بمناسبة انعقاد مؤتمر أقباط المهجر من يضطهد من ؟!



المسبار :الوطن العربي :الأربعاء 21 شوال1426هـ – 23 نوفمبر 2005م




الخبر



مفكرة الإسلام : انعقد في واشنطن في إحدى قاعات الكونجرس الأمريكي المؤتمر الثالث لأقباط المهجر يومي 18، 19 نوفمبر الجاري، وقد دعا المؤتمر إلى عدد من التوصيات منها وقف خطف المسيحيات وتزويجهن قسراً إلى المسلمين، ووقف هدم الكنائس وتحويلها إلى مساجد، وفصل الدين عن الدولة، وإلغاء المادة الثانية من الدستور الذي ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع في مصر، كما دعا المؤتمر إلى فصل الدين عن الدولة، وتخصيص نسبة من المقاعد للأقباط في الوزارات السيادية، وإلغاء خانة الديانة من جميع الوثائق الحكومية وعدد آخر من المطالب.



التعليق



انعقاد مؤتمر للأقباط في المهجر أمر ليس جديدًا، فهذه البدعة الجديدة بدأت عام 1980، وكان أول مؤتمر ينعقد في 31 / 5 / 1980، وهذه المؤتمرات منذ انعقادها الأول تقدّم طلبات أقل ما يقال فيها أنها غير معقولة، وتريد تحويل الطائفة الأرثوذكسية في مصر إلى مواطنين سوبر يتمتعون بحقوق أعلى، وذلك استنادًا إلى مجموعة من الأكاذيب من ناحية، واستخدام النفوذ الغربي والأمريكي الإعلامي والسياسي والاقتصادي والتلويح أحياناً بالعسكري.



مؤتمر هذا العام الذي انعقد في 18 / 11 /2005 لم يشذ عن تلك القاعدة، فالذين نظّموه والذين حضروه إما أنهم عملاء معروفون لأجهزة أمريكية أو حتى إسرائيلية، وإما أنهم معادون للإسلام، ومنهم طبعاً مسيحيون في المهجر، دعاة حقوق إنسان، ممثلي منظمات صهيونية، مفكرون غربيون معروفون بالعداء للإسلام، علمانيون مصريون يرفضون الدين جملة وتفصيلاً، والعجيب أن هؤلاء العلمانيين لا يرفضون إلا الدين الإسلامي ويتعاملون بود مع التعصب المسيحي، بل يدافعون عنه حتى ضد مبادئهم التي يزعمونها.



المؤتمر الأخير انعقد في إحدى قاعات الكونجرس الأمريكي وهذا أمر له دلالاته، وجاء تحت عنوان 'دور الأقباط في الإصلاح'، وهكذا فقد انتقل المؤتمر من الدفاع عن الأقليات إلى ممارسة وصايا على الجميع!! استغلالاً طبعاً لموجة الدعوة إلى الإصلاح المزعوم الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية، ولأن المسألة مرتبطة أصلاً بتوجهات صهيونية وأمريكية منذ الوهلة الأولى؛ فالمؤتمر كغيره لن يكون إلا وسيلة ضغط على النظام المصري لتحقيق مكاسب معينة للأرثوذكس في مصر، وقد لاحظ المراقبون أن هناك علاقة غامضة بين هؤلاء والكنيسة المصرية ـ التي ترفض تأييدهم علناً حتى لا تستفز الدولة، ولكنها تؤيدهم سرًا للحصول على أكبر قدر من المكاسب عن طريق استخدامهم في الضغط على الحكومة المصرية ـ ولو كانت الكنيسة المصرية حقًا ترفض هؤلاء، ولا تقبل مطالبهم الغامضة ولا أكاذيبهم الغامضة لأصدرت لهم قرار حرمان منذ الوهلة الأولى وانتهى الأمر، وقد وصل الأمر بهؤلاء في أحد المؤتمرات إلى المطالبة بفصل الصعيد عن الوجه البحري وإقامة جمهورية قبطية فيه، ومرات طالبوا برحيل الاستعمار الإسلامي من كل مصر على غرار الأندلس !!



هذا المؤتمر المشبوه طالب هذه المرة فقط بفصل الدين عن الدولة من الوثائق الحكومية، وإعطاء نسبة 15 % للأقباط من كل المناصب السيادية ـ 'نسبة المسيحيين في مصر أقل من 6% حسب إحصاء 1986 وهي نسبة تتناقص، ويشكل الأرثوذكس جزءاً من هذه الـ 6 % '، بالإضافة طبعاً إلى النغمة المعروفة حول الصراع على حرق الكنائس، هدمها وإقامة مساجد بدلاً منها، وإجبار الفتيات المسيحيات على الإسلام والزواج قسراً من مسلمين، وقتل المسيحيين بالآلاف... إلخ ... وهي أكاذيب مفضوحة يعلم الجميع أنها مفضوحة، وبدون الدخول في تفاصيل فإن الحقيقي والصحيح أن بعض المسيحيين في مصر هم الذين يضطهدون المسلمين، حيث يتم ترويج أشرطة تسيء لرموز الإسلام وعقائده، ويتم إجبار من يسلم طواعية من المسيحيين بالرجوع إلى المسيحية 'حالة وفاء قسطنطين نموذجاً'


للمصدر إضغط هنا