كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    104
    آخر نشاط
    03-04-2010
    على الساعة
    01:29 AM

    كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟

    ما تفسير الآية : ( ولقد همّت به وهمّ بها ) في سورة يوسف ، مع أن يوسف عليه السلام " عفيف " وقد رفض الانصياع لنزوة امرأة العزيز ، فكيف يهمّ بها ؟.


    الحمد لله
    قال تعالى : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ ) يوسف/24
    كان همها للمعصية ، أما يوسف عليه السلام فإنه لو لم ير برهان ربه لَهَمَّ بها - لطبع البشر - ولكنه لم يهم ؛ لوجود البرهان .
    إذًا في الكلام تقديم وتأخير ، أي : لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها .
    قال أبو حاتم : كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة ، فلما أتيت على قوله : ( ولقد همت به وهم بها ) قال أبو عبيد : هذا على التقديم والتأخير ؛ كأنه أراد : ولقد همت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها.
    القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن 9/165 .
    وقال الشنقيطي في أضواء البيان [ 3/58 ] .
    " الجواب عنه من وجهين :
    الأول : أن المراد بِهَمِّ يوسف خاطر قلبي صرفه عنه وازع التقوى ، وقال بعضهم : هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى ، وهذا لا معصية فيه ؛ لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف ، كما في الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ، ثم يقول : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما لا أملك ) يعني ميل القلب . أبو داود ، السنن ، رقم الحديث 2134 .
    ومثل هذا ميل الصائم إلى الماء البارد والطعام مع أن تقواه تمنعه من الشرب والأكل وهو صائم .
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( من هم بسيئة فلم يفعلها كتبت له حسنة كاملة ) أخرجه البخاري في صحيحه برقم 6491 ، ومسلم برقم 207 .
    الجواب الثاني : أن يوسف عليه السلام لم يقع منه الهم أصلاً ، بل هو منفي عنه لوجود البرهان .
    إلى أن قال : هذا الوجه الذي اختاره أبو حسان وغيره هو أجرى على قواعد اللغة العربية " اهـ .
    ثم بدأ يستطرد الأدلة على ما رجحه ، وبناء على ما تقدم فإن معنى الآية والله أعلم أن يوسف عليه السلام لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ، ولكنه لما رأى برهان ربه لم يهم بها ، ولم يحصل منه أصلاً .
    وكذلك فإن مجرد الهم بالشيء دون فعله لا يعد خطيئة .
    والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبيه الكريم .


    الإسلام سؤال وجواب
    رحمك الله يا جدتي الحبيبة وجمعني بك في جنات النعيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    2,285
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-11-2014
    على الساعة
    07:18 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    قال الله تبارك وتعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء) , و الفحشاء هي الزنا , فما هو السوء ؟ السوء هو المرحلة التي تسبق الفحشاء , وهي فكرة الهم وما يصاحبها . إذن فامرأة العزيز راودته عن نفسها , و بمجرد أن راودته أسرع إلى الباب فجرت خلفه لعلها تسبقه و تمنعه من فتح باب الحجرة ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ( واستبقا الباب و قدت قميصه من دبر ) إذن فالمسألة خرجت من المراودة إلى المنازعة , فهي من سعار ما هي فيه تريد أن تقتله , و هو يريد أن ينجو بنفسه . فالله سبحانه وتعالى صرف السوء عن يوسف , ولم يجعلها تقتله ولم يجعله يقتلها حتى لا يقال دفاعا عن النفس , ويقول بعض العلماء : إن قول الله تعالى: ( ولقد همت به وهم بها ) . أي همت به لتقتله وهم بها ليقتلها , لولا أن رأى برهان ربه .
    وقوله تعالى : ( إنه من عبادنا المخلصين ) . تدل على أن الشيطان لم يكن يستطيع إغواء يوسف على المعصية , لأنه لا سلطان له على عبادالله المخلصين كما يقص علينا القرآن الكريم : ( إلا عبادك منهم المخلصين)
    وصلى الله على سيدنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    والحمدلله رب العالمين
    منقول بتصرف
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,094
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    19-08-2023
    على الساعة
    11:47 PM

    افتراضي

    بارك الله فيكم إخواني في الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    89
    آخر نشاط
    11-11-2012
    على الساعة
    02:02 PM

    افتراضي

    بارك الله فيكم ، اللهم ارزقنا عفة يوسف و طهارة مريم


    الا ان نصر الله قريب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    386
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-06-2012
    على الساعة
    01:17 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    34
    آخر نشاط
    10-11-2008
    على الساعة
    11:52 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا علي التوضيح

    حياك الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    19
    آخر نشاط
    10-01-2009
    على الساعة
    09:45 PM

    افتراضي




    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خيرخلق الله خاتم أنبياءه ورسله محمد أبن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه ومن والاه وتبعه باحسان الى يوم الدين .
    أما بعد أيها الأخوه الكرام أحببت أن أساهم بدلوي معكم لمناقشة هذا الموضوع بغية الاستفادة منه ونيل الأجر أنشاء الله .كثر الحديث عن تلك الاية تحديدا وعن معنى همت به وهم بها ومن الواضح أن هنالك تفسيران لهذه المسأله
    أولاهما ذهبت الى أن يوسف عليه السلام نبي معصوم وان تفسير الكلمة بمعنى النية في الشروع لعمل معصية يتنافى مع العصمة فذهب المفسرون الى أن معنى همت به وهم بها هي حالة شبه العراك بعد أن أبى يوسف أن يلبي رغبة زوجة سيده العزيز الذي يعيش في قصره ولكم أن تتصورون الغيض والحنق من قبل تلك السيدة على يوسف فقد جرت العادة أن يقوم الرجل بالمبادرة بمغازلة المرآة لكن في حالة يوسف عليه السلام حدث العكس وأمام هذا الأنكسار النفسي والعاطفي من قبل زوجة العزيز التي لم تتوقع رفضه وهي التي عرضت نفسها عليه وما كان منه الى أن قال (كلا أنه ربي أحسن مثواي ) والرب هنا بمعنى السيد كما في قولنا فلان رب أسرة أي سيد أو صاحب اسره .وأمام هذه الحاله بعد أن هدرت كرامتها وأنكسار كبريائها قامت بجره بغية ضربه للثأر منه وحاول يوسف عليه السلام بالرد لضربها للدفاع عن نفسة ,أذن الهم هنا هو محاولة الضرب هنا وليس الميل العاطفي والجنسي والرغبة بضمها الى صدره وتأتي كلمة أخرى مثيرة للجدل الا وهي البرهان والحقيقة أن كلمة برهان لغويا تعني أما ( حجه, وسيلة, او موكب) وذهب أولائك المفسرين الى أن يوسف سمع صوت البوق الذي كان يستعمل انذاك حين وصول موكب القادة والمسؤلين لقصورهم كأشارة تنبيه للحرس أي أن البرهان أتى بمعنى رؤية يوسف عليه السلام لموكب سيده فأثر الهروب الى فتح الأبواب الموصدة على ضرب السيدة لما رأى فيه من أنه قد يحدث لبس وشبهه في حال تعرض سيدة القصر للضرب فلحقت به وقدت فميصه من دبر أاي أن يوسف لم يبادلها المشاعر والعاطفة كما فعلت سيدته والدليل في قوله تعالى في الايه 31 من سورة يوسف (قالت فذالك الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما إمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ) وهذه هي الحجةللرد على ما أدعي في أنه راودها عن نفسه
    أو مال اليها قليلا
    أأما التأويل والتفسير الثاني .يشير الى رد الله عز وجل ادعاء اليهود وأباطيلهم بأن يوسف غير مكتمل الرجوله ,واحيانا يقال للرجل شديد الوسامه انه جميل كجمال فتاة والرد القرآني واضح بأنه كان رجل برغم جماله الذي يوازي 9 من 10 من اقسام الجمال فيوسف عليه السلام كان يمتلك تسعة اعشار الجمال في حين تشترك البشريه منذ نشؤها الى قيام الساعه بواحد من عشره قال تعالى في الاية 30(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن ايدهن وقلن حاش الله ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم) ولكم أن تعرفوا مقدار جمال هذا النبي العفيف لدرجة إقدام النسوة على تقطيع ايديهن دون أن يشعرن بالألم لشدة حسنه وجماله والرأي هنا أن يوسف له قلب كبقية البشر ومشاعر فمال اليها نفسيا وليس جسديا حينما راودته عن نفسها فهمت به اي جذبته اليها وهم بها الا أنه رأى برهان ربه الا وهو دليل وجود خالقه ومراقبته اياه وخشيتة من وقوع يوسف في المعصيه وعقاب ربه له احجم عنها وهرع الى الباب مسرعا فقدت قميصه وهذا حسب رأي اهل العلم لا يتنافى مع حقيقة عصمته فهو لم يقع في المعصيه والعصمة لا تتنافى مع سنة الله في خلق عباده وفي وجود المشاعر الانسانية غير الانبياء لا يؤتون الفاحشه كبقية الخلق بفضل تأيد الله لهم بجعلهم معصومين .والله أعلم .واين يكن التفسير فأن يوسف استعصم وأبى وفضل السجن على ما يدعونه اليه من الرذيله ففي قوله تعالى عن يوسف قال (رب السجن أحب الي مما يدعونني اليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) والدرس المهم والعبره المستقاة من قصة يوسف عليه السلام هو محاربة النفس والصبر على الشدائد والتمسك بحبل الله وأن بعد العسر يسرا فها قد اكرمه الله على صبره بأن جعله مسؤلأ ووزيرا على خزائن مصر بعد أن كان عبدا بيع لعزيز مصر بثمن بخس ( فأن مع العسر يسرا).والحمد لله رب العالمين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    39
    آخر نشاط
    31-10-2009
    على الساعة
    01:59 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الاخوه الاعضاء المحترمين

    سمعت من فم الشيخ محمد متولى الشعراوى عليه سحائب رحمات الله

    ان القران وبما انه معجزه لغويه يجب تتبع الفاظه بدقه وبلاغه متناهيه

    وقال لو تم الوقوف على لفظه ( لولا ) فى الايه فهى تفيد امتناع قيام سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا افضل الصلاه واتم السلام بالهم لوجود البرهان حيث ان لولا لغويا تفيد امتناع لوجود وذكر همه عليه السلام حتى تكون دليلا على قدرته على الهم غير انه لم يهم لوجود البرها ن وذاك من طهاره قصد لا من عجز جسد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    345
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    06-03-2015
    على الساعة
    05:28 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    إخواني بارك الله فيكم استمتعت بما كتبتوه من تفصيل وأحب أن أنقل لكم كلام للشيخ الألباني في أحد دروسه عندما سُئل عن هذا الأمر .

    هو قال أنه لا يوجد أي حديث مرفوع للنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر وأن أكثر الأثار التي يستخدمها المفسرون بيستعينوا فيها بكلام أهل الكتاب .

    وقال أيضا أن هناك تفسيرين من شأنهما حفظ العصمة ليوسف عليه السلام أحدهما أنه لم يهم بها أصلا بناء على ما قاله بعض المفسرون من التقديم والتأخير على { لولا أن رأى برهان ربه }
    والثاني أنه هم بها ليضربها وقال هذا تفسير متأخر ليس على نهج السلف من المفسرين .

    فرجح الشيخ الرجوع للغة ما دام أنه لا يوجد وحي في هذا الأمر الغيبي النسبي وهو الحق ان شاء الله .

    وحتى نجمع شتات الأمر لإخواننا أقول :

    رجح بعض أهل العلم المحققون أن الهم هم خاطرة واستندو بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " يقول الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإن هم بسيئة فلم يعملها، فاكتبوها حسنة، فإنما تركها من جرائي، فإن عملها فاكتبوها بمثلها " ، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين .

    ولكنهم اختاروا هذا القياس لأن بعضهم رأى أنه لا يصح تقديم ( لولا ) قال ابن كثير :
    وقيل: هم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي: فلم يهم بها، وفي هذا القول نظر من حيث العربية، حكاه ابن جرير وغيره.

    لكن هناك كلام نفيس جدا لأبي حيان في البحر المحيط هو الكلام الفصل في هذا الأمر وأبو حيان هو من هو في اللغة حتى قال البعض عن تفسيره أنه كتاب نحو وقواعد في اللغة أكثر منه تفسيرا قال :
    " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه طول المفسرون في تفسير هذين الهمين، ونسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفساق. والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه همّ بها البتة، بل هو منفي لوجود رؤية البرهان كما تقول: لقد قارفت لولا أن عصمك الله .
    ولا تقول: إنّ جواب لولا متقدم عليها وإنْ كان لا يقوم دليل على امتناع ذلك، بل صريح أدوات الشرط العاملة مختلف في جواز تقديم أجوبتها عليها، وقد ذهب إلى ذلك الكوفيون، ومن أعلام البصريين أبو زيد الأنصاري، وأبو العباس المبرد.

    بل نقول: إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه، كما تقول جمهور البصريين في قول العرب: أنت ظالم إن فعلت، فيقدرونه إن فعلت فأنت ظالم، ولا يدل قوله: أنت ظالم على ثبوت الظلم، بل هو مثبت على تقدير وجود الفعل.
    وكذلك هنا التقدير لولا أن رأى برهان ربه لهم بها، فكان موجداً الهم على تقدير انتفاء رؤية البرهان، لكنه وجد رؤية البرهان فانتفي الهم.
    ولا التفات إلى قول الزجاج.

    ولو كان الكلام ولهم بها كان بعيداً فكيف مع سقوط اللام؟ لأنه يوهم أن قوله: وهمّ بها هو جواب لولا، ونحن لم نقل بذلك، وإنما هو دليل الجواب .
    وعلى تقدير أن يكون نفس الجواب فاللام ليست بلازمة لجواز أن ما يأتي جواب لولا إذا كان بصيغة الماضي باللام، وبغير لام تقول: لولا زيد لأكرمتك، ولولا زيد أكرمتك.

    فمن ذهب إلى أن قوله: وهم بها هو نفس الجواب لم يبعد، ولا التفات لقول ابن عطية إنّ قول من قال: إن الكلام قد تم في قوله: ولقد همت به، وإن جواب لولا في قوله وهم بها، وإن المعنى لولا أن رأى البرهان لهمّ بها فلم يهم يوسف عليه السلام قال، وهذا قول يرده لسان العرب وأقوال السلف انتهى.

    أما قوله: يرده لسان العرب فليس كما ذكر، وقد استدل من ذهب إلى جواز ذلك بوجوده في لسان العرب قال الله تعالى:
    { إن كادَتْ لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين }[القصص: 10]
    فقوله: إنْ كادت لتبدي به، إما أن يتخرج على أنه الجواب على ما ذهب إليه ذلك القائل، وإما أن يتخرج على ما ذهبنا إليه من أنه دليل الجواب، والتقدير: لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدى به. وأما أقوال السلف فنعتقد أنه لا يصح عن أحد منهم شيء من ذلك، لأنها أقوال متكاذبة يناقض بعضها بعضاً، مع كونها قادحة في بعض فساق المسلمين، فضلاً عن المقطوع لهم بالعصمة. والذي روي عن السلف لا يساعد عليه كلام العرب، لأنهم قدروا جواب لولا محذوفاً، ولا يدل عليه دليل، لأنهم لم يقدروا لهم بها.

    ولا يدل كلام العرب إلا على أن يكون المحذوف من معنى ما قبل الشرط، لأنّ ما قبل الشرط دليل عليه، ولا يحذف الشيء لغير دليل عليه.

    وقد طهرنا كتابنا هذا عن نقل ما في كتب التفسير مما لا يليق ذكره، واقتصرنا على ما دل عليه لسان العرب، ومساق الآيات التي في هذه السورة مما يدل على العصمة، وبراءة يوسف عليه السلام من كل ما يشين .

    ومن أراد أن يقف على ما نقل عن المفسرين في هذه الآية فليطالع ذلك في تفسير الزمخشري، وابن عطية، وغيرهما " انتهى كلامه أبو حيان رحمه الله .

    وهذا الأقرب للصواب والله أعلم ما دام لا يوجد حديثا مرفوعا للنبي عليه السلام في هذا الأمر الغيبي اذا فحكم اللغة العربية أولى من اللجوء لتفسيرات أهل الكتاب .

    والحمد لله رب العالمين
    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "
    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هذه حقيقه هم يوسف بامرأة العزيز(ارجو من الجميع الدخول )
    بواسطة W4HOST في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-08-2007, 07:56 AM
  2. حب العزيز
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى المنتدى الطبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-11-2006, 08:27 PM
  3. يسوع بن يوسف أم كان يظن أنه إبن يوسف...والتحريف مازال مستمرا
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 28-08-2006, 06:40 PM
  4. حمل كتاب القول الفصل في قضية الهم بين يوسف وإمرأة العزيز
    بواسطة محمد سليم في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-03-2006, 07:46 AM
  5. اخى العزيز ابو بكر _3 - شكرا
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-06-2005, 08:18 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟

كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف؟