أقيمت الندوة الثانية للرواية بحلب، ولم تكن الضجة المثارة بعيدة عن أجواء الحضور الحاشد للندوة التى أقامتها وزارة الثقافة السورية بالمدرج الكبير لمديرية الثقافة بمحافظة حلب.
في بداية الندوة أكد المطران يوحنا غريغوريوس (مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس) أنه قرأ الرواية قبل صدورها، وأبدى إعجابه الشديد بها كعمل فنى من طراز رفيع. وتوقع غريغورس الضجة التى أثارتها الرواية؛ لأن بعض رجال الدين المسيحي عقدوا مقارنة بينها وبين (شفرة دافنشي) فكان لهذا التشبيه أثر كبير في رواج الرواية وتعدد طبعاتها.
وأشار إلى أن يوسف زيدان استطاع أن يخترق أسوار الأديرة، ويعرف تفاصيل حياة الرهبان، وكتب بريشة راهب يرسم أحداثاً كنسية حدثت بالفعل، وكان لها أثر عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية. فالرواية مزيج من البحث في اللاهوت والتاريخ، ومن خلال شخصية الراهب (هيبا) يمكن أن نلمس تقارباً روحياً وفكرياً بين المؤلف والأسقف (نسطور) المكروه في الأوساط المسيحية.
وفي رأي المطران يوحنا غريغوريوس
أن أكثر ما أزعج المسيحيين في مصر، هو أن المؤلف تعرف إلى أسرار الأديرة واخترق أسوارها، فكان يوسف زيدان يكتب عن اللاهوت المسيحي، وكأنه تخرج في معهد لاهوتي. وهو أول مسلم يكتب عن التاريخ المسيحي بشكل روائي عميق، وأول مسلم يعطى حلولاً للمشكلات الكنسية الكبرى. والرواية تفيض بالحوار، بين الذات والآخر، بين الكاتب والأبطال، وبين الأجيال المتعاقبة. وهي رواية من أجل المعرفة. ويقول غريغوريوس "مما يحزنني أن أجد مهاجماً للرواية لم يقرأها أصلاً، وإنما اكتفى بأن سمع عنها أو قرأ مقالاً، ثم أخذ في الهجوم على غير أساس."
المصدر
http://www.middle-east-online.com/?id=69486
المفضلات