الإصدار الأول للقران


روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر في مقتل أهل اليمامة - يعني حفظة القران - فإذا عمر بن الخطاب عنده ، فقال ابو بكر : ان عمر أتاني فقال: ان القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القران ، أني أخشى ان يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثيرا من القران وأنى أرى ان تأمر بجمع القران ، فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ قال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر ابو بكر وعمر ، قال زيد فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان اثقل علي مما امرني به من جمع القران فتتبعت اجمع القران من العسف واللخاف وصدور الرجال .راجع الاتقان 1/76.

وفي رواية أخرى انه قال : فتتبعت اجمع القران من العسف، ومن اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب، والاضلاع .

عن زيد بن ثابت ، قال : «أرسل إليِّ أبو بكر في مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده ، فقال أبو بكر : إنّ عمر أتاني ، فقال : إنّ القتل استمرّ بقُرّاء القرآن ، وإنّي أخشى أن يستمرّ القتل بالقُرّاء في المواطن ، فيذهب كثيرٌ من القرآن ، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن ، فقلت لعمر : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ؟ قال عمر: هو والله خير . فلم يزل يراجعني حتّى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد : قال أبو بكر : إنّك شابّ عاقل ، لا نتّهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبّع القرآن فاجمعه ـ فو الله لو كلّفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن ـ قلت : كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله ؟ قال : هو والله خير . فلم يزل أبو بكر يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر . فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره( لقد جاءكم رسول...) (التوبة 9: 128) حتّى خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتّى توفّاه الله ، ثمّ عند عمر حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر» . راجع : صحيح البخاري 6 : 314 | 8 .

وعن زيد بن ثابت أيضاً ، قال : « قُبِضَ رسول الله ولم يكن القرآن جمع في شيء» . راجع: الإتقان 1 : 202 .

قال أبو بكر بن ابي داود في المصاحف : عن ابن شهاب، قال : بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة، الذين كانوا قد وعوه، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب، فلما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم، وذلك فيما بلغنا حملهم على أن يتتبعوا القرآن، فجمعوه في الصحف في خلافة ابي بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن فيذهبوا بما معهم من القرآن، فلا يوجد عند أحد بعدهم، فوفق الله تعالى عثمان، فنسخ ذلك الصحف في المصاحف، فبعث بها الى الأمصار، وبثها في المسلمين ). ( المصاحف لأبي بكر بن أبي داود ص 31).

اخرج ابن آبى داود قال: قدم عمر فقال: من كان تلقى من رسول الله شيئا من القران فليأت به، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان . واخرج آبى داود أيضا عن هشام بن عروة عن أبيه، ان ابو بكر قال لعمر ولزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه . رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب انظر الصحيح مع شرحه فتح الباري (8/194) ح 4679، وفي كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن، (8/626) ح 4986.


عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما قتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت فقال : اجلسا على باب المسجد فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتماه ، وذلك لأنه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قد جمعوا القرآن. كنز العمال ح 2 ص 572 حديث 4755 و4754.


قال المقدسي عابد الصليب:

اقتباس
هل جملة ( فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه ) ممكن ان تدل أن بعض الآيات كانت تكتب من غير شاهدين وبعضها كانت تحتاج لشاهدين لأن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت لم يسمعا بـها بعد !.
الرد على سؤالك هو :

الرواية التي اوردتها بيدك والتي تستشهد بها جاء بها الآتي :
1) وفي رواية أخرى انه قال : فتتبعت اجمع القران من العسف، ومن اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب، والاضلاع .
2) ان ابو بكر قال لعمر ولزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه
3) فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتماه

وهذا دليل على ان زيد تتبع في جمع القرآن من العُسُب و اللَّخاف وصدور الرجال، فكان منهجه أن يسمع من الرجال ثم يعرض ما سمعه على ما كان مجموعاً في العُسُب والأكتاف، فكان رضي الله عنه لا يكتفي بالسماع فقط دون الرجوع إلى الكتابة، وكذلك من منهجه في جمع القرآن أنه لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد عليه شاهدان، وهذا زيادة في التحفظ، مع أن زيداً كان من حفظة القرآن .

قال المقدسي عابد الصليب :

اقتباس
هل وجود شاهدي عدل يعني ان القوم كانوا قادرين على ان يأتوا بمثل هذا القران ؟{ لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ } الأنفال 31- ان ضرورة وجود شاهدين عدل يشهدا على ان القران الذي سمعاه من فيه النبي لا يتماشى مع قول القران {لئن اجتمعت الأنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القران لا يأتوا بمثله}.
الرد على سؤالك هو :

هل هذا سؤال رجل عاقل ؟! أنت استشهدت بما جاء قوله : "وفي رواية أخرى انه قال : فتتبعت اجمع القران من العسف، ومن اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب، والاضلاع" ... وهذا يدل على أن زيد كان يرجع للجمع الأول الذي كان ايام الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أن زيد ابن ثابت كان احد الكتبة ، فلو إندس أحد ليقدم بالكذب آية أو سورة بالشهود فلن ينال من القرآن لأن هناك نسخة أصلية كان هي المرجع لكل صغيرة وكبيرة .

ولو أخذنا بكلامك مأخذ المسيحية سنجدك تسب إلهك ، لأنه أمر بشهود عدل في كل امر

تث 19:15
لا يقوم شاهد واحد على انسان في ذنب ما او خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها . على فم شاهدين او على فم ثلاثة شهود يقوم الامر .

فما هي حكمة رب العهد القديم في تعدد الشهود ؟!

يا عزيزي أنت لا تعي ما تقوله لأنك تحقد على الإسلام فاصبحت تهجم الإسلام ولا تعي ما تقوله إن كان يعود بصالح على عقيدتكم أم هو هالك لعقيدتك .


قال المقدسي عابد الصليب :

اقتباس
وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آيه آلا بشاهدين ، وان أخر سورة براءة لم توجد آلا مع ابي خزيمة بن ثابت فقال: أكتبها ان رسول الله قد جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب، وان عمر أتا بآية الرجم فلم يكتبها لانه كان وحده راجع الاتقان 1/78.
الرد على سؤالك هو :

أخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال " أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين , من آخر سورة براءة فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما , فقال عمر بن الخطاب : وأنا أشهد (بالله) لقد سمعتهما .

قال الخطابي : هذا مما يخفى معناه . ويوهم أنه كان يكتفي في إثبات الآية بخبر الشخص الواحد , وليس كذلك , فقد اجتمع في هذه الآية زيد بن ثابت وأبو خزيمة وعمر . وحكى ابن التين عن الداودي قال : لم يتفرد بها أبو خزيمة , بل شاركه زيد بن ثابت وعمر , فعلى هذا تثبت برجلين .

أما قولك {وان عمر آتى بآية الرجم فلم يكتبها لانه كان وحده} ، وذلك لأمرين :

1) ليست آية
2) لم يشاركه أحد

وهذا دليل على الأمانة والدقة في سيرة جمع القرآن ، ولو الأمر اتخذ على محمل المجاملات والتدليس لكُتب ما جاء به عمر بن الخطاب .

وبهذا جمعت نسخة المصحف بأدق توثق ومحافظة، فأجتمعت الأمة الإسلامية اجمع في عصر أبو بكر لجمع القرآن في مصحف واحد ، وأودعت لدى الخليفة لتكون إماماً تواجه الأمة به ما يحدث في المستقبل، ولم يبق الأمر موكلاً إلى النسخ التي بين أيدي كَتّاب الوحي، أو إلى حفظ الحفاظ وحدهم.

وقد اعتمد الصحابة كلهم وبالإجماع القطعي هذا العمل وهذا المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتتابع عليه الخلفاء الراشدون كلهم والمسلمون كلهم من بعده، وسجلوها لأبي بكر الصديق منقبة فاضلة عظيمة من مناقبه وفضائله. وحسبنا في ذلك ما ثبت عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع كتاب الله.

وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر . صحيح البخاري باب جمع القران ج 4 ص 1720 حديث 4402ومجلد 4 ص 1907حديث 4701 .