السلام عليكم
الطب حديثاً لاحظ شواهد كثيرة بتغير أشياء في المرضى الذين أجريت لهم عمليات نقل للقلب من متبرعين آخرين
وأن نفسياتهم وحتى مهاراتهم اكتسبت شيء جديد بمجرد نقل القلب الجديد لهم
وهناك دراسات للأطباء لمحاولة فهم القلب بطريقة مختلفة غير النظرة التقليدية بأنه مجرد عضلة لضخ الدم إلى الجسم
وهذا الأمر مازال في بداياته ولكنه يسير في الإتجاه الذي يشير إليه القرآن والأحاديث النبوية
وهنا مقال نافع حول الموضوع نقلاً من موقع "منتدى التوحيد"
- العلاقة بين القلب والعقل صدق الله وكذب الملاحدة -
(وأنقل جزءاً من هذا المقال وأضع لك رابطه في نهاية التعليق إذا أحببت قراءته كاملاً)
إقتباس من المقال:
شواهد طبية على علاقة القلب بالعقل
لقد توافرت في السنوات القليلة الماضية شواهد علمية عديدة تشير إلى أن للقلب علاقة وثيقة بعمل الدماغ ، نذكر منها :
• في عام 1988 زرع للسيدة كلير سيلفيا قلب ورئة من شاب عمره 18 سنة مات في حادث سير ، وبعد الزراعة أخذت تتصرف بطريقة ذكورية ، وتحب بعض الأكل الذي لم تكن تطيقه من قبل مثل الفلفل الأخضر والبيرة وقطع الفراخ ، وعندما قابلت أهل الشخص صاحب القلب المزروع تبين أن تصرفاتها أشبه ما تكون مرآة لتصرفاته ، وقد تجاهل بعض العلماء هذه القصة واعتبروها محض مصادفة ، لكن علماء آخرين اعتبروها دليلاً على ظاهرة ( ذاكرة الخلية ) التي بدأت تستحوذ على اهتمام العلماء مع تزايد عمليات زراعة الأعضاء ولاسيما منها زراعة القلب ، فمن المعلوم أن كل خلية من خلايا جسمنا تحتوي على معلومات وراثية وغير وراثية خاصة بكل فرد منا ، وعند نقل عضو من شخص لآخر فإن ذاكرة خلايا المتبرع تمارس ذاكرتها في جسم الذي زرع فيه العضو ، والأدلة العلمية على هذه الظاهرة بدأت تتزايد يوماً بعد يوم مع تزايد عمليات زراعة الأعضاء ، ما دفع العلماء مؤخراً إلى بحث هذه الظاهرة بعمق ، ولعل قوله تعالى : (( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) النور 24 ، تؤيد هذه النظرية وتوحي بأن لمختلف خلايا جسمنا ذاكرة سوف تكشف يوم القيامة ما فعلناه في حياتنا الدنيا (؟)
• وجدت الباحثة الدكتورة كاندس بيرت ، مؤلفة كتاب ( جزيئات العاطفة ) أن خلايا الجسم والمخ تتبادل الرسائل فيما بينها بواسطة أحماض أمينية قصيرة السلسلة كان يعتقد سابقاً أنها لا توجد إلا في خلايا المخ ، وقد أثبتت هذه الباحثة وجودها في أعضاء أخرى منها القلب .
• في عام 1991 طرح الدكتور أندرو أرمور ، فكرة وجود ( عقل صغير في القلب ) يتكون من شبكة من الخلايا العصبية ، والناقلات الكيميائية ، والبروتينات ، والخلايا الداعمة التي تعمل باستقلالية عن خلايا المخ ، وتتولى عملية التعلم والتذكر والإحساس ، ثم ترسل المعلومات إلى مراكز المخ المختصة بالإدراك واتخاذ القرار والمحاكمات العقلية ، ويعتقد هذا العالم أن الخلايا العصبية الذاتية التي توجد في القلب المزروع تمارس عملها هذا وترسل إشارات من ذاكرتها القديمة إلى دماغ الشخص الذي زرع فيه القلب .. كما أن القلب المزروع يحتوي على مستقبلات خاصة بالمتبرع تختلف عن مستقبلات الشخص الذي زرع له القلب ، وبهذا يصبح الذي زرع فيه القلب حاوياً على نوعين من مستقبلات الخلايا ، إلا أن بعض الباحثين شكك بهذه الفرضية معتمدين على نظرية ( إشاعات المستشفى ) التي تزعم أن تبادل الحديث بين فريق العمل الجراحي أثناء التخدير يؤثر في الشخص الذي تجرى له زراعة القلب ، فيتبنى لا شعورياً ما يسمعه من الفريق الطبي عن أحوال الشخص المتبرع (!)
• في عام 2002 نشر الدكتور بول بيرسال ، العالم في المناعة النفسعصبية ، مؤلف كتاب ( شيفرة القلب ) نتائج بحثه الذي استغرق 10 سنوات ، وشمل 74 شخصاً زرعت فيهم أعضاء ، منهم 23 زراعة قلب ، وانتهى من بحثه إلى نتيجة مفادها حصول تغيرات في شخصيات المزروع لهم توازي شخصيات المتبرعين ، وأورد في البحث عدداً من الحالات ، منها :
الحالة الأولى : شاب عمره 18 سنة ، كان يكتب الشعر ويلعب الموسيقى ويغني ، توفي بحادث سيارة ، ونقل قلبه إلى فتاة عمرها 18 سنة ، وفي مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهما الراحل ، وشرعت بإكمال كلمات أغنية كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبداً من قبل !
الحالة الثانية : رجل أبيض عمره 47 سنة ، زرع له قلب شاب أمريكي أسود عمره 17 سنة ، المتلقي للقلب فوجئ بعد عملية الزراعة بأنه أصبح يعشق الموسيقى الكلاسيكية ، واكتشف لاحقاً أن المتبرع كان مغرماً بهذا النوع من الموسيقى !
الحالة الثالثة : حدثت لشاب خرج لتوه من عملية زراعة قلب ، وبات يستخدم ( كلمة ) غريبة بصفة مستمرة ، واكتشف لاحقاً في مقابلة مع زوجة المتبرع أن هذه الكلمة كانت ( كلمة سر ) اخترعاها بينهما تعني أن ( كل شيء على ما يرام ) !
الحالة الرابعة : فتاة عمرها 8 سنوات زرع لها قلب فتاة مقتولة عمرها 10 سنوات ، وبعد الزراعة أصيبت الفتاة التي زرع لها القلب بكوابيس مفزعة تصور قاتلاً يريد أن يقتلها ، وذهب بها والدها إلى استشارة الطبيب النفسي الذي استخلص منها تفاصيل الكابوس ، فوجد أن الصور التي حلمت بها واضحة ومحددة جداً ، لدرجة أن الطبيب أخبر الشرطة بصورة القاتل ، وألقي القبض بالفعل على القاتل الحقيقي !
• أجريت تجربة مهمة جداً تستحق الدراسة لمعرفة التأثير المتبادل ما بين القلب والمخ ، فقد وجد عند تلامس شخصين أو اقتراب أحدهما من الآخر أن الموجات الكهربائية التي تصدر عن مخ أحدهما تتغير بالتزامن مع موجات قلب الآخر ، ففي الجزء الأيمن تجاوبت موجات دماغ الشخص الأول مع نبضات قلب الشخص الآخر عندما تصافحا.
1. أجرى أحد العلماء الذين يعملون على نظرية الطاقة القلبية في جامعة أريزونا بحثاً على ( 300 شخص ) تعرضوا لزراعة القلب ، ووجد أن الطاقة والمعلومات تتفاعل تبادلياً ما بين القلب والمخ بصورة كهرومغناطيسية ، فيتلقى مخ الشخص الذي زرع فيه القلب إشارات كهرومغناطيسية من القلب المزروع تختلف عن الإشارات التي كان يتلقاها من القلب الأصلي .
2. تحدث العلماء لفترة طويلة عن استجابة القلب للإشارات القادمة من المخ ، ولكنهم في السنوات الأخيرة اكتشفوا أن هذه العلاقة ثنائية الاتجاه ، وأن كلاهما يؤثر في الآخر ، وذكر الباحثون أربعة وسائل يؤثر القلب بها على المخ :
1. عصبياً من خلال النبضات العصبية .
2. كيميائياً بواسطة الهرمونات والناقلات العصبية .
3. فيزيائياً بموجات الضغط التي تنتج عن تدفق الدم إلى الدماغ .
4. بواسطة المجال الكهرومغناطيسي للقلب ، وهو أقوى كهربائياً ( 60 مرة ) من المجال الكهربائي للمخ ، وأقوى مغناطيسياً ( 5000 مرة ) من المجال المغناطيسي للمخ ، فالمجال الكهرومغناطيسي للقلب يمتد في الفضاء المحيط بالجسم ويمكن قياسه من مسافة عدة أقدام بواسطة أجهزة حساسة .
نظرية لحل إشكالية ( القلب / العقل )
بناء على هذه المشاهدات السريرية التي توحي بوجود علاقة وثيقة ما بين القلب والدماغ ، واستناداً إلى نصوص القرآن والسنة التي تنسب للقلب وظائف واعية كالتي تنسب للدماغ ، يمكننا طرح النظرية التالية التي يمكن أن نطلق عليها اسم ( نظرية المركز الاستشاري ) أخذاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( استفتِ قلبك))(16) :
- الدماغ يستقبل المشاعر والأفكار ، من خلال الحواس ، ويرسلها إلى القلب عبر شحنات كهربائية أو نواقل عصبية .
- القلب يمحص هذه المشاعر والأفكار ، ويعيد إرسالها إلى الدماغ ، مشفوعة برأيه فيها .
- الدماغ يختزن هذه المشاعر والأفكار في صورتها المعدلة ، لتعبر عن نفسها عند الحاجة(؟)
فإذا ما صحَّت هذه النظرية ، فإنها تفسر لنا لماذا لا تتغير شخصية من يزرع له قلب جديد بدل قلبه المريض ، لأن الشخصية تتوقف على ما اختزن سابقاً في الدماغ من معلومات وتجارب ، والشيء الجديد الذي نتوقع حصوله ـ إن صحَّت هذه الفرضية ـ أن تختلف طريقة تفاعل الشخص الذي زرع له قلب جديد مع محيطه لاختلاف تفاعل القلب المزروع عن القلب المنزوع ، ومع مرور الوقت قد تظهر آثار هذا التأثير على الشخصية (؟)
الخلاصة والنتائج والتوصيات
وخلاصة القول أن القرآن والسنة يؤكدان في نصوص كثيرة أن للقلب وظائف أخرى غير وظيفته الظاهرة ( = ضخ الدم ) ، وأن القلب يتدخل تدخلاً مباشراً بعمليات العقل والوعي والإدراك وبقية الوظائف التي تنسب عادة للدماغ ، وهناك شواهد علمية عديدة بدأت تتزايد يوماً بعد يوم مؤكدة هذه الحقيقة ، ومع تسليمنا بأن هذه الشواهد مازالت تتطلب المزيد من البحث لبيان الأسس البيولوجية التي تقوم عليها ، ومع أننا لا نملك حتى اليوم إحصائيات دقيقة عن نسبة الذين زرعت لهم قلوب وطرأت عليهم تغيرات فعلية في السلوك والمشاعر ، فإننا لا نستبعد أن تثبت الدراسات المستقبلية صحة هذه الشواهد لأنها تتماشى مع ما ورد في القرآن والسنة حول حقيقة القلب ووظائفه ، وهذه المسألة تستحق من الأطباء ـ المسلمين بخاصة ـ المزيد من البحث والدراسة لما يترتب عليها من أحكام شرعية ، وقضايا أخلاقية ، ومسؤوليات قانونية ، منها على سبيل المثال :
3. حالات موت الدماغ التي يحكم فيها الأطباء بموت الشخص على الرغم من استمرار قلبه بالنبضان تلقائياً ، فإذا ما صح أن للقلب وظائف تتعلق بالعقل والوعي والإدراك ، فإن هذا يستدعي إعادة النظر في الفتاوى والقوانين التي أجازت رفع الأجهزة عن ميت الدماغ الذي لم يتوقف قلبه (؟)
4. إذا ما ثبت أن للقلب وظائف تتعلق بالعقل والوعي والعقل والسلوك والإدراك ينبغي إعادة النظر في مدى المسؤولية الأخلاقية والقانونية للشخص الذي زرعنا فيه قلب شخص آخر ، فقد يكون لصاحب القلب المزروع سوابق إجرامية أو انحرافات سلوكية تؤثر في عقل وسلوك الشخص الذي زرعنا فيه القلب (؟)
المفضلات