بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدية إلى الشباب
[12:12مكة المكرمة ] [07/03/2009]
شعر: د. جابر قميحة
لقد فاضت الآفاقُ نــورًا وبهجـــةً = بمولد خيرِ الخلْــقِ، أنعمْ بها ذِكْرى!
وعندي من الشعِر الكريــمِ حديقــةٌ = زرَعْتُ بها الريحـانَ والورْدَ والزهْرا
وروًّيتُها من عِْطرِ "طـه" وبالضَّحــى = و"بالنورِ" و"الإخلاصِ" و"الفجر" والإسَرا
لذلك أُهدِيكُمْ غوالـــي مشاعِـــرِي = وقد صُغْتها من ماءِ قلبـي لَكَمْ شِعْــرا
*****
بُنَّي- رعاكَ اللهُ- هــاكَ هـديتـي = تَمَسَّكْ بأَهدابِ الشريعةِ كـي تَثْــرَى
فإنَّ نُخَاعَ الدينِ سيفٌَ.. ومصحـفٌ = وعِلمٌ وعَـزْمٌ لاهِبٌ يقْهَـرُ القَهْــرا
فإمَّـا تمسكْنــا به كـان نصْـُرنا = وإما هجــرناه غَدَوْنـا ولا ِصفْـرا
ويا فَخْــرَنَا أن كــانَ فينـا محمدٌ.. = وأنْعِمْ بـهِ عِــزًّا، وأنعـم به فَخْرا
فما حققَ النصــرَ الأَبَّي تَـواكُـــلاً = ولكـن بعـزْمٍ شامِخٍٍ يسْحَقُ الصخْرا
فكانَ بصـدرِ الجيـِش تحـت "عُقابِـهِ" = فتهوِي رءوسُ الكفْرِ من رُعبها حَسْرَى
فما منهمُ إلا صــريعُ هــزيمــةٍ.. = ونــاٍج رَعيـشُ القلبِ يجْتَنِبُ الأَسْرَا
هو الأسوةُ الشمَّــاءُ، أَنعِـمْ بأُسْــوةٍ = هي البلســمُ الشافي وأنعِـمْ بِهِ طُهْرَا
هو القدوةُ العظمَـى لأصحابِـِه الأُلَى = مَضَوْا يطلبون المجـدَ والأنْجُـَم الزٌهْرَا
مشاعـلَ حقَّ قد أضاءتْ بهـا الُّدنـَى = وحـرَّقَـت الطغيـانَ والـذلًّ والكفـرا
ألم تـرَ سعـدًا والمثنـَّى.. وخالــدا = وحمـزةَ والمقدادَ، والفتيــةَ الغُــَّرا
لهم رايــةٌ صيغـت من المجْدِ والتُّقَى = وما نُسِجَتْ قَـَّزا، وما ُصبغَت تِبــرْا
مَضَوْا يمخُرون الصخرَ والبحرَ والمَدَى = فأصبَحَ ما قدْ كـانَ عُسْرا بهمْ يُسْــرا
ونصـرُهُمُ حقٌ على اللهِ في الوغَــى = ولــم يعرفــوا إلا لـربهِــم.. فَرَّا
فدكــوا حصونَ البغي والظلِم والهوى = وصاغُـوا كتابَ العدلِ سْطرا تلا سطرا
فما عادَ فـوقَ الأرضِ للــرومِ رايـةٌُُ = وما عـاد للفرسِ الجبابـرِ من ذِكْرَى
وما عــاد فيها قيصرُ الظلمِ والهـوى = ولا رسْتُمُ الجبارُ فيها ولا كسْـــرى
*****
وفي عَــالَم اليـومِ الكئيبِ مبــادئٌ = كمثلِ ضَوَاِري الغابِ، بل إنها أضْرى
تُخّرِبُ فـــي الأرواحِ كل نبيـــلةٍ = وتـزرَعُ فيها الإفْـكَ والإثْمَ والشـرّا
وتزعــمُ أنََّـا لو رجعنا لشـرْعِنــا = لكنا لِظلْمـاتِ التخلفِ كالأسْــــرَى
فيـا عَجَبـــًا للإفْـكِ.. إذ ينسجُونَهُ = خُيـوَط ضـلالٍ تورِثُُ الجَـْهلَ والكفرا
وتُخمِــدُ نورَ القلبِ والطهْـرِ والنُهَى = وتجعلُ خِصبَ الأرض من سُمِّها قَفْـرا
*****
فمن ذا الذي ساقَ الهــداية للدّنُــى = وأخرجها للنور من ظلمةٍِ حَــــرَّي؟
ومن ذا الذي راعَى الهدايةَ منهجًـــا = وروحَ الإخــاء الحقَّ والسلْمَ والخيرْا؟
ومن ذا الذي قد عَلَّم الغــربَ بعـدَما = قضى في ظلاِم الجهلِ- من ضيْعةٍ- دهرا؟
هُمُ- يا بني- المسلمونَ، وقد سَعَـوْا = يجيبونَ داعي الله "باقْرَأْ" فيا بُشـــرى!
فسلْ عَنْهُــُم الكميـاءَ والطبَّ ولْتَسَلْ = علومَ الأراضِي والحسابـاتِ والجَبـْـرا
*****
فلمــا تَــراخيْنَا ونِْمَنا تَسَـَّللُــوا = وَلَصُّــوا معالينا، وباهُـوا بها الغَيْــرا
وما العِــلْـمُ إلا عِلمُنا غَيَّروا اسْمَـهُ = ولكنَّنــا نِمنْـَا وهُـمْ واصلُــوا السَّيْرا
فلما صحوْنا من كَــرَّى طــالَ ليلهُ = تَكشَّـفَ أنَّ اللصَ قــد غـادَرَ القَصْـرا
يَــردُّ علينــا مــن بضاعتِنا التي = تَنَهَّبهَــا ليـلاً، فَنُزْجِـي لَه الشكْـرا
ولكنــه أَبْقَـــى له من لُبــابِها.. = جواهرهَـا العظمـى، وأعطى لنا الِقشْرا
بُنَيَّ: وفي ذكــرى الرسولِ ونورهـا = ذَكَــْرتكُ. فلتُخْلِصْ وَفــاءَكَ للذكْـرَى
وإنـا- وقد شِبْنـَا ولانَتْ عِظـامُنـا = عَقَـدْنــا بك الآَمَـالَ، والنظـرةَ الِبكْرا
بأن تبْعَـثَ الأمجـادَ بالعـلم والتَّـقَى = وبالفكــرِ والإبـداعِ تُدنـِي لَنَا الفَجْـرا
لكـي نستعيـدَ اليومَ مجدَ جـدودِنـا = ونبْـني على القــرآنِ دولتَنا الكبْـرَى
---------------
* معاني الكلمات:
- تثرَى: تصير ثريا بالعمل الصالح.
- لاهب: قوى شديد. الأنْجُـَم الزهْرَا: النجوم الساطعة.
- أضرى: أشد ضراوة ووحشية. النُّـهَى: العقول جمع نـُهْـية.
- الدّنى: جمع دنيا. الكرى: النوم.
- النظرة البكر: النظرة الآملة المتجددة.
---------
* Komeha@menanet.net
المفضلات