سرّ الملائكة
إذاً كما أن الرب يسوع حاضر معنا الآن بواسطة الروح القدس, معلنا ذاته وإرادته, هكذا كان أيضا مع شعب الله في العصور الماضية, وهكذا سيظل على مدى الأزمنة, بوصفه ملاك حضرة الله الذي يقودنا ويهدينا. فالله الآب يعلن حضوره, عن طريق الملائكة, للذين آمنوا في الأزمنة القديمة. وعن طريق "ملاك الرب" الذي هو الله الابن, يسوع المسيح, أعلن نفسه, وفدانا بصلب الإبن وموته وقيامته. هنا سرّ أعمق من أن نسبر غوره ونبلغ منتهاه تماما.
دعا علماء اليهود ملاك الرب "ميتاترون", أي "ملاك المُحيَّا", لأنه يشاهد وجه الله باستمرار, لذلك يعمل لإيصال برنامج الله إلى كل منا.
لقد وافانا الإعلان الكامل في شخص الرب يسوع المسيح, إذ ظهر الله الابن في الجسد, فلم تعد ثمة حاجة لأن يعلن الله نفسه بهيئة ملاك الرب في عصر النعمة الحاضر. وعلى هذا, فإن الملائكة الذين ظهروا في فترة العهد الجديد – أو قد يظهرون في أيامنا هذه – ليسوا إلا "أرواحا مخلوقة". وليس أي منهم هو الله في شكل ملاك, كما كان يظهر في العهد القديم من حين إلى آخر. فإن ظهور الله الابن في شكل مرئي بهيئة جسميّة, كما كان يحدث في العهد القديم, هو ظهور لم تعد حاجة له في العهد الجديد, ما دام الابن نفسه قد تجسد. وإذا تأملنا في حضور الملائكة في العهد الجديد بعدما أرسل الله أبنه في الجسد بالولادة في بيت لحم, وجدنا أن عمل الملائكة صار منحصرا في إيصال رسالة الله والمساعدة على تثبيت رسالة إنجيل المسيح. ولكن ظهور الملائكة ما كان قطٌّ للإتيان بما يحل محل الإنجيل أو يناقضه أو ينتقص منه.
المفضلات