1ـ الأزهر لا يفعل هذا إنما هذا قانونا من صميم عمل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية . وإن كان معظم علماء المجلس من علماء الأزهر أيضاً لكن كلاً منهما مُؤسسة بنفسها علمياً وقانونياً .
2ـ لا بأس بقولنا عن مثل هذا
مصاحِف محرفة قياسا على قولنا فى علم الحديث :
حديث موضوع وإن كان الأصح عند بعض العلماء أن نقول : هذا كذب على النبىّ
ولا نقول هذا حديث موضوع إذ ليس بحديث، ولكن كل هذا جائز سواء عن الحديث أو عن المصاحف .
هذا من جهة ومِن جهة أخرى وهى جهة علمية بحتة :
فالمصاحف لا تعنى بالضرورة القران الكريم كما يعرف العامة من النَّاسِ، فكل قران يصح ان يقال عنه مصحف وليس كل مصحف يصح ان يقال عنه قرأن .
فالقران هو كلام الله تعالى أما المصحف فهو الورق بحبره وتجليده ... إلخ فيقال صفحة وصفحات . وكذا صحف ومصحف .
والصحف لغة هى جمع صحيفة وهى القطعة من الورق وغيرة مما يُكتب فيها .
والصحف اصطلاحا هى الأوراق المجردة التى جمع فيها القران فى عهد أبى بكر و كانت مرتبة الأيات مفرقة السور لم يُرتب بعضها إثر بعض .
والمصحف لغة : جامع الصحف فهو مَلَاحِظ، فيه دفتان أى جلدتان لجمع اوراقه وضبط صحفه .
والمصحف اصطلاحا : هو الأوراق التى جمع فيها القران الكريم مع ترتيب أياته وسوره جميعا فى عهد عثمان ابن عفان رضى الله عنه وقد علل الأزهرى رحمه الله هذه التسمية قديما فقال : إنما سمى المصحف مصحفاً لأنه أُصْحِفَ أى جعل للصحف المكتوبة بين الدفتين .
ويجوز ضم ميم المصحف وكسرها هكذا : مُصْحَف ــ مِصْحَف والضم هو الأصل والأشهر .
وما جمعه أبو بكر فهى صحف وليست مصحفا لأنها كانت متفقة غير مجتمعة ويطلق على صحف ابى بكر كذالك لأ[الربعة].
ومن أراد الاستزادة فليراجع فى هذا الشان ـ مثلا ـ : معجم علوم القران وكذا تاريخ المصحف الشريف للشيخ عبدالفتاح القاضى وكذا مختار الصحاح مادة ص ح ف .
ومما سبق نعلم أن المصاحف كثيرة مثل : مصحف عمر ابن الخطاب ومصحف على ابن ابى طالب ومصحف عائشة ومصحف حفصة ومصحف فاطمة ومصحف أم سلمة ومصحف عبداالله ابن الزبير ومصحف ابى ابن كعب ومصحف عبدالله ابن عباس ومصحف عبدالله ابن مسعود .... إلخ وكلها مصاحف فردية كتبها اصحابها لأنفسهم بزيادات كتفسيرات من الصحابة أنفسهم وتقديم وتأخير وكل هذه المصاحف طابقها الصحابة جميعا مع اخر عرضة للقرأن بين النبىّ محمد
وجبريل عليه السلام وكل هذا جُمِعَ فِى ما سُمِّى بالمصحف الإمام وهى القراءات الـ20 التى بين أيدينا.
وللاستزادة يُراجع فى هذا كتاب المصاحف بسنن أبى داوود . وكذا به أمثلة حتى لا اطيل هنا الآن .
يُلاحظ :
مراد اللهِ تعالى بالقران ليس هو ما نقرءه برواية حفصٍ عن عاصم فقط بل هم الـ 20 رواية المتواترة عن نبينا وحبيبنا محمَّدٍ .
فربما يصح قولى : إن مراد الله بالقرأن هو الـ 20 رواية التى يُقرأُ بها القرأن من آخر عرضة بين جبريل عليه السلام ومحمَّدٍ والتى نقرأُ نحن المسلمين بها إلى الآن . والحمد لله الذى حفظَ القرأن .
والروايات هى : ورش عن نافع، قالون عن نافع، الدورى عن أبى عمرو، السوسى عن أبى عمرو، حفص عن عاصم ، شعبة عن عاصم، خلف عن حمزة، خلاد عن حمزة، البزى عن ابن كثير المكى، قنبل عن ابن كثير المكى، هشام عن ابن عامر، ابن ذكوان عن ابن عامر، ....إلخ الـ 20 رواية المتواترة . وممكن الاطلاع على هذا الرابط لوزارة الأوقاف للاستفادة اكثر على
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat
أرجع للموضوع فأقول ومن ثم قالوا :
الحلف بالمصحف شرعا شرك باللهِ أى حرام لأن المصحف هو الأوراق وخلافه .
والحلف بالقرانِ صحيح إذ القران هو كلام الله تعالى . وقد ثبت ان الله متكلما
" وَ كَلَّمَ اللهُ مُوْسَى تَكْلِيمَا " والحلف شرعا يكون بالله نفسه أو باسمٍ من أسمائهِ كا والقهار كذا وكذا او بصفة من صفاته سواء صفة خبرية كاستواء الله او يده او ... إلخ أو صفة مضافة كقولنا وخير الرازقين كذا أو ورب العالمين كذا أو بصفة غيرمضافة كا والرحمن كذا وكذا .
الشاهد : لا خطأ بقولنا مصاحف محرفة بل الخطأ بفهمنا عن قولنا مصحف أنه هو هو القرأن بل المصحف هى الأوراق مجموعة و .... إلخ .
وحل هذا الإشكال كله فى شيئ واحد وبسيط ألآ وهو : ألا نسمى كلام ربنا إلا بما سماه الله تعالى فقط او بما سماه به رسوله
فالله مثلا سمى كلامه بكتابه : القران [نمل 6 والإسراء9 والقصص85 والقيامة17و18]ـ الكتاب [البقرة2 والكهف 1 والأنعام92] ـ الفرقان [آل عمران4 والفرقان1]ـ التنزيل ـ الذكر [الحجر9] ... إلخ .
وقالوا : الميزان وأحسن الحديث والكتاب المتشابه والمثاني وحق اليقين والتذكرة والكتاب الحكيم والقيم وأبلغ الوعّاظ.
وفى مجموع الفتاوى مجلد 14 :
اقتباس
فصل في أسماء القرآن
قَالَ شيخ الإِسلام : فصل أسْمَاء القُرآن
القرآن، الفرقان، الكتاب، الهدى، النور، الشفاء، البيان، الموعظة، الرحمة، بصائر، البلاغ، الكريم، المجيد، العزيز، المبارك، التنزيل، المنزل، الصراط المستقيم، حبل الله، الذكر، الذكرى، تذكرة: { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } [1]، { إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } [2]، { مُصَدِّقا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } [3] و { تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } [4]، المهيمن عليه، { تَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ } [5]، { تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ } [6]، المتشابه، المثاني، الحكيم: { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } [7]، محكم، المفصل: { وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا } [8]، البرهان: { قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا } [9]، على أحد القولين، الحق: { قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ } [10]، عربي مبين، أحسن الحديث، أحسن القصص على قول، كلام الله: { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ } [11]، العلم: { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ } [12]، العلي الحكيم: { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } [13]، القيم: { يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } [14]، { أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّمًا } [15]، وَحْي في قوله: { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [16]، حكمة في قوله: { وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } [17]، وحُكْما في قوله: { أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا } [18]، ونبأ على قول في قوله: { عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ } [19]، ونذير على قول: { هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى } [20] في حديث أبى موسى شافعا مشفعا وشاهدا مصدقا، وسماه النبي : «حُجَّة لك أو عليك» وفى حديث الحارث عن على: «عِصْمَة لمن استمسك به».
وأما وصفه بأنه يقص وينطق ويحكم ويفتى ويبشر ويهدي فقال: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ } [21]، { هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ } [22]، { قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ } [23] أي: يفتيكم أيضا: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ } [24].
هامش :
↑ [الحاقة: 48]
↑ [المدثر: 54، 55]
↑ [البقرة: 79، وآل عمران: 3]
↑ [يونس: 37، يوسف: 111]
↑ [يوسف: 111]
↑ [النحل: 89]
↑ [لقمان: 2]
↑ [الأنعام: 114]
↑ [النساء: 174]
↑ [يونس: 108]
↑ [التوبة: 6]
↑ [آل عمران: 61]
↑ [الزخرف: 4]
↑ [البينة: 2، 3]
↑ [الكهف: 1، 2]
↑ [النجم: 4]
↑ [القمر: 4، 5]
↑ [الرعد: 37]
↑ [النبأ: 2]
↑ [النجم: 56]
↑ [النمل: 76]
↑ [الجاثية: 29]
↑ [النساء: 127]
↑ [الإسراء: 9]
وما كان من خطأ فمنى ومن الشيطان والله ورسوله والإسلام من هذا براء، وما كان من خير فمن الله جل فى علاه. والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ .
المفضلات