جنود اسرائيليون يتهمون الحاخامات العسكريين بانهم يشكلّون كتيبة حرب دينية ويعمدون الى تجريم الفلسطينيين

الأربعاء مارس 25 2009


التزمت بين الجنود الاسرائيليين يبرر فظاعاتهم

لوس انجيليس – - نشرت صحيفة "لوس انجيليس" الاميركية اليوم الاربعاء مقالا لمراسلها في مدينة القدس ريتشارد بودرو يقول فيه ان الصورة الرسمية في اسرائيل لعدوان "الشتاء" على قطاع غزة هي انها محاولة لمنع مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية "حماس" من اطلاق القذائف الصاروخية. الا ان بعض الجنود الاسرائيليين يقولون انهم استمعوا الى محاضرات حول هدف اكثر طموحا: هو طرد غير اليهود من اسرائيل "أرض التوراة".

وقال احتياطي برتبة رقيب ان: "الحاخام جاء الينا ليقول ان الحرب هي بين اطفال النور واطفال الظلام". واضاف ان: "رسالته كانت واضحة: من ان هذه حرب ضد كل الناس وليس ضد ارهابيين على وجه التحديد. وقد تحول العمل باكمله الى شيء ديني وتبشيري تماما".

وكما هو الحال في الجيوش الاخرى التي تضم رجال دين بين صفوفها، فان الجيش الاسرائيلي يضم بين صفوفه حاخامين لتوعية الجنود بالدين. ومهمتهم التقليدية تشتمل على التأكد من ان المطابخ نظيفة تماما وان الفرائض الدينية متوفرة.

غير ان الجنود ادلوا بتصريحات علنية متهمين الحاخامين العسكريين بانهم كانوا يشكلون كتيبة من كتائب الحرب الدينية ويعمدون الى تجريم الفلسطينيين بمواعظهم وكتاباتهم.

ويقول استاذ الفلسفة في جامعة بار ايلان آفي ساغي ان: "الجيش نفسه اصبح ساحة تناحر بين أفكار متناقضة داخل المجتمع اليهودي الاسرائيلي". وكان ساغي احد المشاركين في وضع الميثاق الاخلاقي العسكري في التسعينات الذي يلزم الجنود بتحاشي قتل الابرياء.

ويقول ايضا ان هناك قيما عالمية تدعو الى احترام حياة جميع الناس بالتساوي وهي قيم يؤمن بها كثيرون من اليهود الذين يسعون للعيش جنبا الى جانب مع الفلسطينيين. ومن ناحية اخرى، هناك فقرات في التوراة يفسرها بعض المتدينين بما يضع الفلسطينيين في مصاف الغزاة في العهد القديم وتمنح الافضلية لحياة اليهود.

وخلال العدوان على غزة تركز الحديث على كيفية محاربة المتشددين الاسلاميين الذين اطلقوا صواريخ لعدد من السنين من دون تمييز على المساكن الاسرائيلية ما سبب وقوع اصابات كثيرة بين المدنيين.

وقد نفت الناطقة بلسان الجيش الاسرائيلي الميجر أفيتال ليبوفيتش تحيز الحاخامين العسكريين الى جانب من دون اخر. لكنها قالت ان حاخامات خالفوا التعليمات "بالابتعاد عن السياسة" في غزة، لكن هؤلاء كانوا قليلي العدد وتصرفوا من تلقاء انفسهم.

وتحدث قدامى المحاربين في غزة الى وسائل الاعلام الاسرائيلية والى صحيفة "لوس انجيليس تايمز" البريطانية فقالوا ان الحاخامات اشاروا على وحدات الجيش بعدم معاملة "العدو" بالرحمة ودعوا الى اعادة إسكان اليهود في المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون.

وقال الضابط المتقاعد يهودا شاؤول ان: "الحاخامات كانوا ينتشرون في كل مكان وداخل كل وحدة عسكرية". وشاؤول ينتمي الى مجموعة حقوق الانسان التي تعرف باسم "كسر حاجز الصمت" التي حصلت على افادات من عشرات قدامى مقاتلي غزة. واضاف ان "الامر كان منظما تماما".

ويقوم الجيش الاسرائيلي بتجنيد كل يهودي اسرائيلي في سن الثامنة عشرة، وكان على مدى تاريخه يخضع لسيطرة الضباط العلمانيين. الا انه خلال السنوات الـ15 الفائتة ونتيجة استيعاب العلمانيين في الاراضي المحتلة، تولى متشددون دينيون مناصب عليا في النخبة من ألوية الجيش المقاتلة.

وانضم اليهم طوعيا مئات من الحاخاماين الذين كانوا يلقون محاضرات في الاكاديميات العسكرية للشبان المتدينين ويعملون جنبا الى جنب مع القوات المسلحة.

وقد سلط الضوء على دور الحاخامين في غزة الاسبوع الماضي مع نشر افادات جنود قالوا ان قواعد القتال غير المحكمة ادت الى مقتل مدنيين وتدمير عقارات بلا مبرر.

ويقول النقاد ان الدعاية التي قام بها الحاخامون خلال العدوان على غزة كانت جزءاً من جهود تبرير قرار اسرائيل استخدام القوة المفرطة.

وقبل الهجوم الاسرائيلي اصدر مكتب الشؤون القانونية للجيش قرارا يقول ان من حق اسرائيل استخدام المدفعية ضد المساكن المدنية التي تطلق منها "حماس" الصواريخ.

وبعد الهجوم الذي استمر 23 يوما، قال استاذ الفلسفة في جامعة تل ابيب المعروف بصلاته الوثيقة مع الجيش أسا كاشر ان قرار قصف مدن قطاع غزة قام على اساس وثيقة مناهضة للارهاب شارك هو في اعدادها قبل عدة سنوات. وجاء فيها ليس هناك ما يدعو لتعريض حياة الجنود للخطر سواء في غزة او في المناطق الاخرى التي لا يسيطر عليها الجيش (الاسرائيلي) بتحاشي قتل مدنيين في محيط متشددين مستهدفين.

الا انه يبدو ان هذه الوثيقة تتعارض مع الميثاق الاخلاقي العسكري الذي يفرض على الجيش تحاشي اصابة المدنيين، اضافة الى انها لم تعتمد كوثيقة رسمية. لكن النشرات التي قام الحاخامات العسكريون بتوزيعها في غزة اشتملت على ما فيها بمسحة من الدين.

وفي احد تلك النشرات جاء أن "اجدادنا لم يقاتلوا دوما بالسيف فقد اختاروا في بعض الاوقات استخدام القوس والسهم عن بعد".

http://www.alquds.com/node/148660