السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

اهلا بالاخوة الافاضل اعضاء شبكتنا الكرام


نود اليوم التكلم عن موضوع الحب في الله وهل ينطبق هذا الحب الراقي على الرجل و المرأة ؟


وما هو اصلا الحب في الله و ما هو مفهومه


إن حب الرجل للمرأة في الله، وحب المرأة للرجل في الله، في أيامنا الحالية يعتريها كثير من التساؤلات والشبهات، وينبغي أن يحتاط الطرفان في القول والعمل بالإلتزام بحدود الشرع والعرف السائد في مجتمعهما، والأمة المسلمة، لا تعيش ثقافة واحدة ولا تحكمها نفس الأعراف، فهي تتنوع ما بين التشدد والتساهل ضمن إطار الأحكام وفتاوى العلماء الخاصة بالزمان والمكان. والسلم معتدل في أمره كله، (فعن عمر رضي الله عنه): "لا يكن حبك كلفًا، ولا بغضك تلفًا".


فلنفهم ما هو الحب في الله
ولِما نقول احبك في الله


مصطلح (الحب في الله) مصطلح إسلامي يعود إلى قوله (صلى الله عليه وسلم): "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليهمما سواهما، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذأنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" [البخاريومسلم].


ويرى أهل العلم (الحب في الله والبغض في الله)
أصل عظيم من أصول الدين لايكمل الإيمان إلا به، لقوله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [التوبة/71]، وفسّروا الولاية بين المؤمنين والمؤمنات: (أن يحببعضهم بعضاً في الله)، قال القرطبي: (قوله تعالى: "بعضهم أولياء بعض": أي قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف). على أن يكون ذلك خالصاً لله تعالى لا لغاية شخصية من غايات أهل الدنيا، كمتعة الجسد أو المال أو تحقيق منفعة دنيوية، وذلك لقوله (صلى الله عليه وسلم): "من أعطى لله ومنع لله، وأحب لله وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان" [الترمذي]، ولقوله (صلى الله عليه وسلم): "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" [مسند الإمام أحمد].


وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه): مر رجل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده ناس، فقال رجل مما عنده: إني لأحب هذا لله. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "أعلمته"! قال: لا. قال: "قم إليه فأعلمه". فقام إليه فأعلمه، فقال: أحبك الذي أحببتني له. قال: ثم رجع فسأله النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخبره بما قال، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت". وفي رواية: "المرء مع من أحب، وله ما اكتسب". [تخريج مشكاة المصابيح].



فالمحبة في الله كما فهمها السلف، تعني المؤمنون على الطاعة، والمسلمون الأوائل من الدعاة حملة الرسالة كانوا متعاطفين متكاتفين، وكان أحدهم (ذكراً أو أنثى) على استعداد لبذل كل ما يملك من مال ونفس وروح للدفاع عن إخوانه وأخواته.


والحب بهذا المعنى ليس الحب الذي يربط بين رجل وامرأة لشهوة دنيوية، كما أن الشهوة -وللأسف- يمكن أن تكون بين المثليين من الذكور والإناث، وهو أمر من كبائر الآثام كما يعلم كل مسلم.


ومن هذا الحب في الله، حب الأئمة الأعلام، والعلماء، والدعاة، والإعلاميين (من الجنسين) المجاهدين بالكلمة والوقت والعلم لإنارة درب الحيارى والباحثين عن الحق.
نسأل الله اخوتي ان نفهم ما نقول

ونعي الحق ونجتنب الشبهات


اختكم في الله نورالهدى