{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم}[الفاتحة:1]
{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُون}[المائدة:82]
الفصل الثاني محاربة شاءول لأتباع السيد المسيح عيسى وسطوه على الكنائس، وموافقته على قتل القديسين.


تمهيد :

قامت دعوة المسيح ـ رسول الله ـ عليه السلام في فلسطين ، وأقبل الناس على دين الله ، وهناك كان من لا يرضى بهذا القبول الفطري فحدث إضطهاد وملاحقة وسجن وقتل لأتباع الدين الجديد (1) ، وبعد وفاة!!!(2) المسيح كان أتباعه يلقون التعذيب الشديد بتهمة الكفر ، وقد ساهم بولس (3) (شاءول) في اتهام أتباع المسيح بالزندقة. ولم يكتفي بهذا بل تتبعهم وسجنهم وكان راضياً بقتلهم ، فكان عدواً لـ "عيسى" عليه السلام ، وفكره وآرائه ، عدواً لـ " أتباع المسيح " أتباع الـ " نصرانية " (4).
وكما بيَّنا في الفصل الأول من هذا البحث؛ عن شاءول حين تتبعنا سيرته ، هناك أنه ومنذ صغره تربي على مذهب معين فيقول : «4 مُنْذُ نُعومةِ أَظْفاري ... 5 عِشْتُ على أَضْيَقِ مَذْهَبٍ في دِينِنا ... فَرِّيسيًّا« (سفر أعمال الرسل 26 / 4 - 5).
فتربيته كانت على نمط معين فيخبر عن نفسه بالقول: « 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ ... 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي ، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. « (رسالة بولس إلى أهل غلاطية؛ الإصحاح الأول 13،14.).
ويكمل الصورة وعن تربيته يخبرنا : أنه تربّى على ممارسة شريعة موسى وفرائض الآباء ممارسة دقيقة ، وحسب العادة اليهوديّة ، والتربية الفرّيسيّة : (طبعة بشارة : صاحَ بُولسُ: « أَنا فَرِّيسِيٌّ ابْنُ فَرِّيسِيّ« (سفر أعمال الرسل 23/6) (5) .
ويحدد كـشابٍ على يدِ مَنْ تربى ، ففي "طبعة البشارة" ورد النص ؛ حين يتحدث عن تربيته على يد الحاخام اليهودي جماليئل (6) ، كما يلي فيقول : «3إِنّي ... تأَدَّبْتُ بدِقَّةٍ لدى قدَمَيْ غَمالِئيلَ على ناموسِ آبائِنا ؛ وكُنتُ غَيورًا للهِ كما أَنتمُ اليومَ جَميعُكُم« (سفر أعمال الرسل 22/3) ، وبقيادته ـ جمالئيل ـ دخل في الأساليب التأويليّة لدى الرابينيّين، وصار عضوًا في شيعة الفريسيّين : « 5مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ« (فل3/ 5) ، فاهتمّ بممارسة الشريعة وتقليد الآباء ممارسة دقيقة «14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي ، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي.« (غل 1/ 14) ؛ «3أَنَا ... رَبَيْتُ ... مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ. « ( سفر أعمال الرسل 22/3).
والذي يظهر - لنا - من سرد الخبر إنه مكث مدة طويلة عند معلمه كي يتربى على ممارسة شريعة موسى ويمارس فرائض الأباء ممارسة دقيقة ، وبتعلمه الفقه والفلسفة يكون قد حصل على قدر كاف من هذه العلوم ، وبتمكنه من اللغة اليونانية والعبرية ، يكون قادرا على قراءة وفهم المعتقدات والأفكار والآراء والمفاهيم السائِدة في تلك الحقبة التاريخية. وكان متفوقاً على أترابه فيقول: « 14 ... كنتُ أَفوقُ، في المِلَّةِ اليهوديَّةِ، كثيرينَ من أَتْرابي في أُمَّتي« (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 1/14، طبعة البشارة )

ونشأ شاءول من أصل عبراني خالص فيجمع أغلب المؤرخين المسيحيين أنه لم يكن هناك أصل أممي في أجداده أبدا ، وأنه روماني الجنسية ، يهودي الديانة.
أردنا من هذا التمهيد أن نعين القارئ على تصور حال إنسان تربى على نمط معين في العبادة ومارس فرائض آبائه بدقة ، وكان غيوراً وكأنه قد أُعد لقيام بدور معين مستقبلي دون أن يدري ، ولكنها على كل حال كانت هي التربية التي أرادها له الوالد وبرع فيها وفاق أقرانه ، فلا عجب أن يقوم بما سيقوم به من واجب مقدس أملته عليه عقيدته وينفذ ما فعله بما تمليه عليه ديانته من متابعة أتباع السيد المسيح وملاحقتهم وسجنهم وبل الموافقة على قتل الصالحيين منهم.
ولكن يأتي حدث كالمفاجأة غيَّره إلى النقيض من ذلك ، دون مقدمات معقولة أو مفهومة ، ثم اعتبر نفسه رسول للسيد المسيح، مع أنه لم يلقاه ولم يتتلمذ علي يديه ، ثم أعطاه صورة وملامح جديدة تماماً ، بل ألبسه ثوباً لم يتحدث عنه المسيح من قبل ولا أحد من تلاميذه، وأخذ مكانة " المشرع " في الدين المسيحي .
فلنبدأ الفصل الثاني من بحث « مؤسس المسيحية « بالأدلة التي وردت في الكتاب المقدس وأقوال العلماء ، ونتعمد نقل النصوص كما وردت ونرفع القلم عن كتابة ما يجول في خاطرنا أو إبداء رأي لنا ؛ فالأصل في هذه المسألة تتبع ما ورد من أدلة في الكتب المعتبرة عند قومه وإن سمح لنا المقام تحليل الموقف للوصول لحقيقة يقبلها العقل الفاهم .

مقدمة الفصل الثاني :
وباعتباره تلميذاً غيوراً ، اكتسب شهرة بين القادة الدينين في أورشليم (القدس) ، وأصبح قائداً بين أشد العناصر الأصولية في طائفته ، وكان هدفه هو محو كل أثر لفكر جديد أو فساد يمكن أن يعصف بالتقاليد الدينية لشعبه وتفسيرهم للناموس.
وفي ذلك الوقت كانت تعاليم عيسى المسيح عليه السلام تنتشر في كل المنطقة ، وكانت كلماته ، كلمات الحق تعارض الرياء والتعاليم المضللة التي للكهنة ، وعلاوة على ذلك كان الناس بعامة متأثرين بمعجزات السيد عيسى المسيح عليه السلام.
ونتيجة لذلك بدأوا في اعتناق تعاليمه ، التي ـ بالطبع ـ أغاظت القادة الدينيين ؛ اليهود. وأصبح الموقف أسوأ بغياب عيسى المسيح. ولكن بوجود العديد من الناس أتباعاً للمسيح الذين صاروا يعرفون بأتباع الطريق : «4وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ « (5) - أزعج جداً الكهنة اليهود.
فكثف القادة الدينيون (اليهود) جهودهم للقضاء على هذه المشكلة المزعجة ، وجندوا أحد شبابهم المتحمسين وانسبهم لهذا الدور ، فكان شاءول.
وفي ذلك الوقت كان شاءول يحتدم بغضا لاتباع المسيح ، فكان يعتبرهم أعداء الله القدير ، لذلك اعتبر من واجبه الديني أن يستأصلهم ويقضي عليهم بأي ثمن ، فكل وسيلة كانت مبررة طالما أنها كانت في سبيل الله وهذا الاقتناع أضاف وقوداً لحماسته.
فتزعم شاءول حملة ملاحقة النصارى الأوائل للقضاء على الكنيسة في مهدها. ولإفراطه في الغيرة على سُنن آبائه فيقول عن نفسه: « ِإذْ كنتُ أَغارُ بإِفْراطٍ على سُنَنِ آبائي. « (رسالة بولس إلى غلاطية1 : 13. 14) «وكيفَ كنتُ أَفوقُ، في المِلَّةِ اليهوديَّةِ، كثيرينَ من أَتْرابي في أُمَّتي، إِذْ كنتُ أَغارُ بإِفْراطٍ على سُنَنِ آبائي. 2ً يبشر بدون اذن أحد « ( غلاطية 1: 13-14) حين يقول: «إِذْ كنتُ أَغارُ بإِفْراطٍ على سُنَنِ آبائي. « (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 1 / 13) تمت هذه المتابعة والملاحقة والمحاربة فقام شاءول بسجن وقتل أتباع السيد المسيح عليه السلام.
وهذا ما يوضحه لنا شاءول/ بولس في الفقرات التالية ، فأول ما نذكره عن شاءول هو مقتطفات مما كتبه هو عن نفسه ، وهذا هو الجزء الأول ، أما الثاني فما كتبه عنه تلميذه لوقا ، وبالجزئين معا ننسق (6) بهما تعريفا به ، وكيف كان حاله في محاربة الدين الجديد. وهذا ما يوضحه لنا شاءول/ بولس في الفقرات التالية.

الهروب إلى دمشق وملاحقتهم :
وكان هؤلاء الضحايا الأبرياء يضربون أشد الضرب ، وقُتل بعضهم لاتهامهم بالارتداد. ولما انتشر الاضطهاد ، هرب أتباع الطريق/ المَذْهَبَ من أورشليم ، وكثيرون هربوا إلى دمشق. ولكن لم يكن هذا ليكبح غضب شاءول العنيف فأخذ رسائل توصية من الكهنة في أورشليم ليقدمها لقادة اليهود في دمشق ، تخوله القبض على المرتدين (!) وإرجاعهم إلى أورشليم للمحاكمة (الطبعة الآخرى: أعمال الرسل 22: 4-5) « 4وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ ، مُقَيِّدًا وَمُسَلِّمًا إِلَى السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً ، 5كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضًا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الْمَشْيَخَةِ ، الَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضًا مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ ، ذَهَبْتُ لآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا«
فكان شاءول لم يزل ينفث تهدّدا وقتلا على تلاميذ الرب (7):" أَمَّا شاوُلُ، فَإِذ كانَ لا يزالُ يَقْذِفُ على تَلاميذِ الرَّبِّ، تَهديدًا وقَتْلاً ، فتقدم الى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم. حتَّى إِذا ما وَجَدَ أُناسًا على هذا المَذْهَبِ ، رِجالاً أَوْ نِساءً ، يَسوقُهم مُوثَقينَ الى أُورَشليم. « (سفر إعمال الرسل 9/1 :2، طبع البشارة)
فشاءول/بولس لم يبدأ حياته الدينية كتابع مكرس ، أو كتلميذ يتلقى من السيد المسيح تعالم دينه السماوي ؛ بل في الحقيقة لقد بدأ عدوا لدوداً؛ حاقدا أشد الحقد على النصرانية ، مشمرا عن ساقه في معاداة هذا الدين الجديد ، وكان لصا سارقا يسطو على الكنائس والمعابد: « 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ. « (أعمال الرسل 8: 3)
ويصرح بما لا يقبل الشك أو الإرتياب وباعترافه بالفعل ـ أي فعل حبس الأتباع بنفسه ـ فيقول: «10ولَقد فَعَلْتُ ذلكَ في أُورَشليم؛ وحَبَسْتُ أَنا بنَفْسي في السُّجونِ كثيرينَ مِنَ القِدِّيسينَ ، بَعْدَ أَنْ فُوِّضَ اليَّ السُّلطانُ مِنْ قِبَلِ رُؤَساءِ الكَهَنَة ؛ وكُنْتُ مِمَّنْ أَصْدَرَ رَأْيَهُ بِقَتْلِهِم. 11وكَثيرًا ما كُنْتُ، في كلِّ المجامِعِ ، اضْطَرُّهُم بضُروبِ العُنْفِ ، الى التَّجْديف ؛ ولِفَرْطِ حَنقي عَلَيْهِم ، كنْتُ أَتعقَّبُهم حَتَّى في المُدُنِ الغَريْبَة «. (سفر أعمال الرسل : 26-10-11.)
أخذه الرسائل من رئيس الكهنة ورحلته هذه إلى دمشق وكان ذلك حوالي سنة 38 ميلادية
حصل على تكليف بملاحقة اتباع السيد المسيح عليه السلام في دمشق وإعادتهم أسرى إلى أورشليم «4وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ ، مُقَيِّدًا وَمُسَلِّمًا إِلَى السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً ، 5كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضًا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الْمَشْيَخَةِ ، الَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضًا مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ ، ذَهَبْتُ لآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا. « (سفر أعمال الرسل 22: 4. كما ورد النص :" اع 22 :5-16 طبعة البشارة ، أعمال الرسل22. 4ـ 5 . 4 ولَقَدِ اضْطَهَدْتُ هذا المَذْهَبَ حَتَّى المَوْتِ ، مُقَيِّدًا ومُسْلِمًا الى السُّجونِ رِجالاً ونساءً ، 5كما يَشْهَدُ لي بذلكَ رئيسُ الكَهَنَةِ وجَميعُ مَجلِسِ الشُّيوخ ؛ بَلْ أَخَذْتُ مِنْهُم رسائِلَ الى الإِخْوَةِ ، وانْطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ لِأَجيءَ أُورَشليمَ بمَنْ هُناكَ [مِن هذا المَذْهَبِ] مُوثَقينَ، فيُعاقَبوا.)
ثم يؤكد ما فعله بأن رئيس الكهنة يشهد بذلك كما جاء في سفر أعمال الرسل طبعة البشارة فقال: «5 كما يَشْهَدُ لي بذلكَ رئيسُ الكَهَنَةِ وجَميعُ مَجلِسِ الشُّيوخ ؛ بَلْ أَخَذْتُ مِنْهُم رسائِلَ الى الإِخْوَةِ، وانْطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ لِأَجيءَ أُورَشليمَ بمَنْ هُناكَ [مِن هذا المَذْهَبِ] مُوثَقينَ ، فيُعاقَبوا (سفر اع-22-5.) «12ولمَّا انطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ، وأَنا على ذلكَ ، وبيَدي سُلْطانٌ وتَفْويضٌ من رُؤَساء الكَهَنَةِ « ( اعمال الرسل 26 :12-20)
تختلف هذه الشهادات في التفاصيل ، ولكنّها تتّفق على الجوهر. فالنتيجة الحتمية لما أوردناها وسردناه عن هذه الفترة الزمنية في حياته أن شاءول/ بولس كان يضطهد المسيحيّين « 9أَمَّا شاوُلُ، فَإِذ كانَ لا يزالُ يَقْذِفُ على تَلاميذِ الرَّبِّ، تَهديدًا وقَتْلاً ، أَقبلَ على رَئيسِ الكَهَنةِ 2وطَلَبَ مِنهُ رَسائلَ الى مَجامِعِ دِمَشْقَ ، حتَّى إِذا ما وَجَدَ أُناسًا على هذا المَذْهَبِ ، رِجالاً أَوْ نِساءً ، يَسوقُهم مُوثَقينَ الى أُورَشليم. «(أع 9 :1-3.) « 4ولَقَدِ اضْطَهَدْتُ هذا المَذْهَبَ حَتَّى المَوْتِ ، مُقَيِّدًا ومُسْلِمًا الى السُّجونِ رِجالاً ونساءً ، 5كما يَشْهَدُ لي بذلكَ رئيسُ الكَهَنَةِ وجَميعُ مَجلِسِ الشُّيوخ ؛ بَلْ أَخَذْتُ مِنْهُم رسائِلَ الى الإِخْوَةِ، وانْطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ لِأَجيءَ أُورَشليمَ بمَنْ هُناكَ [مِن هذا المَذْهَبِ] مُوثَقينَ، فيُعاقَبوا. « (أعمال الرسل 22 :4-5)

مُضطهد الكنيسة :
ولنبدأ بما قاله شاءول/ بولس عن نفسه في اضطهاد كنيسة الله بإفراط وتدميرها: فنص قوله كما يذكر: «13 لا جَرَمَ أَنَّكُم سَمِعتم بِسيرتي قَديمًا في مِلَّةِ اليهودِ، كَيفَ (8) ؛ « 14وكيفَ كنتُ أَفوقُ، في المِلَّةِ اليهوديَّةِ ، كثيرينَ من أَتْرابي في أُمَّتي ، إِذْ كنتُ أَغارُ بإِفْراطٍ على سُنَنِ آبائي « (جاء في ترجمة أخرى النص التالي: في طبعة البشارة: رسالة بولس إلى غلاطية1 :13-14) كُنتُ أَضطهِدُ بإِفراطٍ كنيسةَ اللهِ وأُدمِّرُها « وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرةً في تقليدات آبائي«.(9)
فهو كان أكبر مضطهد للكنيسة في فلسطين بإفراط ويدمرها [قبل هدايته!]: ويؤكد ذلك بقوله: « 4وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ ، مُقَيِّدًا وَمُسَلِّمًا إِلَى السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً ، 5كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضًا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الْمَشْيَخَةِ ، الَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضًا مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ ، ذَهَبْتُ لآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا. « (سفر أعمال الرسل 22 / 4 ـ 5)
وهنا يأتينا الكتاب المقدس بوصف دقيق عنه فشاؤول 5 ... مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ. 6مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ.) (فل 3/ 5 ـ 6 وانظر أيضا طبعة البشارة.)

أولا ما قاله شاءول/بولس عن نفسه :
الجانب الأول :
مقاومة عقيدة وفكر السيد المسيح عيسى :
يقول شاءول: «أُقاوِمَ، بكُلِّ وسيلَةٍ، اسْمَ يَسوعَ النَّاصِريّ.« (سفر أعمال الرسل 26 /9)
فكان معادياً للنصرانية وتفرغ لهذه المهنة في طرسوس (24-34م ) في هذه الأثناء قامت دعوة المسيح في فلسطين ، ووضعت أسس الكنيسة في أورشليم. تزعم شاول حملة ملاحقة المسيحيين الأوائل للقضاء على الكنيسة في مهدها.

الجانب الثاني : مطاردة وملاحقة أتباع السيد المسيح ومن يؤمنون بعقيدته وسجن القديسين :
صار أتباع عيسى المسيح يعرفون بأتباع الطريق ، وكان شاءول يضطهدهم. يقول شاءول: « 4وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ « (سفر أعمال الرسل 22/ 4.)، وكان هؤلاء الضحايا الأبرياء يضربون أشد الضرب ، كما جاء في طبعة البشارة: فجاء التعبير هكذا: « ولَقَدِ اضْطَهَدْتُ هذا المَذْهَبَ (لاحظ كلمة الطريق وكلمة المذهب بين الطبعتين) حَتَّى المَوْتِ).
فكان شاءول يقوم باضطهاد عام كما جاء في سفر أعمال الرسل 7 : 60 «اضطهاد عام2 وحَمَلَ استفانُسَ رِجالٌ أَتقياءُ ، وعَمِلوا لَهُ مَناحةً عَظيمة. 3 أَمَّا شاوُلُ فكانَ يَعيثُ في الكنيسةِ ، ويَلِجُ البيوتَ ويَجُرُّ الرِّجالَ والنِّساءَ ويُسْلِمُهم الى السِّجْن.« من هنا انطلقت غيرته التي بها حارب الجماعة النصرانية (اع-8-1 «أَمَّا شاوُلُ فكانَ مُوافِقًا على قَتْلِ [اسْتفانُس] «
اضطهاد عام وثارَ في ذلكَ اليومِ اضْطِهادٌ شديدٌ على الكنيسةِ التي في أُورشليمَ ، فتشتَّتَ الجميعُ في جَنَباتِ اليَهودِّيَّةِ والسامِرَةِ ، ما خلا الرُّسُل.) 3؛ ( اع-8-3: « أَمَّا شاوُلُ فكانَ يَعيثُ في الكنيسةِ ، ويَلِجُ البيوتَ ويَجُرُّ الرِّجالَ والنِّساءَ ويُسْلِمُهم الى السِّجْن«
ملاحقتهم :
فيخبرنا عن هذه الملاحقة بقوله: «وكَثيرًا ما كُنْتُ ، في كلِّ المجامِعِ ، اضْطَرُّهُم بضُروبِ العُنْفِ ، الى التَّجْديف ؛ ولِفَرْطِ حَنقي عَلَيْهِم ، كنْتُ أَتعقَّبُهم حَتَّى في المُدُنِ الغَريْبَة. « (سفر أعمال الرسل 26 / 11.)

مطاردة الأتباع مطاردة أتباع السيد المسيح ومن يؤمنون بعقيدته
وكان شاول يطاردهم من بيت إلى بيت ، ويجرهم إلى السجن ، كما ورد في الكتاب المقدس. «3 أَمَّا شاوُلُ فكانَ ... يَلِجُ البيوتَ ويَجُرُّ الرِّجالَ والنِّساءَ ويُسْلِمُهم الى السِّجْن« (سفر أعمال الرسل 8/ 3 ، طبعة البشارة ، وفي طبعة آخرى ورد اللفظ هكذا:" ... يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ. «، ولم يكتفي بحبس وسجن الأتباع بل أيضا قام:
بسجن القديسين : فيخبرنا قائلاً: « ... حَبَسْتُ أَنا بنَفْسي في السُّجونِ كثيرينَ مِنَ القِدِّيسينَ « (سفر أعمال الرسل 26/ 10). وكان هؤلاء الضحايا الأبرياء يضربون أشد الضرب. ويصرح بما لا يقبل الشك أو الإرتياب وباعترافه بالفعل ـ أي فعل حبس الأتباع بنفسه بتفويض وموافقة رؤساء الكهنة فيقول:« ولَقد فَعَلْتُ ذلكَ في أُورَشليم ؛ وحَبَسْتُ أَنا بنَفْسي في السُّجونِ كثيرينَ مِنَ القِدِّيسينَ، بَعْدَ أَنْ فُوِّضَ اليَّ السُّلطانُ مِنْ قِبَلِ رُؤَساءِ الكَهَنَة«

قيامه بحبس وسجن وقتل اتباع المسيح : « وكُنْتُ مِمَّنْ أَصْدَرَ رَأْيَهُ بِقَتْلِهِم. « (سفر أعمال الرسل 26 / .)

أما الجانب الثالث : من أعماله ضد الدين الجديد فكانت : استخدام اسلوب التهديد والقتل
فكان شاول لم يزل ينفث تهدّدا وقتلا على تلاميذ الرب. «أَمَّا شاوُلُ ، فَإِذ كانَ لا يزالُ يَقْذِفُ على تَلاميذِ الرَّبِّ ، تَهديدًا وقَتْلاً « (سفر أعمال الرسل 9 / 1، طبعة البشارة).

الجانب الرابع السطو على الكنائس :
فقد كان يهودياً معادياً للنصرانية ، بل وكان يشارك في تعذيب النصارى الأوائل ؛ ويحكي سفر الأعمال أيضا عن اضطهاد بولس للكنيسة فكان لصا سارقا يسطو على الكنائس والمعابد:« 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ. «(سفر أعمال الرسل 8/ 3 ، وانظر أيضا: طارق "بولس وأثره في النصرانية") ، وكان شاول يسطو/ يعيث في الكنيسة. ( طبعة البشارة : الكلمة هنا يعيث وهناك يسطو: أعمال الرسل 8: 3 «أَمَّا شاوُلُ فكانَ يَعيثُ في الكنيسةِ. «أما القديمة فتقول "يسطو" أعمال الرسل 8: «3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ. «
الجانب الثاني :

الملاحقة والمطاردة :
مطاردة الأتباع :
الهروب إلى دمشق وملاحقتهم
اضطهاد الكنيسة الله بإفراط وتدميرها
نص قوله كما يذكر: في طبعة البشارة: رسالة بولس إلى غلاطية1 :13-14 لا جَرَمَ أَنَّكُم سَمِعتم بِسيرتي قَديمًا في مِلَّةِ اليهودِ ، كَيفَ كُنتُ أَضطهِدُ بإِفراطٍ كنيسةَ اللهِ وأُدمِّرُها ؛ 14 وكيفَ كنتُ أَفوقُ، في المِلَّةِ اليهوديَّةِ ، كثيرينَ من أَتْرابي في أُمَّتي ، إِذْ كنتُ أَغارُ بإِفْراطٍ على سُنَنِ آبائي (10).

فكان أكبر مضطهد للكنيسة في فلسطين : ويؤكد ذلك بقوله في سفر أعمال الرسل 22: 4 (4وَاضْطَهَدْتُ هذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ ، مُقَيِّدًا وَمُسَلِّمًا إِلَى السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً ، 5كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضًا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الْمَشْيَخَةِ ، الَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضًا مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ ، ذَهَبْتُ لآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا. )

علاقة شاءول بإستفانوس :
قبل أن تكلم عن هذه العلاقة نتعرض لترجمته
كان بولس ولا شك من أشد خصوم استفانوس ! فمن هو إستفانوس، يقول الكتاب المقدس عنه :" (استفانس أمام المحفل 8: أَمَّا استِفانُسُ، المَمْلوءُ نِعْمةً وقُوَّةً، فكانَ يُجري عجائبَ وآياتٍ عظيمةً في الشّعبِ. اع-6-9: فنَهضَ قَومٌ منَ المَجْمعِ المَدْعُوِّ مَجمعَ المُعْتَقِينَ والقَيْرَوانِيِّينَ والإِسْكَنْدرِيِّينَ والذينَ مِن كيليكِيَةَ وآسِيَةَ، يُباحِثونَ اسْتِفانُس؛ (سفر أعمال الرسل : أع 6 :9.)

تزعم شاول حملة ملاحقة المسيحيين الأوائل للقضاء على الكنيسة في مهدها. (1كور 1 :23) البشارة:
من هنا انطلقت غيرته التي بها حارب الجماعة المسيحيّة؛ (أع 8 :1؛ «أَمَّا شاوُلُ فكانَ مُوافِقًا على قَتْلِ [اسْتفانُس]. «
اع 22 :20 اع-22-20: «وحِينَ هُدِرَ دَمُ اسْتِفانوسَ شَهيدِكَ ، كُنْتُ حاضرًا، أَنا أَيضًا، أُؤَيِّدُ قاتِليهِ وأَحْفظُ ثِيابَهم. « الذي كان يكرز بالطابع المؤقّت للشريعة الموسويّة والعبادة اليهوديّة
فكان يمقت ويضطهد كل مَن يخالف شريعة آبائه. لذلك ساهم في رجم اسطفانوس رفيقه اول الشهداء.

هذا هو الجزء الأول من الفصل الثاني
ــــــــــ
الهوامش و المراجع
(1.) وردت النصوص الشرعية بصيغة المفرد، كقوله تعالى:{إن الدين عند الله الإسلام}، وكقول خاتم الأنبياء والمرسلين :{ الأنبياء دينهم واحد }، واللفظة التي اوردناها :"الدين الجديد" تستخدم في كثير من المناسبات.
(2.) نستسمح القارئ الكريم عذراً، حين نستخدم بعض الألفاظ والمصطلحات والمقاطع والتي ترد في بحثنا هذا، ويكون هناك إختلاف في التفسير، حيث قد يحدث أن لفظ الكنيسة قد لا يتفق مع لفظ القرآن الكريم، وحتى لا يتم الإلتباس بين مفاهيم الإسلام ومفاهيم الكنيسة نورد الآيات – من الأناجيل والقرآن، مع العلم السابق لدى الجميع، بمدى صحة الأناجيل المذكورة وسنفرد لها بحث خاص: متى كتبت، ومن كتبها، والخلاف على هذا الكاتب، ومدى اعتبارها وقبولها عند المسيحيين أنفسهم، وهل هذه الأناجيل هي إنجيل (السيد) المسيح (عليه السلام)، أم أنها نسبت إليه، وبحث أن القرآن: كلمة كلمة، وحرف حرف هو كلام الخالق للمسيحيين والمسلمين على السواء، وبإيهما –الإنجيل الحالي أم القرآن - يجب التصديق به والعمل بآياته- المتعلقة بجزئية البحث هذه، ثم نفصل الدراسة في موضع البحث إن شاء الله تعالى، لذا فقد قال الخبير العليم: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}{بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:157- 158]، وقال السميع البصير {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون} [آل عمران:55]
(3.) صار شاءول بعد المفاجأة التي حدثت له: القديس بولس، أحد الأنبياء التي أرسلهم ـ كما سنرى ـ السيد المسيح!؟.
(4.) ينبغي أن نعلم أن لفظة " المسيحية " لم تكن مستخدمة في ذلك الوقت ـ وقت محاربة بولس (شاؤول) لأتباع السيد المسيح بل هي مسمى جاء متأخرا.
(5.) وانظر عند د. أحمد شلبي، سلسلة الديانات، النصرانية، طبعة سنة، ص 111.
(6.) سفر أعمال الرسل 22: 4، وفي طبعة البشارة: أعمال الرسل22: 4 جاء النص هكذا:" ولَقَدِ اضْطَهَدْتُ هذا المَذْهَبَ حَتَّى المَوْتِ« . (لاحظ كلمة "الطريق" وكلمة "المذهب" بين الطبعتين.
(7.) يلاحظ القارئ الكريم عند ذكر الأسماء التأرجح بين حرف وبين آخر يقتربان من حيث المخرج، وهذا يعود للمترجم، فقظ لوحظ أن السادة المترجمين من أهل الشام يستخدمون الـ "غين" وأبناء وادي النيل يستخدمون حرف الـ "جيم"، توجد قواعد للترجمة ودقة تحويل أحرف الأسم من الأصل إلى لغة الترجمة فينظر في موضعه.
الرابي "جملئيل" الأكبر من أحفاد هيّلل ، أشهر المعلمين ومن كتبة التلمود ومدونيه في المرحلة ؛ وهو أحد التنائيم ( المعلّمون ) من الجيل الأول فيما بين 10 – 80 بعد الميلاد.
(8.) هذا التقسيم أوردته وفق ما جاء في الكتاب المقدس " الإنجيل "، فهذه الألفاظ مستوحاة من الفقرات حسب ورودها. وهذه الدقة في التقسيم تعمدتها، فالمسألة بحث وفق الكتاب المقدس وليس إلقاء تُهم على شخص دون قيام دليل صحيح على ماأقول !.
(9.) نستخدم هذه اللفظة: " تلاميذ الرب " كما وردت في الإصحاح دون تغير. (اع-9-1)
(10.) جاء في ترجمة أخرى: « أتلفها « . والمعنى قريب.
(11.) المباحثة بين تقليدات أو سُنن آبائي، والمعنى يكاد أن يكون قريبا. رسالة بولس إلى أهل غلاطية 1/ 13ـ 14، طبعة البشارة.
(12) جاء في ترجمة أخرى النص التالي :" وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرةً في تقليدات آبائي" .المباحثة بين تقليدات أو سُنن آبائي, والمعنى يكاد أن يكون قريبا.) 2ً يبشر بدون اذن أحد) ( غلاطية 1: 13-14)