان معظمها يدور حول المادة الدينية التي تناولتها ومدى صدقها من عدمه؛ حيث إن الكاتب جاء على ذكر بعض الأشخاص التاريخية الحقيقية، إلا أنه أردف قائلا: ولكن يجب أن نتفق أن الفنان عندما يذكر التاريخ فهو يعيد التاريخ من منظور رؤيته؛ فالعمل الأدبي ليس تاريخي لأن الفنان يخلق عالماً موازيا للحقيقة وليس مساويا له، فهو إعادة رؤية بما ينبع من وجدانه وداخله من أفكار.
    ونوّه إلى أن عزازيل تحتوي على قدر كبير جداً من المتعة لما فيها من تصوير لعظمة الإنسان وضعفه في آن واحد، وما فيها من بحث لأشياء مطلقة وإجابة لأسئلة كثيرة تراود الإنسان منذ وجوده وحتى الآن؛ مثل: من أنا؟ وإلى أين أنا ذاهب؟ وما قيمة هذا كله؟؛ فمن قرأ الرواية سوف يلاحظ أن المؤلف أشار بشيء من الخبث إلى أن الشخصية الرئيسية وهو هيبا الراهب لم يعثر له على أي أثر في المصادر التاريخية القديمة وربما كان موجودا ولكن في الغالب أنه شخصية خيالية.
    ثم قرأ جزء من الرواية تحت عنوان "بدأ التدوين" وقام بشرحه فقال إنه منذ البداية عرفنا أن الرجل قام برحلته وهى رحلة نفسية وروحية وجسدية فهي رحلة اغتراب عن المكان وعن الروح كما أنها رحلة معرفة فهو خرج للبحث عن المزيد من الدلائل التي تزيد من يقينه كما أنها في البداية والنهاية رحلة الصراع الإنساني. واستطاع هيبا من خلال رحلته أن يتوصل إلى عدة اكتشافات؛ هي: إن شيطانك منك وهواجس النفس هي طبيعتك البشرية، والشك والضعف البشري ليس تشوهاً بقدر ما هو من طبيعتنا البشرية، وأساس الإيحاء هو الجدل الداخلي بين الضعف والقوة، والحقيقة المطلقة ما هي إلا سراب، والجسد الحي لا يمكن أن يموت والشهوة هي جزء جوهري من تكوينه.
    وأثار الدكتور الورقي تساؤلا حول سبب اختيار اسم عزازيل للرواية رغم أن بطلها هو الراهب هيبا، مجيبا على ذلك بالقول إن عزازيل هو أحد أسماء الشيطان، وبما أن الشيطان جزء من النفس بمعنى أن عزازيل هيبا جزء من هيبا نفسه، فهذا يؤدي بنا إلى أن العنوان هو قناع من المؤلف أراد من خلاله أن يؤكد أن الرواية لا تقوم على المقابلة بين الإنسان والجسد والروح أو بين الشر والخير وكلاهما موجود في الإنسان ولكن الرواية هي رحلة الإنسان وكان يجسدها هيبا في بحثه الوجودي عن الله والمعرفة وقام بها هيبا لإحساسه بالمعرفة ولكنه أكتشف أن كل خطوة كان يخطوها وكل اكتشاف كان يكتشفه ما هو إلا سراب.
    وألمح إلى أن الكاتب قدم رقائق جلدية كتبت في القرن الخامس الميلادي في محاولة منه أن يوفر للرواية جواً من التاريخ، إلا أن كل هذا ما كان إلا أقنعة فما حدث في الرواية من بحث مطلق عن الحرية والمعرفة وتساؤلات وأفكار مع مراعاة الموقف من الدين وهو شغل الإنسان الشاغل منذ أن وُجِد.
    وأكد الورقي أن أهم ما في الرواية أن المعلومات الواردة بها لم تطغى على الفن بل على العكس الفن هو ما طغى على المعلومات لهذا خرج العمل فنيا بالدرجة الأولى وليس تاريخيا؛ فهي رواية فنية عن الموت والحياة والشكل والإيمان والروح، كما أنها نصاً سردياً من أجل الإنسان وهو ينطوي على رسالة هامة وهى المحبة. وقد استعمل المؤلف كل أساليب السرد من خلال تنوع الضمائر وتداخلها والاعتماد على أكثر من أسلوب سردي مثل الحوار الداخلي الذي يتجاوز الإحساس بالزمن فهي بها بناء سردي متعدد تمكن المؤلف ببراعة من أن يجمعها في بنية سردية واحدة من خلال الرقائق التي كتبها هيبا.
    ونوّه د. السعيد الورقي إلى أن الأشياء التي لابد من الإشادة بها في "عزازيل" هي اللغة الشاعرية الرقيقة شديدة التعبير وجدانياً وانفعالياً، فكان هيبا شاعراً وله تجارب في الترانيم والتراتيل الدينية وكان هذا تمهيد من الكاتب لتبرير شاعرية اللغة التي كتب بها هيبا رقائقه، كما كان المؤلف حريص على دقة التفاصيل فكان يقدم أحداث وتواريخ من الماضي ولكنه أستطاع أن يقنعنا بما يملكه من أدوات فنية وكأن هذه الشخصيات والأماكن والأفكار تحدث الآن وهذا يدل على مهارة فنية رائعة وفريدة.
    جدير بالذكر أن رواية عزازيل تم اختيارها ضمن القائمة القصيرة لأفضل ست روايات عربية مرشحة لجائزة البوكر؛ وهي الجائزة العالمية للرواية العربية، والتي من المنتظر إعلان الفائز بها في حفل كبير بمدينة أبوظبي يوم 16 مارس المقبل.








يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يوسف زيدان يكتب سلسلة مقالات عن اليهودية الأرثوذكسيةُ
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-03-2010, 01:42 AM
  2. مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-12-2009, 02:01 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-04-2009, 10:05 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-10-2008, 09:48 PM
  5. التاريخ الأسود للكنيسة البيضاء
    بواسطة nohataha في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2008, 02:35 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة

يوسف زيدان لـ «الراي»: «عزازيل» تقتحم التاريخ السري للكنيسة