السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



السؤال الآن: ما دليل ألوهية المسيح؟!


فيقول النصارى:
المسيح له سلطان على الطبيعة من كل ناحية: سلطان على البحر وعلى الرياح والأمواج، وسلطان على النبات والحيوان، وسلطان على النور، وعلى الأرض والصخور، وسلطان على الأبواب المغلقة، وسلطان على قوانين الطبيعة. وكان يأمر فيطاع، كصاحب سلطان، يدل على لاهوته.


فنقول وبالله التوفيق: هذا لا يدل ابدا على ألوهية المسيح ... لماذا؟ فنقول: لان ايليا وهو نبي من أنبياء العهد القديم فعل اعظم من هذا كله .. فهو يحيي الموتى بإذن الله,


فكما قال الكتاب المقدس:{فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش} [الملوك الأول 17 :22] ,.. وهو ايضا يسجد له الناس: {وفيما كان عوبديا في الطريق واذا بايليا قد لقيه فعرفه وخر على وجهه وقال أأنت هو سيدي ايليا} [الملوك الأول 18 :7]


{ولما راه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح ايليا على اليشع فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض} [الملوك الثاني 2 :15]


وانه هو رجل الله كما في الكتاب المقدس: { فأجاب ايليا وقال لرئيس الخمسين ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك انت والخمسين الذين لك فنزلت نار من السماء واكلته هو والخمسين الذين له} [الملوك الثاني 1 :10]


ومن معجزاته ايضا: {واخذ ايليا رداءه و لفه و ضرب الماء فانفلق الى هنا و هناك فعبرا كلاهما في اليبس} [الملوك الثاني 2 :8]


وقد صعد الى السماء: {و فيما هما يسيران و يتكلمان اذا مركبة من نار و خيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء} [الملوك الثاني 2 :11]


فنقول بأن هذه المعجزات كانت بإذن الله لأن لا احد يستطيع أن يفعل شيء إلا بإذن الله تعالى, والمسيح بنفسه قال: {انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني} , فالمسيح لم يدعي الألوهية قط, ولكن فهم النصارى عجيب ! والان نعود الى
نفس السؤال .. ما الدليل على ألوهية المسيح؟


فيقول النصارى: المسيح كان يعلم كل شيء بالتفصيل بل ويعطي القدره لبطرس ان يسير هو على المياه وهذا لم يفعله ولا يقدر عليه لا ايليا ولا غيره.


فنقول وبالله التوفيق:
اولا: المسيح لا يعلم كل شيء, فهو لا يعلم متى تقوم الساعة, قال المسيح: {واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده}.


ثانيا: اما عن قول النصارى بأن دليل ألوهية المسيح بأنه يعطي القدرة .. فهذا قول باطل, فأنا أسأل: من الذي اعطى المسيح - عليه السلام – القدرة على اعطاء الاخرين القدرة؟


فالجواب هو: الله, بدليل قول المسيح: { انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني}


فالآب هو الذي اعطاه هذه القدره, ولولا الآب لن يقدر المسيح ان يفعل شيء.


فيقول النصارى: ايليا واليشع اقاموا الموتى ولكن احتاجوا الي صلاه طويله لكي يقيموا الموتى اما المسيح بلمسه فقط وبأمر منه كان يقيم الموتي.


فنقول وبالله التوفيق:
أولا: وما المشكلة في أن تكون الصلاة طويلة أو قصيرة ... فهي صلاة, وهذا يعني ان ايليا والمسيح فعلوا هذه المعجزة بإذن الله تعالى.


ولنرى الان معجزة المسيح: {ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم . فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه} [لوقا 7 :14-15]


فالان السؤال: ماذا قال الناس عندما رأوا هذه المعجزة؟


لنقرأ السياق: {فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه . فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه} اذا قالوا: {نبي عظيم} لم يقولوا إله, ونعلم جيدا أن المسيح لا يقدر أن يفعل من نفسه شيء.


ثانيا: فاذا كانت هذه المعجزة دليل على ألوهيته, فحزقيال يجب ان يكون إلهاً أيضا, فهو لم يحيي شخصا واحدا, بل جيش عظيما.


كما قال حزقيال: {كانت عليّ يد الرب فاخرجني بروح الرب وانزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما . وامرني عليها من حولها واذا هي كثيرة جدا على وجه البقعة واذا هي يابسة جدا . فقال لي يا ابن ادم اتحيا هذه العظام فقلت يا سيد الرب انت تعلم . فقال لي تنبا على هذه العظام وقل لها ايتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب} [حزقيال 37 :1-4] , {فتنبات كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جدا جدا} [حزقيال 37 :10] ,


فلماذا لا يكون حزقيال إله؟ فنقول بأن المعجزات كلها بإذن الله تعالى, فيقول المسيح: {فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الآب اشكرك لأنك سمعت لي} [يوحنا 11 :41] , فالآب هو الذي يسمع للمسيح والمسيح كما قلنا أنه لا يقدر ان يفعل من نفسه شيء




ولكل من يقول بأن دليل ألوهية المسيح هي المعجزات التي يفعلها .. فأقول وبالله التوفيق: المعجزات لا تدل على أن الذي فعلها نبي ... قال الكتاب المقدس: {لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا} [متى 24 :24]


فالأنبياء الكذبة حسب ما يقول الكتاب المقدس أنهم يفعلون معجزات عظيمة, فهل النبي الكاذب سيكون إله؟


فهل يصدق العاقل ان المسيح الذي يأكل ويشرب وينام هو إله؟


واما عن التجسد الإلهي الذي يعتقد به النصارى .. فيستدلون بنص من كتابهم وهو: {وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى .الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم أومن به في العالم رفع في المجد} [تيموثاوس الأولى 3 :16]


فنقول وبالله التوفيق: يكفينا قراءة الترجمات الاخرى كالترجمة اليسوعية: {ولا خلاف أن سر التقوى عظيم: قد أظهر في الجسد وأعلن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبشر به عند الوثنيين وأومن به في العالم ورفع في المجد}
ولقد تم حذف لفظ الجلالة (الله)


وأما عن ترجمة الأخبار السارة: {ولا خلاف أن سر التقوى عظيم الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم ورفعه الله في المجد}.
فنقول بأن المسيح - عليه السلام - هو انسان وهو نبي وليس إله .. كما جاء في الكتاب المقدس: { فقال لهما وما هي فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب} [لوقا 24 :19]


قال المسيح: {فأجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد} [مرقس 12 :29]


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : {وَلَكِنْ يُقَالُ لَهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ أَنْتُمْ لَا يُمْكِنُكُمْ إِثْبَاتُ كَوْنِ الْمَسِيحِ هُوَ اللَّهُ إِلَّا بِهَذِهِ الْكُتُبِ وَلَا يُمْكِنُكُمْ تَصْحِيحُ هَذِهِ الْكُتُبِ إِلَّا بِإِثْبَاتِ أَنَّ الْحَوَارِيِّينَ رُسُلُ اللَّهِ مَعْصُومُونَ وَلَا يُمْكِنُكُمْ إِثْبَاتُ أَنَّهُمْ رُسُلُ اللَّهِ إِلَّا بِإِثْبَاتِ أَنَّ الْمَسِيحَ هُوَ اللَّهُ فَصَارَ ذَلِكَ دَوْرًا مُمْتَنِعًا} [الجواب الصحيح/ج2 ص398]


فألوهية المسيح لا يقبلها العقل.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين