المطلب الثانى :- كان سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام مسلما حنيفا
1- سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان مسلما حنيفا
لأنه أطاع رب العالميين ولم يعبد اله غيره ووصلت درجة طاعته لرب العالميين أنه كاد أن يذبح ابنه الوحيد
فسلوكه وأفعاله كانت تعنى الاستسلام لرب العالمين :-
أ- كان يعبد الله وحده لا شريك له ولم يسمع أحد منه عن كلمة الأقانيم
ب- كان مستسلما لأوامر رب العالمين فعندما أمره الله عز وجل بذبح ابنه أطاع واستجاب
فالاختبار له كان اختبار لطاعته واستسلامه لرب العالميين وهذا هو ما يوضحه سفر التكوين
فنقرأ :-
17 :1 و لما كان ابرام ابن تسع و تسعين سنة ظهر الرب لابرام (( و قال له انا الله القدير سر امامي و كن كاملا ))
أي أنه يأمره بعبادته و بالطاعة والاستسلام له
ثم نقرأ :-
22 :1 و حدث بعد هذه الامور (( ان الله امتحن ابراهيم )) فقال له يا ابراهيم فقال هانذا
انه امتحان لمدى طاعته واستسلامه لأوامر رب العالمين
ثم نقرأ :-
22 :12 فقال لا تمد يدك الى الغلام و لا تفعل به شيئا لاني الان علمت (( انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني ))
لقد كان اختبار ذبح ابنه هو اختبار للطاعة ولم يكن علامة على فداء كما يزعم عباد الأقانيم
فها هي نصوص كتابهم تخبرهم أن الاختبار كان لبيان مدى طاعة وخشية سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام لربه
لقد أطاع سيدنا ابراهيم رب العالمين واستسلم بالعبادة فلم يشرك أبد فكان مسلما
ج- كان ملتزما لوصايا رب العالمين بما فيها الأوامر والوصايا الجسدية
لم يؤمن بأن المسيح عليه الصلاة والسلام ذبيحة فداء ولا يوجد نص على هذا
ومع ذلك فان سيدنا ابراهيم كان بره كامل لأنه حفظ شريعة رب العالميين
فنقرأ من سفر يشوع بن سيراخ عنه :-
44: 20 ابراهيم كان ابا عظيما لامم كثيرة (( ولم يوجد نظيره في المجد وقد حفظ شريعة العلي فعاهده عهدا))
44: 21 و جعل العهد في جسده وعند الامتحان وجد امينا
أي أنه كان مسلما باستسلامه وبالتزامه وحفظه لشريعة وأحكام رب العالميين
2- وكذلك كان جميع أنبياء رب العالمين والصالحين فقد كان عقيدتهم هي الاسلام ولم يعتنقوا الديانة اليهودية ولا النصرانية (المسيحية)
فسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن يهوديا فهو كان من نسل لاوى (خروج 6 :16 الى 6 : 20 )
وليس من نسل يهوذا الذى جاء منه كلمة يهود ، وحتى الأنبياء الذين كانوا من نسل يهوذا فهم كانوا يهود من ناحية العرق وليس من ناحية الديانة فكان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مستسلما لله رب العالمين مثل كل الأنبياء
فنقرأ من سفر يهوديت :-
8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا (( كيف امتحن ابونا ابراهيم وبعد ان جرب بشدائد كثيرة )) صار خليلا لله
8: 23 (( و هكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ))
وكان يأمر بنى اسرائيل أن يكونوا مسلمين طائعين لرب العالمين مستسلمين له :-
فنقرأ من سفر الخروج عن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام :-
15 :24 فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب
15 :25 فصرخ الى الرب فاراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا هناك وضع له فريضة و حكما (( و هناك امتحنه ))
15 :26 (( فقال ان كنت تسمع لصوت الرب الهك و تصنع الحق في عينيه و تصغي الى وصاياه و تحفظ جميع فرائضه )) فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا اضع عليك فاني انا الرب شافيك
وأيضا :-
16 :4 فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء فيخرج الشعب و يلتقطون حاجة اليوم بيومها (( لكي امتحنهم ايسلكون في ناموسي ام لا ))
أمره رب العالمين بالاستسلام والطاعة له بعبادته واتباع وصاياه وفرائضه وأحكامه
وكذلك كان جميع الأنبياء والصالحين :-
فنقرأ من سفر الحكمة :-
3: 1 اما (( نفوس الصديقين )) فهي بيد الله فلا يمسها العذاب
ثم نقرأ :-
3: 5 و بعد تاديب يسير لهم ثواب عظيم (( لان الله امتحنهم فوجدهم اهلا له ))
3: 6 (( محصهم كالذهب في البودقة )) وقبلهم كذبيحة محرقة
3: 7 فهم في وقت افتقادهم يتلالاون ويسعون سعي الشرار بين القصب
و من سفر يشوع بن سيراخ :-
2: 4 مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك
2: 5 (( فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع ))
2: 6 امن به فينصرك قوم طرقك وامله احفظ مخافته وابق عليها في شيخوختك
ومن سفر يشوع بن سيراخ :-
2: 18 ان المتقين للرب لا يعاصون اقواله والمحبين له يحفظون طرقه
2: 19 ان المتقين للرب يبتغون مرضاته والمحبين له يمتلئون من الشريعة
2: 20 ان المتقين للرب (( يهيئون قلوبهم ويخضعون امامه نفوسهم ))
2: 21 ان المتقين للرب يحفظون وصاياه ويصبرون الى يوم افتقاده
2: 22 قائلين ان لم نتب نقع في يدي الرب لا في ايدي الناس
2: 23 لان رحمته على قدر عظمته
وأيضا من سفر القضاة :-
2 :22 لكي (( امتحن بهم اسرائيل ايحفظون طريق الرب ليسلكوا بها كما حفظها اباؤهم ام لا ))
ومن سفر المزامير نقرأ :-
26 :1 اقض لي يا رب لاني بكمالي سلكت و على الرب توكلت بلا تقلقل
26 :2 جربني يا رب (( و امتحني )) صف كليتي و قلبي
26 :3 لان رحمتك امام عيني (( و قد سلكت بحقك ))
وأيضا :-
105 :45 (( لكي يحفظوا فرائضه و يطيعوا شرائعه )) هللويا
وأيضا :-
139 :1 يا رب قد اختبرتني و عرفتني
ثم نقرأ :-
139 :21 (( الا ابغض مبغضيك يا رب و امقت مقاوميك ))
139 :22 بغضا تاما ابغضتهم صاروا لي اعداء
139 :23 (( اختبرني يا الله )) و اعرف قلبي (( امتحني و اعرف افكاري ))
139 :24 و انظر ان كان في طريق باطل و اهدني طريقا ابديا
ومن سفر إرميا :-
9 :7 لذلك هكذا قال رب الجنود هانذا انقيهم و امتحنهم لاني ماذا اعمل من اجل بنت شعبي
ثم نقرأ :-
9 :12 من هو الانسان الحكيم الذي يفهم هذه و الذي كلمه فم الرب فيخبر بها (( لماذا بادت الارض و احترقت كبرية بلا عابر ))
9 :13 (( فقال الرب على تركهم شريعتي التي جعلتها امامهم و لم يسمعوا لصوتي و لم يسلكوا بها ))
9 :14 بل سلكوا وراء عناد قلوبهم و وراء البعليم التي علمهم اياها اباؤهم
وأيضا من سفر الملوك الأول نرى وصية سيدنا داود لابنه سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام حيث نقرأ :-
2 :2 انا ذاهب في طريق الارض كلها فتشدد و كن رجلا
2 :3 (( احفظ شعائر الرب الهك اذ تسير في طرقه و تحفظ فرائضه وصاياه و احكامه و شهاداته كما هو مكتوب في شريعة موسى لكي تفلح في كل ما تفعل و حيثما توجهت ))
لقد كان يوصيه بأن يتبع شريعة رب العالمين ووصاياه وأحكامه أي يكون طائعا مستسلما لرب العالمين
ونقرأ من سفر عزرا :-
7 :18 و مهما حسن عندك و عند اخوتك ان تعملوه بباقي الفضة و الذهب (( فحسب ارادة الهكم تعملونه ))
ونقرأ من سفر الحكمة التحذير ممن لا يعمل مشيئة الله عز وجل :-
6: 5 فانكم انتم الخادمين لملكه لم تحكموا حكم الحق ولم تحفظوا الشريعة (( ولم تسيروا بحسب مشيئة الله ))
النصوص تخبرهم بأن الخلاص يكون فى الخضوع لله عز وجل وحفظ وصاياه وشريعته أي يخبرهم بأن الخلاص فى الاستسلام لله عز وجل
المفضلات