الاستشراق في النمسا

« قل لله المشرق والمغرب » [1]


الإربعاء التاسع من يونيو يوافق يوم ميلاد المستشرق النمساوي "يوسف فون همَّر پورجشتال"، وأراد الكاتب، أن توقد شمعة في هذا اليوم على درب العلم وطريق التقارب بين الثقافات، وتكفينا شهادة د. عبدالرحمن بدوي في موسوعته عن المستشرقين حيث قال و :" ربما كان "هَمَّر" خير وسيط ظهر حتى الآن بين الشرق الإسلامي وأوروبا"[2].


تمهيد :
منذ عهد الوالي الألباني[3] على الإقليم المصري التابع لدار الخلافة العثمانية[4] وحتى يومنا هذا؛ والغرب هو قبلة أصحاب الدراسات العليا من الشرق، في جامعاته، هذا الوضع صار، بعد أن :" كان تأثير العرب في الغرب عظيماً للغاية، فأُوربَّة مَدِينّة للعرب بحضارتها، ونحن لا نستطيع أن ندرك تأثير العرب في الغرب إلاَّ إذا تصوَّرنا حالة أُوربَّة عندما أدخل العرب الحضارة إليها"، هكذا قال غوستاف لوبون[5]، وفي تقرير صدر مؤخراً حصلت جامعة عربية واحدة بين أفضل خمسمائة جامعة في العالم على درجة مخجلة تستحق أن تصنف بها بين الجامعات في العالم (المملكة العربية السعودية: جامعة الملك فيصل)، أما جارة العرب (22 دولة : 450 مليون)؛ والمسلمين (57 دولة : مليار ونصف المليار) دولة إسرائيل (يهود الشتات: خمسة مليون)، والتي زرعت في الشرق فقد حصلت ست جامعات لديها على درجات من خلال هذه الدراسة[6].
ويحق لنا أن نتساءل : أين نحن، العرب على خارطة العالم !!؟، سواء الخارطة العلمية أو الإنتاجية أو التأثير في القرار الدولي!!؟


المستشرق النمساوي
„Josef (*) Freiherr von Hammer-Purgstall“
“Altmeister der Orientalistik”
Der Begründer der wissenschaftlichen Osmanistik
und als
österreichischer Pionier der Orientalistik
" يوسف فون همَّر پورجشتال"
(1774- 1856م)


سيرته :



Joseph von Hammer-Purgstall, österreichische Sondermarke, 1981


ولد في مدينة جراتس „Graz“ في التاسع من يونيو 1774 من الميلاد العجيب.
في عمر ناهز الثالثة عشر „13“ دخل الأكاديميّة الشرقيّة في ﭬِـيّينا سنة 1788م، وبعد أنْ تعلم بعض اللغات الشرقيّة : التركيّة والفارسيّة والعربيّة وبعد أنْ اشتركَ في نشر معجم "مينِنسكي" „Meninski“العربي – الفارسي - التركي، عيِّنَ سكرتيراً في وزارة الخارجيّة سنة 1796م، وأرسل إلى استانبول „Konstantinopel“ ليكون مترجماً „Sprachknabe“ للقاصد الرسولي البارون "هربرت" „Herbert“ في العام 1799م.
وقد أرسله هذا البارون إلى مصر عام 1800م، فعملَ ترجماناً وسكرتيراً في الحملة التي قادها "هتشنسون" و "سيدني اسمث" ويوسف باشا ضد مينو „Jacques François Menou“ [7] القائد الفرنسي في مصر، لطرد الفرنسيين من مصر.
وعاد في ابريل 1802م إلى ﭬـيينا، لكنه عاد في أغسطس من نفس العام إلى استانبول، وعيّن في 1806م وكيلاً للقنصلية في المولداو.
واستقر به المقام في ﭬـيينا منذ عام 1807م، حيث أصبح مستشاراً وترجماناً للبلاط الإمبراطوري النمساوي، ورُقِيَّ إلى درجة مستشار البلاط الإمبراطوري „Kaiserl. Hofrat“ في سنة 1817م.


وفي عام 1835م، لما ورث أملاك الكونتسية "فون ﭘـورجشتال" في مقاطعة "اشتايرمارك" بعد انقراض هذه الأسرة، رجع إلى مرتبة النبالة „Freiherrenstand“ ولقب: "هَمَّر ﭘـورجشتال".

وقد ظل في منصب الترجمان المستشار للقصر الإمبراطوري من عام 1811م إلى عام 1836م.
واختير في عـ1847ـام رئيساً لأكاديميّة ﭬِـيينا التي قد أُنشئت آنذاك، لكنه تخلى عن هذا المنصب في سنة 1849م.


قدراته :

كان النبيل " هَمَّر پورجشتال " يتقن اللغات الإسلاميّة الثلاث : العربيّة والتركيّة والفارسيّة اتقاناً تاماً : كلاماً وكتابةَ. وكان يتقن الفارسيّة خيراً من اللغتين الأوليتين، حتى إنه ترجم إلى الفارسيّة " تأملات ماركس أورليوس"، كما اشترك في المحادثات التجارية التي قامت بها بعثة فارسيّة أرسلها شاه إيران آنذاك، وكان يخاطب أفرادها بالفارسيّة.
وفي أثناء مقامه في مصر 1800-1802م اتقن التخاطب بالعربيّة وباللهجة المصريّة خاصةً، واهتم بكتاب " ألف ليلة وليلة" وبعض كتب الأدب الشعبي.

كان "فون هَمَّر پورجشتال " غزير الإنتاج جداً، فأصدر من عام 1808م إلى عام 1818م مجلة "كنوز الشرق" „Fundgruben des Orients“ (ﭬـيينا) في ستة مجلدات، وكان شعارها الآية الكريمة { قل لله المشرق والمغرب } (سورة البقرة ؛ 2، آية 142) وخصص هذه المجلة لنشر ما يصدر عن الشرق أو يتعلق بالشرق من دراسات ونصوص عربية وتركية وفارسية.
واشترك في الكتابة فيها قرابة خمسين عالماً من سائر دول أوروبا. وكان ثلثهم من النمساويين الذين تخرجوا – مثل: همر – في الأكاديمية الشرقية في ﭬـيينا والذين عرفوا الشرق معرفة حيّة بحكم عملهم مترجمين. ومن تصفح مقالات هذه المجلة نجد أن الأدب الفارسي نال النصيب الأوفى: ونذكر من ذلك ما قام به "فِنتسَنتس فون روزِنتسـﭬـايج شـﭬـانّاو"„Vinzenz Rosenzweig-Schwannau“. من نشر بداية قصة "يوسف و زليخا" للشاعر الفارسي "عبدالرحمن الجامي" مع ترجمة ألمانية بالشعر الحر وتعليقات وشروح. كذلك بالشعر الحر، نشر وترجم ﭬـالنتين هاسار „Valentin Hussare“ (1787-1865م) قطعاً مختارة من "المثنوي" لجلال الدين الرومي.



أما الدراسات فنذكر منها :

بحثاً كتبه "يوهان جوتفريد إيخهورن" „Eichhorn“ (1852 -1827م) عن "مملكة الحيرة و مملكة الغساسنة" في الشام،
و كتبَ „Fr. Th. Rink“ (1770-1811م) دراسة عن البخاري[8] استناداً إلى "وفيات الأعيان" لــ"ابن خلكان"،
وكتبَ "لودﭬـيج إدلر" „Ideler“ مقالاً عن "التقويم الفلكي الإسلامي".


ومن غير الألمان،
نجد
"دي ساسي" “Antoine Isaac, Baron Silvestre de Sacy” [9] الفرنسي بنشر ترجمته لكتاب "بندنامه" لــ"فريدالدين العطار"، ويترجم إلى الفرنسية قصيدة "الأعشى" المشهورة التي مطلعها
:

"وَدِّعْ هُرَيرَةَ إنَّ الركب مرتحل...".


وكتب "كاترمير" ثلاثة أبحاث قيمة عن :"علاء الدين الجويني"، و عن "الإسماعيلية" و عن "فضل الله رشيدالدين" .
ونشرَ – مع ترجمة فرنسية – "جرانجريه دي لاجرانج"„Grangeret de la Grange“ قصيدة للــ"صفدي"، ومرثية للــ"متنبي"[10]، والمقامة الثالثة والأربعين للــ"حريري"، وهؤلاء من
الفرنسيين.

ومن الإسبان :

كتبَ "يوسف أنطونيو كونده" „Conde“ مقالاً عن مقدمة "ابن خلدون" .

يعلق د. بدوي على هذا المجهود العلمي والآدبي بقوله : ".. وهكذا تحقق تعاون أوروبي واسع في هذ المجلة ".

لكن إسهام "همر" في الكتابة في هذه المجلة كان الأوسع إنه يستغرق حوالي سُدْس المجلة كلها بكل أعدادها. ولم يقتصر إسهامه على مجلته وحدها بل راح يكتب في مجلات آخرى نذكر منها :
„Wiener Jahrbücher der Literatur“ والتي كانت تصدر في ﭬـيينا أيضاً.

أما مؤلفاته فقد زادت على مائة مجلد، ورد لها ثَبْتٌ في كتابه "ذكريات عن حياتي : 1774-1852م"، (نشرت في مجموعة "منابع الشئون النمساوية "„Fontes rerum Austriacarum „، القسم الثاني، المجلد رقم 70، ﭬـيينا 1940م).


ونذكر فيما يلي أهم أعماله العلمية :

أولاً : في ميدان التاريخ السياسي :
"نظام الحكم وإدارة الدولة في الإمبراطورية العثمانية" (في مجلدين، ﭬـيينا 1814م)
"لمحة عن رحلة من القسطنطينية إلى بروسيا"، (ﭘست „Pest“ 1821م)
"القسطنطينية والبوسفور" (في مجلدين، ﭘست „Pest“ 1821م)
"تاريخ الإمبراطورية العثمانية" (في عشرة مجلدات، ﭘست „Pest“ 1827- 1834م، ط.2، في أربعة مجلدات 1835-1836م)، وهذا وهو أهم مؤلفاته، ويعلق د. بدوي بقوله :" ولا تزال لها قيمة كبرى حتى اليوم". وقد أعيد طبعه بالأوفست.
"تاريخ الحشاشين (الإسماعيلية)"، (اشتوتجرت، وتوينجن، 1818م)
"معرض صور الحكام المسلمين" ( في ستة مجلدات، درمشتات، 1837-1839م)
"تاريخ الحفل (المغول) في ليبتسك" (1840م)
"تاريخ الأيليخانات" ( في مجلدين، درمشتات، 1842م)
"تاريخ خانات القرم" (ﭬـيينا، 1856م)


ثانياً : في تاريخ الأدب :

"تاريخ فنون القول الجميل في فارس" (ﭬـيينا، 1818م)
"تاريخ الشعر العثماني" (أربعة مجلدات، بست ،„Pest“، 1836-1838م)
"تاريخ الأدب العربي" (في سبعة أجزاء، ﭬـيينا، 1850-1857م)


ثالثاً : في تحقيق النصوص :

"كَل وبلبل" تأليف فصلي (ليبتسك وبست، 1834م)
"أطواق الذهب " للزمخشري، (ﭬـيينا، 1835م)
كَلشن راز" تأليف محمود شبستري الشاعر الصوفي الفارسي ( بست „Pest“، 1838م)


رابعاً : الترجمات إلى الألمانية :

"ديوان حافظ" الشيرازي (توبنجن، 1812م)، يعلق د. بدوي بقوله و: "بفضل هذه الترجمة استطاع „Johann Wolfgang von Goethe“ [11] أن يستلهم معظم قصائد "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي"[12].
مختارات من شعر "المتنبي" (1844م)
"قصايد غنائية للشاعر التركي "باقي" " (1825م)


خامساً : اشعار وصلوات :

نظم قصائد بعنوان :"النغمات المثلثة للممنون" „Memnons Dreiklang“استلهم فيها الأسطورة المصرية القديمة التي تقول إنه كان يصدر عن تمثال لــ"ممنون" في الأقصر نشيد وغناء" (ﭬـيينا، 1823م)
وألف كتاب صلوات وأدعية باللغتين العربية والألمانية، عنوانه „Zeitwarte des Gebets“ (ﭬـيينا، 1844م)


و
يخلص د. بدوي في بحثه إلى النقاط الهامة التالية
:

بــ:" الرغمِ مما أخذَ على نشراتِهِ : (خصوصاً: "أطواق الذهب" للــ"زمخشري" ـ راجع ملاحظات "فلايشر" الذي أعاد نشر الكتاب وأعاد ترجمته، في ليبتسك „Leipzig“ 1835م)، فإن كتبه في التاريخ العثماني بقيت فترة طويلة من المراجع الأساسية، و أن
أعماله كلها تمثل مرحلة عظيمة في تاريخ الاستشراق في أوروبا عامة، وفي ألمانيا خاصة،


ويقدم لنا د. بدوي رآيه إذ يقول :
" وربما كان همر خير وسيط ظهر حتى الآن بين الشرق الإسلامي وأوربا".
وهو الذي وجّه الشاعر الألماني الرومنتيكي " فريدريش روكرت" للاهتمام بالشعر والأدب العربيين والفارسيين.
و قد اعترف بفضله „Johann Wolfgang von Goethe“ في "الديوان الشرقي للمؤلف الـغـربي"، وأقر له بالفضل الجزيل عليه في إطلاعه على روائع الأدب الفارسي خصوصاً.

وبهذا الأعمال التي ذكرت سلفاً يعلن د. بدوي أن "همر" قد
فتح أمام الأوربيين الكثير من كنوز الشرق العلمية والأدبية، و
أسدى خدمات جليلة للآداب الشرقية : العربيّة والفارسيّة والتركيّة عند الأوربييين.


وتوفي المستشرق النمساوي
„Josef von Hammer-Purgstall“
"يوسف فون همَّر پورجشتال"
في ﭬـيينا في الثالث والعشرين من نوفمبر 1856م.

ـــــــ

الهوامش والمراجع :
[*] بعض الكُتَّاب يكتبون "Joseph" هكذا كدولة بريطانيا وأمريكا، كما وترجع إلى قواعد الكتابة القديمة والحديثة وكما ورد في بعض المراجع : فقد كتب„Schlottmann“ كتاباً عَنْوَنَّهُ „Joseph von Hammer-Purgstall“ Zürich, ، 1857م،
انظر أيضا: „J. Fück“ : „Die Arabischen Studien in Europa“, Seite 158-199
[1] شعار مجلة " كنوز الشرق" Orients“ „Fundgruben des ، التي أصدرها "همر" من ﭬـيينا، والشعار جزء كريم من آية رقم 142 من سورة البقرة.
[2] بدوي، د. عبدالرحمن، موسوعة المستشرقين، حرف الهاء، ص 615، دار العلم للملايين، بيروت ط. 3، 1993م.
[3] خلصَ د. محمود السيد الدغيم، الباحث الأكاديمي في مركز الدراسات الإسلامية "كلية الدراسات الشرقية والإفريقية" “soas“ جامعة لندن، في بحثه والمقدم إلى مكتبة الإسكندرية في المؤتمر الخاص بــ"محمد علي باشا" سنة 2005م إلى أن محمد علي باشا :" نشر التغريب في مصر، وأضعف التعريب".
[4] الدولة العثمانية (1299 - 1924م) ، اسمها الرسمي الدولة العلية العثمانية، أو وِفق علماء سُنَّة "الخلافة العثمانية" هي دولة إسلامية أسسها عثمان الأول حكمت أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى والحجاز وبلاد العراق والشام ومصر والسودان ومعظم المغرب العربي والصومال والبلقان والنمسا وإيطاليا ورومانيا وبلغاريا وأرمينية وجورجيا واليونان.
[5] „Lebon“ : (1841-1931م) من فلاسفة علم الاجتماع الفرنسيِّين، نقلا من "الإسقاط في منهج المستشرقين والمبشرين" : د. شوفي أبوخليل، ص 12، الإعادة الأولى، 1419هـ ~ 1998م، دار الفكر/ دمشق.
[6] هذه دراسة من الصين، وقد صدر في أكتوبر 2009 تصنيف خلت لائحة أفضل 200 جامعة في العالم من أي جامعات عربية، بما فيها مصر، وضمت جامعتين إسرائيليتين، في التصنيف الذي احتكرت فيه الجامعات الأمريكية والبريطانية مراتبه العشر الأوائل، وهو ما من شأنه أن يطرح التساؤلات ويثير الجدل مجددًا حول مستوى الجامعات العربية، بعد فشلها في الدخول إلى قائمة أفضل الجامعات بالعالم، بما يعكس تراجع اهتمام الدول العربية بالتعليم والبحث العلمي بشكل أقل من إسرائيل التي تفوقت عليهم مجتمعين. وتزايد عدد الجامعات الآسيوية من 14 إلى 16 في لائحة أفضل جامعات المنطقة، أبرزها "جامعة طوكيو" في المرتبة 22، تلتها "جامعة هونج كونج" في المرتبة 24. واحتلت جامعتان إسرائيليتان: "الجامعة العبرية بالقدس"، وتراجع تصنيفها من 93 العام الماضي إلى 102 في 2009، بالإضافة إلى "جامعة تل أبيب"، وتصنيفها 114، في لائحة أفضل 200 جامعة.
[7] ولد في الثالث من سبتمبر 1750م ومات في الثالث عشر من أغسطس 1810م في إيطاليا، وهو جنرال فرنسي في جيش "نابليون بونابرت"، كما تقول بعض المصادر (تاريخ الجبرتي): بعد أن أظهر أنه اسلم ليتزوج من امرأة مسلمة تسمى "زبيدة" (الجبرتي لا يذكر أسمها) فسُمي بــ "عبدالله مينو".
[8] انظر: "الإمام البخاري، سيرته وأعماله واثره "، محمد الرمادي، بحث الدراسات الإسلامية، ڤيينا، ديسمبر 2000م.
[9] ولد في الحادي والعشرين من سبتمبر عام 1758 في باريس، ومات في الحادي والعشرين من فبراير 1838م، واكتسب كنية "de Sacy"، وهي قربة صغيرة في "بورجوند"، ويعتبر من كبار فلاسفة القرن التاسع عشر، يطلق عليه مؤسس الدراسات العربية الحديثة وطوَّر الدراسات الخاصة بعلم الاستشراق، وأحد مؤسسي الجمعية الأسيوية في باريس وأول رئيس لها .
[10] هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق، وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.
[11] ولد في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1749 في مدينة فرانكفورت على نهر الراين ومات في الثاني والعشرين من مارس 1832م على آثر أزمة قلبية مردداً قوله :" مزيداً من الضوء " بمدينة فايمَر.
[12] في عام 1814م تعرف على "ماريانا يونج" " e JungMariann" وكان "جوته" في ذلك الوقت يناهز الخامسة والستين من العمر، وأحب "ماريانا". وصارت ملهمته ومحور إنتاجه الأدبي. وفي العام التالي قام "جوته" بزيارة إلى مسقط رأسه، وزار أيضا "فون فيليمر" بعد أن تزوج من "ماريانا". وظل "جوته" طيلة أربع أعوام متتالية واقعا تحت سحر هذا الحب، وظلت الكلمات المفعمة بالورد والعنادل والنبيذ والحب، تتدفقان من قلمه حتى أتم "ديوانه" . أنظر :ترجمة د. عبدالرحمن بدوي، القاهرة 1967م، ط.3، بيروت، 1980م.
ــــــــــ

بحث من سلسلة "الإستغراب، ضرورة ملحة بعد مرحلة الإستشراق"
محمد الرمادي
ﭬِـيّينا 23 جمادى الآخرة 1431 من الهجرة ~ 06 يونيو 2010 من الميلاد العجيب.