سيد القمني يلعب دور الكاتب الشهيد
فبركة مكشوفة قال إنه مهدد بالقتل
أصدر د. سيد القمني بيانا يعلن فيه اعتزاله الكتابة وتوبته عن كل ما كتبه من مقالات وآراء في العديد من كتبه والمجلات التي كان يكتب فيها بحجة تلقيه تهديدا بالقتل من أحد التنظيمات الجهادية وفور إعلانه ذلك بدأت أجهزة الأمن في تحري حقيقة الرسالة التي تلقاها د. سيد القمني، وقد جاء في البيان الذي وجهه أحد المواقع الالكترونية ويحمل عنوان 'القاتل' من شخص أطلق علي نفسه 'أبو جهاد القعقاع' دعا في رسالة تحذيرية د. سيد القمني إلي أن 'يتوب عن كل كتاباته وإن لم يفعل ذلك وأصر علي موقفه فسوف تنال منه سيوف الموحدين وليعلم أنه ميت يمشي علي قدميه بين العباد'.
وفور تلقي د. سيد القمني هذا التهديد سربه إلي وسائل الإعلام والصحافة بطريقة ما ليفجر البالونة ومن جهة أخري بعث برسالة إلي مجلة روزاليوسف يقول فيها: 'تصورت خطأ في حساباتي للزمن أنه بإمكاني كمصري مسلم أن أكتب ما يصل إليه، بحثي وأن أنشره علي الناس، ثم تصورت خطأ مرة أخري أن هذا البحث والجهد هو الصواب وأني أخدم به ديني ووطني فقمت أطرح ما أصل إليه علي الناس متصورا أني علي صواب وعلي حق فإذا بي علي خطأ وباطل، وأضاف القمني: 'ما ظننت أني سأتهم يوما في ديني، لأني لم أطرح بديلا لهذا الدين ولكن لله في خلقه شئون' انتهي كلام القمني ولكن بقيت الأسئلة المعلقة في قصة البيان الذي أصدره القمني والتهديد الذي تلقاه، فوفق معلومات الأجهزة الأمنية فإن الرسائل التي تلقاها القمني تخص مجموعة الأنصار الجهادية وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ورسائل أبي مصعب الزرقاوي ومن العبارات التي وردت في الرسائل 'إن الأمة في حاجة إلي من يسعر فيها الحروب وينفخ فيها الروح وأن تنظيم القاعدة أعلن عن قتل إيهاب الشريف وسفك دمائه حلال.
واعلم أيها الشقي المدعو سيد القمني أن خمسة من جماعة الجهاد قد انتدبوا لقتلك ونذروا لله تعالي أن يتقربوا بالإطاحة برأسك وعزموا أن يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك ولن تنفعك أي حراسة خاصة أو اجراءات أمن.
والمتأمل في هذا البيان يجد أنه يحمل تناقضا بين بيان قد أصدره تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نفي فيه أنه تم قتل السفير المصري في العراق بواسطته مما يؤكد الخطأ الذي وقع فيه مفبرك البيان التهديدي، ونلاحظ أن قصة مجموعة الأنصار الجهادية في مصر تنظيم نسمع عنه لأول مرة في مصر وإذا كان د. سيد القمني قد أعلن اعتزاله الكتابة بسبب هذه التهديدات فلماذا أعلن توبته من كل ما كتب.. هل بسبب خوفه علي حياته؟ إذا كان الأمر كذلك فهو لا يؤمن بما كتبه من الأساس خاصة أن بيانات التهديد لم تطلب منه أن يتوب عما سبق.
مما يؤكد أن د. القمني حمّل الأمور أوجها كثيرة أهمها محاولته ارتداء قناع المفكر ضحية التفكير المغلق وضحية المجتمع الذي لم يدافع عنه.. إن أكبر دليل علي هذه الخدعة التي يريد د. سيد القمني أن يوقعنا فيها هو واقع الحركات الإسلامية في مصر فبالإضافة إلي أن د. سيد القمني هو من أكثر العلمانيين تطرفا وما يقوله يصطدم مع أصل الدين ويقدم قراءة ماركسية للإسلام تتجاوز فكرة أنه وحي إلهي حسب ما يقوله الباحث الإسلامي 'حسام تمام' وأن الإسلام مرتبط عند د. سيد القمني بوضع اجتماعي وأن النبوة اختراع انطلق من خلال الصراع العائلي بين بني هاشم وبني أمية والثابت الآن كما يقول تمام أن د. سيد القمني لم يعد له أي حضور أو أي اهتمام أو قبول في الشارع فبدأ بفكرة فبركة أنه مهدد بالقتل بعدما ألغت مجلة روزاليوسف مقاله..
كذلك فإن المتغيرات التي طرأت علي الحركة الإسلامية تقول إن جماعات الإسلام السياسي لم تعد تمارس هذا المنهج وتم تجاوز منهج العنف تاريخيا من حركة الإسلام السياسي.. فنحن الآن إزاء نوعين من الإسلام السياسي: الإسلام السياسي المحلي المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية.. وقد أصبح مشروع هذين النوعين أقرب إلي مشروع حزب سياسي يريد العمل في النور، أما تنظيم الجهاد فلم يعد له كيان في مصر.. حيث إن جزءا كبيرا منه التحق بتنظيم القاعدة ليكون الجبهة العالمية الإسلامية لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها حيث وجه هذا التنظيم كل إمكاناته إلي الخارج ولم يعد له شأن في الداخل والجزء الباقي من الجهاد اعتمد طريق المراجعات الفكرية ونبذ فكرة العنف نهائيا.
ويؤكد حسام تمام أن هذه التهديدات فبركة أدمنها عتاة العلمانية الذين وجدوا الأرض تنسحب من تحت أقدامهم.. ورغم فداحة ما يقوله د. سيد القمني إلا أنه يكتب منذ 10 سنوات ولم يقف ضده أحد.. ولم يتخذ ضده إجراء سوي التوصية من قبل مجمع البحوث الإسلامية بمنع كتبه من التداول.
أما المفكر الإسلامي كمال حبيب فيؤكد أن التهديد الذي زعمه سيد القمني هو مجرد فبركة وليس له أي ظل من الحقيقة فتنظيم الجهاد المصري أوقف عملياته منذ عام 95 وعام 1998 انضم إلي الجبهة العالمية لقتال اليهود والأمريكان وحتي العمليات التي تمت سابقا ضد مثقفين مصريين مثل الروائي الكبير نجيب محفوظ والراحل د. فرج فودة فكلها لم تكن عمليات تنظيمية من قيادات الجهاد أو الجماعة الإسلامية وإنما كانت من شباب صغير متحمس وليست له علاقة بأية تنظيمات كذلك فإن التهديد الذي وصل إلي د. سيد القمني عبر الانترنت ليس من أساليب تنظيم القاعدة أو تكتيكاتهم فهم عندما يريدون أن يفعلوا شيئا لا يستأذنون أحدا.
كذلك فإن أي تنظيم مثل القاعدة لن يترك كل مشاكله والحصار المفروض عليه ويتفرغ للدكتور سيد القمني إن المشكلة الحقيقية تكمن في الدكتور سيد القمني نفسه الذي يتطرف ويغالي في أفكاره.. حيث يجعله هذا الغلو في مشكلة مع كل من يتعامل معهم.. فمعلوماتي أنه قد منع من الكتابة في روزاليوسف عقب رئاسة تحرير عبد الله كمال فأراد القمني أن يعلق الجرس في رقبة الإسلاميين ويفتعل معركة للظهور من جديد.
لقد أراد د. سيد القمني أن يلعب دور الشهيد وأراد أن يعيد الزمن مرة أخري إلي الوراء.. فقد اتخذت الجماعة الإسلامية قرارها بوقف العنف منذ 7 سنوات وهو قرار استراتيجي لا رجعة فيه.. بل قامت بمراجعات فكرية هامة حول العديد من القضايا فمن غير المعقول أن يقوم د. سيد القمني بإعادة عقارب الساعة إلي الوراء ليخلق جوا ملبدا بغيوم التطرف والإرهاب من لاشيء سوي أوهام في عقله.. بعد أن أفلست أفكاره ونبذه الجميع.. اللهم إلا قلة من غلاة العلمانيين أمثاله الذين لا يجدون ما يفعلونه في حياتهم سوي النيل من الإسلام والتشكيك في العقيدة، إننا نطالب د. سيد القمني وأنصاره بألا ينجرفوا وراء مثل تلك البيانات وألا يشعلوا معركة من لاشيء.. لقد كتب ما كتبه د. سيد القمني وغيره الكثيرون ولم يعترض طريقه أحد في الكتابة فلماذا إذا بعد كل هذه السنوات وبعد توبة ومراجعات الجماعة الإسلامية تأتيك هذه التهديدات، إنها فبركة واضحة إضافة إلي أنها كذلك، فهي فبركة غير منطقية.. والشيء المهم الذي نريد أن نفهمه من د. سيد القمني هو: هل أنت تؤمن بما قلت وكتبت سابقا وإذا كنت كذلك فلماذا تعلن توتبك وتراجعك عن آرائك لمجرد تهديد غير مؤكد حتي هذه اللحظة؟!
نعم فمازالت الجهات الأمنية تحلل وتقرأ التهديدات التي وصلت إلي د. سيد القمني ولم يتم التأكد منها.
كان من المنطقي علي الأقل أن تنتظر قليلا لتتأكد من التهديدات ثم تعلن بعدها توبتك أو عدم توبتك.. في جميع الأحوال نحن نؤكد أن الأمر لايعدو مجرد فرقعة إعلامية أراد بها د. سيد القمني أن يلفت بها الأنظار
بقلم : مصطفى سليمان
نقلا عن جريدة الأسبوع 25/7/2005
تعليق:
لمن لا يعرف ذلك الفاسق ، هو كاتب علماني معظم كتابته تسعي حثيثا لهدم الدين الأسلامي و تحويله لعدوه فلسفية تاريخية و عدم مجارتها للعصر
فالله يرحمنا من أمثال هؤلاء ، فهم اسوأ من النصاري و اليهود
المفضلات