نكتة: " سأل أستاذ البيولوجيا تلاميذه : ماهو أخطر حيوان مفترس ؟
فأجاب التلاميذ تباعا...
فقال الأول : الأسد .
فقال الأستاذ: غلط .
تلميذ آخر : التمساح !
الأستاذ : جواب خاطيء. . .
تلميذة ثالثة: أنا عندي الجواب الصحيح، إنه القرش يا أستاذ !
الأستاذ : كلا . . .
( وهكذا بقي التلاميذ في حيرة من أمرهم فلا هو الأسد ولا النمر ولا حتى الديناصور البائد ؟؟!!)
وبعد دقائق من الصمت والحيرة ،كسر الأستاذ سكون الفصل بصوته الجهوري :

" إنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الخروف ":

( هو حمل(*) ولكنه يقدر أن يغضب ويغتاظ !! )


نحمد الله على وجود تصوير النبي دانيال عليه السلام لشكل ملكوت الله وشوكته وإلا فلو وكل الأمر إلى رحمة كتب الأناجيل وعلى الأخص إلى تفاسير الكنائس لعسر جداً علينا فهم الملكوت ، قارنوا الباب السادس من رؤيا يوحنا بالباب السابع للنبي دانيال ، وحي يوحنا يقول أن كل العالم يخاف ويرهب من غضب الحمل ! لا أدري هل كان مؤلف الوحي يصور يوم الحشر ، أما أي واقعة عظيمة ! يبحث عن الحمل الحديد الغضوب المتوهر ، كان في يمين الرب حمل غضوب ، يخاف منه العالم ، يرجعون الى الجبال إلى البحار إلى الصخور صارخين مستغيثين قائلين ( أخبئونا من حدة الحمل) لابد في التشبيه من وجه الشبه نعم يصح تشبيه الجسور بالأسد وتشبيه الجبان بالحمل ، ولكن إذا كان التشبيه على العكس فحينئذ تكون (كوميديا ، أضحوكة) فالحمل يمكن ان يكون تمثالاً للمطيع الوديع او الجبان الضعيف ، أما إذا وصف بالصفات التي ليست في طبيعته فذلك يوجب السخرية والاستهزاء .

تصوروا حملاً تخافه وترتجف منه كل الكائنات ، ثم تفكروا أن أحد الحملان المحبوبة اللطيفة التي تلعب وتقفز في الحقول يقدر أن يكون غضوباً ومنتقماً ، يا للعجائب ؟!

ثم هلموا لنقرأ هذا (لما فتح الختم السادس رأيت زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر ، والقمر صار كالدم ، ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين إسقاطها إذا هزتها ريح عظيمة ، والسماء انفلقت كدرج ملتف وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال ، وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش ، وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف) (رؤيا يوحنا 6) .

ما أهيبه من منظر وما أعمقه من خيال ، خيال أخذ علم الفلك تحت أقدامه ،رسام عقر العقل وخرق المنطق ، كتاب قلب الحقيقة وغير دين الله ، كأن الإجرام السماوية تقع كالتين الذي لم ينضج على كرة الأرض التي هي بالنسبة إلى النجوم بقدرة الذرة ، الجبال والجزائر تقفز وتتحرك من مكانها ، ذلك لان الحمل قد احتد وغضب !
فهاهي الجمل التي يقرؤها كل المسيحيين قائلين ما أبدعها ! هذه آيات الله وهم ولهانون بحسنها .
لماذا غضب الحمل إلى هذه المرتبة ؟ لم يسيء إليه أحد من سكان الأرض فالحمل كان مذبوحاً قبل خلق الكائنات ، والمسيحية والكنائس هي التي أحبته ولم يزالوا يعبدونه ويسجدون له ، ويحبونه إلى درجة انهم يأكلون لحمه ، كما يأكلون على المائدة كذلك في المحاريب ، افمن من اجل هذه احتد الحمل ؟ إذن فأي ذنب للملوك والأمراء والأغنياء والعبيد والأحرار ؟ أما إن كان هناك ذنب فكله رقاب القصابين والقساوسة ، على أننا نرى أن الوحي لا يبحث عن الرهبان !
أيها المسلمون المساكين ! أين تذهبون من غضب الحمل الشاغل عرش السموات ؟!
نظراً إلى فكرتي وقناعتي الوجدانية يجب أن نصلح مثل رؤيا يوحنا قبل كل شيء ، ويجب أن نعتقد أن ليس على عرش السموات إلا الله الواحد ، وان لا نعبد إلا إياه ، وان لا نرى هناك حملاً ولا خروفاً وان أدياننا وديان العالمين هو الله الأحد جل جلاله.
-
عبد الأحد داوود- رحمه الله- نقلا عن كتابه الفذ "الإنجيل والصليب "