اقتباس
الإتقان في تحريف القران
خلافات واختلافات المسلمين في القران
اختلاف المسلمين في روايات حفظ القران

قالوا ان الذي جمع القرآن طائفة من الصحابة على عهد النبي هم أربعة على ما في رواية عبد الله بن عمرو ، وأنس بن مالك. راجع: مناهل العرفان 1 : 236 ، الجامع لاَحكام القرآن 1 : 56، أُسد الغابة 4 : 216 ، الجامع الصحيح 5 : 666 .

وقيل : خمسة كما في رواية محمد بن كعب القرظي . راجع: طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 | 113 ، فتح الباري 9: 48 ، مناهل العرفان 1 : 237 ، حياة الصحابة 3 : 221 .

وقيل : ستة كما في رواية الشعبي . راجع : طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 | 112 ، البرهان للزركشي 1 : 305 ، الاصابة 2 : 50، مجمع الزوائد 9 : 312 .

وكذا عدّهم ابن حبيب في (المحبّر) . راجع : المحبر : 286.

الفهرست لابن النديم: 41.

وقال الشعبي: توفى ابو بكر وعمر وعلي رحمهم الله ولم يجمعوا القران. راجع تفسير القرطبي 1/56 -58 وتأويل مشكل القران لابن قتيبة 181.

وروى عن شريك ، عن إسماعيل بن آبى خالد انه قال: سمعت الشعبي يحلف بالله لقد دخل على حفرته ولم يجمع القران . راجع المصدر السابق.
الرد على هذا الكلام : لا حول ولا قوة إلا بالله

إن الذي ألجأ النصارى للطعن في القرآن هو محاولة نزع الثقة عن القرآن حتى لا يظل هو النص الإلهي الوحيد المصون من التحريف والتبديل وكذلك صرف الناس عن الخلل الموجود في كتابهم المحرف والذي أقر به علماء النصارى أنفسهم ومنهم: " كلارك " ـ شارح الكتاب المقدس في أربعة أجزاء ـ قال: إن هناك أربعين ألف خطأ في الكتاب المقدس من الترجمات والحذف والنقل وغيرها . وهو ما دفع كثيراً من علمائهم المنصفين إلى اعتناق الإسلام وكان من بينهم" فارس الشدياق" الذي عكف هو ولجنة من علماء النصارى العرب على إعادة صياغة الكتاب المقدس بأسلوب عربي رصين وبعد أن أتم العمل أسلم لما شاهده من التحريف والتبديل وقال: هؤلاء قوم يهرفون بما لا يعرفون وكلما ضاق بهم الأمر كتبوا ما يريدون. فلا عجب أن نرى في كل فترة من الزمان نسخة جديدة مكتوبا عليها: مزيدة ومنقحة.

أما القرآن فمحفوظ من أن يتطرق إليه أي تحريف لأن الله تكفل بحفظه ولم يكله إلى الناس قاال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9} ومن المعلوم أن الفرآن نقل تواتراً وأن المسلمين توارثوا نقله جيلاً عن جيل، ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ربه إلا والقرآن كله محفوظ مكتوب على رقاع متفرقة وما شابهها، وكتبة الوحي هم : (أبان بن سعيد ؛ أبو بكر الصديق ؛ أبي بن كعب ؛ ثابت بن قيس ؛ حنظلة بن الربيع ؛ خالد بن سعيد بن العاص ؛ زيد بن ثابت ؛ عثمان بن عفان ؛ علي بن أبي طالب ؛ عمر بن الخطاب) ، فعن البراء رضي الله عنه قال: ( لما نزلت: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف، ثم قال اكتب ) رواه البخاري. وفي حديث زيد عندما أمره أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن قال: ( فتتبعتُ القرآن أجمعه من العسب واللحاف والأضلاع والأقتاب ) رواه البخاري. والعسب: جريد النخيل. واللحاف: صفائح الحجارة. والأقتاب: الخشب الذي يوضع على ظهر البعير .

وفي منتصف خلافة أبي بكر دعت الحاجة إلى كتابة ما كتب مفرقاً من الصحائف التي كتبها كتبة الوحي في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه في مصحف .

عن زيد بن ثابت، قال: "أرسل إليِّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إنّ عمر أتاني، فقال: إنّ القتل استمرّ بقُرّاء القرآن، وإنّي أخشى أن يستمرّ القتل بالقُرّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال عمر: هو والله خير. فلم يزل يراجعني حتّى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنّك شابّ عاقل، لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتتبّع القرآن فاجمعه - فوالله لو كلّفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن - قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر. فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره ((لقد جاءكم رسول...)) (التوبة 9: 128) حتّى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتّى توفّاه الله، ثمّ عند عمر حياته، ثمّ عند حفصة بنت عمر"( صحيح البخاري 6: 314 | 8)


أما جمع عثمان رضي لله عنه للقرآن فقد كان سببه اختلاف الناس في القراءات وتنازعهم . وهو ما حمل حذيفة على أن يفزع إلى أمير المؤمنين كي يدرك الأمة قبل أن تتفرق حول القرآن كما تفرق اليهود والنصارى، فنهض رضي الله عنه للقيام بجمع القرآن، وندب لهذه المهمة زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن الحارث، وكان زيد من كتبة الوحي، وحافظاً متقناً للقرآن سماعا مباشراً من فم النبي صلى الله عليه وسلم ، وحضرالعرضة الأخيرة للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل وهو الذي جمع القرآن في خلافة أبي بكر، وتم الجمع على منهج دقيق حكيم للغاية، قوامه أمران:

الأول : المصحف الذي تم تنسيقه في خلافة أبي بكر وقد سبق أن بينا أن هذا المصحف تم جمعه عن طريق الوثائق الخطية التي سجلها كتبة الوحي في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يُقبل شيء في مرحلة الجمع الثاني ليس موجوداً في تلك الوثائق التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم.

الثاني: أن تكون الآيات محفوظة حفظا مطابقاً لما في مصحف أبي بكر عن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكفي حفظ الرجل الواحد ولا يكفي وجودها في مصحف أبي بكر بل لا بد من الأمرين معاً. فهذه النسخة هي التي بين أيدينا وهي التي أجمع عليها الصحابة .


حدثنا ‏ ‏موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏أن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏حدثه ‏ ‏أن ‏ ‏حذيفة بن اليمان ‏ ‏قدم على ‏ ‏عثمان ‏ ‏وكان ‏ ‏يغازي ‏ ‏أهل ‏ ‏الشأم ‏ ‏في فتح ‏ ‏إرمينية ‏ ‏وأذربيجان ‏ ‏مع ‏ ‏أهل ‏ ‏العراق ‏ ‏فأفزع ‏ ‏حذيفة ‏ ‏اختلافهم في القراءة فقال ‏ ‏حذيفة ‏ ‏لعثمان ‏ ‏يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏فأرسل ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏ ‏حفصة ‏ ‏أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها ‏ ‏حفصة ‏ ‏إلى ‏ ‏عثمان ‏ ‏فأمر ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏وعبد الله بن الزبير ‏ ‏وسعيد بن العاص ‏ ‏وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ‏ ‏فنسخوها في المصاحف وقال ‏ ‏عثمان ‏ ‏للرهط ‏ ‏القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم ‏ ‏وزيد بن ثابت ‏ ‏في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان ‏ ‏قريش ‏ ‏فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد ‏ ‏عثمان ‏ ‏الصحف إلى ‏ ‏حفصة ‏ ‏وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ‏ ‏قال ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏وأخبرني ‏ ‏خارجة بن زيد بن ثابت ‏ ‏سمع ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏قال ‏: ‏فقدت آية من ‏ ‏الأحزاب ‏ ‏حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع ‏ ‏خزيمة بن ثابت الأنصاري
{‏من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ‏فألحقناها في سورتها في المصحف ، وهذا قد حدث في الجمع الثاني في عهد أبو بكر الصديق ..

والله أعلم



http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId