فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا على أن عيسى ابن الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا؟

الجواب: وردت هذه الآية في سورة التحريم، قال الله تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وفي سورة الأنبياء: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وهو صريح أن النفخ في مريم، وأنه وصل إلى فرجها فحملت بعيسى وقال تعالى في سورة مريم: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا وهو الملك الذي قال: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا وقد ذكر في التفسير أن الملك نفخ في جيب درعها فوصلت النفخة إلى رحمها فعلقت بعيسى .

والمراد بالروح: ما يخلقه الله من الأرواح التي تحصل بها الحياة كما حصل لآدم -عليه السلام- فقد قال تعالى: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فآدم قد نفخ الله فيه الروح وكذا عيسى خلق بهذه الروح التي هي من خلق الله كما قال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
[ 20 ]
وقال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا فعيسى -عليه السلام- مخلوق من هذه النفخة التي هي من روح الله، أي من الأرواح التي خلقها ويخلق بها جميع البشر وأولهم آدم الذي قال الله تعالى عنه: ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ فعلى هذا لا خصوصية لعيسى بهذه الروح، بل هو كغيره من المخلوقات من الأرواح والأجساد التي تتحرك وتتقلب في هذه الحياة، والله أعلم .