كلنا كبشر في هذه الحياة القصيرة محاطون بهالة من التساؤلات الكبرى التي تزداد يوما بعد يوم وبحكم البيئة ننشأ على أديان شتى،ومذاهب مختلفة، والحق أن كثيرا منا في أغلب الأحيان يتعصب بصدق وإخلاص لما يدين به ،كيف والأمر في غاية الخطورة إنه مصير الإنسان والذي لا يدري متى يحين أجله ويلاقي الموت وما أدراك ما الموت ، ولا يبدوا له إلا أمر ظاهر : القبر والبلى...
لذا فالواجب علينا كبشر _ كبشر أولا_ حين نقف ناظرين( وحدنا) أو مناظرين(لغيرنا) في مسائل الدين ،أن ننصف _أولا وقبل كل شيء_ أنفسنا غاية الإنصاف ،وذلك لا يكون إلا بالإخلاص في طلب الحق والتجرد عن الهوى وشهوات النفس المهلكة من حب الظهور ،والانتصار على الخصم ،والتأثير على الناس لا لسبب سوى تحصيل الشهرة والزعامة... فالأمر خطير والإنسان سيلقى الموت وحده ولن يغني عنه أحد شيئا، وبخاصة إذا علم فساد ما هو عليه من مذهب، وغلبته نفسه وهواه على إظهار خطئه، إذ الرجوع إلى الحق عزيز وكما قيل :ما أعز_ أي أقل_ الإنصاف !
وأعلم الإخوة الكرام أني _بحمد الله وتوفيقه _مسلم ،لكن يحز في نفسي ما أراه من مهاترات بين المسلمين والمسيحيين ،وخروج في أكثر الأحيان عن أدب الحوار والجدال بالتي هي أحسن إلى أنواع من السباب والشتائم التي لا تليق بمن يدعي أنه يرجو لقاء الله والفوز برضوانه...
وقد يقول قائل فما بالكم يامسلمين تستعملون "السباب والشتائم" في منتدياتكم ؟
والجواب: لكل منصف عاقل أن يحكم على الحضيض الذي وصل إليه محاورونا من النصارى والتي ليستحي الإنسان من النظر إليها فضلا عن نقلها لغيره لما هي عليه من الإسفاف والبذاءة، فيكون جوابنا من باب العدل وهو السيئة بمثلها لكن نترفع عن البذيء من القول...
وإن وقع منا فنحن بحمد الله وتوفيقه لا ندعي العصمة ، ونرجع إلى الصواب ونراجعه ونقبله من أي كائن!
فيا أيها "الإخوة" من "المسيحيين": بالله عليكم أنصفوا أنفسكم من أنفسكم ،ولاتظلموها بعناد الحق ونكرانه ، ولا تكن أنفسكم أهون الأشياء عليكم فتظلموها أعظم الظلم ، وتبيعوها بأبخس الأثمان.