المبحث الأول (1-1-5) :- من كاتب رسالة بطرس الأول
هناك العديد من الأدلة التي تنفى أن يكون بطرس تلميذ المسيح عليه الصلاة والسلام هو كاتبها وقد رجح بعض العلماء أن يكون كاتبها أحد تلاميذ بولس وذلك لتشابه الفكر والمعتقد مع فكر بولس وليس بطرس
وسنرى ان شاء الله بعض من تلك الأدلة وهى كالآتي :-
1- اختلاف الاسلوب بين ما ورد فى تلك الرسالة وبين كلام بطرس فى سفر أعمال الرسل
يزعم بعض علماء المسيحية وجود تشابه فى الاسلوب بين تلك الرسالة وبين ما ورد فى سفر أعمال الرسل على لسان بطرس ولكن اذا دققنا وحللنا الكلمات سنجد اختلاف فى الاسلوب واضح فليس معنى تكرار أفكار عامة يعرفها جميع اليهود ويؤمنون بها أن يكون هذا دليل على أن الشخصية واحدة
فالتشابه فى فكرة الاقامة من الأموات وحجر الزاوية فهو كلام عام يعرفه جميع اليهود و يمكن لمجموعة أشخاص يكررونه كما أن كثيرين يؤمنون بأن الله عز وجل هو الديان وهو عادل ولا يظلم
فلا يمكن التمسك بالتشابه فى تلك الأفكار العامة وتجاهل الاختلاف الواضح فى اسلوب الكلام
فعلى سبيل المثال من ضمن تلك الاختلافات :-
أ- وردت كلمة (ضمير ) ثلاث مرات فى رسالة بطرس الأولى بينما لم ترد أبدا تلك الكلمة على لسان بطرس فى سفر أعمال الرسل :-
كلمة ضمير وهى باليونانية συνείδησιν
نجدها قد وردت فى رسالة بطرس الأولى ثلاث مرات (بطرس الأولى 2 :19 ، 3 :16 ، 3 :21 )
فعلى سبيل المثال نقرأ من رسالة بطرس الأولى :-
2 :19 لان هذا فضل ان كان احد من اجل (( ضمير)) نحو الله يحتمل احزانا متالما بالظلم
بينما لا نجد تلك الكلمة ترد على لسان بطرس فى سفر أعمال الرسل أبدا وانما وردت على لسان بولس (أعمال 23 :1 ، 24 :16 )
ب- اعتقاد بطرس فى سفر أعمال الرسل هو أن التوبة هي السبيل لغفران الخطايا ولم يذكر أي شئ عن الذبائح الروحية بعكس رسالة بطرس الأولى :-
اعتقاد بطرس فى سفر أعمال الرسل واضح جدا وهو أن التوبة هي السبيل لغفران الخطايا (أعمال 3 :19 ) وأن الله عز وجل أرسل المسيح عليه الصلاة والسلام لردهم عن شرورهم (أعمال 3 :26 )
ولا يذكر أبدا أي شئ عن الفداء بدم المسيح ولا أي شئ عن الذبائح الروحية
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
3 :19 فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب
وأيضا :-
3 :26 اليكم اولا اذ اقام الله فتاه يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره
بينما فى رسالة بطرس الأولى يذكر الفداء بالدم والذبائح الروحية (بطرس الأولى 1 :2 ، 1 :18 ، 1 :19 ، 2 :5 ، 2 :24 )، ولا يذكر أي شئ عن التوبة
ج- وردت فى رسالة بطرس الأولى أفكار تخالف أفكار بطرس التي أشارت اليها رسالة غلاطية :-
فى رسالة غلاطية نرى من أفكار وآراء بطرس هي :-
تمسكه بالناموس فنقرأ من رسالة غلاطية :-
2 :14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل (( قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا ))
وأيضا نعرف من رسالة غلاطية أن كاتب الرسالة كان يهاجم بطرس والتلاميذ و التزامهم بالختان والناموس ويقول أنه لا يفتخر بشئ الا الصليب
فنقرأ من رسالة غلاطية :-
6 :12 جميع الذين يريدون ان يعملوا منظرا حسنا في الجسد هؤلاء (( يلزمونكم ان تختتنوا لئلا يضطهدوا لاجل صليب المسيح فقط ))
6 :13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم
6 :14 (( و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح )) الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم
وهذا يؤكد على تمسك بطرس والتلاميذ بالناموس وعدم افتخارهم بصليب ولا آلام
بينما فى رسالة بطرس الأولى لا نرى نصوص عن التمسك بالناموس و التهويد ونرى بدلا من ذلك نصوص تتحدث عن الآلام (بطرس الأولى 1 :11 ،2 :24 ، 4 :13 ،5 :1 )
فنقرأ على سبيل المثال من رسالة بطرس الأولى :-
1 :11 باحثين اي وقت او ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم اذ سبق (( فشهد بالالام التي للمسيح )) و الامجاد التي بعدها
د- بطرس فى سفر أعمال الرسل يقول لبنى اسرائيل أنهم أبناء الأنبياء والعهد بينما فى رسالة بطرس الأولى يصف الذين قبلا بأنهم لم يكونوا شعبا أي غير مختارين :-
نقرأ ما يقوله بطرس عن بنى اسرائيل وهو يخاطبهم فى سفر أعمال الرسل :-
3 :11 و بينما كان الرجل الاعرج الذي شفي متمسكا ببطرس و يوحنا (( تراكض اليهم جميع الشعب )) الى الرواق الذي يقال له رواق سليمان و هم مندهشون
3 :12 فلما راى بطرس ذلك (( اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون )) ما بالكم تتعجبون من هذا و لماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي
ثم نقرأ :-
3 :25 انتم ابناء الانبياء و العهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم و بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض
وهذا يعنى أنهم مختارين
بينما نقرأ رأى مخالف لذلك عن السابقين من بنى اسرائيل فى رسالة بطرس الأولى فنقرأ :-
2 :10 الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون
و- لم ترد جملة (قبلة المحبة) على لسان بطرس فى سفر أعمال الرسل بينما وردت فى رسالة بطرس الأولى :-
لا نقرأ أبدا فى سفر أعمال الرسل جملة (قبلة المحبة ) على لسان بطرس ولكننا مجدها فى رسالة بطرس الأولى فنقرأ :-
5 :14 سلموا بعضكم على بعض (( بقبلة المحبة )) سلام لكم جميعكم الذين في المسيح يسوع امين
المفضلات