السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع آخر من المواقع النصرانية باللغة الإنكليزية والتي تريد كالعادة فبركة الأكاذيب وتحوير الحقائق. ولكن الغريب في الأمر أن الكاتب يستشهد بترجمة واحدة فقط للقرآن الكريم ويعطي النصائح حول الترجمات المختلفة للقرآن الكريم (أي انه على دراية وعلم بترجمات القرآن الكريم) وفي نهاية كتابته يدعوا الناس لقراءة القرآن الكريم ولكن بترجمة أخرى!!!
لماذا؟ وما السبب؟ هذا ما سأوضحه لكم الآن:
موضوع المقالة هو (القرآن والعلم: هل يتوافقان). في البداية يذكر الكاتب بأن المسلمين يعتقدون أن القرآن موحى به من عند الله ويتكلم عن تنفيذ شريعة الله لاعتقادهم بذلك. ويتكلم عن الشبهات التي نقرأ عنها يومياً مثل أن القرآن يأمرنا بشن الحرب على اليهود والنصارى والزواج بالأطفال وممارسة الجنس مع العبيد من النساء وقطع أيدي اللصوص لسرقتهم أشياء تافهة (هذا ما كتبه هو The Qur’an teaches hand amputation for petty theft). وجميع هذه الشبهات مردود عليها وليست هي محور الموضوع.
ويذكر الكاتب:
يتحدث هنا عن الأخطاء التي في القرآن على حد زعمه. وأول ما يذكره هو كذبة عظيمة ونفاق كبير. وفيما يلي تبيان ما أوقع هذا الكاتب الكاذب نفسه فيه. يقول بأن القرآن يخبرنا في الآية 261 من سورة البقرة بأن سنبلة الذُرة فيها 100 حبة, والعلم يقول بخلاف ذلك, فالقرآن غير دقيق علمياً! وأقول هل حساب عدد حبات سنبلة الذُرة يحتاج لعلم؟ ولكن لنمشِ مع الكذاب لغاية باب الدار!
لنقرأ الآية الكريمة:
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
القرآن الكريم لم يذكر نوع السنبلة وسبب ذكر السنبلة هنا هو كمثال فقط. للآن والموضوع عادي ومألوف لدينا لما نواجه من كذبهم وتدليسهم. ولكن لنقرأ ما كتبه كـ(نصيحة) للقارئين!
هنا يتحدث عن أن هناك عدة تراجم للقرآن الكريم ومعظمها تمت على أيدي مسلمين ويتحدث كيف يقوم المترجمون (على حد زعمه) بتغطية الأخطاء في القرآن!
أي أن الكاتب له خبرة واسعة في ترجمات القرآن وقد قرأها كلها!
ويعطينا مثلاً كيف أن يوسف علي (وبين قوسين قد وضح بأنه قد استخدم هذه الترجمة لمقالته!), يضع كلمات بين أقواس (أي أن يوسف علي يستخدم كلمات بين الأقواس في الترجمة) وهي ليست موجودة بالنص الأصلي للقرآن. ومثاله بأن القرآن يأمر الرجال بضرب زوجاتهم ويوسف علي قد وضع كلمة (خفيف) بين قوسين, أي أن يوسف علي يقول اضربوا زوجاتكم خفيفاً ولكن القرآن لم يقل كلمة خفيف, صحيح ليست هناك كلمة خفيف ولكن الكاتب لم يستشهد بالآية الكريمة ولا بسياقها. للآن والكلام هو نفس ما تعودنا عليه من تدليس. ولكن بمراجعة التراجم المختلفة من قبلي وهي (يوسف علي, بكتال ومحسن خان) للآية التي يتكلم عنها (عدد حبات سنبلة الذُرة) نجد أن ترجمة يوسف علي تذكر كلمة ذُرة (corn) بدون أقواس وترجمة بكتال لا تذكر كلمة (corn) أبداً. أما ترجمة محسن خان فتضع كلمة (corn) بين قوسين:
ترجمة يوسف علي:
The parable of those who spend their substance in the way of God is that of a grain of corn: it groweth seven ears, and each ear Hath a hundred grains. God giveth manifold increase to whom He pleaseth: And God careth for all and He knoweth all things
ترجمة بكتال:
The likeness of those who spend their wealth in Allah ' s way is as the likeness of a grain which groweth seven ears , in every ear a hundred grains . Allah giveth increase manifold to whom He will . Allah is All Embracing , All Knowing
ترجمة محسن خان:
The likeness of those who spend their wealth in the Way of Allah, is as the likeness of a grain (of corn); it grows seven ears, and each ear has a hundred grains. Allah gives manifold increase to whom He pleases. And Allah is All-Sufficient for His creatures needs, All-Knower
أي أنها كلمة للتوضيح كما ذكر هو وليست في النص الأصلي بالنسبة لترجمة محسن خان, أما بالنسبة لترجمة بكتال فليس هناك أي ذكر للكلمة أساساً. أي أنه على علم بهذه الكلمة ولكنه فيما بعد ومن خلال "نصيحته" يقول بأنه قد استخدم ترجمة يوسف علي في هذه المقالة! فلماذا إذاً قد استخدم الكاتب ترجمة يوسف علي وهو (كما يقول على نفسه) على علم بالترجمات الباقية.
والنصيحة الأخيرة التي يقدمها الكاتب هي وبما أن جميع الترجمات تغطي أخطاء القرآن على حد زعمه, فهو ينصح بقراءة ترجمة (نعيم جوزيف داود). ونعيم هذا هو يهودي عراقي هاجر إلى انكلترا في منتصف القرن العشرين.
نفاق واضح وتشتيت أوضح لعقول من يريد تبيان الحقيقة, فهو أولاً يعتمد على الترجمة التي يبني عليها كذبه ولا يسمح للقارئ الباحث عن الحقيقة إلا بقراءة ترجمة القرآن على أيدي شخص يهودي لأنه يصف ترجمته بالأكثر مصداقية.
وفي الختام لا أقول إلا الحمد لله على نعمة الإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفضلات