‏نحن أحق بالشك من ‏ ‏إبراهيم

[abcdef_475]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاه والسلام علي من لا نبي بعده سدنا محمد صل الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم وعلي اخوانه الكرام السابقين من الأنبياء والمرسلين .....
شبهه حديث نحن احق بالشك من ابراهيم الذي يتخذه المشككون في ديننا علي انه حجه علي شك الرسول عليه صلوات ربي وسلامه
والحديث هو :
‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏وسعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏نحن أحق بالشك من ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏إذ قال ‏
‏رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ‏
‏ويرحم الله ‏ ‏لوطا ‏ ‏لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث ‏ ‏يوسف ‏ ‏لأجبت الداعي . متفق عليه.
ولكن من الظلم وعدم الانصاف ان نلقي التهم دون ان نفهم الحديث الفهم الصحيح الذي نستطيع ان نستخلص منه مراد سيدنا رسول الله عليه الصلاه والسلام
الرد والله تعالي المستعان
كان المصطفي صلى الله عليه وسلم يمدح هؤلاء الانبياء العظام يوضح بعض من مناقبهم الكريم كما يتضح من الحديث فقد تناول كل من
سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط وسيدنا يوسف عليهم جميعا افضل السلام واتم التسليم
فبالنسبه لما قاله عن الخليل عليه السلام - وهو ما يهمنا لكشف الشبهه - كان ذلك لنفي الشك عنه
اذ قال لله سبحانه وتعالي : رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) { 1}
وسؤال الخليل ربه بقوله ( كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ) ليس عن شك ولكنه كيفيه الاحياء ويدل عليه وروده بصيغه ( كَيْفَ ) وموضوعها السؤال عن الحال ويؤيد المعني قوله صلى الله عليه وسلم ( نحن احق بالشك من ابراهيم ) ومعناه ونحن لم نشك فلأن لا يشك ابراهيم احري اولي {2}
فوضح الرسول صلى الله عليه وسلم ان سيدنا ابراهيم عليه السلام لم يشك
وقال اذا كان يوجد هناك شك فنحن احق من ابراهيم به وهذه عادته بابي وامي في توقير الانبياء الكرام ومدحهم
والدليل علي ذلك باقي الحيث الذي ذكر فيه المصطفي لوط ويوسف عليهما السلام بالمدح والثناء فيقول :
‏ويرحم الله ‏ ‏لوطا ‏ ‏لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث ‏ ‏يوسف ‏ ‏لأجبت الداعي ‏.
وقد تناول المصطفي ذلك في موضع آخر لبيان نفس السبب
‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يغفر الله ‏ ‏للوط ‏ ‏إن كان ليأوي إلى ركن شديد {3}
وقوله صلى الله عليه وسلم في شأن يوسف الكريم
‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد بن أسماء هو ابن أخي جويرية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جويرية بن أسماء ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏أن ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏وأبا عبيد ‏ ‏أخبراه عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يرحم الله ‏ ‏لوطا ‏ ‏لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث ‏ ‏يوسف ‏ ‏ثم أتاني الداعي لأجبته . {4}
وقوله ايضا :
‏أخبرني ‏ ‏عبدة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ‏ ‏يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ‏ ‏عليهم السلام {5}
فكان من صفاته الحميده التواضع وخفض الجناح
وكان يقول عليه السلام
‏حدثنا ‏ ‏حفص بن عمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي العالية ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏
‏ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من ‏ ‏يونس بن متى ‏ ‏ونسبه إلى أبيه . {6}
وهذا ما كان يعرف به عليه السلام
فع عياص ابن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله اوحي الي ان تواضعوا حتي لا يفخر احد علي احد ولا ينبغي احد علي احد. {7}
وعن انس رضي الله عنه انه مر علي صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلي الله عليه وسلم يفعله . {8}
وكيف لهؤلاء ان يتهموا سيدنا سول الله - بابي وامي - بتلك الفريه وقد كان اكثر الناس يقينا بالله وتوكلا عليه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حسبنا الله ونعم الوكيل . قالهما ابرايهم صلي الله عليه وسلم حين القي في النار وقالها محمد صلي الله عليه سلم حين قالوا ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . {9}
وعن ابي بكر الصديق رضي الله عنه عن عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تم بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنهم قال : نظرت لاالي اقدام المشركين ونحن تحت الغار وهم علي رءوسنا فقلت يا رسول الله لو ان احدهم نظر تحت قدميه لابصرنا فقال : ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما . { 10 }
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) {11}
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وماكان من خطا او تقصير فمني انا ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
واسال الله ان يسدد خطاي ويجزل لي الثواب يوم المآب فما عملت الا املا بنيل رضاه راجيا ان يجعلي عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وان يبقيه ذخرا لي يوم الدين
وارجوا من كل من قرأ واستفاد ان يخصني بدعوه صالحه تنفعني يوم المعاد
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (181) الصافات
--------------------------------------------------
1- البقرة 260
2- صفوة التفاسير ج1 ص 246
3,4,5,6 رواه البخاري
7- رواه مسلم
8- متفق عليه
9- رواه البخاري
10- متفق عليه
11- التوبه 40

[صقر قريش]

بارك الله فيك .

[طلعت خيري]

لا يحتاج اي شك لكل نبي من الانبياء خوصصيه يضعها الله لكل نبي لتشبيته على الدعوة لاعلاقة البشر فيها
تعتبر افضليه بين المرسلين لاكن لا افضليه بين الشعوب الا بالتقوى


{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253


{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ }الأنعام86


{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15


{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }الجاثية16


اما حال الشعوب

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13