البرتغالي "روبالو جو مانويل" هجر بلاده وعائلته وأسلم على أيدٍ جزائرية
"بعد 41 سنة وجدت الدين الذي يحتوي أخلاقي"

2011.08.25

روبالو فريديريك جون مانويل" من جنسية مزدوجه برتغالية -فرنسية، تحوّل الى "أحمد" ونطق الشهادتين قبيل شهر رمضان الجاري بنظارة الشؤون الدينية بالبليدة بعد 41 سنة قضاها مسيحيا متحديا كل الظروف الصعبة التي ألمت به جراء اعتناقه الإسلام.

يقول "أحمد" إن إحساسا جميلا بالانتماء راوده بين الجزائريين لما كلف بإدارة مشروع لشركة فرنسية بمدينة الأربعاء بالبليدة العام الماضي، ورغم اختلاف الدين فإنهم قبلوه كفرد في المجتمع بشكل خلّف لديه انطباعا مشرفا عن المسلمين، وما زاد اعجابه بالعاملين معه بالمشروع الذي يديره انهم لم يكونوا يدعوه لاعتناق ديانتهم بقدر ما كانت تصرفاتهم من صدق وأمانه وخوف من الله تدعوه الى الاسلام، ويستطرد قائلا "وفي تلك الفترة تصادف وجودي بالجزائر مع شهر رمضان، ورأيت جميع الموظفين صائمين، ففكرت أن أجرب الصيام معهم، وفعلا صمت شهر رمضان كاملا" وعشت جوا روحيا لم انعم بمثله في حياتي"، تعرف بعدها على ميساء -زوجته حاليا- حيث دعته وعائلتها لمشاركتهم عيد الاضحى فاستهوته التقاليد الجزائرية وكذا صور التراحم العائلي وطاب له المقام والاحتفال بين المسلمين وأصبح كثير الاستفسار عن امور الدين، فأهدت له ميساء مصحفا مترجما الى اللغة الفرنسية، واضب على معرفة ما يحويه من معاني وبدأت تنضج الرغبة بداخله لاعتناق الاسلام، ووصل الى درجة عالية من الاقتناع انه الدين الحق، محى ما كانت عليه الرسالات السابقة التي سبق ان اطلع عليها من التحوير، وجاء (الإسلام) بطريقة علمية خالصة تجعل كل ذي عقل يصدق بوجود الله الواحد، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البشرية..
وأخيرا "بعد 41 سنة وجدت الدين الذي يحتوي أخلاقي"، ورغم معارضة والديه وإخوته فكرة اعتناقه الاسلام الا انه وصل درجة من الإيمان والوعي بشكل جعل روحه تهتز وتسيطر عليها الرغبة الملحة في نطق الشهادتين، وهجر موطنه وقرر الاستقرار نهائيا بالجزائر، وتزوج من جزائرية تعمل جاهدة تلقينه اللغة العربية وهو يحفظ اليوم عددا من السور القصيرة وحريص على تعلم الفرائض ويخطط لزيارة بيت الله ليقف على قبر "أذكى وأعظم" رجل في التاريخ على حد وصفه للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأضافت زوجته انه حمل الكثير من طباع الجزائريين ولا تحلو له مائدة الإفطار في رمضان دون "خبز الدار" وزلابية بوفاريك، وأضافت انه أصبح نادرا ما يغادر الجزائر لأن غيرته على الإسلام جعلته ينفر من مظاهر الترف الموجودة بالمجتمعات الأخرى، ويقول "أحمد" انه وجد ما كان ينقصه في الحياة وهو غير مستعد ولو مجرد التفكير في نزع عباءة الإسلام.



الشروق أون لاين - 25 / 8 / 1432 هـ