شهادة أن لا إله إلا الله مع لازمتها شهادة أن محمدا رسول الله هي أصل الإسلام، والركن الركين في الإيمان. شعبة هي أم الشعب، ومنبع الفيض الإيماني. وجماع الخير. هي الكلمة الطيبة قولا واعتقادا. هي الشجرة الطيبة أصلا وفروعا وطيبا وثمرا. قال ابن أبي جمرة رحمه الله في تفسير قوله تعالى : «وضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربها»1 ما نصه : «إن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى «مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة» فالكلمة هي كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله)، والشجرة أصل الإيمان، وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي، وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير، وثمرها عمل الطاعات، وحلاوة الثمر جني الثمرة. وغاية كماله (أي الثمر) تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها».
فلا إله إلا الله في المثل الذي ضربه الله لنا توازي وتماثل الإيمان في تأصلهما،
وتفرعهما، وثمرتها، وحلاوتها. بل الكلمة الطيبة هي اصل الإيمان وحقيقته، منها يتفرع، وعنها يصدر، ومن معينها يتدفق الرافد الأعلى من روافده.
لا إله إلا الله تجمع الأمة المسلمة. فكل أهل التوحيد أهل القبلة إخوة لنا مهما كان الخلاف المذهبي، ومهما كانت بدع بعضنا وفجورهم، إلا بدعة تخرج من أصل التوحيد، أو فجور يتعدى مرتكبه ويفسد الأمة.
فلا إله إلا الله تجدد الإيمان كما جاء في الحديث : جددوا إيمانكم. قالوا : كيف نجدد إيماننا يا رسول الله ؟ قال : أكثروا من قول لا إله إلا الله». رواه الإمام أحمد ورجاله ثقات والطبراني. ورمز السيوطي إلى صحته.
ورب معترض ومتعالم على الله ورسوله يأتي برأيه يقول : «كلمات وردت في السنة من تسبيح وتحميد وغيرهما. فلم التركيز على كلمة الإخلاص دون غيرها ؟».
اعلم يا أخي أن الله ورسوله أعلم. وقد وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصية الكلمة الطيبة في تجديد الإيمان. فمن اتبع وجرب عن يقين عرف. وذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خصائص أذكار وعبادات أخرى، فالمتبع اليقظ يميز. روى مسلم عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السموات والأرض. والصلاة نور والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك الحديث. وقال صلى الله عليه وسلم فيما روى الإمام أحمد والبيهقي : «سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض. والطهور نصف الإيمان لكنها لا تجدده. وذكر المعصوم المحبوب صلى الله عليه وسلم أن لا إله إلا الله، الإكثار من قولها، هي الكيمياء التي تجدد الإيمان، وتقويه، وتبعثه. كما ذكر الله سبحانه أن القرآن شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة. فخذ لنفسك من طب الكتاب والسنة إن كنت من الموقنين.


[1] إبراهيم، 24