اقتباس
خلافات واختلافات المسلمين في القران
اختلاف المسلمين في تسمية القران

جاء في الإتقان في علوم القران للسيوطي : واما سبب تسمية بالمصحف فانه لما جمع ابو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به. راجع الإتقان للسيوطي الجزء الأول باب جمع القران 1/ 69.

الرد على هذا الكلام : هذا كلام مضحك جداً

فأنت تقول : اختلاف المسلمين في تسمية القران ! كيف اختلفوا على تسميته وهو أصلاً مُسمى بلفظ القرآن ؟ ... عرفت الآن أن كلامك مضحك .

أخرج البيهقي والخطيب وغيرهما عنه أنه كان يهمز قراءة ولا يهمز القرآن ويقول‏:‏ القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قراءة ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل‏.‏

قال الجاحظ‏:‏ سمى الله كتابه اسماً مخالفاً لما سمى العرب كلامهم على الجمل والتفصيل سمى جملته قرآناً كما سموا ديواناً وبعضه سورة كقصيدة وبعضها آية كالبيت وآخرها فاصلة كقافية

المجموعة الأولى :
ـ وهي طائفة من الأسماء التي تشير إلى ذات الكتاب وحقيقته ، وهي الأسماء التالية :
1 ـ الكتاب : قال تعالى ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) يوسف / 2 .
2 ـ القرآن : قال تعالى ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي . . . ) الإسراء / 9 .
3 ـ كلام الله : قال تعالى : ( فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ) التوبة / 6 .
4 ـ الروح : قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ) الشورى / 52 .
5 ـ التنزيل : قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الشعراء / 192 .
6 ـ الأمر : قال تعالى : ( ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ ) الطلاق / 5 .
7 ـ القول : قال تعالى : ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ ) القصص / 51 .
8 ـ الوحي : قال تعالى : ( إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ) الأنبياء / 45 .

ـ المجموعة الثانية :

وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن الذاتية ، وذلك كالأسماء التالية :

1 ـ الكريم : قال تعالى : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) الواقعة / 77 .
2 ـ المجيد : قال تعالى : ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) البروج / 21 .
3 ـ العزيز : قال تعالى : ( إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) فُصّلت / 41 .
4 ـ الحكيم والعلى : قال تعالى : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الزخرف / 4 .
5 ـ الصدق : قال تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) الزمر / 33 .
6 ـ الحقّ : قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ) آل عمران / 62 .
7 ـ المبارك : قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ) ص / 29 .
8 ـ العَجَبُ : قال تعالى : ( قُرْآناً عَجَباً ) الجن / 29 .
9 ـ العلم : قال تعالى : ( وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ ) الرعد / 37 .

ـ المجموعة الثالثة :

وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن التأثيرية ، التي تشير إلى علاقة القرآن بالناس . وهي الأسماء التالية :

1 ـ الهدى : قال تعالى : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة / 2 .
2 ـ الرحمة : قال تعالى : ( هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ) لقمان / 3 .
3 ـ الذكر : قال تعالى : ( وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ) الأنبياء / 5 .
4 ـ الموعظة : قال تعالى : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران / 138 .
5 ـ الشفاء : قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ) الإسراء / 82 .
6 ـ التذكرة : قال تعالى : ( كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) المُدَّثر / 54 .
7 ـ المبين : قال تعالى : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) يوسف / 2 .
8 ـ البلاغ : قال تعالى : ( إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ) الأنبياء / 105 .
9 ـ البشير والنذير : قال تعالى : ( بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ . . . ) فُصِّلَتْ / 4 .
10 ـ البصائر : قال تعالى ( هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ ) الجاثية / 20 .
11 ـ البيان : قال تعالى : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ) آل عمران / 138 .
12 ـ النور : قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ) النساء / 174 .

( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) الفرقان / 1 .

وقال الراغب‏:‏ لا يقال لكل جمع قرآن ولا لجمع كل كلام قرآن‏.‏

قال‏:‏ وإنما سمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة‏.‏

أما إن كنت تقصد تسمة الجمع الثاني في عهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه بالمصحف : فالمصحف كما هو معلوم هو ذلك الكتاب الكريم الذي يجري بين دفتيه ما جمع من الصحف الشاملة للقرآن الكريم، وقد ذاعت هذه التسمية (المصحف) للدلالة على القرآن الكريم منذ عصر الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى ما يشاء الله تعالى".

فتاريخ ومفهوم كلمة المصحف: ان المسلمين الاوائل رضوان الله عليهم ما كانوا يعرفون غير الصحف التي كانوا يكتبون فيها القرآن الكريم ايام نزوله باملاء النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه وكانت هذه الصحف عبارة عن المواد التي كتب عليها القرآن الكريم من احجار والواح وجلود أو عظام وغيرها..

ويقول أحد الباحثين ان هذا اللفظ ( مصحف) ان صحة الرواية التي تقول انه معرب من الحبشة فقد كان مما استعمله العرب.

كما سبق هذا القول قول الجاحظ ان الأحباش يقولون ان العرب نقلوا عنهم فيما نقلوا المصحف.

وقد أخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال‏:‏ لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر‏:‏ التمسوا له اسماً فقال بعضهم‏:‏ السفر وقال بعضهم‏:‏ المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف .

والله أعلم .