كيف يحدث الصوت فى الإنسان ؟

[صاحب القرآن]

كيف يحدث الصوت فى الإنسان ؟

كما يحدث فى الطبيعة من حولنا ، فالتصادم بين جسمين والتباعد بينهما ، واهتزاز الأجسام واحتكاكها ، أو وجود مجرى مُجوَّف يجري فيه الصوت ، كل ذلك يؤدى إلى تخلخل وتموُّج طبقات الهواء تخلخُلاً وتموُّجاً تدركه الأذن البشرية ، وهذا هو الصوت .

** ويحدث الصوت بتوافر أمور أربعة :-

1- جسم مهتز : وهو حركة الحبلين الصوتييّن.
2- وسط مادي ينقل هذه الاهتزازات : وهو هواء الزفير.
3- أذن تسمع تأثر جزيئات الهواء المحيط بالجسم المهتز.
4- مخ يترجم هذه الاهتزازات .

** تعريفـات مهمـة :

1-تعريف النَّـفـَس :-

لغــــة ً: هو الشهيق والزفير.
اصطلاحـاً : هو الزفير إن خرج بدفع الطبع .

2-تعريف الصوت :-

لــــغةً: هو الأثر الذى تدركه الأذن البشرية ، الناتج عن تخلخل أو تمَوُّج أو اهتزاز جزيئات الهواء المحيطة.
اصطلاحـاً : هو النفس المسموع ، أو: هو هواء الزفير الخارج بدفع الإرادة ، أو: هو هواء الزفير الحامل للصوت.

3-تعريف الحرف :-

لغــــــة : الطَّـرَف .
اصطلاحـــاً : صوت اعتمد على مخرج .
*** ومن تعريف الحرف يتبين لنا : أن الصوت الناتج عن حركة الحبلين الصوتيين ووضعها نتيجة لاعتماد القارئ على مخـــرج معين هو ما نسميه : الحـــرف.

الحـرف = طرفيّ عضو نطق ، أو مخرج ، أو حيّز ، أو مُعتمد (الصوت) + حبلين صوتييـن مهتزّين بالإرادة

4- تعريف المخرج :

لغــــة : اسم لموضع خروج الشئ أيّـاً كان ، كمدخل اسم لموضع الدخول ، ومرقد اسم لموضع الرقود.
اصطلاحـاً : هو المعتمد أو الموضع أو الحيز المُوَلِّـد لصوت الحرف .

حقيقــة هامــة :-

حقيقة الصوت الإنساني هو : النفس المسموع ويقصد به هواء الزفير ، لأنّه الوقود المُغذّي لجهاز النطق وهو الحامل للصوت.
ولكي يتحول هواء الزفير من مجرد نفس أو هواء إلى نفس مسموع ، أي : هواء حامل للصوت ؛ لا بُدَّ من وجود عضو من أعضاء النطق له طَرَفان يعتمد عليهما القارئ فى دفع هواء الزفير ناحية الحبلين الصوتيّين بالإرادة فى عملية عضلية عصبية مصاحبة للنطق تعرف بقوة الاعتماد أو ضعف الاعتماد على طرفيّ المخرج.

[صاحب القرآن]

5- قوة الاعتماد أو ضعف الاعتماد :-

هى عملية عضلية عصبية مصاحبة للنطق تبيّن درجة اعتماد القارئ على طرفي عضو النطق لجذب هواء الزفير ناحية الحبلين الصوتيّين بالإرادة ممايؤثر فى :-
أ) درجة توتر الحبلين الصـوتيّيــن واهتزازهمـــا وما ينتج عن ذلك من جهر أو همس :

قــوة الاعتماد >> اهتزاز قـويّ >> صوت مجهور
ضعف الاعتماد >> اهتزاز ضعيف >> صوت مهموس

ب) وضع الحبلين الصوتيين المترتب على درجة انغلاق طرفي المخرج ودرجة الإعاقة لجزيئات الهواء الحاملة للصوت وما يترتب عن ذلك من شدة ورخاوة أو توسط:

قـوة الاعتماد >> احتباس الصوت >> صوت شديد أو متوسّـط
ضعف الاعتماد >> جريان الصوت >> صوت رخـو

والضابط لقوة الاعتماد أوضعف الاعتماد : هو طبيعة المخرج الذي يعتمد عليه القارئ ، وموضعه فى جهاز النطق ، ولا بُدَّ أن يكون طرفان حتى يصلح أن يكون معتمداً لجذب هواء الزفير ناحية الحبلين الصوتيّين بالإرادة .

(سراج الباحثين/بتصرف) .

[صاحب القرآن]

حقيقــة هامــة :-

المخرج أو الحيز الذى يعتمد عليه القارئ عند نطق الحرف هو المؤثر فى الحبلين الصوتيّين وليس العكس، وهو المتحكم فى درجة الإعاقة للهواء الحامل للصوت ودرجة اهتزاز الحبلين الصوتين وذلك بحسب :

1- طبيعة المخرج
2- موضعه داخل جهاز النطق
3- صفات القوة والضعف التى يحملها الحرف .

ولذلك فإنّ :

(كل صفة يحملها الحرف سببها طبيعة مخرجه.)

قاعدة عامة :

- مما سبق نستنتج أنّ :

كل صوت تتكون هيئته المميزة له بحسب :-
1- درجة اهتزاز الحبلين الصوتيّين نتيجة قوّة أو ضعف اعتماد القارئ على المخرج .
2- درجة الإعاقة لجزيئات الهواء الحاملة للصوت بحسب طبيعة المخرج ودرجة انغلاقِه .

تفصيل القاعدة :-

1- إذا كانت درجة اهتزاز الحبلين الصوتيّين قويّـة لقوّة اعتماد القارئ على طرفيّ عضو النطق :-
* قلت كمية الهواء المارة بينهما ، وتكيَّـفت جميع جزيئاته بالصوت .

وهذا هو: الصوت المجهور.

2- إذا كانت درجة اهتزاز الحبلين الصوتيّين ضعيفـة لضعف اعتماد القارئ على طرفيّ عضو النطق :-
* زادت كمية الهواء المارة بينهما ، ولا تتكيَّـف جميع جزيئاته بالصوت .

وهذا هو : الصوت المهموس .

3- إذا كان التصادم بين طرفي عضو النطق قوياً لدرجة كافية لانغلاقهما انغلاقاً تاماً :-
*احتبس الصوت احتباساً تامّـاً ، نتيجة لتعرض جزيئات الهواء الحاملة للصوت للإعاقة التامة .

وهذا هو : الصوت الشديد.

4-إذا كان التصادم بين طرفيّ عضو النطق ضعيفاً لدرجة أدّت لانغلاقهما انغلاقاً جزئيّاً :-
*جرى الصوت جرياناً تامّـاً ، نتيجة لتعرّض جزيئات الهواء الحاملة للصوت للإعاقة الجُزئيّة .

وهذا هو : الصوت الرِّخـو .

5-إذا تباعد طرفا عضو النطق مما جعل المسافة بينهما مفتوحة تماماً:-
*جرى الصوت جرياناً تامّاً وامتدّ جريانه فى المخرج المُقدّر المتباعد الطرفين لعدم تعرُّض جُزيئات الهواء لأيّ نوع من الإعاقة.

وهذا هو : الصوت الرخو الممدود.

6-إذا كان التصادم بين طرفيّ عضو النطق قويّاً لدرجة كافية لانغلاقهما ، إلاّ أنّ هذا الانغلاق غير تام (لوجود فتحة فى المخرج يجري من خلالها الصوت ) :-
*احتبس الصوت احتباساً غيرتام لانحرافه فوراً عن البُقعة التي احتبس فيها ليجري جرياناً غير تام فى بقعة أخرى حيث توجد الفتحة .

وهذا هو : الصوت المتوسط بين كمال الشدة وكمال الرخاوة ، أو الصوت البينيّ.

[صاحب القرآن]

***ملاحظــــــات :-

1- الهمس والجهر صفتان متقابلتان ، بمعنى أنها لا يمكن أن يجتمعا فى حرف واحد ، فإما أن يكون الحرف مهموساً وإما أن يكون الحرف مجهوراً.
2- وكذلك الشدة والرخاوة وبينهما التوسط ، صفات متقابلة ، بمعنى أنها لا يمكن أن تجتمع فى حرف واحد ، فإما أن يكون الحرف شديداً ، وإما أن يكون الحرف رخواً ، وإما يكون الحرف بينيـّاً.
3-احتباس الصوت الشديد فى مخرجه احتباس تام ، وجريان الحرف الرخو فى مخرجه جريان تام ، أمّا احتباس الصوت المتوسّط (البينيّ) فى مخرجه فهو احتباس غير تام لانحراف الصوت وجريانه فور احتباسه ، وكذلك جريانه غير تام لأنّه مسبوق باحتباس .
4- صفة الرخاوة ، قد تجتمع مع صفة الهمس فى الحرف الواحد ، وقد تجتمع مع صفة الجهر فى الحرف الواحد ، وكذلك صفة الشدة ، أما صفة التوسط فلا تجتمع فى الحرف الواحد إلا مع صفة الجهر، فكل الحروف المتوسطة مجهورة.

(المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية)