شكرا جزيلا أختنا الفاضلة
نسيبة بنت كعب
على الموضوع الجميل الهام
واسمح لى ببعض الإضافات لعموم فائدة الموضوع :
الزعفران (تراب الجنة) :
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قلت يا رسول الله ما بناء الجنة قال: (لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وتربتها الزعفران وحصبتها اللؤلؤ من يدخلها ينعم لا ييأس ولا يخرق ثيابه ولا يبلى شبابه) رواه أحمد
الزعفران Saffron نبات بصلي عطري من فصيلة السوسنيات, له بويصلة شعرية يتكاثر بواسطتها تحت التربة ويصل ارتفاع هذه النبتة من عشرة الى ثلاثين سنتيمترا, والجزء الفعال في الزعفران هي أعضاء التلقيح وتسمى السمات وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة على نار هادئة
المملكة : النباتية
الشعبة : مغطاة البذور
الطائفة : أحاديات الفلقة
الرتبة : Asparagales
الفصيلة (العائلة) : Iridaceae
تحت العائلة : Crocoideae
الجنس : Crocus
النوع : Sativus
وعليه يكون إسمه العلمى : Crocus sativus
تنشط بويصلات الزعفران مع هبوب رياح فصل الخريف وتخرج وروده, وينبت في مناطق معتدلة الحرارة تربتها رملية وأرضها مستوية, ونبات الزعفران لا يحتاج إلى الماء في الشتاء وبداية فصل الربيع, أما في فصل الصيف فيحتاج إلى قليل من الماء
لون الزعفران أحمر برتقالي وذو رائحة نفاذة وطعم مميز
بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران, كما كان يزرع في منطقة كشمير أيضا, ومع هجوم المغول على إيران وجد الزعفران طريقه للصين, وفي النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي حمل المسلمون هذه النبتة إلى الأندلس
أهم الدول المنتجة للزعفران حاليا : إيران, اسبانيا والهند
أصل اسم الزعفران فهو مشتق من اللغة العربية : أصفر والذي منه جاءت كل هذه الأسماء باللغات الأخرى :
الفرنسية Safran
الأيطالية Zaffarano
الأسبانية Azafràn
الانجليزية saffron
المركبات الفعالة فى الزعفران :
تحتوي أعضاء التلقيح لنبتة الزعفران والمسماة (سمات) على زيت دهني طيار ذي رائحة عطرية حيث تبلغ نسبة الزيت الطيار (0.3 - 1.5 %) وتعتبر مادتي Safranal و picrocrocin من المواد الرئيسية المسئولة عن الخاصية العطرية للزعفران وتبلغ نسبتهما حوالي 4%
Saffranal
كما يحتوي الزعفران على مواد ملونة هي : Crocin المشتق من Crocetin حوالي 2% وكذا Carotene والذي يبلغ حوالي 8%
قيمة الزعفران الاقتصادية :
يبلغ الإنتاج العالمي للزعفران حوالي 300 طن سنويا, وتبذل جهود كبيرة لزراعته, حيث يتطلب جمع وروده وتجفيفها حوالي 170 - 200 ساعة من العمل المتواصل وذلك لأنتاج حوالي 500 غرام فقط من الزعفران
ونحتاج الى ما يقرب من 140 وردة من الزعفران للحصول على غرام واحد من هذه المادة والهكتار الواحد ينتج 6 الى 8 كيلوغرامات فقط !!
لذلك تعتبر هذه المادة أغلى محصول زراعي وأثمن أنواع التوابل في العالم ويشترى بالغرام
ويستعمل الزعفران في مجال الصناعة كتلوين السجاد والمفروشات والملابس وغيرها, وفي صناعة العطور, ويستعمل في مجال الطبخ حيث يضفي على الطعام مذاقا مميزا ولونا جذابا
قيمة الزعفران الطبية :
الزعفران علاج لأمراض عديدة :
* الزعفران ينشط القلب ويمنع ارتفاع وتسارع ضربات القلب في ما يسمى في الطب بـ Tachyarrythmias
* يخفض كهرباء الدماغ خاصة في حالات الصرع حيث يعتبر دواءً مسكناً ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي لاحتوائه على مادة لاروسين
* يعتبر زيت الزعفران مضاداً للألم والتقلصات
* يزيل آلام الطمث
* يعالج تقرحات الفم واللثة
* مفيد جدا للجهاز الهضمي لأنه منبه للمعدة ومنشط الهضم وطارد للغازات
* يدخل في صناعة الأدوية الحديثة التي تستعمل لطرد الديدان المعوية
* يدخل في صناعة الأدوية المستعملة في إدرار البول وتسكين المغص الكلوى وعلاج التهاب البروستاتا
* معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية
* طارد للبلغم وملطف للبلعوم ومهدىء للسعال الديكى
* الزعفران يتحدى مرض العصر: (السرطان) : في دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة (الطب والبيولوجيا التجريبية) المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان .... ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة, بل يساهم أيضا في تقلص وانكماش الأورام الموجودة. وأوضحوا بأن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي ليكوبين و بيتاكاروتين, كعوامل وقاية وعلاج من السرطان نظرا لخواصهما المضادة للأكسدة .... ويعتقد هؤلاء العلماء أن لايكوبين Lycopene قد يساعد في تقليل التلف المتسبب عن جزيئات الجذورالحرة Free radicals الضارة والذي يحدث طبيعيا عند معالجة الطعام في الجسم ويؤدي الى الأمراض والشيخوخة
* إكتشف العلماء حديثا بأن الزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي حواس الإنسان كالسمع والبصر واللمس... وفي دراسة يابانية أجريت على الفئران عام 2000، تبين أن الزعفران يحسن ويقوي الذاكرة وتعلم المهارات, واعتبروه مفيدا في معالجة اضطرابات الذاكرة
* الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب حيث ثبت للعلماء أن الزعفران مادة مفرحة بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة, ويبعد الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف, كما يعتبر مادة منومة ومهدئة .... وقد وجد العلماء بعد هذه التجارب أن الزعفران يضاهي في تأثيره الإيجابي على الإنسان تأثير الدواء Prozac للأطفال ما بين 7 و17 سنة وذلك لمعالجة الاكتئاب والاضطرابات النفسية المفرطة. ويعتبر الدواء الأول المصادق عليه في الولايات المتحدة والذي يسمح ببيعه في الصيدليات للشباب والأطفال
إعجاز السنة النبوية المطهرة :
ترى كيف عرف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, هذا النبي الأمي بقيمة الزعفران الاقتصادية والعلمية والطبية الكبيرة لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى ؟؟
وكيف له أن يتخيل أرضاً ترابها من الزعفران ؟
ولماذا الزعفران بالذات وليس مادة ثمينة أخرى ؟
فهو بالتأكيد لم يقم بتحليل نبتة الزعفران كيميائيا ولا علم له بكيفية زراعتها ولا بالجهود الجبارة للحصول على كميات صغيرة من هذه المادة العجيبة مما جعلها تحمل لقب : الذهب الأحمر أو ذهب الصحراء الأحمر
فسبحان خالق الزعفران وسبحان خالق تراب الجنة من الزعفران,
وسبحان الذي أوحى إلى عبده الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وسبحان الذي عرف لنبيه وكشف له أسرار ملكوته وخلقه العظيم
فتخيل كم هي غالية هذه الجنة التي حصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران وجدرانها ذهب وفضة ونعم لا تفنى ....
فاذا كان هكتارا واحدا من الأرض لا ينتج سوى 6 كيلوغرامات من الزعفران, ولو نثرنا هذه الكمية فهي لن تغطي سوى بقعة صغيرة جدا من الأرض, فما بالك بالكمية اللازمة لمساحة أرض الجنة التي عرفها لنا ربنا عز وجل وقال : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران 133
---------------------------------------------------------
المفضلات