مطالب الرسول، مستجيبآ لأ مر ربه قال تعالى ( قل ياأهل الكتاب تعالواْ إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاً نعبد لأ الله ولا نشرك به شيئآ ولا يتخذ بعضنآ بعضا أربابآ من دون الله فإن تولًواْ فقولواْ اشهــدواْ بأناً مسلمون ( 64) ال عمران ، سورة المائدة الذين وصفهم الحق سبحانه بقوله ( ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنواْ الذين قالواْ إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانآ وأنهم لا يستكبرون ( 82) وإذا سمعواْ ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفواْ من الحق يقولون ربنا ءامنآ فا كتبنا مع الشاهدين ( 83) المائدة ، فتراه يستعطفهم ويتملقهم في ختام محاضرته قائلآ ( لقد عرفناكم من خلال قرآننا ، وأوامر نبينا ، فاعرفونا.. وصافحناكم بأمر من نبينا وقرآننا فصافحونا.. وعانقناكم فعانقونا.. ودرسناكم دراسة أخوة وحب ، من خلال ديننا وفقهنا فادرسونا.. وقدسنا المسيح عليه السلام وإنجيله السماوي وأمه العذراء الطاهرة النقية ، فردوا التحيه بأحسن منها أو بمثلها وإن مثل ابتعاد بعضنا عن بعض، كمثل أخوين ضاع أحدهما عن الآخر سنوات عدة ، وفي يوم من الأيام ، وبينما كان أحد الأخوين يمشي في فلاة من الأرض ، شهد عن بعد جسما يتحرك ظنه وحشآ ، فهيأ سلاحه لقتله ، ولما اقترب أكثر، وصار على مقربة أمتار منه إذا به وجهآ لوجه مع أخيه الذي ضاع عنه لسنوات ، فتعانقا ، وانهمرت دموع الفرح والسعادة بلقا ئهما بعد غيبة طويلة . ولا ينقصنا إلا أن نقترب ونقترب، وعندها لا بد أن نرى أنفسنا إخوة متعانقين متفاهمين . هذا اللقاء سيكون قريبآ بإذن الله ، وبجهد المؤمنين والمخلصين من أبناء كل دين سماوي .. عيسى عليه السلام كلمة الله القاها إلى مريم ، وفرية النصارى في تأليه المسيح ( حكمة الله وكلماته حسب الإسلام هي علوم الله التي تجلى بها على عباده المؤمنين فنطقوا بها ، وتصرفوا بأمره ، قال تعالى ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددآ ( 109) الكهف ، وما عيسى عليه السلام إلا كلمة لله أي أنه رجل رسول الله ينطق بعلم الله وقدرته . ولئن ذهب بعض الناس إلى تأليه المسيح عليه السلام، فذلك لشدة انعكاس نور الله في قلبه، كما تعكس المرآة الصافية نور الشمس. قال الشاعر العربي :
إذا سكن الغدير على صفاء ،،،، وجنب أن يحركه النسيـــــــــــــم ،
بدت فيه السماء بلا امتراء،،،،، كذاك الشمس تبدو والنجوم،
كذاك قلوب أرباب التجلي ،،،، يرى في صفوها الله العظيم ،،
وهكذا بالحوار الجميل نصل إلى نقاط كثيرة للالتقاء فينتفي الجهل والبعد والجفوة ويحل محلها المودة والمحبة والتعاون والسلام ،،